المقدمــــة :
هو فنان تشكيلي سعودي, اهتم بالحرف العربي منذ نعومة اظافره, وأشتغل بالنقد الفنّي والأدبي في فترة مبكرة من شبابه، وكان أحد فرسانه خلال نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات الميلادية، عبّر بريشته عن حسّه المرهف وروحة السامية. وقد وافته المنية مبكرا وهو في ريعان شبابه عن عمر يناهز الثامنة والعشرين من عمره، وذلك منذ ما يزيد على سبعة عشر عاماً. رحمه الله تعالى.
هو فنان تشكيلي سعودي, اهتم بالحرف العربي منذ نعومة اظافره, وأشتغل بالنقد الفنّي والأدبي في فترة مبكرة من شبابه، وكان أحد فرسانه خلال نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات الميلادية، عبّر بريشته عن حسّه المرهف وروحة السامية. وقد وافته المنية مبكرا وهو في ريعان شبابه عن عمر يناهز الثامنة والعشرين من عمره، وذلك منذ ما يزيد على سبعة عشر عاماً. رحمه الله تعالى.
السيرة الذاتية:
الاسم : ضيف الله محمد عبدالله آل جبار القرني
تاريخ الميلاد : 1389هـ وتوفي رحمه الله سنة 1416هـ
مكان الميلاد بلقرن, ال يزيد .
المؤهل العلمي: البكالوريوس تخصص إعلام وصحافة من جامعة أم القرى
الاسم : ضيف الله محمد عبدالله آل جبار القرني
تاريخ الميلاد : 1389هـ وتوفي رحمه الله سنة 1416هـ
مكان الميلاد بلقرن, ال يزيد .
المؤهل العلمي: البكالوريوس تخصص إعلام وصحافة من جامعة أم القرى
حياته :
عاش رحمه الله طفولته بمنطقة بلقرن ودرس فيها مراحل التعليم الثلاث وتخرج من المعهد العلمي بالمنطقة. بدأ يظهر نشاطه الفني في مرحلة التعليم المبكر حيث تعلم الخط العربي وبرع فيه وبدأ في تعليمه لمن حوله , ولم يكن يقتصر على نوع واحد من الخطوط بل جميع أنواعها باتقان منقطع النظير, ووجد تشجيعا من أسرته وخصوصا الأخ الأكبر والذي مدّه بكل ما يحتاج إليه من تشجيع وتكريم واحتواء. وفي مرحلته الثانوية في المعهد العلمي برز نشاطه بشكل كبير حيث جعل من المكان الذي تعلم فيه لوحة فنية بمجسماته ولوحاته التي ما زالت شاهدة له حتى الآن. فالمعهد العلمي يحتضن بعض أعماله التي صنعها بيده وبقيت شاهدا له رحمه الله. وقبل تخرجه من المعهد العلمي افتتح له محافظ المنطقة في نادي الزيتون المعرض الأول والذي عرض فيه الكثير من اللوحات الفنية التي كانت شاهدا على تميزه ونبوغه في سن مبكر.
عاش رحمه الله طفولته بمنطقة بلقرن ودرس فيها مراحل التعليم الثلاث وتخرج من المعهد العلمي بالمنطقة. بدأ يظهر نشاطه الفني في مرحلة التعليم المبكر حيث تعلم الخط العربي وبرع فيه وبدأ في تعليمه لمن حوله , ولم يكن يقتصر على نوع واحد من الخطوط بل جميع أنواعها باتقان منقطع النظير, ووجد تشجيعا من أسرته وخصوصا الأخ الأكبر والذي مدّه بكل ما يحتاج إليه من تشجيع وتكريم واحتواء. وفي مرحلته الثانوية في المعهد العلمي برز نشاطه بشكل كبير حيث جعل من المكان الذي تعلم فيه لوحة فنية بمجسماته ولوحاته التي ما زالت شاهدة له حتى الآن. فالمعهد العلمي يحتضن بعض أعماله التي صنعها بيده وبقيت شاهدا له رحمه الله. وقبل تخرجه من المعهد العلمي افتتح له محافظ المنطقة في نادي الزيتون المعرض الأول والذي عرض فيه الكثير من اللوحات الفنية التي كانت شاهدا على تميزه ونبوغه في سن مبكر.
