• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيرة الصحابه رضوان الله عليهم : بأقلام الأعضاء ( متجدد )

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
    أيها السيدات والساده
    أيضاً قرأت هذه السيرة العطرة وأعجبتني
    فأحببت لكم الفائده


    الطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه-

    جمعه د. نايف بن أحمد الحمد
    بارك الله فيك أستاذ جمال أثريت المتصفح مشاركاتك الطيبه

    حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
    أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
    إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
    اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
    اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
    اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
    اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
    اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
    شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

    تعليق


    • #47
      وهذه أيها الإخوة والأخوات سيرة أخر شخصية في مسابقتنا لهذا العام
      نآمل أن تستمتعوا بجمالها



      جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

      * كان في بني عبدِ منافٍ - من أجداد الرسول صلى الله عليه وسلم، وبنوه هم العشيرة الأقربون للنبي الكريم- خمسة رجالٍ يُشبهون رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ الشبهِ حتى إنَّ ضِعافَ البصرِ كثيراً ما كانوا يخلطون بين النبيِّ وبينهم.
      ولا ريبَ في أنك تودّ أن تعـرِف هؤلاء الخمسة الذي يُشبهون نبيّك عليه أفضلُ الصلاة وأزكى السَّلام.
      فتعالَ نتعــرَّف عليهم.
      إنهم: أبو سُفيان بنُ الحارثِ بـن عبد المُطلب وهو ابنُ عَم الرسول وأخوه من الرضاع.
      وقثمُ بنُ العَباسِ بنِ عبدِ المطلب، وهو ابنُ عمِّ النبي أيضاً.
      والسائِبُ بنُ عُبيد بن عبدِ يزيدَ بن هاشمٍ جدُ الإمام الشافعيِّ رضي الله عنه.
      والحَسنُ بن عليّ سِبط - ابن ابنته، وحفيده:ابن ابنه - رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أشدَّ الخمسةِ شبهاً بالنبي صلوات الله عليه.
      وجَعفرُ بنُ أبي طالبٍ، وهو أخو أميرِ المؤمنين عليِّ بن أبي طالب.
      فتعالَ نقصَّ عليك صوراً من حياة جعفرَ.
      كان أبو طالب - على الرَّغم من سُمُوِّ شرفه في قريش، وعلوِّ منزلته في قومه - رقيق الحالِ كثيرَ العيالِ.
      وقد ازدادت حاله سوءاً على سوءٍ بسببِ تلك السنةِ المُجدبةِ - التي انقطع مطرها - التي نزلتْ بقريشٍ فأهلكتِ الضَّرع - كناية عن الماشية -، وحَملتِ الناس على أن يأكلوا العِظام البالية.
      ولم يكنْ في بني هاشمٍ - يومئذٍ - أيسرُ - أغنى - مِن محمد بنِ عبد الله، ومن عَمِّه العباسِ.
      فقال محمدٌ للعباس: يا عمّ، إنَّ أخاك أبا طالب كثيرُ العيال، وقد أصابَ الناس ما ترى من شدةِ القحطِ - الجدب واحتباس المطر - ومَضضِ الجوع - ألمه -، فانطلق بنا إليه حتى نحمِل عنهُ بعضَ عياله؛ فآخذ أنا فتىً من بنيه، وتأخذ أنت فتىً آخر فنكفيهما عنه.
      فقال العباسُ: لقد دَعوتَ إلى خيرٍ وحَضضت على برٍ.
      ثم انطلقا حتى أتيا أبا طالبٍ، فقالا له: إنا نريدُ أن نُخفف عنك بعضَ ما تحملهُ من عبءِ عيالك حتى ينكشفَ هذا الضرّ الذي مسَّ الناس.
      فقال لهما: إذا تركتما لي " عقيلاً " - هو عقيل بن أبي طالب أخو علي وهو أكبر منه - فاصنعا ما شِئتما.
      فأخذ مُحمدٌ علياً وضمَّه إليه، وأخذ العباسُ جعفراً وجعله في عيالِه.
      فلم يزل عليٌ مع مُحمدٍ حتى بعثهُ الله بدينِ الهُدى والحق، فكان أول من آمن من الفتيانِ.
      وظلَّ جعفـرُ مع عمِّه العباسِ حتى شبَّ وأسلمَ واستغنى عنه.
      انضمَّ جعفرُ بن أبي طالبٍ إلى ركبِ النورِ هو وزوجُه أسماءُ بنتُ عُميسٍ مُنذ أولِ الطريق.
      فقد أسلما على يدي الصِّديق رضي الله عنهُ قبل أن يدخلَ الرسول دارَ الأرقمِ - دار بمكة تسمى " دار الإسلام" كانت للأرقم بن عبد مناف المخزومي، وفيها كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الإسلام وقد مر ذكرها -.
      ولقيَ الفتى الهاشميُ وزوجُه الشابة من أذى قريشٍ ونكالِها ما لقيه المسلِمون الأولون، فصبَرا على الأذى لأنهما كان يَعلمان أن طريق الجنةِ مفروشٌ بالأشواكِ محفوفٌ بالمكارِه - محاط بالمصاعب والآلام - ولكنَّ الذي كان يُنغصهما - يكدرهما ويعكر صفوهما - ويُنغصُ إخوتهما في الله أنّ قريشاً كانت تحول دونهم ودون أداءِ شعائر الإسلام، وتحرمُهم من أنْ يتذوقوا لذة العبادة؛ فقد كانت تقفُ لهم في كلِّ مَـرصدٍ - تترصدهم في كل جهة -، وتحصي عليهم الأنفاسَ.
      عند ذلك استأذن جَعفرُ بن أبي طالبٍ رسول الله صلوات الله عليه بأن يُهاجرَ مع زوجه ونفرٍ من الصحابة إلى أرضِ الحَبشة، فأذن لهم وهو أسْوانُ - محزون - حزين.
      فقد كان يَعز عليه أن يُرغمَ هؤلاء الأطهارُ الأبرارُ على مُفارقة ديارهم، ومُبارحةِ - ترك - مراتِع - ديارهم التي رتعوا فيها ولعبوا وهم صغار - طفولتِهم ومغاني - ديارهم التي قضوا فيها عهد الشباب - شبابهم دون ذنبٍ جَنوه إلا أنهم قالوا: ربُنا الله.
      ولكنه لم يكنْ يملكُ من القوة والحَول ما يدفعُ به عنهم أذى قريش.
      * * *
      - مضى ركبُ المهاجرين الأولين إلى أرضِ الحَبشة، وعلى رأسِهم جعفرُ ابنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه، واستقروا في كنفِ - حماه ورعايته - النجاشيِّ ملكها العادلِ الصالح.
      فتذوقوا لأولِ مرةٍ - منذ أسلموا - طعمَ الأمنِ، واستمتعوا بحلاوةِ العِبادة دون أن يُعكرَ مُتعة عبادتِهم مُعكرٌ أو يُكدرَ صفو سعادتهم مُكدِّر.
      لكنَّ قريشاً ما كادت تعلمُ برحيلِ هذا النفر من المسلمين إلى أرضِ الحبشةِ، وتقفُ على ما نالوه من حِمَى مليكِها من الطمأنينةِ على دينهم، والأمنِ على عقيدتهم، حتى هبَّت تأتمِرُ بهم - يأمر بعضهم بعضاُ بقتلهم - لتقتلهم أو تسترجعهم إلى السجن الكبير.
