رجلٌ من السابقين الأولين البدريين .
إنه رجل شديد الحب لله عز وجل .
هو سالم مولى أبي حُذيفة رضي الله عنه ، وأرضاه .
أصله من إصطخر ، واشتراه أبو حذيفة ، فأعتقه ، وتبناه ، وجاءت سهلة بنت سهيل ، وهي امرأة أبي حذيفة ، فقالت :
يا رسول الله ، إن سالماً معي ، وقد أدرك ما يدرك الرجال .
فقال : " أرضعيه ، فإذا أرضعتيه ، فقد حُرم عليكِ ما يحرم من ذي المحرم "
قالت أم سلمة : أبى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُدخل أحدٌ عليهن بهذا الرضاع ، وقلن : إنما هي رخصةٌ لسالمٍ خاصة . حديث صحيح أخرجه مسلم(1453)،وأحمد(6/201)،وأبو داود (2061)،وابن ماجة(1943)
وقد كان سالم رضي الله عنه يؤم المهاجرين في مكة ، حتى قدم المدينة لأنه كان أقرأهم ، وفيهم أبو بكر ، وعمر بن الخطاب . خبر صحيح أخرجه البخاري(692)،(7175) وابن سعد(3/1/61)في طبقاته
فلما قدم المدينة كان يؤم المسلمين في مسجد قُباء لأنه كان أقرأهم للقرآن الكريم ، فرفعه الله بالقرآن مع أنه كان من الموالي !
وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتقول :
أبطأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً بعد العشاء ، ثم جئت ، فقال : " أين كنتِ ؟ ".
قالت : كنت أستمع قراءة رجلٍ من أصحابك ، لم أسمع مثل قراءته وصوته من أحد .
قالت : فقام وقُمت معه حتى استمع له ، ثم التفت إليّ فقال :
" هذا سالم، مولى أبي حذيفة ، الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا " . حديث صحيح أخرجه ابن ماجه(1338)وأحمد(6/165)والحاكم(3/226)
وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :
لو استخلفت
لاستخلفت سالماً مولى أبي حذيفة ، فلو سألني عنه ربي عز وجل:
ما حملك على ذلك ؟
لقلت :يحب الله عز وجل حقاً من قلبه .
وجاءت معركة اليمامة ، وانكشف المسلمون ، فقال سالم رضي الله عنه :
ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحفر لنفسه حفرة ، فقام فيها ، ومعه راية المهاجرين ، فقطعت يمينه ، فأخذ الراية بشماله ، فقطعت هي الأخرى فاعتنق اللواء ، وهو يقول :
{ وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم }. سورة آل عمران:144
وظل على تلك الحال حتى استشهد رضي الله عنه . طبقات ابن سعد (3/1/61)
فرضي الله عن سالم مولى أبي حذيفة مع المقربين .
ورضي الله عن سالم مع السابقين الأولين .
تعليق