[justify][frame="1 80"]
قلَّبْتُ النّظَرَ في مادّة " عسكَر " ؛ فوجدْتُ معانيَها مردَّدةً بين الشّدّة والجَدْب ، والجماعة المستكثرة من كلّ شيءٍ ، وشدّة الظّلمة ليلاً ، والتّجمّعُ والتّراكُم ؛ ومنه قِيل لعرفة ومِنى : العَسْكران .
وهذه المعاني في الجملة استوفاها الجمْعُ من الجُنْد ؛ فهم يُعانُون الشِّدَّةَ والجَدْبَ ، كثيري الزِّحام مُدْلِجين قادرين على البصَر على اختلاط البشَر ، مصطفّين للحرْب اصطفافَهم للصّلاة لربّهم .
وإنّي لأعجَبُ من تخلية تربية أبنائنا في مراحل التّعليم العامّ والعالي ، وتربيتنا من قبلُ ؛ من هذه التّربية الأصيلة ؛ فهي تعزيزٌ لمقاومة المشِتّات المُشتِّتات ، وعوادي الدّهْر ، وبُغاة النّاس وطُغاتهم .
لو خلا جسَدُ الإنسان من خلايا لمفاويّة ( Lymphocytes ) مناعيّةٍ في كلّ مصرٍ من أمصاره ، ومصيرٍ من مُصْرانه ــــ لهلَك الجسدُ ولم يقُمْ بوظائفه الكلّيّة . الجسمُ مُترَّسٌ متترِّسٌ بجلْدِه وجلَدِه ، وأجسامه وجيناته المضادّتيْن ( Antibodies & Anti genes ) .
فما بالُ المُربِّي تخلَّى عن تربية الجسَد على البلْوى والبلاء حتّى يقوَى على اللأواء ؛ فنحن عُرضةٌ للبُغاة والطّغاة الّذين لا يرقُبون في مُؤمِنٍ إلاًّ ولا ذمّةً .
ودينُنا يأمرنا بالإعداد والتّعليم الحرْبيّ ؛ فلا انفكاك بين سِلْميّ التّعليم وحرْبيّه ؛ كما أنّه لا انفكاك بين نوازع الخير والشّرّ في الإنسان .
أُمِرْنا بتعلُّم الرِّماية والسِّباحة وركوب الخيْل ؛ فلا رميْنا ولا سبَحْنا ولا الخيلَ رأيْنا فضلاً عن أن نركبها . كانَ يسَعُ الرّاعيَ أن يعلِّم الرّعيّة الرّماية المُوجِبة للحماية ، والسّباحة الموجِبة للاستشراف ، وركوب الخيل وما ناب منابَه من طيور هذا الزّمان وطائراته ؛ حتّى إذا هبَّتْ ريحٌ تجتالُ وتشتالُ ثبتَ الجسد وربُّه ، ولم يستحِلْ عصفاً مأكولاً .
[/frame][/justify]
قلَّبْتُ النّظَرَ في مادّة " عسكَر " ؛ فوجدْتُ معانيَها مردَّدةً بين الشّدّة والجَدْب ، والجماعة المستكثرة من كلّ شيءٍ ، وشدّة الظّلمة ليلاً ، والتّجمّعُ والتّراكُم ؛ ومنه قِيل لعرفة ومِنى : العَسْكران .
وهذه المعاني في الجملة استوفاها الجمْعُ من الجُنْد ؛ فهم يُعانُون الشِّدَّةَ والجَدْبَ ، كثيري الزِّحام مُدْلِجين قادرين على البصَر على اختلاط البشَر ، مصطفّين للحرْب اصطفافَهم للصّلاة لربّهم .
وإنّي لأعجَبُ من تخلية تربية أبنائنا في مراحل التّعليم العامّ والعالي ، وتربيتنا من قبلُ ؛ من هذه التّربية الأصيلة ؛ فهي تعزيزٌ لمقاومة المشِتّات المُشتِّتات ، وعوادي الدّهْر ، وبُغاة النّاس وطُغاتهم .
لو خلا جسَدُ الإنسان من خلايا لمفاويّة ( Lymphocytes ) مناعيّةٍ في كلّ مصرٍ من أمصاره ، ومصيرٍ من مُصْرانه ــــ لهلَك الجسدُ ولم يقُمْ بوظائفه الكلّيّة . الجسمُ مُترَّسٌ متترِّسٌ بجلْدِه وجلَدِه ، وأجسامه وجيناته المضادّتيْن ( Antibodies & Anti genes ) .
فما بالُ المُربِّي تخلَّى عن تربية الجسَد على البلْوى والبلاء حتّى يقوَى على اللأواء ؛ فنحن عُرضةٌ للبُغاة والطّغاة الّذين لا يرقُبون في مُؤمِنٍ إلاًّ ولا ذمّةً .
ودينُنا يأمرنا بالإعداد والتّعليم الحرْبيّ ؛ فلا انفكاك بين سِلْميّ التّعليم وحرْبيّه ؛ كما أنّه لا انفكاك بين نوازع الخير والشّرّ في الإنسان .
أُمِرْنا بتعلُّم الرِّماية والسِّباحة وركوب الخيْل ؛ فلا رميْنا ولا سبَحْنا ولا الخيلَ رأيْنا فضلاً عن أن نركبها . كانَ يسَعُ الرّاعيَ أن يعلِّم الرّعيّة الرّماية المُوجِبة للحماية ، والسّباحة الموجِبة للاستشراف ، وركوب الخيل وما ناب منابَه من طيور هذا الزّمان وطائراته ؛ حتّى إذا هبَّتْ ريحٌ تجتالُ وتشتالُ ثبتَ الجسد وربُّه ، ولم يستحِلْ عصفاً مأكولاً .
[/frame][/justify]
تعليق