      فلتترُكِ الحديث لأمِّ سَلمة - هي هند بنت سهيل المخزومية تزوجت أبا سلمة بن عبد الأسد وأسلمت معه وهاجرا إلى الحبشة ولما توفي في المدينة متأثراً بجراحه تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم - لترويَ لنا الخبرَ كما رأتهُ عيناها وسمِعته أذناها.
      قالت أمُ سلمة : لما نزلنا أرضَ الحبشةِ لقينا فيها خير جوارٍ، فأمِنّا على ديننا، وعبدنا الله تعالى ربّنا من غيرِ أن نؤذى أو نسمعَ شيئاً نكرههُ، فلما بلغ ذلك قريشاً ائتمرتْ بنا فأرْسلت إلى النجاشيِّ رجلين جلدينِ - قويين - من رجالها، هما: عمرُو بن العاص وعبدُ الله بن أبي ربيعة، وبَعثْ معها بهدايا كثيرةٍ للنجاشيِّ ولبطارقته - جمع بطريق: وهو رجل الدين عند النصارى - مِما كانوا يَستطرفونه - يستحسنوه ويعجبون به - من أرض الحِجاز. ثم أوصتهُما بأن يَدفعا إلى كل بطريقٍ هديته قبلَ أن يُكلما ملك الحَبشة في أمرنا.
      * * *
      - فلمَّا قدِما الحَبشة لقيا بطارِقة النجاشيِّ، ودفعا إلى كل بطريقٍ هديته؛ فلم يَبق أحدٌ منهم إلا أهديا إليه وقالا له: إنه قد حَلَّ في أرضِ الملك غلمانٌ من سُفهائنا، صبئوا - ارتدوا عنه - عن دين آبائِهم وأجدادِهم، وفرقوا كلِمة قومِهم؛ فإذا كلمنا الملك في أمرِهم فأشيروا عليه بأن يُسلمهم إلينا دون أن يَسألهم عن دينهم؛ فإن أشرافَ قومهم أبصرُ بهم، وأعلمُ بما يعتقدون.
      فقال البطارِقة: نعم....
      قالت أمُ سَلمة: ولم يكن هناك شيءٌ أكرهُ لعمرٍو وصاحبه من أن يَستدعي النجاشيّ أحداً منا ويَسمع كلامه.
      * * *
      - ثم أتيا النجاشيَّ وقدّما إليه الهدايا، فاستطرَفها - استحسنها - وأعجبَ بها، ثم كلماه فقالا:
      أيها الملكُ إنه قد أوَى إلى مملكتِك طائفة من أشرارِ غِلماننا، قد جاؤوا بدينٍ لا نعرفهُ نحنُ ولا أنتم؛ ففارقوا ديننا ولم يَدخلوا في دينكم.
      وقد بَعثنا إليك أشرافُ قومِهم من آبائهم وأعمَامهم وعشائرهم لتردَّهم إليهم، وهم أعلمُ الناس بما أحدثوه من فتنةٍ.
      فنظر النجاشيُ إلى بطارقته، فقال البطارقة: صَدقا - أيها الملك-... فإنّ قومهُم أبصرُ بهم وأعلمُ بما صنعوا، فرُدهُم إليهم ليروا رأيهُم فيهم.
      فغضبَ الملك غضباً شديداً من كلامِ بطارقتِه وقال: لا والله، لا أسلمُهُم لأحدٍ حتى أدعُوهم، وأسألهُم عما نُسِبَ إليهم، فإن كانوا كما يقولُ هذان الرجلان أسلمتهُم لهما، وإن كانوا على غير ذلك حمَيتهُم وأحسنتُ جوارهم ما جاوروني - ما داموا يرغبون في حمايتي -.
      * * *
      - قالت أمُ سلمة : ثم أرسلَ النجاشيُ يدعونا لِلقائه.
      فاجتمعنا قبلَ الذهاب إليه وقال بعضنا لبعضٍ: إن الملك سَيَسألكم عن دينكم فاصدَعُوا - فا جهروا - بما تؤمنون به، وليتكلم عنكم جعفرُ بنُ أبي طالبٍ، ولا يتكلم أحدٌ غيرُه.
      قالت أمُ سلمة: ثم ذهبنا إلى النجاشيِّ فوجدناه قد دعا بَطارقته، فجلسُوا عن يمينه وعن شماله، وقد لبسوا طيالِستهُم - الطيالسة -جمع طيلسان وهو كساء أخضر يلبسه الأشراف ورجال الدين -، واعتمرُوا قلانِسهم - وضعوها على رؤوسهم -، ونشروا كتبهم بين أيديهم.
      ووجدنا عنده عمرَو بن العاصِ وعبد الله بن أبي ربيعة.
      فلما استقرَّ بنا المجلسُ التفتَ إلينا النجاشيُّ وقال: ما هذا الدينُ الذي استحدثتموه لأنفُسكم وفارقتم بسببِه دين قومِكم, ولم تدخُلوا في ديني، ولا في دينِ أي من هذه المللِ؟.
      فتقدمَ منه جعفرُ بن أبي طالبٍ وقال: أيها الملك، كنا قوماُ أهل جاهليةٍ، نعبدُ الأصنام، ونأكلُ المَيتة، ونأتي الفواحِش ونقطعُ الأرحام، ونسيءُ الجوارَ ويأكلُ القويُ منا الضعيفَ وبقينا على ذلك حتى بَعث الله إلينا رسولاً منا نعرفُ نسَبهُ وصدقهُ وأمانتهُ وعفافه...
      فدعانا إلى الله؛ لنوحِدَه ونعبده ونخلعَ ما كنا نعبدُ نحنُ وآباؤنا من دونه من الحجارةِ والأوثان...
      وقد أمَرنا بصدق الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصلةِ الرَّحمِ وحُسن الجوارِ والكفِّ عن المحارِم وحقنِ الدماء - حفظها وعدم إراقتها - ونهانا عن الفواحِش وقول الزورِ، وأكل مالِ اليتيمِ وقذف المُحصنات ِ - اتهام النساء الطاهرات العفيفات -.
      وأمرنا أن نعبُدَ الله وحده ولا نُشرك به شيئاً، وأن نقيمَ الصلاة ونُؤتي الزكاة ونصومَ رمضان...
      فصَدقناه، وآمنا به، واتبعناهُ على ما جاء به من عندِ الله، فحللنا ما أحلَّ لنا، وحَرمنا ما حَرَّم علينا.
      فما كان من قومنا أيها الملكُ إلا أن عَدوا علينا فعذبونا أشدَّ العذاب ليفتنونا عن ديننا - ليرجعونا عنه - ويَرُدونا إلى عبادةِ الأوثان....
      فلمَّا ظلمُونا وقهرونا، وضيقوا علينا، وحالوا بَيننا وبين ديننا خرجوا إلى بلادِك، واخترناك على من سِواك، ورَغبنا في جوارِك، ورَجونا ألا نظلم عِندك.
      قالت أم سلمة: فالتفتَ النجاشيُ إلى جعفرِ بن أبي طالب، وقال: هل مَعك شيء مما جاء به نبيكم عن الله؟ قال: نعم، قال: فاقرأهُ علي.
      فقرأ عليه:﴿ كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا* إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ﴾ مريم 1-4.
      حتى أتم صدراً من السورة.
      قالت أم سلمَة: فبكى النجاشيُ حتى اخضلت - تبللت - لحيته بالدُموعِ، وبكى أساقِفته حتى بَللوا كتبهم، لِما سمعوه من كلامِ الله....
      وهنا قال لنا النجاشيُ: إن هذا الذي جاءَ به نبيكم والذي جاء به عيسى ليخرجُ من مشكاة - ما يوضع عليه المصباح والمراد يخرجان من نور واحد - واحدة.
      ثم التفتَ إلى عمرٍو وصاحبه وقال لهما: انطلقا، فلا والله لا أسلمُهم إليكما أبداً.
      قالت أم سَلمة: فلما خرجنا من عند النجاشيِّ توعدنا - هددنا - عمرُو بن العاصِ وقال لصاحبه:
      والله لآتينَّ الملك غداً، ولأذكرنَّ له من أمرهم ما يملأ صدرهُ غيظاً منهُم ويشحَن فؤاده - يملؤه - كرهاً لهم.
      ولأحمِلنّه على أن يستأصلهُم - يقطعهم من أصولهم وهو كناية عن شدة الفتك - من جُذورهم.
      فقال له عبدُ الله بن أبي ربيعة: لا تفعَل يا عمرو، فإنهم من ذوي قربانا، وإن كانوا قد خالفونا. فقال له عمرو: دع عنك هذا... والله لأخبرَنّه بما يُزلزلُ أقدامهُم....
      والله لأقولنَّ له: إنهم يزعُمون أن عِيسى بن مريمَ عبدٌ....
      * * *
      - فلما كان الغدُ دخلَ عمرٌو على النجاشيِّ وقال له: أيها الملك، إن هؤلاء الذين آويتهم وحَميتهُم، يقولون في عيسى بن مريم قولاً عظيماً.
