تفسير قوله تعالى:
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ... ﴾
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143].
قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ الجملة معترضة بين قوله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ﴾ [البقرة: 142] الآية، وبين قوله: ﴿ َمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا ﴾ الآية.
ذكر الله- عز وجل- في الآية السابقة فضل الله- عز وجل- على هذه الأمة في هدايته لهم إلى صراط مستقيم، ثم أتبعه بذكر فضله- عز وجل- عليهم بجعلهم أمة وسطًا.
والكاف في قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ للتشبيه بمعنى: "مثل"، والإشارة إلى ما سبق، وهو فضل الله- عز وجل- على هذه الأمة بهدايتهم إلى صراط مستقيم، أي: مثل ما هديناكم إلى صراط مستقيم، كذلك ﴿ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾.
و"جعل" بمعنى صيَّر تنصب مفعولين، الأول ضمير المخاطبين، والثاني "أمة وسطا".
والجعل نوعان: كوني، وشرعي، والمراد به هنا ما يشمل النوعين، أي: جعلناكم كونًا وقدرًا، وشرعًا، بما شرعناه لكم من هذا الشرع المطهر ﴿ أُمَّةً وَسَطًا ﴾.
و﴿ أُمَّةً ﴾ أي: جماعة وطائفة، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24].
أي: وما من جماعة وطائفة ﴿ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾.
وتطلق الأمة على الزمن والمدة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ﴾ [يوسف: 45]. أي: وادَّكر بعد مدة.
وتطلق على الملة، كما قال تعالى عن المشركين: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ ﴾ [الزخرف: 22، 23] أي: على ملة وطريقة.
وتطلق على الإمام والقدوة، كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا ﴾ [النحل: 120].
والمراد بالأمة في الآية ﴿ ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾: أمة الإجابة.
﴿ وَسَطًا ﴾: عدلًا خيارًا، قال صلى الله عليه وسلم: "والوَسَط: العدل"[1]، ومن هذا قوله تعالى: ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ ﴾ [القلم: 28] أي: أعدلهم رأيًا. قال زهير بن أبي سلمى:
أي: جعلناكم عدولًا خيارًا بين الأمم، دينكم الإسلام، أكمل الأديان، وكتابكم القرآن الكريم، أعظم الكتب، ورسولكم محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل، وشريعتكم أيسر الشرائع، الحنيفية السمحة، ملة أبيكم إبراهيم، وقبلتكم الكعبة المشرفة، قبلة أبيكم إبراهيم- عليه السلام- أشرف قبلة، وأعظم بقعة، وأول البيوت، وأعظمها حرمة، بناها خليل الرحمن إبراهيم- عليه السلام- على اسم الله- عز وجل- وحده لا شريك له، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [الحج: 26]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127].
فامتنَّ الله- عز وجل- على هذه الأمة المحمدية بأن جعلهم أمة وسطًا، أي: عدولًا خيارًا بين الأمم في كل شيء، فلا هم أهل غلو وإفراط كالنصارى، ولا أهل جفاء وتفريط كاليهود، الذين حرَّفوا كتاب الله وكذَّبوا رسله وقتلوهم، بل هم خير الأمم وأفضلها وأعدلها، كما قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].
ودينهم أكمل الأديان لا يقبل بعده من أحد سواه، قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].
وكتابهم القرآن الكريم المهيمن على جميع الكتب السماوية، وأكملها وأعظمها وأخلدها، كما قال تعالى ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48]، وقال تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].
ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل وأفضلهم وسيدهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"[3].
وشريعتهم أيسر الشرائع، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78].
وقبلتهم أعظم قبلة، البيت الحرام، قبلة أبيهم إبراهيم- عليه السلام.
قال ابن القيم[4]: "وظهرت حكمته في أن اختار لهم أفضل قبلة وأشرفها لتتكامل جهات الفضل في حقهم بالقبلة والرسول والكتاب والشريعة".
وقال السعدي[5]: "وفي الآية دليل على أن إجماع هذه الأمة حجة قاطعة، وأنهم معصومون عن الخطأ، لإطلاق قوله ﴿ وَسَطًا ﴾ فلو قدر اتفاقهم على الخطأ لم يكونوا وسطًا إلا في بعض الأمور".
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ... ﴾
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143].
قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ الجملة معترضة بين قوله تعالى: ﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ﴾ [البقرة: 142] الآية، وبين قوله: ﴿ َمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا ﴾ الآية.
ذكر الله- عز وجل- في الآية السابقة فضل الله- عز وجل- على هذه الأمة في هدايته لهم إلى صراط مستقيم، ثم أتبعه بذكر فضله- عز وجل- عليهم بجعلهم أمة وسطًا.
والكاف في قوله: ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ للتشبيه بمعنى: "مثل"، والإشارة إلى ما سبق، وهو فضل الله- عز وجل- على هذه الأمة بهدايتهم إلى صراط مستقيم، أي: مثل ما هديناكم إلى صراط مستقيم، كذلك ﴿ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾.
و"جعل" بمعنى صيَّر تنصب مفعولين، الأول ضمير المخاطبين، والثاني "أمة وسطا".
والجعل نوعان: كوني، وشرعي، والمراد به هنا ما يشمل النوعين، أي: جعلناكم كونًا وقدرًا، وشرعًا، بما شرعناه لكم من هذا الشرع المطهر ﴿ أُمَّةً وَسَطًا ﴾.
و﴿ أُمَّةً ﴾ أي: جماعة وطائفة، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24].
أي: وما من جماعة وطائفة ﴿ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾.
وتطلق الأمة على الزمن والمدة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ﴾ [يوسف: 45]. أي: وادَّكر بعد مدة.
وتطلق على الملة، كما قال تعالى عن المشركين: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ ﴾ [الزخرف: 22، 23] أي: على ملة وطريقة.
وتطلق على الإمام والقدوة، كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا ﴾ [النحل: 120].
والمراد بالأمة في الآية ﴿ ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾: أمة الإجابة.
﴿ وَسَطًا ﴾: عدلًا خيارًا، قال صلى الله عليه وسلم: "والوَسَط: العدل"[1]، ومن هذا قوله تعالى: ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ ﴾ [القلم: 28] أي: أعدلهم رأيًا. قال زهير بن أبي سلمى:
هُمُ وَسَط يرضى الأنام بحكمهم
إذا نزلت إحدى الليالي بمعضل[2]
إذا نزلت إحدى الليالي بمعضل[2]
أي: جعلناكم عدولًا خيارًا بين الأمم، دينكم الإسلام، أكمل الأديان، وكتابكم القرآن الكريم، أعظم الكتب، ورسولكم محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل، وشريعتكم أيسر الشرائع، الحنيفية السمحة، ملة أبيكم إبراهيم، وقبلتكم الكعبة المشرفة، قبلة أبيكم إبراهيم- عليه السلام- أشرف قبلة، وأعظم بقعة، وأول البيوت، وأعظمها حرمة، بناها خليل الرحمن إبراهيم- عليه السلام- على اسم الله- عز وجل- وحده لا شريك له، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [الحج: 26]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127].
فامتنَّ الله- عز وجل- على هذه الأمة المحمدية بأن جعلهم أمة وسطًا، أي: عدولًا خيارًا بين الأمم في كل شيء، فلا هم أهل غلو وإفراط كالنصارى، ولا أهل جفاء وتفريط كاليهود، الذين حرَّفوا كتاب الله وكذَّبوا رسله وقتلوهم، بل هم خير الأمم وأفضلها وأعدلها، كما قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].
ودينهم أكمل الأديان لا يقبل بعده من أحد سواه، قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].
وكتابهم القرآن الكريم المهيمن على جميع الكتب السماوية، وأكملها وأعظمها وأخلدها، كما قال تعالى ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48]، وقال تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].
ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل وأفضلهم وسيدهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"[3].
وشريعتهم أيسر الشرائع، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78].
وقبلتهم أعظم قبلة، البيت الحرام، قبلة أبيهم إبراهيم- عليه السلام.
قال ابن القيم[4]: "وظهرت حكمته في أن اختار لهم أفضل قبلة وأشرفها لتتكامل جهات الفضل في حقهم بالقبلة والرسول والكتاب والشريعة".
وقال السعدي[5]: "وفي الآية دليل على أن إجماع هذه الأمة حجة قاطعة، وأنهم معصومون عن الخطأ، لإطلاق قوله ﴿ وَسَطًا ﴾ فلو قدر اتفاقهم على الخطأ لم يكونوا وسطًا إلا في بعض الأمور".
تعليق