• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إنها مجرد كلمة لا أكثر ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إنها مجرد كلمة لا أكثر ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    *********
    إنها

    /

    مجرد

    \

    كلمة

    ....



    " أحسنت"..


    كلمة قالها المدرس لطالبه بعد أن أحسن الإجابة ...


    فما رأيكم لو اكتفى بـ : "اجلس" ؟

    "أبشري"..

    كلمة قالها ابن طائع لوالدته ،

    فما يكون وقعها لو قال لها " أف" ؟

    ببساطة إنها "الكلمــــــة"..!

    تلك التي تبني صروحاً من الخير في النفوس وتهدم منها أخرى .!

    تلك التي تحفز على الفضائل وتثبط عنها أخرى .!


    أغنياء الكلمة :


    هم الذين لا يتوانون عن كسب القلوب بكلمة طيبة

    " تعين على الخير" ، " ترسم الابتسامة في وجه طفل أو طفلة "،

    " كلمة تعود إلى قائليها بدعوة صادقة من قلب مسنّ "،

    " كلمة تسيل دمعة فرح من عين حزينة ،"

    " هم الذين يحولون الغضب في النفوس إلى ابتسامة تعلو الوجوه "


    فقط "بكـــلمة"
    الأساتذة :

    يؤثرون على الطلاب لأنهم يكسبونهم "بكلمة"

    الدعاة :

    ينيرون الطريق ويمهدونه للغير" بكلمة"

    الأطباء :
    يحسنون من نفسية المريض" بكلمة"

    الآباء :

    يشجعون أولادهم على الفضائل والخيرات" بكلمة"

    الشعراء :

    يبنون قصوراً من بيان " بكلمة"
    ميع الناس يحسنون إلى بعضهم وذويهم وكل من حولهم " بكلمة".

    وفقراء الكلمة :

    هم الذين ما يفتؤون يؤذون الناس أويؤلمون قلوبهم

    "بكلمة" مزعجة ، متعبة ، خبيثة ..

    فهم يسحقون قلوباً لينة "بكلمة"، يثبطون عن عمل خير"بكلمة"

    يفسدون بيوتاً عامرة "بكلمة "،

    يأكلون لحوماً ميتة "بكلمة ".
    الأسر المتفككة تفسد حياتهم" بكلمة"
    رب العمل سيئ الخلق يسيء إلى موظفيه أو يخسرهم " بكلمة"

    الأب الغاضب يفقد ابنه بدعوة ساحقة وهي" كلمة"

    تُقطع رقاب وتُسفك دماء وتقوم حروب " بكلمة"

    تخيم ظنون وتحوم شكوك ويُصدَّق فاسق "بكلمة".

    قال تعالى:


    ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا

    ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ

    اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) ابراهيم 24 ـ 25

    الامتنان / كلمة /

    السعادة/ كلمة /

    الثقــة / كلمة /

    الفــأل / كلمة /

    والنقيض من ذلك كله حزن ، إحباط ، تعاسة .. " قد تسببه

    "كلمة".

    إذن : أمور كثيرة قد تؤثر في حياتنا سببها .. كلمة

    فإذا وجدت أن حياتك تسير على مايرام وتظللها السعادة ، ويكللها

    النجاح ، وعلى الرغم من الأزمات التي إن بدلنا مسماها لكانت

    "وقود النجاح"،

    توجَّه بالشكر لله تعالى ثم لأولئك الذين صنعوا السعادة

    والإيجابية والفأل في حياتك بكلماتهم الطيبة ..

    اشكرهم من الأعماق لأنهم شيدوا في نفسك مباني شاهقات

    عمادها النصح وحب الخير لأنفسهم وللآخرين.

    فشرارة النجاح قد تبدأ بكلمة ...

