القيل والقال.. في نقص فيتامين دال
بَعد أن حَصلتُ عَلى الدُّكتورَاة، ذَهبتُ لإجرَاء تَحليل طبِّي، ويَا للغَرَابة، فقَد حَصلتُ عَلى الدَّال، ولَكن الطَّبيب الصَّديق الدكتور “عمر الربيعان”؛ الذي أشرَف عَلى قرَاءة تَحليل دَمي قَال: بأنَّ لَديَّ نَقصًا حَادًّا في فِيتامين “دَال”..!
بَدأتُ مُنذ تِلك اللَّحظة أقرَأ عَن هَذا المَرض وأتتبّعه، حتَّى وَصلتُ إلَى سَبب المَرض، المُتمثِّل في عَدم تَعرُّضي لأشعّة الشَّمس وأنَا عَاري البَدَن، رَغم أنِّي مِن الذين يَتسكّعون تَحت أشعّة الشَّمس -في مَشاويرهم- مِن الصَّباح حتَّى المَسَاء، ولَكن يَبدو أنَّ المَلابس كَانت تَحول وتَمنع؛ اختلَاط الأشعّة بجَسدي النَّاعِم الفَتَّان..!
في هَذه المَرحلة، تَذكَّرتُ مَقولة سيّدنا عُمر -رَضي الله عَنه- حِين قَال: (الشَّمس حمَّام العَرَب)، ويَقصد بهَا أنَّ الفُرس والرّوم كَان لَديهم حَمَّامات يَذهبون إليهَا؛ مِن أجل التَّطبُّب، أمَّا العَرَب فلا حَمَّامَات لَديهم قَبل العَهد التُّركي، لذلك قَال عُمر -رَضي الله عَنه- هَذه المَقولة..!
كُلُّ هَذا دَردشة غَير جَادّة، أمَّا الأمر الجَاد والمُفزع والخَطير، هو ذَلك البَحث الذي قَام بهِ الطَّبيبَان السّعوديّان الدّكتور “عبدالله بن سليمان العمران”، استشَاري ورَئيس قسم جرَاحة العِظام، والدّكتور “وليد البكر”، استشَاري البَاطنيّة والغُدد الصمّاء، بتَكليف مِن جَامعة الدمَّام، بَعد تَداول المُجتمع مَعلومات “غَير دَقيقة” حَول نَقص فِيتَامين “دَال”، وكِلا الطَّبيبين حَاصل عَلى مَرتبة الشَّرَف الأُولَى..!
هَذان البَاحثان أثبتَا أنَّ الأجهزة المُتوفِّرة -حَاليًّا- لَدى المُستشفيات والمُختبرات في المَملكة، والتي تَعتمد عَلى تَقنية التَّقييم المنَاعي الشَّبهي والإشعَاعي، أو الرّبط البروتيني التَّنافسي، أو التَّقييم الكِيمَاوي الضَّوئي، (غَير دَقيقة في تَشخيص حَالَات نَقص فِيتامين “دَال”)، مُشيريْن إلَى أنَّ تِلك الأجهزَة؛ تُساهم في إثبَات وجود نَقص حَاد في الفِيتامين، عِند أشخَاص مُستواه طَبيعي لَديهم، فيَتم إعطَاؤهم جُرعَات عَالية مِن الفِيتامين، تُؤدِّي لتَراكمه في الدَّم، وبالتَّالي يَتسمَّم المَريض..!
كَما أكَّد الطَّبيبان أنَّ كَثرة المُشخّصين لنَقص فِيتامين “دَال”؛ انتَشرت في الفترة الأخيرة بصُورة مُفرطة في المُجتمع، مُوضحيْن وجود تَباين كَبير في قِرَاءَات المُختبرَات؛ التي بَدورها تُؤدِّي إلى التَّباين في العلَاج..!
بَعد كُلّ هَذا، استطلعتُ بنَفسي عَن الجهَاز الخَاص؛ بقيَاس نَقص فِيتامين “دَال”، فوَجدتُه جِهازًا دَقيقًا يُسمَّى HPLC، وهو المُعتمد حَاليًّا في أمريكا لدقّته، ويَبلغ ثَمنه 450 ألف ريَال، ويَكاد يَكون وجُوده نَادرًا في مُستشفيات المَملكة..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: الله، الله، يَا وزَارة الصحّة.. إنَّ أروَاحنا أمَانة في أعنَاقكم، وأنَا هُنا لَستُ مُتخصِّصًا، ولَكنِّي أُعَاني مِن هَذا المَرض، ولجأتُ إلى المُختصّين، وإلى الشّيخ قوقل.. وكُلُّ هَؤلاء أمدّوني بالمَعلومات، ونَنتظر مِنكم الشَّرح والتَّوضيحَات..!!
رابط الخبر بصحيفة الوئام: القيل والقال.. في نقص فيتامين دال
الوسم
أحمد عبد الرحمن العرفج
تعليق