      فأرسل إليهم، وسلهُم عما يقولنه فيه.
      قالت أم سلمة: فلما عَـرفنا ذلك، نـزلَ بنا من الهمِّ والغمِّ ما لم نتعَّرض لمثله قط.
      وقال بعضنا لبعضٍ: ماذا تقولون في عيسَى بن مريمَ إذا سألكم عنهُ الملك؟
      فقلنا : والله لا نقولُ فيه إلا ما قال الله، ولا نخرُج في أمرِه قيدَ أنملة - مقدار أنملة وهي رأس الإصبع - عمّا جاءنا به نبينا، وليكن بسبب ذلك ما يكون.
      ثم اتفقنا على أن يتولى الكلامَ عنا جعفرُ بن أبي طالب أيضاً.
      فلما دعانا النجاشيُ دخلنا عليه فوجَدنا عِنده بطارقته على الهيئةِ التي رأيناهم عليها من قبل.
      ووجدنا عنده عمرو بن العاصِ وصاحبه.
      فلما صِرنا بين يديهِ بادرنا بقوله: ماذا تقولون في عيسى بن مريم؟
      فقال له جعفرُ بنُ أبي طالب: إنما نقول فيه ما جاءَ به نبينا صلى الله عليه وسلم.
      فقال النجاشيُ: وما الذي يقول فيه؟
      فأجاب جَعفر: يقول عنه: إنه عبدُ الله ورسوله، وروحُه وكلمته التي ألقاها إلى مريمَ العَذراء البتول.
      فما إن سمعَ النجاشي قولَ جعفرٍ حتى ضربَ بيده الأرض وقال: والله، ما خرجَ عيسى بنُ مريم عما جاءَ به نبيكم مقدارَ شعرة....
      فتناخرَتِ البطارقة - أخرجوا أصواتاً من أنوفهم - من حول النجاشي استِنكاراً لما سمعوا منه....
      فقال: وإن نخرتم...
      ثم التفتَ وقال: اذهبُوا فأنتم آمنون.....
      من سَبكم غرِم، ومن تعرضَ لكم عُوقب...
      والله ما أحبُّ أن يكون لي جبلٌ من ذهبٍ، وأن يُصابَ أحدٌ منكم بسوء.
      ثم نظرَ إلى عمرٍو وصاحبه وقال: رُدوا على هذين الرَّجلين هداياهما؛ فلا حاجة لي...
      قالت أم سلمة: فخرجَ عمروٌ وصاحبُه مكسورينِ مَقهورين يجُران أذيالَ الخيبة.
      أما نحن فقد أقمنا عِند النجاشيِّ بخير دارٍ مع أكرمِ جارٍ.
      * * *
      - قضى جَعفرُ بن أبي طالب هو وزوجته في رحاب النجاشيِّ عشر سنواتٍ آمنين مطمئنين.
      وفي السنةِ السابعةِ للهجرة غادرا بلاد الحبشة مع نفرٍ من المسلمين مُتجهين إلى يثربَ، فلما بلغوها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عائداً لتوه من خيبرَ - حصون لليهود فتحها الرسول صلى الله عليه وسلم سنة سبع للهجرة وغنم منها مغانم كثيرة -، بعد أن فتحها الله له.
      ففرحَ بلقاءِ جعفر فرحاً شديداً حتى قال: ما أدرِي بأيهما أشد فرحاً!!
      أبفتح خيبرَ أم بقدومِ جعفــر؟
      ولم تكن فرحة المسلمين عامةً والفقراء منهم خاصةً بعودة جعفرٍ بأقلّ من فرحة الرسول صلوات الله وسلامه عليه.
      فقد كان جعفـرٌ شديدَ الحدبِ - شديد العطف والرعاية - على الضعفاءِ كثير البرِّ بهم، حتى إنه كان يُلقبُ بأبي المساكين.
      أخبرَ عنه أبو هريرة فقال: كان خيرَ الناسِ لنا - معشرَ المساكين - جعفرُ بن أبي طالب، فقد كان يَمضي بنا إلى بيته فيطعمُنا ما يكون عِنده، حتى إذا نفذ طعامُه أخرجَ لنا العُكة - قربة صغيرة يوضع فيها السمن - التي يوضع فيها السمن وليسَ فيها شيءٌ، فنشقها ونلعقُ ما علِق بداخلها...
      * * *
      - لم يَطل مُكث - الإقامة - جعفرِ بن أبي طالبٍ في المدينة.
      ففي أوائلِ السنةِ الثامنةِ للهجرةِ جهز الرسول صلوات الله وسلامه عليه جَيشاً لمنازلة الرّومِ في بلاد الشامِ، وأمر على الجيشِ زيدَ بن حارِثة وقال: إن قتل زيدٌ أو أصيبَ فالأميرُ جَعفرُ بن أبي طالبٍ، فإن قتلَ جعفرٌ أو أصيب فالأميرُ عبد الله بن رواحة, فإن قتل عبد الله بن رواحة أو أصيب فليخترِ المسلمون لأنفسهم أميراً منهم.
      فلما وصلَ المسلمون إلى " مُؤتة " وهي قريةٌ واقعةٌ على مشارفِ الشامِ في الأردن؛ وجدوا أن الرومَ قد أعدوا لهم مائة ألفٍ تظاهرُهم - تساندهم وتدعمهم - مائة ألفٍ أخرى من نصارى العرب من قبائلِ لخمٍ وجُذامٍ وقضاعة وغيرها.
      أما جيشُ المسلمون فكان ثلاثة آلاف...
      وما إن التقى الجمعانِ ودارَت رحى المعركةِ حتى خرَّ زيدُ بن حارِثة صريعاً مُقبلاً غير مُدبرٍ.
      فما أسرع أن وثبَ جعفرُ بن أبي طالبٍ عن ظهرِ فرسٍ كانت له شقراء، ثم عقرها - ضرب قوائمها بسيفه - بسَيفه حتى لا ينتفع بها الأعداءُ من بعده.
      وحَمل الرايَة وأوغلَ - دخل بعيداً - في صفوف الروم وهو يُنشدُ:
      يا حَبّذا الجنة واقترابُها طيبةٌ وباردٌ شرابُها
      والرومُ رومٌ قد دَنا عذابها كافِرةٌ بعيدة أنسابُها
      عَليَّ إذا لاقيتها ضِرابُها
      وظلَّ يجول في صفوفِ الأعداءِ بسيفِه ويصولُ حتى أصابتهُ ضربةٌ قطعَت يمينَه، فأخذ الراية بشمالِه، فما لبث أن أصابتهُ أخرى قطعت شِماله، فأخذ الراية بصَدرِه وعَضُديه، فما لبث أن أصابتهُ ثالثةٌ شطرتهُ شطريـنِ - قسمته نصفين -، فأخذ الرَّاية منهُ عبد الله بنُ روَاحَه فما زال يقاتلُ حتى لحق بصَاحبيه.
      * * *
      - بَلغ الرسول صلوات الله عليه مصرع قوادِه الثلاثة فحزِن عليهم أشدَّ الحزن وأمَضه - أوجعه - وانطلق إلى بيتِ ابن عمِّه جعفرِ بن أبي طالبٍ، فألفى - وجد - زوجته أسماءَ تتأهبُ لاستقبالِ زوجها الغائِب.
      فهيَ قد عَجنت عجينها، وغسَلت بنيها ودهنتهم وألبَستهم....
      قالت أسماءُ: فلما أقبلَ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتُ غلالةً - ثوب رقيق شفاف - من الحُزن تُوشح - تغطي - وجهه الكريمَ، فسَرَت ِالمخاوفُ في نفسي، غير أني لم أشأ أن أسألهُ عن جعفرٍ مخاوفه أن أسمَعَ منه ما أكرهُ.
      فحيَّا وقال: " ائتني بأولادِ جعفرٍ. فدعوتهم له ".
      فهبوا نحوهُ فرِحين مُزغردين، وأخذوا يتزاحمون عليه، كل يريدُ أن يَستأثر به.
      فأكبَّ عليهم، وجعل يتشمَّمُهم، وعيناه تذرِفان من الدمع.
      فقلت: يا رسولَ الله - بأبي أنت وأمِّي - ما يُبكيك؟! أبلغك عن جعفر وصاحبيه شيء؟! قال:
      ( نعم.... لقد استشهدوا هذا اليوم..)
      عند ذلك غاضتِ البَسمة من وجوه الصغار لما سمعوا أمهُم تبكي وتنشِج، وجَمدوا في أماكنهم كأن على رؤوسهم الطيرَ - مثل يضرب لشدة السكون -.
      أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى وهو يكفكِفُ - يمسح دموعه - عبراته ويقول:
      ( اللهُمَّ اخلفْ جعفراً في وَلدِه....اللهم اخلف جعفراً في أهلِه...)
      ثم قاللقد رأيتُ جعفراً في الجنة، له جناحان مُضرَّجان بالدماء، وهو مَصبوغ القوادم ).


