تويت
المدارس ليست للتربية ..
عبدالعزيز اليوسف 0
المدرسة كما هو معروف هي تلك البيئة الصناعية التي أوجدها التطور الاجتماعي لكي تكمّل الدور الذي مارسته الأسرة في تربية وإعداد أبنائها، ومدهم بالخبرات اللازمة لدخولهم معترك الحياة فيما بعد، فهي لذلك تعتبر الحلقة الوسطى والمهمة التي يمر بها الناس خلال مراحل نموهم ونضوجهم.. هذا ما اتفق عليه علماء الاجتماع والنفس والتربية.
أجد انه في الوقت الحاضر ليس من مهمة المدرسة التربية كما تنشدها الأسرة.. خصوصا في ضوء تأزم الواقع المدرسي، وحالات الإحباط لدى الكثير من المعلمين، وانفصال المرجعية التعليمية عن هذا الواقع، وعن تحفيز العاملين في تلك البيئة.وبالرغم من ان الوقائع الأولى للتنشئة الاجتماعية تتكون في جو الأسرة إلا ان هذه الأسرة لم تعد تستأثر وحدها بتلك المهمة في حاضر أيامنا وذلك نتيجة التطورات الاجتماعية واختلالها، وكذلك حضور مستجدات ومتغيرات كثيفة، جعلت هذا المجتمع الصغير يتراخى عن مهمته التي بدأ بها. مما أدى إلى إهمال الأسرة لأبنائها فيما يخص التعليم.. خصوصا في وجود طفرة تعليمية هائلة، وإنشاء مدارس متنوعة، وتنوع متعدد في التعليم، واختراق الحمى التعليمية الحكومية من قبل القطاع الخاص الذي استثمر في التعليم فأصبحت المدارس على تصنيفها بناء أساسيا من أبنيته حيث لا يوجد أي مؤسسة اجتماعية أخرى تمتلك من الأدوات لتحقيق هدف التعليم إلا المدرسة وما يدخل في لونها.
وهنا ارتبطت التربية بالتعليم، وانتظرت الأسر من المدارس ان تربّي أبناءها في الوقت الذي تخلت فيه عن هذا الدور، وأهملت جانب التربية لظنها أن على المدرسة ان تقوم بدورين مناطين بها.. التربية والتعليم.. مع ان هذين الدورين كانت تقوم بهما الأسرة في حدود أفرادها.
وحقيقة أجد ان في الوقت الحاضر ليس من مهمة المدرسة التربية كما تنشدها الأسرة.. خصوصا في ضوء تأزم الواقع المدرسي، وحالات الإحباط لدى الكثير من المعلمين، وانفصال المرجعية التعليمية عن هذا الواقع، وعن تحفيز العاملين في تلك البيئة.. من خلال كثافة أعداد الطلاب في الفصول، وضخامة المناهج.. وضغط الأعباء، والأنصبة المدرسية على المعلمين، بالإضافة إلى إشكاليات إدارية كثيرة تدور في البيئة التعليمية.
وأجد ان إبراز مفهوم التربية ومطالبة أولياء الأمور المدرسة بالقيام بهذا الدور، وتغييب واقعهم الأسري وضرورة التنشئة الحقيقية، والتربية الصادقة من قبل الآباء وليس المعلمين.. فالمعلم اسمه «معلم» رسميا ومهنيا فواجبه التعليم وتحقيق أهداف المنهج المختلفة من خلال أدائه المنظم في الفصل، وعبر تنفيذ المهام الموكلة له من شرح للمنهج، وتوضيح، ومتابعة واجبات، ورصد درجات، وتصحيح اختبارات فإن وجد وقتا قام بالنصح والارشاد.. هل بعد ذلك يطلب منه تربويا التعامل مع عشرات بل مئات من الطلاب في المدرسة.
إن من يفهم قيمة التربية يعلم أنها لا تبنى على عبارات تربوية رنانة، أو توجيهات، أو إرشادات تقال وتكرر على الطالب ثم تنسى.. بل انها تبنى على التوعية والمتابعة الدائمة، والتعليم والمراقبة الدقيقة والمستمرة لذا فلن تتمكن المدرسة إلا من مهمتها الحقيقية وهي التعليم والتوعية وهذا ما يجب أن نكرس جهودها عليها.. أما المتابعة الدائمة، والمراقبة الدقيقة والمستمرة فلابد من البيت ان يقوم بواجبه التربوي بأمانة شديدة ويترك للمدرسة وظيفتها التعليمية.. فقد اثبت الواقع أن كثيرا من الإشكالات التربوية في أساسها كان مصدرها الأسرة وإهمال الأبوين أو التفكك الأسري أو رفقة السوء التي لا يعلم الأب عنها شيئا.. مع أن المدرسة لن تتخلى عن المشهد التربوي بسبب وجود متخصص في الإرشاد التربوي والاجتماعي يتعامل ويتابع المشكلات التعليمية والتربوية والاخلاقية لنسبة بسيطة من الطلاب.. لذا فالمدرسة ليست مكانا للتربية بل البيت هو المكان الأساس والدائم.. فلا تشغلوهم.
