طالما طَرَحْتُ على نَفْسي أسئلةً طُفُوليَّةً لاجواب لها: هل أنا حبيبتُكْ؟ أم أنا أمُّكْ؟ هل أنا مليكتُكْ؟ أم أنا مملوكتُكْ؟ هل أنا أنا؟ أم أنا أنت؟؟ إنَّ الأمُومَة في داخِلي تطغى على جميع العواطفِ الُأخرى فلماذا أخافُ عليكَ كلَّ هذا الخوفْ؟ لماذا أَمُدُّ يدي بحركةٍ تلقائيَّةْ؟ لوضعِ شال ِ الصّوفِ على رقبَتِكْ.. وإقفالِ أزرارِ معطفِكَ الجلديّ.. قبل أن تخرجَ إلى الشارعْ؟ .. إن إحساسَ الأمومةِ نحوكْ يدفعُني إلى ارتكاب حَماقاتٍ لاتتناسبُ مع وقاري ففي بعض لحظاتِ التجلِّي يخطرُ لي أن أقصَّ لكَ أظافرَكْ... وفي بعض لحظاتِ الوَلَهْ يخطرُ لي أن أجَفِّف شعْرَكْ وأنتَ بين يَدَيَّ.. مُسْتَسْلِمٌ كحمامَةْ..
وفي بعض لحظاتِ الجُنونْ يخطُرُ لي أن أقبِّلكَ ووجهٌكَ مغطَّى بصابون الحلاقَةْ.. وفي بعض لحظات الواقعيَّةِالاشتراكية أستعملُ معجونَ أسنانكَ.. حتى أُشْعِرَكَ أن فمي وفمَكْ... مزرعةٌٌ تعاونية واحدةْ... أيُّها الديكتاتورُ الصّغيرْ الذي يستعملُ بذكاءٍ حَناني.. ونِقاطَ ضَعفِي أيها الطفلُ السادِيُّ الذي يلعبُ بأعصابي كما يلعبُ بطيّارةٍ من وَرَقْ.. أيُّهاالطفل ُ الفوضويُّ الذي عذَّبني كثيراً وأسعَدَني كثيراً إنني لن أعاقبَكْ على الأواني التي كَسَرْتَها.. وعلى الستائر التي أحْرَقْتَها.. وعلى قطَّةِ البيت التي خَنَقْتَها.. إنني لاألومُكَ على كُلِّ هذا الخراب الجميلْ الذي أحدثتُهُ في حياَتي ولكنَّني...ألومُ أمومَتي!!!
سعاد الصباح,,,
التعديل الأخير تم بواسطة جمال بن صالح; الساعة Sep-23-2012, 03:58 AM.
تعليق