      تعليق


      • #48
        سير عطرة رائعة وقدوات صالحة

        استمتعنا بقراءتها

        بارك الله فيكم

        تعليق


        • #49
          الصحابية الجليلة خولة بنت الأزور
          سيرة بطولية
          خولة بنت الأزور الأسدي: شاعرة كانت من أشجع النساء في عصرها، وتشبه خالد بن الوليد في حملاتها. وهي أخت ضرار ، توفيت أواخر عهد عثمان 35هـ.

          مقدمـة


          خولة بنت الأزور امرأة ليست ككل النساء، تميزت عنهن بالكثير من الصفات والمواصفات، تربت في البادية العربية مع أبناء قبيلتها بني أسد، ولازمت أخاها ضراراً ، فكانا دوماً معاً ، ودخلت الإسلام مع من دخل من أبناء العروبة في ذلك الزمن الأول للإسلام، وشاء الله أن تكون وأخوها ضرار مع الكتائب الطلائعية المتقدمة للجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق والدين…فشاركت بكل قوة وببسالة نادرة بين الرجال وبين النساء وعلى مر العصور في الكر والفر ،في حمل الرماح ورمي السهام ، وضربت بالحسام خاصة عندما وقع أخوها ضرار في الأسر بعد أن أبلى بلاءً منقطع النظير .

          خولة بنت الأزور مضت في زمن قديم لنا ، تستحق منا نظرة دراسة ، نظرة مراجعة ، نظرة إعزاز وإكبار وتعظيم… إنها قدوة لبنات العرب والمسلمين في زماننا وعلى مر العصور، قدوة للرجال وقدوة للنساء صغاراً وكباراً ، قدوة في الشجاعة والبسالة وفي التعاون والتآزر مع الأهل والأخوة.

          ما عرض عنها هو أهم ما ذكرته المراجع المتوفرة ، وهو نزر يسير ، رويت فيه بعض أشعارها وأخبارها بعدما كبرت واشتهرت، والسبب معروف… فهي بنت من البادية العربية التي لم تعرف الكتابة ولا التدوين في أيامها الأولى، لذا قل التنوع والتنويع لدى الكتاب والباحثين القدامى والمحدثين عنها وعن غيرها .إنها نموذج رائع للنساء المسلمات تستحق منا الإكبار وتستحق منا الدراسة.

