[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
في ليلة حالمة الأنداء=زاهرة النجوم والأنواء
أدلْجتُ فيها طالباً للراحه=والليل قد مد بها جناحه
أبغي بها الهدوءَ والسَّكينه= والبعد عن مساوئ المدينه
حتى إذا أمعنتُ في الظلامِ= وتعبت من سيرها أقدامي
يممتُ شطرَ موضعٍ فسيحِ= وقلت يا أقدامي استريحي
قربتُ مني حجراً وساده=وهي لمعتاد القفار عاده
وقلتُ ألقي بعصا التسيارِ=وأرخيَ العنانَ للأفكارِ
فَنَدَّ طرفي قَبلَ السماء=وساح في أرجائها الزرقاءِ
وبينما عيني بها تجُول=أصابني من حسنها ذهولُ
فقلتُ سبحان الذي سوَّاها=وبالنجوم الزهرِ قدْ حلاها
لم أرها من مدةٍ قديمه=تبدو بهذي الحالة الوسيمه
وعُدْتُ للوراءِ عشراً عشرا=وزِدْتُ عشراً بعدها وعشرا
أيام لا ضوءَ ولا عماره=ولا محطاتِ ولا سياره
إلا بيوتاً كلها من الحجرْ=سقوفها معمولة من الشجر
يبنونها جميعهم بلا ثمنْ=لا يسألون عندها هذي لمنْ؟!
إذا انتهوا أكرمهم بلحمِ=ومنصبٍ ومرقٍ وشحمِ
يسيرةُ التأنيث والتكليفِ=وسهلة التخطيطِ والتحريفِ
تظلنا في ظلها السعاده=ولا نرجّي بعدها زياده
حتَّى إذا ما الليلُ ُأرخى ستره=وحكم الظلامُ فينا أمره
وشعشع السَّراجُ في أنحائه=لضعفهِ يذوبُ في أحشائه
فتبصرُ الصفاء في الظلامِ=وقد حنا الليل على النوَّامِ
فإن دعا الدَّاعي على الفلاحِ=وبصّص الضوءُ مع الصباحِ
نُهبُّ فوراً للصلاة والعمل=بلا توانٍ أو نفورٍ أو كسلْ
وكلُّ شخصٍ سار في طريقِ=من بعدِ ما أنهوا فكوك الريقِ
هذا إلى الحقلِ وهذا في الغنمْ=وذاكَ في الحرثِ وهذا في البهمْ
والجدُّ في أعمالنا وراثه=لا نعرف الإهمالَ والرثاثه
ومن هـــوى عن فلك الصـــواب=فلن ولن ينجـــــو من العقــاب
حتى إذا ما العلمُ شعَّ نوره=وفُتِّقتْ بأرضنا زهوره
وفُتِّحَتْ نوافذ الحضاره=واسْتُعْمِلَ التلفازُ والطياره
والقنواتُ رفعتْ خُرطومها=وفي البيوت أرسلتْ سمومها
وعُرِفَ التدليسُ والدعايه=وزُيَّنتْ مرابعُ الغوايه
واشتبكَ الزَّقومُ بالريحان=واستنسر الزنديقُ والعلماني
فانكسرت حواجز الفضيلة=وصارعتها الفكر الدخيله
واختلط الممذوق بالصريحِ=وامتزجتْ رياحنا بالريحِ
وقامت الحروبُ في الأسواقِ=وشُيِّدَتْ معالُم النَّفَاقِ
وضَعُفَتْ وشائجُ القرابه=ولم يعدْ في هذه غرابه!!
لا يعطفُ الأخُ على أخيه=ولا يسال الابنُ عن أبيه!!
