تويت
الشهيد الذي أخْجل الأوسمة!!
أحمد باعشن
لم أصدّق ما قرأته على بريدي الخاص في خبر مفاده (مقتل مواطن على أيدي رجال أمن أمام عائلته بنقطة تفتيش الليث)! الرسالة وصلتني من طالب سعودي مبتعث لبريطانيا للدراسات العليا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي! كم تمنيت ألا أصدقه، وقد حاولت عطفاً على غرابة ما سمعته منه! وقد رددت عليه برسالة مقتضبة هذا نصُّها: ما ترويه لا يمكن تصديقه، ومثل هذا لا نتصوره على أرض وطننا الآمن.. قفْ!
وما هي إلا ساعات من التعجُّب والذهول قطعها الخبر "اليقين" الذي تناقلته المواقع والصحف، وأصبح حديث الشارع وشاغل الرأي العام، ومن تفاصيل وهول الصدمة والفاجعة بمرارة حبر أسطر لكم الآتي..
حتى عهد ليس بالبعيد والنائحة على فقيدها الغالي تردد "ليت أَمِّخَبِّر أَعْمَى"، تقولها وقد تمنَّت لو أن من نعى إليها النبأ كان ضريراً ليتسنَّى لها التشكيك في مصداقيته!
نائحتنا اليوم لم تردد المناحة نفسها، فهي أم أقلها ابنها بسيارته - لصعوبة السفر جواً - من جازان إلى الرياض لمتابعة علاج عينيها بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، ترافقها إحدى قريباتها، في رحلة توقفت عند نقطة تفتيش بمركز تثليث، نصبها رجال مكافحة المخدرات لسيارة مشبوهة، زعموا أنها سيارة ابنها البار، بادر بالتوقف ورضخ للتفتيش! غير أنه ارتكب جرماً باعتراضه على تفتيش عائلته (نساء) من قبل أولئك الأشاوس! فتعاقبوا على معاقبته ركلاً بالأقدام ولكماً بالقبضات العاتية على الوجه إلى أن تمكن "صنديد" منهم من إسقاطه "بضربة قاضية" بأخمص بندقيته أسقطته مضرجاً بدمائه وسط ذهول وهلع أمه التي طالتها ضربة موجعة وهي تحاول عبثاً انتشال ولدها من بين أناس قست قلوبهم وغابت عن ضمائرهم كل معاني الرحمة!
تلك هي قصَّة وفاة "مقتل" أبو الحسن مظفر كما ترويها أمه المكلومة، التي شاهدت بعينيها المريضتين مصرعه، فلم تعد بحاجة للتسلّي بعمى "مُخَبِّر" يحول بين عينيها وبياض الحزن، إذ بات المشهد يكحل ناظريها بما لا يحتمله قلب أم، ولو كانت الخنساء!
ركلة ترجيح
القضية أصبحت قضية رأي عام! وملفها "الأحمر" محل اهتمام المجتمع السعودي بكل أطيافه، يدعمه الإعلام بكل وسائله المحايدة، بانتظار محاكمة عادلة تفضي إلى العقوبة الشرعية المنصفة، بحق من أزهقوا روح مواطن آمن، في البلد الآمن الأمين على أبنائه والمقيمين على أرضه، لأسباب لا يقبل بها عقل غرٍّ ولا لبيب! ومطلب أسرة المظفر لا يحيد عن القصاص من ثلَّة أفرطت في الاستهتار بواجبات الوظيفة والزي "الرسمي" فرمّلت الزوجة، ويتمت الأطفال، وأطفأت ما تبقى لأم ثكلى من نور العيون، بارتكاب ذلك الجرم "المركَّب" الشنيع، لأسباب لا يقبل بها عقل غرٍّ ولا لبيب!
أحمد باعشن
لم أصدّق ما قرأته على بريدي الخاص في خبر مفاده (مقتل مواطن على أيدي رجال أمن أمام عائلته بنقطة تفتيش الليث)! الرسالة وصلتني من طالب سعودي مبتعث لبريطانيا للدراسات العليا ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي! كم تمنيت ألا أصدقه، وقد حاولت عطفاً على غرابة ما سمعته منه! وقد رددت عليه برسالة مقتضبة هذا نصُّها: ما ترويه لا يمكن تصديقه، ومثل هذا لا نتصوره على أرض وطننا الآمن.. قفْ!
وما هي إلا ساعات من التعجُّب والذهول قطعها الخبر "اليقين" الذي تناقلته المواقع والصحف، وأصبح حديث الشارع وشاغل الرأي العام، ومن تفاصيل وهول الصدمة والفاجعة بمرارة حبر أسطر لكم الآتي..
حتى عهد ليس بالبعيد والنائحة على فقيدها الغالي تردد "ليت أَمِّخَبِّر أَعْمَى"، تقولها وقد تمنَّت لو أن من نعى إليها النبأ كان ضريراً ليتسنَّى لها التشكيك في مصداقيته!
نائحتنا اليوم لم تردد المناحة نفسها، فهي أم أقلها ابنها بسيارته - لصعوبة السفر جواً - من جازان إلى الرياض لمتابعة علاج عينيها بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، ترافقها إحدى قريباتها، في رحلة توقفت عند نقطة تفتيش بمركز تثليث، نصبها رجال مكافحة المخدرات لسيارة مشبوهة، زعموا أنها سيارة ابنها البار، بادر بالتوقف ورضخ للتفتيش! غير أنه ارتكب جرماً باعتراضه على تفتيش عائلته (نساء) من قبل أولئك الأشاوس! فتعاقبوا على معاقبته ركلاً بالأقدام ولكماً بالقبضات العاتية على الوجه إلى أن تمكن "صنديد" منهم من إسقاطه "بضربة قاضية" بأخمص بندقيته أسقطته مضرجاً بدمائه وسط ذهول وهلع أمه التي طالتها ضربة موجعة وهي تحاول عبثاً انتشال ولدها من بين أناس قست قلوبهم وغابت عن ضمائرهم كل معاني الرحمة!
تلك هي قصَّة وفاة "مقتل" أبو الحسن مظفر كما ترويها أمه المكلومة، التي شاهدت بعينيها المريضتين مصرعه، فلم تعد بحاجة للتسلّي بعمى "مُخَبِّر" يحول بين عينيها وبياض الحزن، إذ بات المشهد يكحل ناظريها بما لا يحتمله قلب أم، ولو كانت الخنساء!
ركلة ترجيح
القضية أصبحت قضية رأي عام! وملفها "الأحمر" محل اهتمام المجتمع السعودي بكل أطيافه، يدعمه الإعلام بكل وسائله المحايدة، بانتظار محاكمة عادلة تفضي إلى العقوبة الشرعية المنصفة، بحق من أزهقوا روح مواطن آمن، في البلد الآمن الأمين على أبنائه والمقيمين على أرضه، لأسباب لا يقبل بها عقل غرٍّ ولا لبيب! ومطلب أسرة المظفر لا يحيد عن القصاص من ثلَّة أفرطت في الاستهتار بواجبات الوظيفة والزي "الرسمي" فرمّلت الزوجة، ويتمت الأطفال، وأطفأت ما تبقى لأم ثكلى من نور العيون، بارتكاب ذلك الجرم "المركَّب" الشنيع، لأسباب لا يقبل بها عقل غرٍّ ولا لبيب!
تعليق