          من مواقفها البطولية لإنقاذ أخيها

          وهي من ربات الشجاعة والفروسية ، خرجت مع أخيها ضرار بن الأزور إلى الشام وأظهرت في المواقع التي دارت رحاها بين المسلمين الروم بسالة فائقة خلد التاريخ اسمها في سجل الأبطال البواسل، فأسر أخوها ضرار في إحدى الموقعات فحزنت لأسره حزناً شديداً. وقالت :

          ألا مخـبـر بـعـــد الــفراق يخبرنـــا ..... فمن ذا الذي يا قوم أشغــلكم عنا


          فـلو كـنــت أدري أنـه آخــر اللقـــا ..... لكــنا وقفنــا للــوداع وودعنــــا


          ألا يا غـراب البـيـن هـل أنت مخـبري ..... فهـل بقــدوم الغائــبين تبشرنـــا


          لقــد كـانـت الأيـام تزهــو لقربــهم ..... وكنا بهــم نزهو وكانوا كما كنا




          ألا قاتـل الله الـنـــوى مــا أمــرّه ..... وأقبــحه ماذا يريــد الـنوى مــنا




          ذكــرت لـيلـي الجـمــع كـنا سـويـة ..... ففـرقنا ريــب الزمـان وشتتــــنا




          لئــن رجعوا يـومـاً إلـى دار عـزهــم ..... لثمنــا خفافــاً للمطــايـا وقبلنــــا




          ولـم أنـس إذ قــالوا ضـرار مقيــد ..... تركنـاه فــي دار العــدو ويممــنا




          فمـا هـذه الأيـام إلاّ مـعـارة ..... وما نحن إلاّ بمـثل لفظ بلا معنى




          أرى القلب لا يختار في الناس غيرهم ..... إذا ما ذكرهم ذاكر قلبي المضنى




          سلام على الأحباب في كل ساعـــة ..... وإن بعدوا عنا وإن منعوا منـــــا

          ومن موقعاتها( في أجنادين وهي قرية تقع شرقي القدس في فلسطين ) أن خالد بن الوليد نظر إلى فارس طويل وهو لا يبين منه إلا الحدق والفروسية ، تلوح من شمائله، وعليه ثياب سود وقد تظاهر بها من فوق لامته ، وقد حزم وسطه بعمامة خضراء وسحبها على صدره، وقد سبق أمام الناس كأنه نار. فقال خالد: ليت شعري من هذا الفارس؟ وأيم الله إنه لفارس شجاع. ثم لحقه والناس وكان هذا الفارس أسبق إلى المشركين .فحمل على عساكر الروم كأنه النار المحرقة، فزعزع كتائبهم وحطم مواكبهم ثم غاب في وسطهم فما كانت إلا جولة الجائل حتى خرج وسنانه ملطخ بالدماء من الروم وقد قتل رجالاً وجندل أبطالاً وقد عرّض نفسه للهلاك ثم اخترق القوم غير مكترث بهم ولا خائف وعطف على كراديس الروم.

          فقلق عليه المسلمون وقال رافع بن عميرة: ليس هذا الفارس إلاّ خالد بن الوليد ، ثم أشرف عليهم خالد ، فقال رافع : من الفارس الذي تقدم أمامك فلقد بذل نفسه ومهجته ؟ ، فقال خالد: والله أنني أشد إنكاراً منكم له، ولقد أعجبني ما ظهر منه ومن شمائله، فقال رافع : أيها الأمير إنه منغمس في عسكر الروم يطعن يميناً وشمالاً ، فقال خالد: معاشر المسلمين احملوا بأجمعكم وساعدوا المحامي عن دين الله، فأطلقوا الأعنة وقوموا الأسنة والتصق بعضهم ببعض وخالد أمامهم ونظر إلى الفارس فوجده كأنه شعلة من نار والخيل في إثره، وكلما لحقت به الروم لوى عليهم وجندل فحمل خالد ومن معه ، ووصل الفارس المذكور إلى جيش المسلمين ، فتأملوه فرأوه وقد تخضب بالدماء، فصاح خالد والمسلمون: لله درك من فارس .. بذل مهجته في سبيل الله وأظهر شجاعته على الأعداء .. اكشف لنا عن لثامك، فمال عنهم ولم يخاطبهم وانغمس في الروم ، فتصايحت به الروم من كل جانب وكذلك المسلمون وقالوا: أيها الرجل الكريم أميرك يخاطبك وأنت تعرض عنه، اكشف عن اسمك وحسبك لتزداد تعظيماً . فلم يرد عليهم جواباً ، فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه وقال له: ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبي بفعلك ، من أنت ؟

          فلما ألح خالد خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التأنيث وقال: إنني يا أمير لم أعرض عنك إلاّ حياءً منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور، فقال لها: من أنت ؟ فقالت: خولة بنت الأزور وإني كنت مع بنات العرب وقد أتاني الساعي بأن ضراراً أسير فركبت وفعلت ما فعلت، قال خالد: نحمل بأجمعنا ونرجو من الله أن نصل إلى أخيك فنفكه.

          قال عامر بن الطفيل: كنت عن يمين خالد بن الوليد حين حملوا وحملت خولة أمامه وحمل المسلمون وعظم على الروم ما نزل بهم من خولة بنت الأزور ، وقالوا: إن كان القوم كلهم مثل هذا الفارس فما لنا بهم طاقة.

          وجعلت خولة تجول يميناً وشمالاً وهي لا تطلب إلاّ أخاها وهي لا ترى له أثراً، ولا وقفت له على خبر إلى وقت الظهر. وافترق القوم بعضهم عن بعض وقد أظهر الله المسلمين على أعدائهم وقتلوا منهم عدداً عظيماً.


          أسر النساء

          ومن مواقفها الرائعة موقفها يوم أسر النساء في موقعة صحورا( بالقرب من مدينة حمص السورية ) . فقد وقفت فيهن ، وكانت قد أسرت معهن، فأخذت تثير نخوتهن، وتضرم نار الحمية في قلوبهن، ولم يكن من السلاح شيء معهن. فقالت: خذن أعمدة الخيام، وأوتاد الأطناب، ونحمل على هؤلاء اللئام، فلعل الله ينصرنا عليهم ، فقالت عفراء بنت عفار: والله ما دعوت إلاّ إلى ما هو أحب إلينا مما ذكرت. ثم تناولت كل واحدة منهن عموداً من عمد الخيام، وصحن صيحة واحدة. وألقت خولة على عاتقها عمودها، وتتابعن وراءها، فقالت لهن خولة: لا ينفك بعضكن عن بعض ومن كالحلقة الدائرة. ولا تتفرقن فتملكن ، فيقع بكن التشتيت، واحطمن رماح القوم، واكسرن سيوفهم. وهجمت خولة وهجمت النساء من ورائها، وقاتلت بهن قتال المستيئس المستميت، حتى استنقذتهن من أيدي الروم، وخرجت وهي تقول:

          نحن بنـات تبـع وحمير وضربنا في القوم ليس ينـكر

          لأننا في الحرب نار تستعر اليوم تسقون العذاب الأكبر


          الخاتمة

          في هذه السيرة البطولية عرضت نماذج مشهورة ومذكورة في الكتب عن خولة بنت الأزور وكيف شاركت في المعارك الإسلامية الكبيرة في فتوح بلاد الشام .والحقيقة تقال أن المعلومات المتوفرة عنها قليلة ، ولعل السبب واضح ،حيث عاشت مثل غيرها من بنات البادية العربية عيشة متواضعة وبسيطة لم تتيسر لها وسائل التدوين والتسجيل المتناسق والمتكامل مثلما قد يتيسر لغيرها من المشاهير.