ثم انتقل إلى المرحلة الجامعية حيث درس في جامعة أم القرى ووجد في مرحلته الجامعية البيئة الخصبة التي وفرت له الشهرة التي حققها في مجال الفن التشكيلي والكتابة في النقد الفني حيث كان كاتبا لا يبارى في مجال النقد الفني إلى جانب أعماله التشكيلية التي بدأها بالحروفيات مرورا بالتجريد وانتهاء بالتشكيل.
وفي السنة الأولى من المرحلة الجامعية افتتح له مدير الجامعة الدكتور راشد الراجح آنذاك معرضه الثاني, ثم واصل مسيرة الفنية في المنطقة الغربية إلى جانب كتاباته النقدية في الصحف المحلية , وقد كان له مواضيع متعددة في ملحق الأربعاء الذي كان يصدر مع جريدة المدينة. وفي العام الثاني أو الثالث من مرحلته الجامعية افتتح معرضه الثالث على شرف معالي الدكتور خالد عبدالغني أمين مدينة جده, وبعد ذلك بأعوام افتتح معرضه الرابع في مدينة جده في بيت التشكيلين.
كانت أغلب أعماله رحمه الله تهدى من قبله للآخرين. وكان رحمه الله صاحب خلق رفيع يشهد له بذلك كل من تعامل معه, و كان محبوبا من الجميع, وكان لا يتردد في تقديم الخدمة لمن حوله. رحمه الله.
مشاركاته الفنية :
1_ أقام أربع معارض شخصية سبق ذكرها في سيرة حياته رحمه الله .
2_ شارك في معارض ذاكرة المربع .
3_شارك في معارض بيت الشكيلين بجدة.
4_ شارك في معرض دلة .
5_ شارك في معرض سمارك .
6_شارك في معرض الفن السعودي المعاصر .
7_ شارك في معرض الخفجي .
8_شارك في معرض المحمل .
9_ شارك في معرض الجنادرية .
10_ شارك في معرض البوسنة والهرسك .
11_شارك في العديد من معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب .
12- شارك في معرض قرية مفتاحة بأبها .
13- مؤسس ذاكرة المربع في جدة .
14- عضو بيت التشكيلين بجدة .
15_أقيم له معرض تكريم وإحياء لذكراه بعد رحيلة نظمه بيت التشكيلين.
16_ حصل بعد وفاته على جائزة وتكريم من الخطوط السعودية .
17_ حصل بعد وفاته على تكريم خاص من رجل الأعمال المعروف بالشربتلي.
1_ أقام أربع معارض شخصية سبق ذكرها في سيرة حياته رحمه الله .
2_ شارك في معارض ذاكرة المربع .
3_شارك في معارض بيت الشكيلين بجدة.
4_ شارك في معرض دلة .
5_ شارك في معرض سمارك .
6_شارك في معرض الفن السعودي المعاصر .
7_ شارك في معرض الخفجي .
8_شارك في معرض المحمل .
9_ شارك في معرض الجنادرية .
10_ شارك في معرض البوسنة والهرسك .
11_شارك في العديد من معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب .
12- شارك في معرض قرية مفتاحة بأبها .
13- مؤسس ذاكرة المربع في جدة .
14- عضو بيت التشكيلين بجدة .
15_أقيم له معرض تكريم وإحياء لذكراه بعد رحيلة نظمه بيت التشكيلين.
16_ حصل بعد وفاته على جائزة وتكريم من الخطوط السعودية .
17_ حصل بعد وفاته على تكريم خاص من رجل الأعمال المعروف بالشربتلي.
رحيله :
فجع أهله وذويه ومحبيه واصدقائه وزملائه في الوسط الاعلامي والفني عندما أذيع نبأ وفاته رحمه الله رحمة واسعة ما تعاقب الليل والنهار وذلك في اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة من عام 1416 للهجرة وذلك إثر حادث مروري في طريق الحرمين في مدينة جده. ولكن لعل الله تعالى أراد له نهاية حسنة فقد وافاه القدر المحتوم قبل نهاية الشهر وقد أدى مناسك الحج في ذلك الموسم. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان ...ولا تنسوه من صالح دعائكم .. انتهى ،،،، ولكن .....!
