[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;backgroun d-color:white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]اللّهم ارحم من اشتاقت لهم أرواحنا وهم تحت التّراب [/ALIGN][ALIGN=center]
اللهم يا من رفعت السماء بلا عمد، ارحم والدي وأبنتي و أسكنهم الفردوس الأعلى قرب الحبيب المصطفى و أكرم نزلهم و وسع مدخلهم، و اغسلهم بالماء و الثلج و البرد و نقهم من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وجميع اموات المسلمين يارب العالمين..[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
الحياة مستمرة سواء ضحكت أم بكيت فلا تحمل نفسك هموماً لن تستفيد منها.
لا يمكن أن أشرب كوب شاي بخمسة عشر ريال، ولا أستطيع أن أدفع 25 ريال قيمة كأس آيسكريم صغير بحجم قبضة اليد، ولا يمكن أن أقبل أن تكون 120 ريال هي قيمة وجبة غداء متكونة من طبق صغير من السمك والرز.
ليس لأني لا أملك المال أو لأني بخيل (لا سمح الله) ولكن لأنني لو فعلتُ ذلك لشعرت بأني مُستَغفَل (مقصوص عَليْ) و هذا شعور لا يمكن أن أقبل به أبداً و ما عاش اللي يقص علي في مثل هذا العمر.
من يوم وعيت على هذه الدنيا وكوب الشاي بريال واحد وكأس الآيسكريم (فانيلا المطرود) بريال واحد وأطلق كبسة سمك أو صيادية سمك لا تتجاوز ثلاثين ريال. هذه الأرقام تمثل بالنسبة لي مراجع (References) أقيس بالمقارنة بها الأشياء. فشرب كوب الشاي الذي بخمسة عشر ريال يعني أنني مقصوص علي خمسة عشر مرة و هذه هي قمة الإهانة بالنسبة لي. أملك الكثير من النقود ولله الحمد وخمسة عشر ريال لا تودي ولا تجيب ولن تؤثر في الميزانية شيئاً ولكنه الشعور بالغبن والفحش في الغلاء بسبب هذه الأرقام المرجعية المحفورة في دماغي.
ومن المفارقات أن إبني الذي لا يملك أي مصدر دخل سوى مصروفه الذي أعطيه إياه كل شهر سوف لن يرف له جفن وهو يدفع الخمسة عشر ريال قيمة كأس شاي أو ثلاثين ريال قيمة كأس آيسكريم، بل لو توقفت معه عند أحدى البوفيات الشعبية وطلبت منه أن يشتري كأسين من الشاي لي وله فسيشتري لي واحد وسيخبرني تأدّباً بأنه لا يريد، وذلك لأنه سيشعر بأنه (مقصوص عليه) خمسة عشر مرة وبأن هذا الشيء فشيلة عنده لأن ارقامه المرجعية تختلف تماماً عن أرقامي.
هذه الإختلافات في النقط المرجعية بين الأجيال المختلفة لا تنحصر في أسعار الأشياء فقط بل في كل نواحي الحياة (نوع اللباس - طريقة قص الشعر - إستخدام التكنولوجيا - ....إلخ)..
ولكي تسير الحياة (التي من سننها التغيّر) بنعومة ومن دون مشاكل لا طائل منها يجب أن يكون الآباء والأمهات واسعي الصدر وعندهم فهم كبير لهذه الإختلافات ومرونة أكبر على تقبلها، وعلى الأبناء أيضاً أن يعوا الصعوبة النفسية التي يشعر بها آباؤهم وهم يلبّون لهم مطالبهم التي لا تتفق مع نقطهم المرجعية وقناعاتهم وربما تشعرهم بأنهم تنازلوا عن قيمهم كثيراً حتى لا يصطدموا مع رغبات أبنائهم.وفي خضم هذا الصراع النفسي المستمر عند الطرفين من هو الطرف الذي يجب عليه أن يبدي تفهماً ومرونةً ومراعاةً أكثر لمشاعر الطرف الآخر؟
هل يتنازل الأبناء عن جوامح رغباتهم العصرية حتى لا يجرحوا مشاعر آبائهم وحتى لا يشعر الآباء بأنهم تنازلوا عن قيمهم كثيراً لإرضاء ابنائهم و بأن أبناءهم كسروا إرادتهم وجعلوهم آباءً ضعفاء مسيَّرين لأبنائهم؟
أي هل يتنازل الأبناء عن مسايرة طريقة معيشة أقرانهم في المجتمع ويقبلوا بأن يعيشوا كما يريد لهم آباؤهم؟؟
أم هل يتفهّم الآباء طبيعة التغيّر الكوني و يكفّوا عن المقارنة بمراجعهم ويلبّوا جميع مطالب أبنائهم؟
وهل هناك حل وسط كأن أمر على بوفية شعبية و أشتري لي كأس شاي بريال وأمر على أطلق كافي شوب وأشتري لإبني كأس شاي بخمسة عشر ريال ثم نركب السيارة ونشرب كأسي الشاي بسعادة لا هو ملعوب عليه ولا أنا ملعوب عليْ؟
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
الحياة مستمرة سواء ضحكت أم بكيت فلا تحمل نفسك هموماً لن تستفيد منها.
تعليق