• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رمضان مرحبا بالضيف في فصل الصيف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رمضان مرحبا بالضيف في فصل الصيف

    (رمضان)
    مرحبا بالضيف في فصل الصيف

    يتواطأ صيامنا في شهر رمضان المبارك مع شدَّة لهيب الشمس الحارقة، واشتداد حرارة فصل الصيف، الذي لم تأت حرارة مثله من قبل ربع قرن، ولن تزول حرارة الشمس في رمضان إلا بعد قرابة عشر سنوات تامة، كما ذكر الخبراء المتخصِّصون في مجال الأرصاد الجويَّة...


    ومع قدوم هذا الشهر المبارك الذي تفرح القلوب المؤمنة للقياه، حري بنا أن نستمتع في صيامه بتهيئة الأنفس للبر والطاعة وألوان العبادة، وأن نقوي إيماننا ونشحن طاقاتنا الإيمانية، لاغتنامه بكل عمل صالح.

    إنَّه لا سعادة حقيقيَّة لنا إلاَّ بالفرح بما شرعه الله تعالى لنا من أعمال صالحة لا تشق على النفس، بل تزيدها قوة، وتصقل شخصيتها، وتقوي من معنوياتها.

    إنَّ استقبال شهر رمضان لأهل الطاعة والعبادة استقبال ذو شجون، فالأحاسيس مرهفة، والعواطف جياشة، ودموع مقل العيون فرحة باستقباله فلا تراها إلا غزيرة فياضة، وكلما اقترب هذا الشهر اشتد التنادي بين العُبَّاد ألا هلم إلى استقبال هذا الضيف العزيز، فواشوقاه ووافرحاه ووا طرباه بسماع كلام الرحمن في ليالي رمضان، فهنيئاً لعبَّاد الله في رمضان الذين عرفوا قدره فأحبهم الله تعالى وهوَّن عليهم كل عسير....

    لسان كل واحد منهم مترنِّماً:
    فيا طيوف المنى.. فاض الحنين بنا ** وزادنا شجنًا أن النوى قدر
    ولا نزال على الأثباج من لهب ** يسري بنا شوقنا والوعد ينتظر
    غير أنَّ هنالك أنفساً حينما أدركت قدوم شهر رمضان في شدَّّة الحر فإنَّها تستقبله بترقب حذر، بل نلمس من حديثهم نوعاً من التضجُّر حيناً، أو الاستثقال لصيامه حيناً آخر، وبتنا نسمع من يقولما أتى رمضان إلاَّ في شدَّة الحر!!) .... أو أن يقول قائلهم( يته راح ولم يأت !!) (ليته كقشر الموز من يقع عليه ينزلق بسرعة!!) وألفاظ وعبارات نسمعها من هنا وهنالك ويستغرب المستمع من طريقة تراكيبها في التضجر من صيامه في شدَّة الحر.

    وصرنا نسمع أسئلة غريبة عبر المذياع أو شاشات الفضائيات، أو من خلال مواقع الشبكة العنكبوتية، فهذا يسأل عن جواز الإفطار في رمضان بسبب شدَّة الحر؟ وذلك يستفسر حينما كان صائماً وقت شدَّة حرارة الشمس، واشتد غضبه على خصمه فلم يكن منه إلاَّ أن سبَّ الله – تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيراً – ثم يقول : فما حكم صومي؟!!

    وآخر يقترح: أن ينتقل صيام رمضان في شدَّة الحر إلى صيامه في أيام الربيع أو الشتاء مع صيام عشرة أيام تكفيراً عن نقل صوم شهر رمضان إلى صيام أيام رمضان في غير شهره المحدَّد بفريضة الصوم، ويتحجَّج هذا الشخص: بأنَّ دين الإسلام يُسر(!!) وأنَّه إذا ضاق الشيء اتسع (!!) وأنَّ الضرورات تبيح المحظورات (!!).

    وآخر يقول بجواز التحايل في ترك صوم رمضان بشدَّة الحر وذلك بالخروج من المدينة التي يقيم فيها ذلك الشخص الذي وجب في حقه الصوم، فيخرج منها مسافراً لمدة أميال قصيرة، ثم يقفل راجعاً إلى حيث مكان إقامته سابقاً؛ لكي يسقط في حقه صوم رمضان ويقضيه في فصل الربيع أو الشتاء !!!

    حينما رأيت هذه السخافات والتفاهات من أقوال بعض المنتسبين للدين، أو المنتسبين للمشيخة والعلم(!!)، لم أجد بُدَّاً إلاَّ أن امتشق صهوة جواد قلمي وأملي عليه أقوال كلِمِي؛ ليكون المقال مرطباً للصائمين وقت صيامهم، ومذكراً لهم بجماليَّة الصيام في شدَّة حرارة الصيف، وما فيه من جزيل الأجر، وتشويق لهم بإكرام هذا الضيف الذي أتانا في فصل الإجازة الصيفيَّة ... فأهلا ومرحى ومرحبا ومربحا بك يا رمضان ....

