• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح حديث "أرأيتَ إذا صليتُ المكتوبات وصمت رمضان.."

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح حديث "أرأيتَ إذا صليتُ المكتوبات وصمت رمضان.."

    شرح حديث

    "أرأيتَ إذا صليتُ المكتوبات وصمت رمضان.."


    عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيتَ إذا صليتُ المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئًا، أأدخل الجنة؟ قال: ((نعم))؛ رواه مسلم.

    ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته، ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقدًا حِلَّه.

    ترجمة الراوي:
    جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي السلمي، كان من أكابر الصحابة، واستشهد عبدالله والد جابر في غزوة أُحُد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابنه جابر: ((أي بني، ألا أبشرك؟ إن الله عز وجل أحيا أباك فقال: تَمَنَّ، فقال: يا رب، أن تعيد روحي وتردني إلى الدنيا حتى أقتل مرة أخرى، قال: إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون)).

    وكان على والده دينٌ، فاستغفر اللهَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لجابر في ليلة واحدة سبعًا وعشرين مرة في قضاء دَين أبيه، وعَمِيَ آخر عمره، وتوفي بالمدينة سنة ثلاث وسبعين عن أربع وتسعين سنة، روي له 1540 حديثًا[1].

    منزلة الحديث:
    هذا الحديث عظيم الموقع، وعليه مدار الإسلام لجمعه له؛ وذلك لأن الأفعال إما قلبية أو بدنية، وكل منهما إما مأذون فيه وهو الحلال، أو ممنوع منه وهو الحرام، فإذا أحل الشخص الحلال وحرم الحرام فقد أتى بجميع وظائف الدين، ودخل الجنة آمنًا[2].

    قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: هذا الحديث جامع للإسلام؛ أصولًا وفروعا[3].
    قال القاضي عياض رحمه الله: هذا الحديث شمل جميع وظائف الإيمان، والسنن[4].

    غريب الحديث:
    أرأيت: أخبرني وأَفْتِني.
    أحللت الحلال: اعتقدت حِلَّه، وفعلت الواجب منه.
    حرمت الحرام: اجتنبته معتقدًا حرمته.

    شرح الحديث:
    ((أرأيت)) الاستفهام هنا بمعنى الاستخبار، ورأيت بمعنى علمت؛ أي: أخبرني بما تعلمه وتتيقنه من أمري.

    ((إذا صليت المكتوبات))؛ أي: المفروضات، وهي الصلوات الخمس.

    ((وصمت)) شهر ((رمضان، وأحللت الحلال))؛ أي: اعتقدت حِلَّه، وفعلت الواجب منه.

    ((وحرمت الحرام))؛ أي: اعتقدت حرمته وامتنعت منه، قال النووي نقلًا عن ابن الصلاح في قوله حرمت الحرام -: الظاهر أنه أراد به أمرين، أن يعتقده حرامًا وألا يفعله، خلاف تحليل الحلال؛ فإنه يكفي فيه مجرد اعتقاده حلالًا.

    ((ولم أزد على ذلك شيئًا)) يحتمل أن يكون اكتفى منه بذلك؛ لقرب عهده بالإسلام، حتى يأنس ويحرص على الخير وتسهل عليه الفرائض، ويحتمل أنه قال له ذلك؛ لأنه لم يتفرغ للنوافل؛ لشُغله بالجهاد أو غيره من أعمال البر.

    ((أأدخل الجنة؟))؛ أي: من غير عذاب سابق على ذلك، ((قال: نعم))؛ لأنه لم يفعل ما يقتضي عدم دخولها.

    ولم يذكر فيه الزكاة والحج؛ لعدم فرضهما إذ ذاك، أو لاندراجهما في تحليل الحلال وتحريم الحرام.

    قال القرطبي في المفهم: لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم للسائل في هذا الحديث شيئًا من التطوعات على الجملة، وهذا يدل على جواز ترك التطوعات على الجملة، ولكن من تركها ولم يعمل شيئًا فقد فوَّت على نفسه ربحًا عظيمًا وثوابًا جسيمًا، ومن داوم على ترك شيء من السنن كان نقصًا في دِينه، وقدحًا في عدالته، فإن كان تركه تهاونًا ورغبةً عنها، كان ذلك فسقًا يستحق به ذمًّا، قال علماؤنا: لو أن أهل بلدة تواطؤوا على ترك سنة لقوتلوا عليها حتى يرجعوا، ولقد كان صدر الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم يثابرون على فعل السنن والفضائل مثابرتهم على الفرائض، ولم يكونوا يفرقون بينهما في اغتنام ثوابها [5].

    من هو السائل في الحديث؟:
    هو النعمان بن قوقل بن أصرم، شهد بدرًا واستشهد بأُحُد، أخرج البغوي أن النعمان قال: أقسمت عليك يا رب ألا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في خضر الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد رأيته يطأ فيها وما به من عرج))[6].

    الفوائد من الحديث:
    1- حرص الصحابة على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عمَّا ينفعهم ويقربهم إلى الله.
    2- الغاية من هذه الحياة هي دخول الجنة.
    3- أهمية الصلوات المكتوبات، وأنها سبب لدخول الجنة مع باقي ما ذكر في الحديث.
    4- فعل الواجبات وترك المنهيات سبب لدخول الجنة.

    [1] أسد الغابة (1/ 307 رقم 647) الإصابة (1/ 213 رقم 1026).

    [2] الجواهر اللؤلؤية شرح الأربعين النووية (213).

    [3] فتح المبين (162).

    [4] إكمال إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم، للأُبِّيِّ (1/ 142 ح 15).

    [5] المفهم شرح مسلم، للقرطبي (1/ 166 ح 11)، شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد (66).

    [6] الإصابة في معرفة الصحابة (3/ 564 رقم 8755).







    الالوكة

  • #2
    شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


    تعليق


    • #3
      يعطيك الف عافية
      وجزيت خيرا

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيكم وشكرا لكم على هذه الجهود

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خير

          تعليق


          • #6
            جزاك الله الجنة
            نفع الله بك




            تعليق

            يعمل...
            X