فجع أهله وذويه ومحبيه واصدقائه وزملائه في الوسط الاعلامي والفني عندما أذيع نبأ وفاته رحمه الله رحمة واسعة ما تعاقب الليل والنهار وذلك في اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة من عام 1416 للهجرة وذلك إثر حادث مروري في طريق الحرمين في مدينة جده. ولكن لعل الله تعالى أراد له نهاية حسنة فقد وافاه القدر المحتوم قبل نهاية الشهر وقد أدى مناسك الحج في ذلك الموسم. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان ...ولا تنسوه من صالح دعائكم .. انتهى ،،،، ولكن .....!
..... ماتقدم ليس سوى مقتطف مقتضب من الكتاب الذي اعدة الاستاذ/ عبدالله ال جبار ، عن عمه الراحل الفنان ضيف القرني .
وارجو أن يسمح لي الجميع وفي المقدمة معد الكتاب وفقه الله واجزل له الثواب ،، بهذه الوقفات عن هذا العمل الرائع والارث الثمين .. فأقول :
** اطلعت على هذا المؤلف فوجدته ليس مجرد سيرة ذاتية أو سلعة تجارية بل هوــ كتاباً جامعاً نافعاً لما حوى بين دفتيه من إرث أدبي وفني قيم يندرج تحت مادة / الفنون الاسلامية العريقة / التي اطلت بنورها على آفاق المعمورة وابهرت بجمالها كل البشرية ، كيف لا ( ومادتها سماحة الاسلام ، وصورتها جمال الاخلاق ) والتي لم تعبث بها ريشة الفنون الهابطة أو لوحات الثقافات المارقة ) بل كانت تستمد احبارها من انوار السماء ، وتنشر ادواتها على بساط الفضيلة .. مما جعل لها قدم صدق في مجالات الدعوة الى الاخلاق الحميدة والسجايا الطيبة ، التي دعت اليها كل الرسالات السماوية ، واثبتتها في العالمين السيرة المحمدية ...!
لذا فلا غرابة أن ينجذب المسلم الى هكذا فن ، وترتاح النفس الى هذه الثقافة والتي هي اقرب الى روح الاسلام وثقافته ، مخاطبة الفكر الواعي ومناجية الروح الطيبة ، وهي على العكس من مثيلاتها في ثقافات وفنون الشعوب الاخرى ، والتي طغت على معظمها صور التحرر والانفلات ، واشكال الانحراف والخزعبلات .
لذا فلا غرابة أن ينجذب المسلم الى هكذا فن ، وترتاح النفس الى هذه الثقافة والتي هي اقرب الى روح الاسلام وثقافته ، مخاطبة الفكر الواعي ومناجية الروح الطيبة ، وهي على العكس من مثيلاتها في ثقافات وفنون الشعوب الاخرى ، والتي طغت على معظمها صور التحرر والانفلات ، واشكال الانحراف والخزعبلات .
** هذا المؤلف الثمين ، يعد منهلا عذباً لكل من له ميول للجمال البريء والعلم المفيد ، وكلنا ذلك المُريد ، وخاصة لمن لهم اهتمامات بهذا النوع من الثقافات والاعمال الفنية الاسلامية ، من الشباب او رجال التعليم ونساءه ، فهو مرجع اصيل ومورد عذب ، يفتح الافاق وينمي المواهب .
** وايضا فقد علمنا بأن ريع هذا العمل سيكون في عمل او اعمال خيرية ، ولم يكن هدفه الربح او المتجارة سوى مع الله ،، افليست من باب ــ ربح البيع ــ؟ والفقيد صاحب مواد العمل والمعد والبائع والمشتري ، كلٌ مشترك في الثواب بحول الله ، وماذا ذلك على الله بعزيز .
*** وأخيراً : وقد شرفني معد الكتاب بأن ضمنه بعض من انطباعاتي عن هذا العمل , وإذ اشكره على ذلك ، فليسمح لي والجميع هنا بأن اورد هنا مشاركتي المتواضعة في هذا المؤلف القيم والتي استوحيتها من اعمال الفنان الراحل ومن المفهوم الاساسي للفن الاسلامي وخاصة في مجال الرسم والخط العربي :
* ( سقوط الظل على الحائط )
تعددت المعاني وكثرت الاراء حول المعني الحقيقي للفنون الانسانية ، وفي كل مرة يخرج علينا مصطلح مبتكر واراء جديدة ، وهذا يعود لتشعب المجالات الفنية حتى أنها أصبحت وصمة للابداع الثقافي خاصة والمعرفي عامة ، وللاسف أن إسم فنان قد إرتبط في الاذهان وخاصة في المجتمعات المحافظة بنمط خارج عن العادة ، وصُورَت الفنون على أنها كل لهو ولعب في الحياة ...!