    وأما الصنف الآخر الذي يهدم ولا يبني ، ولا يقف إلا على العيوب

    لا لتقويمها ولكن ليغذوها ويسلطوا عليها الأضواء بقصد أو بدون قصد ،

    فاتركهم وراء ظهرك دون أن تلتفت .. فهم ماضٍ مؤلم وحاضر مزعج

    إن تركتهم يسرحون ويمرحون في حياتك سيهدمون فيها كيف شاؤوا

    على ألا تترك لمحبيك عذرا دون أن تلتمسه لهم لكلمة ربما أفلتت

    من ألسنتهم فأحرجتك أو جرحتك ولكنها ليست بنية الهدم ولكن

    بنية البناء فحقيقتها من قلب محب لك فانتبه ...

    قال شيخ الإسلام رحمه الله :


    ( لا تظنن" بكلمة" خرجت من امرئ مسلم شراً وأنت تجد لها في الخيرمحملاً )

    ونهاية فإن للكلمة تأثيرا عميقا ووزنا كبيرا

    فكلمة ترفع وكلمة تضع

    عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله - تعالى - ما يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات , و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله - تعالى - لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم )

    رواه البخاري
    م/ن للفائدة مع تصحيح للحديث
    حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
    أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
    إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
    اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
    اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
    اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
    اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
    اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
    شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

  • #2
    الكلمة الطيبة صدقة
    د. مهران ماهر عثمان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الكلمة الطيبة صدقة

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيِّد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
    فإنَّ للكلمة أهميتَها في دين الإسلام، فقد ترفع صاحبها أعلى الدرجات، وقد تهوي به في النار دركات، ومما يبين خطورتها:
    فبالكلمة خرج إبليس من الجنة، {قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [الحجر/33-35].
    وبها خسر إنسان دنياه وآخرته، ففي سنن أبي داود، سنن أبى داود، قال أبو هريرة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على ذنب فقال له: أقصر، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك. فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالما؟ أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر اذهبوا به إلى النار». قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
    وبها يكفر الإنسان ويخرج من دين الإسلام، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة/65، 66].
    وهي من أسباب دخول النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» رواه الترمذي.
    وبها يرضي الإنسان ربه أو يسخطه، ففي صحيح البخاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ».

    فما هي الكلمة الطيبة؟

    قال ابن عثيمين رحمه الله: "الكلمة الطيبة تنقسم إلى قسمين طيبة بذاتها طيبة بغاياتها، أما الطيبة بذاتها كالذكر؛ لا إله إلا الله، الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وأفضل الذكر قراءة القرآن. وأما الكلمة الطيبة في غايتها فهي الكلمة المباحة؛ كالتحدث مع الناس إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم، فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبا بذاته لكنه طيب في غاياته في إدخال السرور على إخوانك، وإدخال السرور على إخوانك مما يقربك إلى الله عز وجل" [شرح رياض الصالحين 1/290].
    قال سبحانه: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر/10]. قال ابن كثير رحمه الله: "وقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} يعني: الذكر والتلاوة والدعاء، قاله غير واحد من السلف" [تفسير ابن كثير 6/536].
    وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن العبد المسلم إذا قال: سبحان الله وبحمده، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، تبارك الله، أخذهن ملك فجعلهن تحت جناحه، ثم صَعد بهن إلى السماء، فلا يمُرّ بهن على جمْعٍ من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن، حتى يجيء بهن وجه الرحمن عز وجل، ثم قرأ عبد الله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}" [تفسير ابن كثير 6/537].
    ولا يخفى علينا أن الكلمة الطيبة الواردة في قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم/24] هي: إله إلا الله.

