بائعة الريحان
حكايتي حكاية ..
في قريتي بدأت رحلة الطفولة..
في قريتي لعبت بالتراب والحصى..
رعيت في طفولتي الغنم ..
وفي الصبا رعيت بيتي الصغير..
وأي بيت أيها الفتى ..
ما عرفت جدرانه الدهان..
وأرضه لم تعرف المفارش الوثيرة..
ما كان في منزلنا كنب ..
ولم يكن في غرفتي سرير..
وأين غرفتي ؟؟؟ ..
كشوكة في حلق بيتنا الصغير..
ولم تكن إذا أتى الشتاء تحرمنا من لذة المطر..
لكن بيتنا بالرغم من مظهره الحقير..
لم يعرف الشقاء ..
وربما لأنه لم يعرف الثراء..
حكايتي حكاية ..
من بيتي الصغير كنت أملك الوجود..
أحس أن طفلتي شريفة تقرب البعيد..
ولا تسل عن رجل قصير ..
يفاجيء الذي يراه بمظهر حقير..
يداه ما صافحتا نعومة الحياة ..
لكنه بطل ..
في وجهه ابتسامة الأمل..
منحته عنايتي وحبي الكبير ..
أغض طرفي إن قسا أو ثار في غضب..
وربما يضربني لا أعرف السبب..
فألزم السكوت ..
وإنما السكوت من ذهب..
ما كان في قريتنا تلفاز..
ولم تكن تهمنا الإذاعة ..
,,,عبدالرحمن العشماوي
تعليق