هو/ صديق طفولة ، ورفيق إغتراب ، وعزيز بُعد ، قدر الله أن نبتعد عن بعضنا لحوالي عقدين من الزمن بحكم ظروف الحياة ، ثم مالبث دولاب الوقت وهو يسير ، أن ألقى بكل منا في حضرة صحابه ، وتم منحنا أسبوعاً كاملاً للبقاء في معية الصحبة ، والذي كان حاضراً معنا ، وبكل قوة هي ( الذكريات ..!! ).
.... لم نكتفي بتجاذب الاحاديث ، ولا بالتفرس في مخلفات الزمن المطبوعة على تضاريس بدنينا ، ولا بالاصغاء الى تقاسيم معزوفة الذكريات المتراقصة على اوتارها كل الامكنة من حولنا .
كُنت مجاملاً لصاحبي ، وسعيدٌ بأنني اسايره وهو يعيش لحظة الصفاء بكل ( نهم ) ولكثرة إفراطي في تغذية موارد الفرح لديه ودغدغة مشاعر البهجة عنده ، أصبحت وكأنني أصبت بعدوى الفرح ، من غير لا موسم له ، ولا حتى تعرضي للفحاته المنعشة ، أو زياراته المفاجئة .
ولقد تمادى صاحبي في ( غيهِ الفرائحي ) الى أن اصبح قاب قوسين أودنى من الاصابة بـ ( فيروس السعادة ) وإن كنت أعلم بأن هذا الفيروس هو اضعف من أن يدمر خلايا الحزن في مشاعره البئيسة ، إلا أن مجرد الاشتباه في الاصابة به ، يُعد أمراً نادراً جداً ، بل ومستحيل في مثل حالة صديق العُمر .
وبالطبع ولخوفي عليه من الصدمة المميتة اذا آفاق من سكرته ، فقد حاولتُ جاهداً أن اشدهُ الى الواقع وأربطه بالحقيقة ، ولكن دون جدوى ... فقد كان في عالم آخر ، وحُقّ له ذلك وهو الذي عاش عقوداً من الزمن مكبلا بسلاس القهر خلف أسوار الكآبة .. ومن الجور أن اساهم في حرمانه هذا ( الجو النهمي ) الاستثنائي ، ولو لأيام معدودة هي فترة اجازته ، إن لم تكن لحظات وجيزة هي مدة فرحته .
....... وفي هذه الحالة ــ الفريدة ــ ومع هذا الصديق العزيز ، فقد أصقط في يدي ، وحارت حيلي وبارت حكمي ، في اصلاح ما أفسده هذا ــ الصفاء ــ من طبع صاحبي ، وما أحدثهُ ذلك ــ النقاء ــ في ذوقه من دمآآر...!
ولــذا قررت أن اجرب ( الكي ) الذي هو آخر وسائل العلاج / ...
........ نعم / فلقد أخرجت له قاموساً ( أوراقه من أديمي جسدي ومداده من قطرات دمي ) كُنت أحتفظ به مابين أضلعي وكبدي ، وبكل مرارة وألم ، ألقيتهُ بين يدي صاحبي ، ثم أشحتُ بوجهي عنه الى الاتجاه المعاكس ، تاركاً له حرية التمعن وراحة التصفح .
بعدها ساد الصمت وخيم الوجوم وتلاشت الحركة شيئاً فشيئاً ، وقررت أن لا ارجع بصري اليه ثانية حتى اسمع قراع نعله مرتحلاً ... يآآآآه ، أيُ جرم فعلته بصاحبي ، وأي ظُلم ارتكبته في حقه ؟.
أبعـد اربعين سنة أو تزيد عاشها في دروب الضياع ، وخلف غياهب النسيان ، ووراء حُجب التهميش ،، ثم آتي أنا فأظنُ عليه بنصف ساعة ــ والنصف كثر ــ من أصيل غروب ..... ثم أن سويعات الاصيل جفولة هي الاخرى قبل أن تكون أفولة .!
،،، لله درك يا ابا " فلان " كم أنت صابراً ومجاهداً ..و ،،،،، ومكابراً ، ولازلت نهم في مقارعة " الخطوب " .... وها أنا اودع ملحمة هذا اللقاء ، ومستذكراً حكمة قديمة قدم التعب ، ومتجددة تجدد الامل ــ وهي تقول " لن تجني ثمار الصبر إلا مع صدق الاحتساب .