    الإسلام يدعو إلى الكلمة الطيبة

    في القرآن الكريم الأمر بالقول المعروف، والقول السديد، والقول الميسور، والقول الحسن، والقول الكريم، والقول اللين.
    قال تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء/8]، وقال: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلا مَيْسُورًا} [الإسراء/28]، وقال: { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة/83]، وقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء/23]، وقال: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه/43، 44].
    وأما القول البليغ الزاجر الرادع المانع المرهب فهو للمنافقين وعتاة المجرمين، قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا} [النساء/63].
    ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى عفة اللسان، وطيِّب الكلام.
    ففي سنن الترمذي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ».
    والطعان: الوقَّاع في أعراض الناس، والعيَّاب يعيب ما لإخوانه.
    واللعان: كثير اللعن.
    والفاحش: الذي يتكلم بما يثير الشهوة.
    البذيء: الكلام الذي يحمل عليه عدم الحياء.
    وفي هذا الحديث فائدة: أن الطعن والجرح كما يحدث بالسيف والسنان يحدث باللسان، فالأول جرح حسي، والآخر جرح معنوي، ولربما كان الجرح المعنوي أشد مرارة وأكثر ألماً من الحسي.
    وفي مسند أحمد، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ: أَعْتِقْ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ». فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ؟ قَالَ: «لَا؛ إِنَّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكَّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي عِتْقِهَا، وَالْمِنْحَةُ الْوَكُوفُ وَالْفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الظَّالِمِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمْ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ الْخَيْرِ».
    وقال لرجل من الأعراب: «لَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا». قَالَ فَمَا سَبَبْتُ بَعِيرًا وَلَا شَاةً مُنْذُ أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه أحمد.

    الترغيب في بالكلمة الطيبة


    الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» متفق عليه.

    الكلمة الطيبة صدقة

    قال صلى الله عليه وسلم: «وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» متفق عليه.
    قال ابن عثيمين رحمه الله: "الصدقة لا تختص بالمال، بل كل ما يقرب إلى الله فهو صدقة بالمعنى العام؛ لأن فعله يدل على صدق صاحبه في طلب رضوان الله عز وجل" [شرح رياض الصالحين 1/290].

    وبها يكون اجتماع الكلمة، وتآلف القلوب

    قال تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت/34-35].
    فمما يتحقق به الرد الحسن: الكلمة الطيبة.

    والكلمة الطيبة انتصار على الشيطان

    قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء/53]. أي: وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام. إن الشيطان كان للإنسان عدوًا ظاهر العداوة. فالشيطان حريص على إفساد ذات بيننا، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» رواه مسلم، والتحريش: الإفساد بينهم، فمن رد بالكملة الطيبة أخزى الشيطان.

    وبالكلمة الطيبة تتحقق المغفرة

    قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ بَذْلُ السَّلامِ، وَحُسْنُ الْكَلامِ» الطبراني.

    وبها تكون النجاة من النار

    عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّارَ فَأَعْرَضَ وَأَشَاحَ، ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ»، ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» رواه البخاري ومسلم.

    والكلمة الطيبة سبب دخول الجنة

    عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا» فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» رواه الترمذي.
    وعن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قلت يا رسول الله حدثني بشيء يوجب لي الجنة. قال: «موجب الجنة: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وحسن الكلام» رواه الطبراني.
    والجزاء من جنس العمل، فلما كانت الكلمة الطيبة سجية لهم دخلوا الجنة فلم يسمعوا فيها إلا الطيب الذي لا يؤذيهم. قال تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [الواقعة/25، 26]، أي: لا يسمعون في الجنة كلامًا لاغيا، أي: غثا خاليا عن المعنى، أو مشتملا على معنى حقير أو ضعيف.
    ولما كانت خمر الدنيا حاملة على بذيء الكلام قال تعالى في نعت خمر الآخرة: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطور/23].

    ذم الكلام السيء


    الككلام السيء دليل على سوء الأدب

    أساء أحدهم الخطاب مع عيسى عليه السلام فرد عيسى عليه السلام بأدب وقال: "كل ينفق مما عنده"!

    الكلمة السيئة منفِّرة

    قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران/159].

    والكلمة السيئة قدح في الإيمان

    عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ري الله عنهما قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» رواه البخاري ومسلم.