كلُّ يقول اليوم نفسي نفسي=وكل يوم أمرنا في نكس
لَّما تفشَّى بيننا هذا الخللِ=أهدي لنا السمَّ العدوُ في العسلِ
فكثرتْ أمراضنا النفسيه=وزادت الفرقة والوحشيه
واستشرفت قلوبنا للدنيا=وقد جهلنا وصفها بالدنيا
يا حبذا لو عادتْ أيام الصفا=وعمَّ بين الناس ناموس الوفا
وخيَّم لدينُ على البرايا=وأخفقتْ ديانة المرايا
إذنْ لعمَّ الخيرُ والرشادُ=ونَعِمَ السكانُ والبلادُ
وهدأت نفوسنا التواقه=وأطفئتْ مطامعٌ برَّاقه
واستحجرتْ أعمالنا الدنيئه=وظهرتْ أعمالنا البريئه
وانتشرَ الهدوء والأمانُ=وظلَّنا بظلهِ الرحمنُ[/poem]
في ليلة حالمة الأنداء=زاهرة النجوم والأنواء
أدلْجتُ فيها طالباً للراحه=والليل قد مد بها جناحه
أبغي بها الهدوءَ والسَّكينه= والبعد عن مساوئ المدينه
حتى إذا أمعنتُ في الظلامِ= وتعبت من سيرها أقدامي
يممتُ شطرَ موضعٍ فسيحِ= وقلت يا أقدامي استريحي
قربتُ مني حجراً وساده=وهي لمعتاد القفار عاده
وقلتُ ألقي بعصا التسيارِ=وأرخيَ العنانَ للأفكارِ
فَنَدَّ طرفي قَبلَ السماء=وساح في أرجائها الزرقاءِ
وبينما عيني بها تجُول=أصابني من حسنها ذهولُ
فقلتُ سبحان الذي سوَّاها=وبالنجوم الزهرِ قدْ حلاها
لم أرها من مدةٍ قديمه=تبدو بهذي الحالة الوسيمه
وعُدْتُ للوراءِ عشراً عشرا=وزِدْتُ عشراً بعدها وعشرا
أيام لا ضوءَ ولا عماره=ولا محطاتِ ولا سياره
إلا بيوتاً كلها من الحجرْ=سقوفها معمولة من الشجر
يبنونها جميعهم بلا ثمنْ=لا يسألون عندها هذي لمنْ؟!
إذا انتهوا أكرمهم بلحمِ=ومنصبٍ ومرقٍ وشحمِ
يسيرةُ التأنيث والتكليفِ=وسهلة التخطيطِ والتحريفِ
تظلنا في ظلها السعاده=ولا نرجّي بعدها زياده
حتَّى إذا ما الليلُ ُأرخى ستره=وحكم الظلامُ فينا أمره
وشعشع السَّراجُ في أنحائه=لضعفهِ يذوبُ في أحشائه
فتبصرُ الصفاء في الظلامِ=وقد حنا الليل على النوَّامِ
فإن دعا الدَّاعي على الفلاحِ=وبصّص الضوءُ مع الصباحِ
نُهبُّ فوراً للصلاة والعمل=بلا توانٍ أو نفورٍ أو كسلْ
وكلُّ شخصٍ سار في طريقِ=من بعدِ ما أنهوا فكوك الريقِ
هذا إلى الحقلِ وهذا في الغنمْ=وذاكَ في الحرثِ وهذا في البهمْ
والجدُّ في أعمالنا وراثه=لا نعرف الإهمالَ والرثاثه
ومن هـــوى عن فلك الصـــواب=فلن ولن ينجـــــو من العقــاب
حتى إذا ما العلمُ شعَّ نوره=وفُتِّقتْ بأرضنا زهوره
وفُتِّحَتْ نوافذ الحضاره=واسْتُعْمِلَ التلفازُ والطياره
والقنواتُ رفعتْ خُرطومها=وفي البيوت أرسلتْ سمومها
وعُرِفَ التدليسُ والدعايه=وزُيَّنتْ مرابعُ الغوايه
واشتبكَ الزَّقومُ بالريحان=واستنسر الزنديقُ والعلماني
فانكسرت حواجز الفضيلة=وصارعتها الفكر الدخيله
واختلط الممذوق بالصريحِ=وامتزجتْ رياحنا بالريحِ
وقامت الحروبُ في الأسواقِ=وشُيِّدَتْ معالُم النَّفَاقِ
وضَعُفَتْ وشائجُ القرابه=ولم يعدْ في هذه غرابه!!
لا يعطفُ الأخُ على أخيه=ولا يسال الابنُ عن أبيه!!
كلُّ يقول اليوم نفسي نفسي=وكل يوم أمرنا في نكس
لَّما تفشَّى بيننا هذا الخللِ=أهدي لنا السمَّ العدوُ في العسلِ
فكثرتْ أمراضنا النفسيه=وزادت الفرقة والوحشيه
واستشرفت قلوبنا للدنيا=وقد جهلنا وصفها بالدنيا
يا حبذا لو عادتْ أيام الصفا=وعمَّ بين الناس ناموس الوفا
وخيَّم لدينُ على البرايا=وأخفقتْ ديانة المرايا
إذنْ لعمَّ الخيرُ والرشادُ=ونَعِمَ السكانُ والبلادُ
وهدأت نفوسنا التواقه=وأطفئتْ مطامعٌ برَّاقه
واستحجرتْ أعمالنا الدنيئه=وظهرتْ أعمالنا البريئه
وانتشرَ الهدوء والأمانُ=وظلَّنا بظلهِ الرحمنُ[/poem]