          ونخلص من هذا البحث القصير إلى أن خولة بنت الأزور تعد نموذجاً إنسانياً رائعاً يحتذى به في الدفاع عن النفس والوطن والعقيدة فرضت نفسها بقوة وبصلابة على كل شخص حضر صولاتها وجولاتها في ميادين الفروسية .
          التعديل الأخير تم بواسطة وردة; الساعة Oct-14-2012, 05:44 PM.
          حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
          أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
          إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
          اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
          اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
          اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
          اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
          اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
          شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

          تعليق


          • #50
            الصحابية الجليلة صفية بنت عبد المطلب



            هي عمةالنبي(صلى الله عليه وسلم) صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، وهي أخت حمزة لأمه، ولدت في عام 570م ثلاث وخمسين قبل الهجرة كان لها دور مهم في حماية جيوش المسلمين ودحر الأحزاب في غزة الخندق.



            نسبها



            هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبوها عبد المطلب بن هاشم سيد قريش بلا منازع في أيامه، وأمها هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كُلاب، توفي والدها وهي طفلة بعمر التسع سنين، فكفلها أحد اخوتها، والمرجح أنه أبو طالب لأنه كان أبزر أخوتها وأرشدهم.



            نشأتها



            نشأت صفية وترعرعت كلداتها من بنات عبد المطلب الهاشميات، ولما بلغت مبلغ النساء في الجاهلية تزوجها، الحارث بن حرب بن أُمية أخو سفيان بن حرب ولما مات عنها الحارث، تزوجها العوام بن خويلد فولدت له الزبير بن العوام، والشائب بن العوام



            صفاتها



            كانت (رضى الله عنها) صابرة محتسبة، راضية بقضاء الله، ترى كل المصائب هينة مهما عظمت ما دامتْ في سبيل الله، فهي قدوة، في وجدها إنسانة وفي صبرها مؤمنة.



            إسلامها



            أسلمت صفية مع ولدها الزبير وأخيها حمزة، وبايعت النبي وهاجرت إلى المدينة، وكانت من أوائل المهاجرات، وما يذكر في ذلك، أنه لم يختلف في إسلامها كما اختلف في إسلام غيرها من عمات الرسول (صلى الله عليه وسلم)



            منهاجها



            كانت (رضى اللَّه عنها) مقاتلة شجاعة. ويذكر التاريخ لصفية أنها نالت شرف الصحبة، روت عن النبي بعض الأحاديث وروي عنها، ويذكر لها أنها لما استشهد شقيقها حمزة، حزنت عليه حزنا شديدا، وعصف بها الحزن بعد ما مثل المشركون بجثته بعد استشهاده ولكنها قالت : " بلغني انه مثل بأخي، وذاك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك! لأصبرن ولأحتسبن إن شاء الله"، وأتت صفية موضع استشهاد حمزة بأحد، فنظرت إليه، واستغفرت له، ثم عادت ادراجها تسترجع وتستغفر ولا تزيد.



            دورها في غزوة الخندق



            عندما خرج المسلمون لغزوة الخندق أمام الأحزاب، أمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) بحماية النساء والضعفاء في أماكن آمنة داخل المدينة، وعندما تحالف بني قريظة مع الأحزاب قرر المتحالفات إبادة المسلمين، وكانت خطتهم هي تهديد بني قريظة لنساء المسلمين وشيوخهم واطفالهم داخل المدينة، مما يدفع المسلمين للإنسحاب من مواضعهم في الخندق للدفاع عن ذويهم وحينها يقتحم الأحزاب الخندق ويهزمون المسلمين، ولتنفيذ الخطة، بعثت قريظة واحد من رجالها الأذكياء، فتسلل إلى الآطام التي فيها عوائل المسلمين وكانت مهمته معرفة أماكن النساء والذراري ومعرفة درجة حمايتهم، وكانت صفية حينها في حصن فارع لصاحبه حسان بن ثابت، فلمحت اليهودي، وأخذت عمودا ونزلت من الحصن إليه وضربته بالعمود على رأسه بقوة حتى قتله، وانتظرت قريظة عودة ذاك اليهودي اليهم دون جدوى، فحسبوا أن نساء المسلمين وذراريهم ليسوا وحدهم بل في حماية قوة ضاربة من المسلمين، ولذلك قبع اليهود في حصونهم لا يفكرون في التعدي على نساء المسلمين وذراريهم.



            وفاتها



            عاشت في المدينة حتى توفيت سنة عشرين هجرية (640 م) في خلافة عمر بن الخطاب (رضى اللَّه عنه) ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة، ودفنت في مدافن أهل المدينة بـ البقيع في دار المغيرة بن شعبة، وقد روت عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعض الأحاديث الشريفة.


            التعديل الأخير تم بواسطة وردة; الساعة Oct-14-2012, 05:57 PM.
            حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
            أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
            إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
            اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
            اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
            اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
            اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
            اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
            شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

            تعليق


            • #51
              المشاركة الأصلية بواسطة سليمان الشدوي مشاهدة المشاركة
              ونعم اليرة

              جزاك الله خير
              المشاركة الأصلية بواسطة راحة البال مشاهدة المشاركة
              سير عطرة رائعة وقدوات صالحة

              استمتعنا بقراءتها

              بارك الله فيكم
              جزاكم الله كل خير
              حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
              أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
              إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
              اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
              اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
              اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
              اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
              اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
              شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

              تعليق


              • #52
                سيرة الصحابي ( أبو ذرالغفاري ) وشخصيته هي من أجمل الشخصيات المحببة إلي شخصياً لما له من الصدق . ويكفي قول النبي الكريم عنه ما معناه .. ما أقلت الخضراء خيراً من أبي ذر .

