اآآآآآآآلليلة 900
(((9)))
وفي الليلة التالية قالت:
بلغني أيها الملك السعيد .. أن الصبية سبقت زوجها من السرداب حين خرج من الباب، ثم قعدت في قصرها فلما دخل زوجها قالت له: أي شيءٍ رأيت؟ قال: رأيتها عند سيدها وهي تشبهك فقالت: توجه إلى دكانك وحسبك سوء الظن فما بقيت تظن بي سوءً فقال: الأمر كذلك فلا تؤاخذيني بما صدر مني قالت: سامحك الله ثم قبلها ذات اليمين وذات الشمال وراح إلى دكانه.
فنزلت من السرداب إلى قمر الزمان ومعها أربعة أكياسٍ وقالت: جهز حالك بسرعة للسفر واستعد لتحميل المال بلا إمهال حتى أفعل لك ما عندي من الحيل فطلع واشترى بغالاً وحمل أحمالاً وجهز تخترواناً واشتري مماليك وخدماً وأخرج الجميع من البلد وما بقي له عاقةً وأتى لها وقال: أني أتممت أموري فقالت: وأنا الأخرى قد نقلت بقية ماله وجميع ذخائره عندك وما خليت له قليلاً ولا كثيراً ينتفع به وكل هذا محبةً فيك يا حبيب قلبي فأنا أفديك ألف مرةٍ بزوجي ولكن ينبغي أن تذهب إليه وتودعه وتقول له: أنا أريد السفر بعد ثلاثة أيامٍ وجئت لأودعك فاحسب ما أتجمل لك عندي من أجرة البيت حتى أورده لك وتبرأ ذمتي وانظر ما يكون من جوابه وأرجع إلي وأخبرني وأنا أحتال عليه وأغيظه لأجل أن يطلقني فما أراه إلا متعلقاً بي وما بقي لنا أحسن من السفر إلى بلادك فقال لها: يا حبذا أن صحت الأحلام.
ثم راح إلى دكانه وجلس عنده وقال: يا معلم أنا مسافرٌ بعد ثلاثة أيامٍ وما جئت إلا لأودعك والمراد أنك بحسب ما تجمل لك عندي من أجرة البيت حتى أعطيه لك وتبرأ ذمتي فقال له: ما هذا الكلام أن فضلك علي والله ما آخذ منك شيئاً من أجرة البيت وحلت علينا البركات ولكنك توحشنا بسفرك ولولا أنه يحرم علي لتعرضت لك ومنعتك عن عيالك وبلادك. ثم ودعه وتباكيا بكاءً شديداً ما عليه من مزيدٍ وقفل الدكان من ساعته وقال في نفسه: ينبغي أن أشبع من صاحبي وصار كلما راح يقضي حاجةً يروح بيته معه فإذا دخل بيت قمر الزمان يجدها فيه وتقف بين أيديهما، وتخدمهما وإذا رجع إلى بيته يراها قاعدةً هناك ولم يزل يراها في بيته إذا دخله ويراها في بيت قمر الزمان إذا دخله مدة ثلاثة أيامٍ،
ثم أنها قالت له: أني نقلت جميع ما عنده من الذخائر والأموال والفرش ولم يبق عنده إلا الجارية التي تدخل عليكما بالشراب ولكني لا أقدر على فراقها لأنها قريبتي وعزيزةٌ عندي وكاتمةٌ لسري ومرادي أن أضربها وأغضب عليها وإذا أتى زوجي أقول له: أنا ما بقيت أقبل هذه الجارية ولا أقعد أنا وإياها في بيت فخذها وبعها فيأخذها ليبيعها فاشتريها أنت حتى نأخذها معنا فقال: لا بأس بذلك ثم أنها ضربتها فلما دخل زوجها رأى الجارية تبكي فسألها عن سبب بكائها فقالت: أن سيدتي ضربتني فدخل وقال: ما فعلت هذه الجارية الملعونة حتى ضربتيها؟ فقالت له: يا رجل أني أقول لك كلمةً واحدةً أنا ما بقيت أقدر أنظر هذه الجارية فخذها وبعها وإلا طلقني فقال: أبيعها ولا أخالف لك أمراً.
ثم أنه أخذها معه وهو خارجٌ إلى الدكان ومر بها على قمر الزمان وكانت زوجته بعد خروجه بالجارية مرقت من السرداب بسرعةٍ، إلى قمر الزمان، فادخلها في التختروان وقبل أن يصل إلى الشيخ الجوهري، فلما وصل إليه ورأى قمر الزمان الجارية معه، قال له: ما هذه؟ قال: جاريتي التي كانت تسقينا الشراب ولكنها خالفت سيدتها ما بقي لها قعودٌ عندها، فقال له: بعها لي حتى أشم رائحتك فيها واجعلها خادمة لجاريتي حليمة فقال: لا بأس خذها فقال له: بكم؟ فقال: أنا لا آخذ الآن منك شيئاً تفضلت علينا فقبلها منه وقال للصبية: قبلي يد سيدك، فبرزت له من التختروان وقبلت يده، ثم ركبت في التختروان وهو ينظر إليها.
ثم قال له قمر الزمان: استودعتك الله يا معلم عبيد أبريء ذمتي فقال له: أبرأ الله ذمتك وحملك بالسلامة إلى عيالك وودعه وتوجه إلى دكانه وهو يبكي وهو عزٌ عليه قمر الزمان لكونه كان رفيقا له والرفق له حقٌ ولكنه فرح بزوال الوهم الذي حصل له من أمر زوجته حيث سافر ولم يتحقق ما ظنه في زوجته، هذا ما كان من أمره.
وأما ما كان من أمر قمر الزمان فأن الصبية قالت له: أن أردت السلامة فسافر بنا على غير طريقٍ معهودةٍ.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
تعليق