    (1)
    عقد مقارنة
    لو كنت مريضاً أو فقيراً وحلَّ عليك ضيف تعده من أعز الإخوة؛ فإنَّك ستستقبله بالترحاب والتهاني، وتقدم له ما لذَّ وطاب من الأكل والشراب، وتحاول أن تخدمه قدر الإمكان؛ لأنَّه ضيف عزيز عليك، فما البال إن كان ذلك ضيفاً ربانياً أحلَّه الله تعالى علينا واختارنا لاستقباله بالصيام...

    إنَّنا حينما نضع في بالنا أنَّ صيام هذا الشهر ليس إلا تطبيقاً لأمر اختاره الله تعالى لنا، وكتبه علينا كما كتبه على من قبلنا، فنحتفي بقدومه ونستشعر معانيه، ونعرف فضائله، حينها لن نشعر بأي ألم وتعب، وإن شعرنا، فكله لأجل إرضاء الله وابتغاء ثوابه.

    يقول ابن القيم في "بدائع الفوائد" (2/212): (لما سافر موسى إلى الخضر وجد في طريقه مس الجوع والنصب ، فقال لفتاه : " آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً " [الكهف: 62] فإنه سفر إلى مخلوق، ولما واعده ربه ثلاثين ليلة وأتمها بعشر ، فلم يأكل فيها لم يجد مس الجوع ولا النصب، فإنه سفر إلى ربه تعالى، وهكذا سفر القلب وسيره إلى ربه لا يجد فيه من الشقاء والنصب ما يجده في سفره إلى بعض المخلوقين)....
    إذا صحَّ منك الود فالكل هين * وكل الذي فوق التراب تراب
    فليكن شعارنا في صيف رمضان: في شدَّة الحر مزيد من الطاعة واحتساب الصيام لنيل الأجر...

    (2)
    الصوم في القيظ والحر يعلمنا الصبر
    لقد سمَّى رسول الله صلَّى عليه وسلَّم رمضان بشهر الصبر، فقال: (صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وحر الصدر) أخرجه ابن حبان وأحمد، وحسَّنه ابن حجر وقال الألباني : حسن صحيح، وصحَّحه أحمد شاكر.

    إنَّ رمضان شهر الصبر والمصابرة، والصيام في شدَّة الحر بحاجة إلى صبر، وإن لم نتعلم في رمضان الصبر فمتى نتعلم؟!

    وإن لم يكن رمضان مدرسة لنا لمزيد من شحن النفس على أنواع من القوى الإنسانية فمتى يمكن أن نُدرك ذلك؟

    إنَّ أنواع الصبر تحتشد جميعها في هذا الشهر المبارك: صبر على طاعة الله ، وصبر عن معاصي الله، وصبر على أقدار الله تعالى.... فالله عزَّ وجل قدَّر أن يكون صومنا لهذا الشهر المبارك في شدَّة أيام الحر، فليس لنا إلاَّ أن يزيدنا ذلك إيماناً وتسليماً، وعدم اعتراض على قضاء الله وقدره.

    إنَّ مِما يؤسف له أن نجد أناساً يصومون رمضان ويزداد (صياحهم!) و(عصبيتهم!) و(عنجهيتهم!) و(صراخهم!) و(مشاكلهم!) و(ألفاظهم النابية !) وكأنَّهم يمنُّون على الله تعالى بصيامهم في شهر رمضان ويظهرون أنواع التضجر والاستثقال والتأفف ما يجعلك تقول في نفسك:

    * وأين سيكون حظكم من صيامكم إلا الجوع والعطش؟
    * وهل صمتم لكي تزدادوا سوءاً في أخلاقكم؟
    * وكيف ستشعرون بطعم لذة العبادة إن لم يكن فيها معاناة لبعض صعوباتها؟
    * وأين صيام هذا الشهر الذي كان في الأصل قد انطبع في أخلاقكم بحسن تعاملكم وإزالة الأحقاد والضغائن والغش من صدوركم وقلوبكم، فهذا معنى إزالة (وحر الصدر) بما فيه من أمراض وأسقام؛ لكي يرزق صاحبه الصبر... فما بالنا صرنا نرى كثيراً ممن يصومون يشطاطون غضباً، ويزدادون عصبيَّة، فأين تأثير الصوم عليهم؟ّّ!

    إنَّ صوم رمضان في شدَّة الحر ينسجم بالضبط مع قوله تعالىواستعينوا بالصبر والصلاة وإنَّها لكبيرة إلا على الخاشعين) وقد فسَّر بعض العلماء أنَّ الصبر المقصود بالآية بأنَّه: (الصوم).

    والصلاة إن كانت كبيرة إلا على الخاشعين، فإنَّ الصوم كذلك سيكون ثقيلاً على بدن الصائم عندما لا يستطعم ويستشعر معاني الصوم، ولم يتلذذ بمعاناة هذه العبادة فمن لم يعان لم يدرك المعاني، والنعيم لا يُدرك بالنعيم، ومن آثر الراحة فاتته الراحة، ولهذا فإنَّ الصوم والصلاة سيكونان ثقيلتين كبيرتين إلا على من خشع فيهما لله واحتسب أجره عند الله.