    وهي سبب لدخول النار

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» رواه البخاري.

    ومن الكلمة السيئة والكلام الفاحش أن تُرد الإساءة بأكثر منها.
    ففي صحيح مسلم، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسٌ مِنْ الْيَهُودِ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. قَالَ: «وَعَلَيْكُمْ». قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: بَلْ عَلَيْكُمْ السَّامُ وَالذَّامُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ لَا تَكُونِي فَاحِشَةً». فَقَالَتْ: مَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا؟ فَقَالَ: «أَوَلَيْسَ قَدْ رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ الَّذِي قَالُوا؟ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ». وفي رواية أنه قال لها: «يَا عَائِشَةُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ». فالفحش: العدوان في الجواب.
    إن هارون الرشيد جاءه رجل فأغلظ له القول، فقال: "إن الله أرسل من هو خير منك إلى من هو شر مني فقال: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا} [طه/43، 44].
    أسأل الله أن يطيب أقوالنا، وأعمالنا، وأيامنا.
    رب صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


    تعليق


    • #3
      أستاذة وردة
      أستاذ جمال

      موضوع جداً قيم ومهم في حياتنا وتعاملنا مع الآخرين...

      بُورك فيكم وجعله في ميزان حسناتكم



      وكلما حمدت
      ربي وجدت منه ما يرضيني

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
        الكلمة الطيبة صدقة


        د. مهران ماهر عثمان

        بسم الله الرحمن الرحيم
        الكلمة الطيبة صدقة
        إضافه رائعه بارك الله فيك أستاذ جمال
        حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
        أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
        إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
        اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
        اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
        اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
        اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
        اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
        شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أم فيصل مشاهدة المشاركة
          أستاذة وردة
          أستاذ جمال

          موضوع جداً قيم ومهم في حياتنا وتعاملنا مع الآخرين...

          بُورك فيكم وجعله في ميزان حسناتكم
          ولك بالمثل غاليتي
          بارك الله فيك
          حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
          أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
          إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
          اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
          اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
          اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
          اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
          اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
          شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

          تعليق


          • #6
            كفيتم ووفيتم جزاكم الله خير ونفع بكما 0
            كل العطور سينتهي مفعولها
            ويدوم عطر مكارم
            الأخلاق

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سعد بن معيض القرني مشاهدة المشاركة
              كفيتم ووفيتم جزاكم الله خير ونفع بكما 0
              ويجزاك ,
              بارك الله فيك
              حسبـــــــــــــــنا الله و نعم الوكـيــــــــــــــــــــــــ ـل
              أما والله إن الظلـــمَ لؤمٌ = وما زال المسيءُ هو الظلومُ
              إلى ديان يوم الدين نمضي = وعند الله تجتمع الخصومُ
              اللهم إغفر لوالديّ وارحمهما وأكرم نزلهما وإغسلهما بالماء والثلج والبرد إنك غفور رحيم
              اللهم قهما عذابك يوم تبعث عبادك
              اللهم نور لهما قبريهما ووسع مدخلهما وآنس وحشتهما
              اللهم وابني لهما بيتا في الجنة
              اللهم واسقهما من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
              شربة هنيئة مريئه لا يظمأن بعدها ابدأ

              تعليق


              • #8
                موضوع اكثر ن رائع ...

                تسلم اياديكم ...

                تعليق


                • #9
                  رائع
                  بارك الله فيك

                  تعليق


                  • #10
                    موضوع رائع وراق لي كثيرا
                    سلمت يمناگ

                    تعليق


                    • #11
                      شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ?

                      جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ?

                      ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

                      تعليق


                      • #12
                        مشكورة والله يعطيك العافيه

                        تعليق


                        • #13
                          الله يعطيك العافية

                          تعليق


                          • #14
                            موضوع رائع وراق لي كثيرا
                            سلمت يمناگ

                            تعليق

                            يعمل...
                            X