                تعليق


                • #53
                  المشاركة الأصلية بواسطة صوت الحرية مشاهدة المشاركة
                  سيرة الصحابي ( أبو ذرالغفاري ) وشخصيته هي من أجمل الشخصيات المحببة إلي شخصياً لما له من الصدق . ويكفي قول النبي الكريم عنه ما معناه .. ما أقلت الخضراء خيراً من أبي ذر .
                  جزاك الله خير
                  سأتي بسيرة هذا الصحابي الجليل إذا لم يأتي بها أحد
                  الأعضاء الأفاضل
                  حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
                  أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
                  إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
                  اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
                  اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
                  اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
                  اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
                  اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
                  شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

                  تعليق


                  • #54
                    طــرح مفيـــد ومــوضـــوع مميـــز







                    نشكـــــرك

                    تعليق


                    • #55
                      المشاركة الأصلية بواسطة بوح الغروب مشاهدة المشاركة
                      طــرح مفيـــد ومــوضـــوع مميـــز

                      نشكـــــرك
                      جزاك الله كل خير
                      حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
                      أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
                      إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
                      اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
                      اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
                      اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
                      اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
                      اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
                      شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

                      تعليق


                      • #56
                        الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري
                        رضي الله عنه
                        أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري الكناني (توفي 32 هـ/652م)، أحد أكابر أصحاب رسول الله، وهو رابع من دخل في الإسلام وقيل الخامس، وأول من حيا رسول الله بتحية الإسلام، وأحد الذين جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة.

                        ( اسمه ونسبه )



                        هو: جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الغفاري الكناني.
                        • أمه: رملة بنت الوقيعة بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضربن نزار بن معد بن عدنان، الغفارية الكنانية.
                        واختلف في اسمه على 3 أقوال، فقيل أن اسمه جندب، وقيل: السكن، وقيل: برير، وجمهور النسابة على أن اسمه: جندب. كما اختلف في اسم أبيه فقيل جنادة، وقيل عبد الله، وقيل السكن، وقيل عشرقة، والمشهور أنه: جنادة. وكذلك اختلف في اسم جده ووالد جده على عدة أقوال مع اتفاق جميع النسابين على أن نسبه ينتهي إلى حرام بن غفار من بني كنانة. ويروي ابن ماجه أنّ رسول الله قال لأبي ذَر: «يا جُنَيْدِبْ» بالتصغير.
                        ويقال أن أبا ذر كان أخا عمرو بن عبسة السلمي لأمه.

                        (صفاته الخلقية )

                        كان أبو ذر الغفاري طويلًا أسمر اللون نحيفًا.[2] قال رجل من بني عامر بن صعصعة: " دخلتُ مسجد منى فإذا شيخ معروق آدَم، عليه حُلّة قِطْري، فعرفت أنه أبو ذَر بالنعت."
                        وقال الأحنف بن قيس التميمي: " رأيتُ أبا ذرّ رجلًا طويلًا آدم

                        " أبيض الرأس واللحية "

                        كان أبو ذَرّ يَتَألّهُ في الجاهليّة يقول: لا إله إلاّ الله، وكان لا يعبد الأصنام.
                        كما كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق، وكان شجاعًا يتفرّد وحده يقطع الطريق ويُغير على الصِّرم في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ.

                        ( إسلامه )

                        قدم أبو ذر على رسول الله وهو بمكّة، فأسلم ثم رجع إلى قومه فكانَ يَسْخَر بآلهتهم؛ ثم إنه قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم المدينة فلما رآه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وَهم في اسمه فقال: «أَنْتَ أَبُو نَمْلَة». فقال: "أنا أبو ذر". قال: «نَعَمْ أَبُو ذَرّ».
                        وروي أن أبا ذر قال: "كنتُ في الإسلام خامسًا"، وروي عنه أنه قال: "أنا رُبُع الإسلام". وقال حكّام ابن أبي الوضّاح البصريّ : "كان إسلام أبي ذرّ رابعًا أو خامسًا."

                        ( فضله ومناقبه )

                        كان أبو ذر رابع أربعة في الإسلام، وقيل: خامس خمسة في الإسلام، وهو أول من حيا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بتحية الإسلام. وكان يوازي عبد الله بن مسعود في العلم.
                        قال أبو ذر: " كنتُ رِدْفَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو على حمار وعليه بَرْدَعَةٌ أو قطيفة".
                        وقال أبو الدرداء: "كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يبتدئ أبا ذر إذا حضر، ويتفقده إذا غاب".

                        ( صدقه )

                        قال أبو هريرة: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: «ما أظَلّتِ الخَضْراءُ ولا أقَلّتِ الغَبْراءُ على ذي لَهْجَةٍ أصدق من أبي ذرّ، مَن سرّه أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فَلْيَنْظُرْ إلى أبي ذرّ».
                        وقال مالك بن دينار أنّ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، قال: «أيكم يلقاني على الحال التي أفارقه عليها؟» فقال أبو ذرّ: أنا، فقال له النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم: «صدقتَ». ثمّ قال: «ما أظَلّتِ الخَضْراءُ ولا أقَلّتِ الغَبْراءُ على ذي لَهْجَةٍ أصدق من أبي ذرّ، مَن سرّه أن ينظر إلى زُهْدِ عيسى بن مريم فَلْيَنْظُرْ إلى أبي ذرّ».
                        وقال عِراك بن مالك يقول: قال أبو ذرّ: إني لأقرَبُكم مجلسًا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يوم القيامة وذلك أني سمعتُه صَلَّى الله عليه وسلم، يقول: « أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة مَن خرج من الدنيا كهيئة ما تركتُه فيها»، وإنّه والله ما منكم من أحد إلاّ وقد تشبّث منها بشيء غيري"
                        وقال مَرْثَد أو ابن مرثد عن أبيه قال: جلستُ إلى أبي ذرّ الغفاريّ إذ وقف عليه رجل فقال: "ألم يَنْهَكَ أَمير المؤمنين عن الفُتْيَا؟" فقال أبو ذَرّ: "والله لو وضعتم الصّمصامة على هذه، وأشار إلى حَلْقه، على أن أترك كلمةً سمعتها من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، لأنْفَذْتُها قَبْلَ أن يكون ذلك".
                        وروى مُنْذر الثّوْريّ عن أبي ذرّ أنه قال: " لقد تركنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وما يَقلب طائرٌ جَناحَيْه في السّماء إلا ذكرنا منه علمًا".

