تويت
مــــــن أخــــــــــــــلا ق أهــــــــــــل القـــــــــرآن
قال الإمام الآجري رحمه الله تعالى:
"فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله، في السر والعلانية، باستعمال الورع في مطعمه ومشربه ومكسبه، بصيرا بزمناه وفساد أهله ، فهو يحذرهم على دينه، مقبلا على شأنهن مهموما باصلاح ما فسد من أمره ، حافظا للسانه، مميزا لكلامه، وإن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا ، وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا، قليل الخوض فيما لا ينيه يخاف من لسانه أشد ما يخاف من عدوه، يحبس لسانه كحبسه لعدوه ليأمن شره وسوء عاقبته ، قليل الضحك فيما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك ، إن سر بشيء مما يوافق التبسم تبسم، يكره المزاح خوفا من اللعب، فإن مزح قال حقا، باسط الوجه ، طيب الكلام ، لا يمدح نفسه بما فيه فكيف بما ليس فيه !! يحذر من نفسه أن تغلبه على ما تهوى مما يسخط مولاه، ولا يغتاب أحدا ولا يحسده ولا يحقر أحدا ولا يشمت بمصيبة ، ولا يبغي على أحد ،و لا يسيء الظن بأحد إلا بمن يستحق ....قد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى خلق حسن جميل."
وقال أيضا رحمه الله :
"حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه إن مشى مشى بعلم ، وإن قعد قعد بعلم ، يجتهد ليسلم الناس من لسانه ويده ، ولا يجهل وإن جهل عليه حلم ، لا يظلم، وإن ظلم عفا، لا يبغي على أحد وإن بغي عليه صبر، يكظم غيظه ليرضي ربه ، ويغيظ عدوه ، متواضع في نفسه إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير يطلب الرفعة من الله تعالى لا من المخلوقين ، ماقت للكبر خائفا على نفسه منه، لا يتأكل بالقرآن ،ولا يحب أن تقضى له به الحوائج، ولا يسعى به إلى أبناء الملوك، ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه...يقنع بالقليل فيكفيه ، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه، يتبع واجبات القرآن والسنة.
يلزم نفسه بر والديه فيخفض لهما جناحه، ويخفض لصوتهما صوته، ويبذل لهما ماله ، وينظر إليهما بعين الوقار ، والرحمة ، يدعو لهما بالبقاء ويشكر لهما عند الكبر ، لا يضجر بهما ،ولا يحرمهما، إن استعانا به على طاعة أعانهما وإن استعانا به على معصية لم يعنهما ، ورفق بهما في معصيته إياهما ، يحسن الأدب ليرجعا عن قبيح ما أرادا مما لا يحسن بهما فعله ، يصل الرحم، ويكره القطيعة ، من قطعه لم يقطعه ، ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه ، يصحب المؤمنين بعلم ، ويجالسهم بعلم من صحبه نفعه ، حسن المجالس لمن جالس، لا يعنف من أخطأ ، ولا يخجله ، رفيق في أموره ، صبور على تعليم الخير، يأنس به المتعلم ويفرح به المجالس مجالسته تفيد خيرا ، مؤدب لمن جالسه بأدب القرآن والسنة ...ليس همته أن أختم السورة، همته متى استغني بالله عن غيره ، متى أكون من المتقين، متى أكون من المحسنين"اهـ
من كتاب فضائل القرآن وحملته في السنة المطهرة
للشيخ:محمد موسى نصر حفظه الله
تعليق