.... لم نكتفي بتجاذب الاحاديث ، ولا بالتفرس في مخلفات الزمن المطبوعة على تضاريس بدنينا ، ولا بالاصغاء الى تقاسيم معزوفة الذكريات المتراقصة على اوتارها كل الامكنة من حولنا .
كُنت مجاملاً لصاحبي ، وسعيدٌ بأنني اسايره وهو يعيش لحظة الصفاء بكل ( نهم ) ولكثرة إفراطي في تغذية موارد الفرح لديه ودغدغة مشاعر البهجة عنده ، أصبحت وكأنني أصبت بعدوى الفرح ، من غير لا موسم له ، ولا حتى تعرضي للفحاته المنعشة ، أو زياراته المفاجئة .
ولقد تمادى صاحبي في ( غيهِ الفرائحي ) الى أن اصبح قاب قوسين أودنى من الاصابة بـ ( فيروس السعادة ) وإن كنت أعلم بأن هذا الفيروس هو اضعف من أن يدمر خلايا الحزن في مشاعره البئيسة ، إلا أن مجرد الاشتباه في الاصابة به ، يُعد أمراً نادراً جداً ، بل ومستحيل في مثل حالة صديق العُمر .
وبالطبع ولخوفي عليه من الصدمة المميتة اذا آفاق من سكرته ، فقد حاولتُ جاهداً أن اشدهُ الى الواقع وأربطه بالحقيقة ، ولكن دون جدوى ... فقد كان في عالم آخر ، وحُقّ له ذلك وهو الذي عاش عقوداً من الزمن مكبلا بسلاس القهر خلف أسوار الكآبة .. ومن الجور أن اساهم في حرمانه هذا ( الجو النهمي ) الاستثنائي ، ولو لأيام معدودة هي فترة اجازته ، إن لم تكن لحظات وجيزة هي مدة فرحته .
....... وفي هذه الحالة ــ الفريدة ــ ومع هذا الصديق العزيز ، فقد أصقط في يدي ، وحارت حيلي وبارت حكمي ، في اصلاح ما أفسده هذا ــ الصفاء ــ من طبع صاحبي ، وما أحدثهُ ذلك ــ النقاء ــ في ذوقه من دمآآر...!
ولــذا قررت أن اجرب ( الكي ) الذي هو آخر وسائل العلاج / ...
........ نعم / فلقد أخرجت له قاموساً ( أوراقه من أديمي جسدي ومداده من قطرات دمي ) كُنت أحتفظ به مابين أضلعي وكبدي ، وبكل مرارة وألم ، ألقيتهُ بين يدي صاحبي ، ثم أشحتُ بوجهي عنه الى الاتجاه المعاكس ، تاركاً له حرية التمعن وراحة التصفح .
بعدها ساد الصمت وخيم الوجوم وتلاشت الحركة شيئاً فشيئاً ، وقررت أن لا ارجع بصري اليه ثانية حتى اسمع قراع نعله مرتحلاً ... يآآآآه ، أيُ جرم فعلته بصاحبي ، وأي ظُلم ارتكبته في حقه ؟.
أبعـد اربعين سنة أو تزيد عاشها في دروب الضياع ، وخلف غياهب النسيان ، ووراء حُجب التهميش ،، ثم آتي أنا فأظنُ عليه بنصف ساعة ــ والنصف كثر ــ من أصيل غروب ..... ثم أن سويعات الاصيل جفولة هي الاخرى قبل أن تكون أفولة .!
،،، لله درك يا ابا " فلان " كم أنت صابراً ومجاهداً ..و ،،،،، ومكابراً ، ولازلت نهم في مقارعة " الخطوب " .... وها أنا اودع ملحمة هذا اللقاء ، ومستذكراً حكمة قديمة قدم التعب ، ومتجددة تجدد الامل ــ وهي تقول " لن تجني ثمار الصبر إلا مع صدق الاحتساب .
اوران
هلع
... نحن نهمون جدا في البحث عن واحات السعادة
وشغوفون أكثر بإطلالة مواسم الافراح
فإذا اصابنا عارض من الألم أصابنا الملل
واذا حُكم علينا مداراة الجراح هزَمَنا الوجل.
تعليق