كثير منا لايعرف الحياة إلا قليلا،بل لاأبالغ إذا قلت أن منا من لايعرف الحياة مطلقا.فهل العيب فيه أم في الحياة نفسها؟؟الحقيقة أن العيب فيه،وهو هو نفسه يعرف هذه الحقيقة لكن تصرفاته تقول أنه ممن لايعمل بما يعمل فهو كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.فلو نظرنا إلى المعلم مثلا الذي كاد أن يكون رسولا لوجدنا عجب العجاب فإما جاهل في مجال تخصصه وليت شعري في من يتخرج على يديه،أو أنه يعامل الطلاب كما تعامل البهائم"أعزكم الله"وهذا ليس من خلق الرسل!!!، وإذا نظرت في حال الجندي"العسكري" وجدته إما كارها لعمله أو قدوة غير حسنة لمن يرجو تعلم الإنضباط منه وهذا مالاينبغي أن يكون عليه"صمام الأمان"،وإذا أخذنا بعض مايدور في المجالس من أحاديث ورءى مستقبلية وجدنا أن المادة هي كل مايشغل الناس، فلا العلم ولا العبادة هم عندهم وكأننا أصبحنا في عالم"قلي كم معك من النقود أقل لك من أنت"،إن الحياة أقل من أن تشغل بالتافه من الأمر والرخيص من الرءى والأحلام الزائفة التي أتعبنا أنفسنا بها ،وقد كان بعض العقلاء ممن سبقونا يزهد حتى من مجالسة الناس تحقيرا للدنيا.فلو أننا ننظر بعين الحقيقة للحياة ونترك القيل والقال في مالا منفعة فيه لكنا ممن يفهم الحياة ،ولو كنا ممن يهتم بالعظائم من الأمور لكنا فهمنا الحياة، ولو كنا نحب لغيرنا مانحب لأنفسنا لكنا فهمنا الحياة،ولو كنا نهتم بأعمالنا ونطبق ماهو مطلوب منا فيها المعلم والجندي والطبيب والمهندس وغير ذلك من الأعمال لكنا فهمنا الحياة،لكننا للأسف لم نفهم من الحياة إلا (أنا).والسلام