• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دعوة للتغيير قبل رمضان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعوة للتغيير قبل رمضان

    التغيُّر والتغيير سُنةٌ كونيَّة، وإرادةٌ إلهيَّة، فطبيعة الحياة في تقلُّب وتبدُّل، وتغير وتلوُّن، تأمَّلْ في الكون، في طبيعته، ومناخه وأحواله، ترَ أنَّ الحال لا تدوم فيه على واحدة، وكذلك سُنَّة التغيُّر في بني الإنسان.

    هي واقعٌ مشهود، وحالٌ منشود، فأنتَ أنت يا عبدَ الله لستَ أنت قبلَ خمس سنوات، وأنت اليوم لستَ أنت بعد سنين، إن طالتْ بك الأيَّام، فالإنسان في دنياه متغيِّر من حالٍ إلى حال، متغيِّرٌ في صحته وقدراته، في تفكيره وعقلِه، في عملِه وعلمه وإيمانِه.

    فليس في هذا الكون وقوف، الكلُّ يسعى؛ إما إلى الأحسن، وإمَّا إلى الأسوأ.
    وفي الحديث:
    ((كلُّ الناس يغدو، فبائعٌ نفسَه فمُعتِقها، أو موبِقها))،


    سُنَّة التغير عبَّر عنها ابن القيم في "فوائده" بقوله:

    "ليس في الشريعة ولا في الطبيعة توقُّفٌ البتَّة، فإذا شغل العبدُ وقتَه بعبودية، تقدَّم إلى ربِّه، وإن شغله هوى أو راحةٌ أو بطالةٌ، تأخَّر؛فالعبدُ لا يزال بين تقدُّمٍ وتأخُّر؛
    قال الله – تعالى -:

    {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ}
    [المدَّثر: 37]".اهـ.


    اضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة.


    الكثيرُ من الناس يبحث عن تطوير النفس، وتقدُّم الذات، وقد يُنفق المالَ والوقت؛ للحصول على دوراتٍ في التغيير، وتربية الذات، وفنِّ التعامل.

    وهذا شيءٌ حسنٌ يدلُّ على الوعي، ونُضْج العقل، ولكن هل سألْنا أنفسَنا عن أمر التغيُّر المتعلِّق بالتديُّن والاستقامة،
    هل استقامتُك أخي المبارك هي هي استقامتك قبلَ أشهر أو سنوات؟
    هل تديُّنُك وطاعتُك وقرباتُك في ازدياد، أم إلى نقصان؟
    وهل علاقتُك مع ربِّك في تقدُّمٍ، أمْ في تأخُّر، ماذا عن تعظيمك لشعائر الله؟

    وماذا عن وقوفك عندَ حدود الله؟

    أسئلة وأسئلة، يحملُ كلُّ واحد منَّا إجابتَه، وكلٌّ أدرَى بعيوب نفسه وتقصيرها وتفريطها.
    إنَّ خطاب التغيير أوَّل ما يُوجَّه إلى ذلكم الرجل - وكلنا واللهِ هو ذاك الرجل - الذي أثقلتْه الآثام، وكبَّلتْه الغفلة، وأقعدتْه نفسُه الأمَّارة، فلا يزال للهوى متَّبِعًا، وللذته الطائشة طالبًا، ذاك الرجل الذي ربَّما أدمن على المحرمات، وهَجَر الباقيات الصالحات، ربما تلصَّص على المحارم، وارتكب ما شاء مِن المآثم، ربَّما عاش بعيدًا عن ربِّه، متعرِّضًا لسخطه، مُيمِّمًا وجهَه نحوَ الهوى والشيطان.


    اضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة.


    ومع ذلك كلِّه، مع ذلك كله، فذاك الرجلُ يتمنَّى ويتمنَّى، يتمنَّى ماذا؟

    يتمنَّى أن يُغيِّر حالةَ الشقاء التي يعيشها، وشؤم المعصية التي جثمتْ على حياته، كم فكَّر وفكَّر، أن يُغيِّر وضعَه ويتغيَّر، فيلحقُ بركْب الطائعين، ويُذلِّل وجهَه لله مع القانتين الساجدين! كم تمنَّى أن ينامَ قريرَ الجَفْن، وقد أدَّى حقَّ الله - تعالى – عليه! وكم تاقتْ نفسُه أن يكون حاملاً للقرآن، تاليًا له آناءَ الليل، وأطرافَ النهار!

    كم تمنَّى أن يُحافظ على فرائضِ المكتوبات، ويستكثرَ من نوافل العبادات، ويعيشَ الحياة الطيِّبة المرغوبة!
    إنَّها أمنياتٌ وأمنيات، تدلُّ على أنَّ في النفوس بقايا من الخير، وخبايا من الإيمان.

    ولكن هل فكَّر ذاك الرجل بجِدٍّ، وقرَّر بحزم، أن يعيشَ هذه الأمنياتِ واقعًا ملموسًا، وشاهدًا محسوسًا.
    إنَّها - وربي - سهلةٌ ويسيرة على من يسَّرها الله عليه، نَعمْ نستطيع أن نتغيَّر.

    الطائع يزداد طاعةً وإيمانًا، والعاصي يكفُّ عن خطيئاته، ويهجُرُ ماضيَه، نعمْ نستطيع أن نتغيَّر، ونتأقلَم بعد ذلك على الطاعة والسُّنَّة، نستطيع أن نتغيَّر إلى الأحسن، ونتطوَّر إلى الأفضل، في سلوكنا ومعاملاتنا، وأخلاقنا وطاعاتنا.

  • #2
    طرح راقي أخي أبو نوران

    تحيتي ومودتي.

    تعليق


    • #3
      جزاكـ الله خيرااا ...

      و

      كثر من امثاالكـ ...


      آمين ...



      تعليق


      • #4

        تعليق


        • #5
          نفع الله بك وبارك فيك

          تعليق


          • #6

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيكم

              مشكوريين على الردود و التفاعل

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك ونفع بك

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله كل خير

                  تعليق


                  • #10
                    يسلمك ربي طرح مميز

                    تعليق

                    يعمل...
                    X