                        ( تواضعه وزهده )

                        قال رسول الله: «مَن سرّه أن ينظر إلى زُهْدِ عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذرّ».
                        ولما قدم أبو موسى الأشعري لقي أبا ذرّ فجعل أبو موسى يلزمه، وكان الأشعري رجلًا خفيف اللحم قصيرًا، وكان أبو ذرّ رجلًا أسود كَثّ الشعر. فجعل الأشعريّ يلزمه ويقول أبو ذرّ: "إليك عني"، ويقول الأشعريّ، "مَرْحَبًا بأخي"، ويدفعه أبو ذرّ ويقول: "لستُ بأخيك إنّما كنتُ أخاك قبل أن تُسْتَعْمَلَ". قال ثمّ لقي أبا هريرة فالتزمه وقال: "مرحبًا بأخي"، فقال أبو ذرّ: "إليك عني، هل كنتَ عَمِلْتَ لهؤلاء؟" قال: "نعم"، قال: "هل تطاولتّ في البِناء أو اتْخَذتَ زَرْعًا أو ماشيةً؟" قال: لا"، قال: "أنت أخي أنت أخي".
                        وقال كُليب بن شهاب الجرْميّ: سمعتُ أبا ذرّ يقول: " ما يُوئسني رِقّة عَظمي ولا بياض شَعْري أن ألقى عيسى بن مريم".
                        وقال يونس عن محمد: "سألتُ ابنَ أختٍ لأبي ذرّ ما ترك أبو ذرّ؟" فقال: "ترك أتانَين وعَفْوًا وأعْنُزًا وركائب". والعَفْوُ هو الحمار الذّكَرُ.
                        وقال غالب بن عبد الرحمن قال: لقيتُ رجلًا قال: كنتُ أصلّي مع أبي ذرّ في بيت المقدس فكان إذا دخل خلع خُفّيْه فإذا بزق أو تنخَّع تَنَخَّع عليهما، قال ولو جُمِعَ ما في بيته لكان رِداء هذا الرجل أفضل من جميع ما في بيته. قال جعفر: فذكرت هذا الحديث لمهران بن ميمون فقال: ما أراه كان ما في بيته يَسْوي درهمَينِ.
                        وحدث سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي ذرّ أنّه رآه في نَمِرَة مُؤتَزِرًا بها قائمًا يصلّي فقلتُ: " يا أبا ذرّ أما لك ثوب غير هذه النمرة؟" قال:" لو كان لي لرأيتَه عليّ"، قلتُ: "فإنّي رأيتُ عليك منذ أيّام ثوبين"، فقال: "يا ابن أخي أعطيتَهما مَن هو أحوج إليهما مني"، قلتُ: "والله إنّك لمحتاج إليهما"، قال: "اللهمّ غفرًا، إنّك لمعظّم للدنيا، أليس ترى عليّ هذه البُرْدة ولي أُخْرى للمسجد ولي أعْنُزٌ نحلبها ولي أحْمِرَةٌ نحتمل عليها ميرتَنا وعندنا مَن يخدمنا ويكفينا مهْنَةَ طعامِنا فأيّ نعمةٍ أفضل ممّا نحن فيه؟".

                        ( كرمه )

                        قال عبد الله بن الصامت عن أبي ذرّ: "أوصاني خليلي بسبعٍ: أمرني بحبّ المساكين والدّنُوّ منهم، وأمرني أن أنظر إلى مَن هو دوني ولا أنظر إلى مَن هو فوقي، وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا، وأمرني أن أصِلَ الرّحِم وإن أَدْبَرَتْ، وأمرني أن أقول الحقّ وإن كان مُرًّا، وأمرني أن لا أخاف في الله لَوْمَةَ لائم، وأمرني أن أكْثرَ من لا حول ولا قوّة إلاّ بالله فإنّهنّ من كنز تحت العرش".
                        وذكر عبد الله بن الصامت أنّه كان مع أبي ذرّ فخرج عطاؤه ومعه جارية له، قال فجعلت تقضي حوائجَه، قال ففضل معها سِلَعٌ، قال فأمرها أن تشتري به فلوسًا، قال قلتُ لو إذّخرتَه للحاجة تبوء بك أو للضيف ينزل بك، قال: "إنّ خليلي عهدَ إليّ أن أيّ مالٍ ذَهَبٍ أو فضّةٍ أُوكِيَ عليه فهو جَمْرٌ على صاحبه حتى يُفَرّغَه في سبيل الله".
                        وقال سعيد بن أبي الحسن أنّ أبا ذرّ كان عطاؤه أربعة آلاف فكان إذا أخذ عطاءه دعا خادمه فسأله عمّا يكفيه لسنةٍ فاشتراه له، ثمّ اشترى فلوسًا بما بقي وقال: "إنّه ليس من وعى ذهبًا أو فضّة يُوكي عليه إلا وهو يتلظّى على صاحبه".
                        وقال الأحنف بن قيس: قال لي أبو ذرّ: " خُذ العطاء ما كان مُتْعَةً فإذا كان دَيْنًا فارفضه".
                        ( رواية الحيث )
                        روى أَبُو ذَرٍّ عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم.
                        روى عنه عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وابن عباس، وأبو إدريس الخولاني، وزيد بن وهب الجهني، والأحنف بن قيس التميمي، وجُبير بن نُفير الحضرمي، وعبد الرحمن بن تميم، وسعيد بن المسيب، وخالد بن وهبان ابن خالة أبي ذر، ويقال ابن أهبان، وقيل ابن أخيه، وامرأة أبي ذر، وعبد الله بن الصامت الغفاري ابن أخي أبي ذر، وخرشة بن الحر الفزاري، وزيد بن ظبيان، وأبو أسماء الرَّحَبي، وأبو عثمان النهدي، وأبو الأسود الدؤلي، والمعرور بن سُوَيد الأسدي، ويزيد بن شريك التيمي، وأبو مُرَاوح الغِفَاري، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن حجيرة، وعبد الرحمن بن شماسة، وعطاء بن يسار، وآخرون.

                        توفي أبو ذر في الربذة سنة 32 هـ وقيل بآخر شهر ذي الحجة سنة 31 هـ بعد انصراف الحجيج، وصلى عليه عبد الله بن مسعود في النفر الذين شهدوا موته، ثم حملوا عياله إلى عثمان بن عفان بالمدينة، فضم ابنة أبي ذر إلى عياله، وقال: "يرحم الله أبا ذر". وتقع الربذة اليوم 100 كم جنوب شرق محافظة الحناكية و200 كم شرق المدينة المنورة.
                        حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
                        أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
                        إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
                        اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
                        اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
                        اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
                        اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
                        اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
                        شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

                        تعليق


                        • #57
                          جزاك الله خير ونفع بك

                          تعليق


                          • #58
                            بارك الله فيك ونفع بك

                            تعليق


                            • #59
                              يعطيكي العافيه اختي الغاليه ورده
                              على هذا الموضوع الرئعه والقيم
                              جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكِ

                              تعليق


                              • #60
                                جَزْآكْ الله خُيِرْ
                                وَجَعَلُهُ بِمِيِزَآنِ حَسْنَآتَكْ
                                وُآَنَآرْ اللهُُ دَرَبَكَ ْعَلْىْ هَذُاَ الْطْرحَ الرُآئَعَ
                                بَآرَكْ اللهُُ فِيك
                                آِحْتِرَآمِيِِ,’

                                تعليق

                                يعمل...
                                X