عبدالعزيز اليوسف 0
المدرسة كما هو معروف هي تلك البيئة الصناعية التي أوجدها التطور الاجتماعي لكي تكمّل الدور الذي مارسته الأسرة في تربية وإعداد أبنائها، ومدهم بالخبرات اللازمة لدخولهم معترك الحياة فيما بعد، فهي لذلك تعتبر الحلقة الوسطى والمهمة التي يمر بها الناس خلال مراحل نموهم ونضوجهم.. هذا ما اتفق عليه علماء الاجتماع والنفس والتربية.
أجد انه في الوقت الحاضر ليس من مهمة المدرسة التربية كما تنشدها الأسرة.. خصوصا في ضوء تأزم الواقع المدرسي، وحالات الإحباط لدى الكثير من المعلمين، وانفصال المرجعية التعليمية عن هذا الواقع، وعن تحفيز العاملين في تلك البيئة.وبالرغم من ان الوقائع الأولى للتنشئة الاجتماعية تتكون في جو الأسرة إلا ان هذه الأسرة لم تعد تستأثر وحدها بتلك المهمة في حاضر أيامنا وذلك نتيجة التطورات الاجتماعية واختلالها، وكذلك حضور مستجدات ومتغيرات كثيفة، جعلت هذا المجتمع الصغير يتراخى عن مهمته التي بدأ بها. مما أدى إلى إهمال الأسرة لأبنائها فيما يخص التعليم.. خصوصا في وجود طفرة تعليمية هائلة، وإنشاء مدارس متنوعة، وتنوع متعدد في التعليم، واختراق الحمى التعليمية الحكومية من قبل القطاع الخاص الذي استثمر في التعليم فأصبحت المدارس على تصنيفها بناء أساسيا من أبنيته حيث لا يوجد أي مؤسسة اجتماعية أخرى تمتلك من الأدوات لتحقيق هدف التعليم إلا المدرسة وما يدخل في لونها.
وهنا ارتبطت التربية بالتعليم، وانتظرت الأسر من المدارس ان تربّي أبناءها في الوقت الذي تخلت فيه عن هذا الدور، وأهملت جانب التربية لظنها أن على المدرسة ان تقوم بدورين مناطين بها.. التربية والتعليم.. مع ان هذين الدورين كانت تقوم بهما الأسرة في حدود أفرادها.
وحقيقة أجد ان في الوقت الحاضر ليس من مهمة المدرسة التربية كما تنشدها الأسرة.. خصوصا في ضوء تأزم الواقع المدرسي، وحالات الإحباط لدى الكثير من المعلمين، وانفصال المرجعية التعليمية عن هذا الواقع، وعن تحفيز العاملين في تلك البيئة.. من خلال كثافة أعداد الطلاب في الفصول، وضخامة المناهج.. وضغط الأعباء، والأنصبة المدرسية على المعلمين، بالإضافة إلى إشكاليات إدارية كثيرة تدور في البيئة التعليمية.
وأجد ان إبراز مفهوم التربية ومطالبة أولياء الأمور المدرسة بالقيام بهذا الدور، وتغييب واقعهم الأسري وضرورة التنشئة الحقيقية، والتربية الصادقة من قبل الآباء وليس المعلمين.. فالمعلم اسمه «معلم» رسميا ومهنيا فواجبه التعليم وتحقيق أهداف المنهج المختلفة من خلال أدائه المنظم في الفصل، وعبر تنفيذ المهام الموكلة له من شرح للمنهج، وتوضيح، ومتابعة واجبات، ورصد درجات، وتصحيح اختبارات فإن وجد وقتا قام بالنصح والارشاد.. هل بعد ذلك يطلب منه تربويا التعامل مع عشرات بل مئات من الطلاب في المدرسة.
إن من يفهم قيمة التربية يعلم أنها لا تبنى على عبارات تربوية رنانة، أو توجيهات، أو إرشادات تقال وتكرر على الطالب ثم تنسى.. بل انها تبنى على التوعية والمتابعة الدائمة، والتعليم والمراقبة الدقيقة والمستمرة لذا فلن تتمكن المدرسة إلا من مهمتها الحقيقية وهي التعليم والتوعية وهذا ما يجب أن نكرس جهودها عليها.. أما المتابعة الدائمة، والمراقبة الدقيقة والمستمرة فلابد من البيت ان يقوم بواجبه التربوي بأمانة شديدة ويترك للمدرسة وظيفتها التعليمية.. فقد اثبت الواقع أن كثيرا من الإشكالات التربوية في أساسها كان مصدرها الأسرة وإهمال الأبوين أو التفكك الأسري أو رفقة السوء التي لا يعلم الأب عنها شيئا.. مع أن المدرسة لن تتخلى عن المشهد التربوي بسبب وجود متخصص في الإرشاد التربوي والاجتماعي يتعامل ويتابع المشكلات التعليمية والتربوية والاخلاقية لنسبة بسيطة من الطلاب.. لذا فالمدرسة ليست مكانا للتربية بل البيت هو المكان الأساس والدائم.. فلا تشغلوهم.
تعليق