• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصتي مع المجنون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصتي مع المجنون

    قصتي مع المجنون



    أثناء انتظاري لتسلمي الطعام من أحد المطاعم الشامية أقبل علي رجل في بداية الخمسينات بثياب رثة وقدمين عاريتين من الحذاء ، وكنت أظنه في الوهلة الأولى أنه من المتسولين المتجولين إلا أني أدركت بعدها أنه فاقدٌ للعقل وينتمي لعالم المجانين ، وعلى طريقة العرب : ( خذ الحكمة من أفواه المجانين ) سألته عن الأشياء التي تعلمها في حياته ، فانطلق بحديثه المبعثر الذي لم أفهم منه إلا أنه معجب بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين ويحب شعر الراحل غازي القصيبي ، وفجأة توقف مسلسل الكلمات غير المترادفة ووجه لي سؤالاً : ( تحسبن مهبول !.. صح ؟ ) ، فحاولت الهروب من سؤاله بسؤالي له عن رأيه في نفسه فأجابني : ( أنا مهبول بمزاجي لأن العاقل بهالزمن لا يمكن يكون سعيد ، وابن سيناء ادعى انه مجنون عشان يحافظ على حياته ، وأنا صرت مجنون عشان أحافظ على حياتي ) حينها أحسست بأني أقف أمام مجنون كالذي حدثنا عنهم أبو القاسم النيسابوري في كتابه عقلاء المجانين ، وقطع حديثنا الغريب وصول الوجبة التي اقتطع بعضاً منها ثمناً لحديثه معي الذي ختمه بقوله : ( لا تخاف .. المجانين مايوذون أحد ) ، ثم انطلقت بعدها وأنا أتأمل تأثير الجنون على حياتنا .
    يحضر الجنون دائماً في مشهد الحب ، ومثلث أضلاعه رجل وامرأة وحب يصبح العقل في داخله مجنوناً ويمسي الجنون عاقلاً ، والألباب العظيمة لا تطير إلا في عواصف المحبة والهيام ، ومصطفى الرافعى يضيف معنى آخر بقوله : ( خلقت النساء لامتحان جنون الرجال ، وخلق الرجال لامتحان عقول النساء ) .
    كثيراً ما يرافق الجنون العبقرية ، والناس يختلفون في وصف الحد الفاصل بينهما ، وكما يقول جبران خليل جبران: ( بين الجنون والعبقرية خيط أرفع من نسيج العنكبوت) ، والمبدع يخرج من العقل التقليدي ليعيش حالات جنون مؤقتة تفيض علينا بالنتائج المذهلة ، فمن يكسر تقليدية عقله يبدع ، ومن يستثمر جنونه يفوز ، والرسام الأسباني الشهير سلفادور دالي يؤكد ذلك بقوله : ( لكي ترسم يجب أن تكون مجنوناً ) .
    نقع ضحية الجنون في اللعبة الاستثمارية ، وأذكر أني سمعت أحد تجار جدة يجيب عن سؤال عن سر ثرائه الكبير بالمثل الشعبي : ( رزق الهبل على المجانين ) ، وكبار عرابي الإعلانات التجارية لايصممون إعلاناتهم للأقلية التي تدعي العقلانية في الاستهلاك .
    الجنون يعلمنا أن التهمة ليست إدانة ، فالأنبياء عليهم السلام اتهموا بالجنون في أحد ممارسات التشويه لصرف الناس عن الحق الذي يحملونه .
    ارفعوا القلم عن مجانينكم ..




    (م/ن)
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    هيا بنا نمارس الجنون ياعم
    هع هع

    شكراً لك ولمجهوداتك أستاذ سعد ...


    تعليق

    يعمل...
    X