    إنَّ مِمَّا يُهوِّن على الصائم صومه في نهار رمضان ذلك الألم الناشئ من أعمال الطاعات الذي يثاب عليه صاحبه، فالله تعالى يقول عن عباده المؤمنين: (ذلك بأنَّهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلاَّ كتب لهم به عمل صالح إنَّ الله لا يضيع أجر المحسنين).

    وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)..

    فإذا كان الهم والغم يكفر الله تعالى به الخطايا والذنوب، فإنَّ الصبر على ما قدره الله تعالى من فريضة صيام رمضان في شدَّة الحر= أعظم أجراً وأغزر حسنات؛ لأنَّ الصوم لله وهو عزَّ وجل سيجزي به عباده، ولن يخلف وعده بأن يغدق بالأجر الجزيل والبر العميم على أهل الطاعة في رمضان.

    إن من فوائد صوم رمضان وبالذات وقت شدَّة الحر: تقوية الإرادة واشتداد الهمَّة في الطاعة وثبات العزيمة، فمن نال هذه الجوانب التي تُعنى بها كثيراً الدراسات الإنسانية في مجال تنميتها وتقييمها وبعث النهضة لإحيائها فإنَّ النفس المسلمة الصائمة ستسعد عندما ترى نجاحها وفلاحها في القيام بهذه الجوانب الثلاثة وبالذات في فصل الصيف، وتعطينا حافزاً وتشجيعاً إلى أنَّ بدن الإنسان قادر على التحمل ، ولديه طاقة كبرى في اغتنام هذا الشهر بالبر لنيل الأجر.

  • #2
    الأجر على قدر المشقة
    ثبت في صحيح البخاري أنَّ عائشة بعدما أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج إلى التنعيم فتهل فيه، قال لها عليه الصلاة والسلام بعد أن أدرك معاناتها في القيام بعمرتها تلكولكنها على قدر نفقتك أو نصبك) .

    وجاء في صحيح البخاري أنَّه عليه السلاة والسلام قال لعائشة رضي الله عنها: (إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك).

    إنَّ النصب هو التعب والإرهاق، وبقدر ذلك التعب على العمل المشروع سيكون الأجر من الله تعالى.

    قال النووي: (ظاهر الحديث أن الثواب والفضل في العبادة يكثر بكثرة النصب والنفقة، وهو كما قال، لكن ليس ذلك بمطرد، فقد يكون بعض العبادة أخف من بعض وهو أكثر فضلا وثوابا بالنسبة إلى الزمان كقيام ليلة القدر بالنسبة لقيام ليال من رمضان غيرها، وبالنسبة للمكان كصلاة ركعتين في المسجد الحرام بالنسبة لصلاة ركعات في غيره، وبالنسبة إلى شرف العبادة المالية والبدنية كصلاة الفريضة بالنسبة إلى أكثر من عدد ركعاتها أو أطول من قراءتها ونحو ذلك من صلاة النافلة، وكدرهم من الزكاة بالنسبة إلى أكثر منه من التطوع، أشار إلى ذلك ابن عبد السلام في:"القواعد").

    إنَّ الله تعالى لم يفرض الصيام علينا لكي يشق علينا، أو أن يكلفنا ما لا قدرة لنا عليه – حاشاه سبحانه وتعالى – فلو كان الصوم يشق علينا لما فرضه الله تعالى؛ لأنَّه لا يفرض علينا إلاَّ ما نطيقه ونستطيعه فحسب (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فهو الرؤوف الرحيم الخبير بأحوال عباده.

    والله تعالى يقول:{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

    ويقول عز وجل:{مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

    ويقول جلَّ من قائل عليماً:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}.

    لقد قرَّر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى (10 / 622) أنه ( كثيراً ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب؛ لا لأن التعب والمشقة مقصود من العمل، ولكن لأن العمل مستلزم للمشقة والتعب، هذا في شرعنا الذي رفعت عنا فيه الآصار والأغلال، ولم يجعل علينا فيه حرج، ولا أريد بنا فيه العسر).

    تعليق


    • #3
      جزززاك الله الف خيييير
      على الطرح الجممميل والمنييير والمبببارك
      لاحرمكْ الله الاجر
      كل الشششكر

      تعليق


      • #4
        يعطيك العافيه

        تعليق


        • #5
          يعطيك ألف عاافيه على الطرح الرائع ..
          لا حرمناا الله منك ابدا ولا من تميزك
          بانتظاار جديد المميز بكل شووق
          دمتم بسعاده لا تنتهي
          ولك أرق التحااياا..

          تعليق


          • #6
            اسعدنى مروركم بارك الله فيكم

            تعليق


            • #7
              الله يعطيك العافية

              تعليق


              • #8
                يعطيك ألف عاافيه على الطرح الرائع ..
                لا حرمناا الله منك ابدا ولا من تميزك
                بانتظاار جديد المميز بكل شووق

                تعليق


                • #9
                  اللهم اعنا على الصيام والقيام وتلاوة القرآن
                  جزاكم الله خيراا

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك
                    و جزاك الله خيراً
                    على طرحك القيم

                    تعليق

                    يعمل...
                    X