إلا أن الفنون في حقيقتها هي اسلوب متعدد الصور شأنه في ذلك شأن كل مجالات الابداع الانساني بل أن الفن يدخل في العمل فيزينه ويطوره ويجعل منه صورة جذابه للنفس ولافتة للذوق ، بل ويتعدى ذلك الى أنه رسالة مؤثرة ، ويبقى المحور الاصلي للحكم على هذا العمل أو ذاك هو المضمون الحقيقي لأي جانب من الجوانب الفنية ، الايجابية منها والسلبية على حد سواء .
وفي حالة الفنان المبدع ضيف الله جبار القرني ، يأخذ الفن شكلا مغايرا للصورة السلبية عن الفن ، وينحى منحناً آخر ، نتجه من خلاله الى رفعة الذوق ونزاهة الهدف ، حيث ندلف عبره الى الاشياء الجميلة والمعاني السامية لجانب مشرق من جوانب هذه الثقافة السامية ... وهو هنآ وبما اتاه الله من البراعة والحس المرهف ، ومن خلال فطرة سليمة ، يترجم لنا العالم الروحي للفن ويدخل الى مشاعرنا عبر الارتباط الديني والهوية التقليدية ..
.. لهذا السبب فقد تركت القراءة النقدية لاعمال ضيف الله وتجنبت الوصف الفني أو الجانب الثقافي لهذا الابداع ، وآثرت أن اقرأة بصورة مغايرة ، لماهية علاقتنا مشاعرياً بهذا النوع من الفنون خصيصاً ... وذلك بعد أن رجعت للتفسير الحقيقي لمعنى الفن ، ووجدت أن أقرب وصف له أو إسقاط عليه ، ما أستنبطته من كتب التفسير للقران الكريم ، في قوله تعالى ( ذواتا أفنان )... الى أن خلصت الى مايناسب اعمال فارسنا هنا بأنه ( سقوط ظل الاغصان على الحائط ) .... فكيف استثمر هذا السقوط وطوع ذلك المشهد ، وصنع من تلك الصورة التي لايكاد يخلو منها شجر ولا مدر على كوكب الارض حتى أصبحت شيئاً عادياً وصورة مألوفه لايُلتفت إليها أو يُلقى لها بالا، ولو أنها كثيرة الاستعمال أو متعددة الاغراض ... ولكن في حالة فارسنا هنا وضع خاص وأمر مبتدع ولا يكون ذلك إلا لمن آتاه الله ملكة التفكر وروح الإلهام .حتى إستمثر هذه الظلال الوارفة والايحاء التصويري في عملية الانعكاس المعنوي للعديد من جوانب الحياة المادية والعنوية ، فيسقطها على ألواح العلم وحيطان التأمل ، مما يُنشئُ من خلال كماً هائلا من الرسائل المختلفه كلٌ بحسب رؤيته للاشياء وقرائته للمناظر ، وترجمته للمعاني ، زاده تألقاً مستوى فهمه وادراكه لفحوى الرسائل وطرق الاتصال مابين المشاعر وما يختلجها من مؤثرات...!
ونجد أن في أعمال هذا المبدع مايربط الانسان بربه عبر بوابة تفتق الاذهان وإعمال الافكار في مخلوقات الخالق ، ما يجعل المتأمل لهذا الجانب من الفن يجول بخياله في ملكوت الله سبحانه وتعالى ، بل أن الارواح تعانق السماء من كرم الله ، وتلتصق بالطين خضوعاً وإجلالاً لهيبة المهيمن الجبار، وكل ذلك عبر الحرف الهجائي للعرب واللون الايحائي للمشاعر ، ولايمكن التوفيق بين ذلك إلا لريشة فنان أو قلم مبدع .
إن الناظر أو القارئ للوحات فارسنا وأعماله سواء في طريقة الرسم أو شكل الحرف وصبغة الالوان ، وكيف انه يطوع ذلك الى عالم خاص يعيشه المتأمل بمشاعره وبصره وفكره بل ويسرح بخياله الى اعماق المبهمات وتفاصيل المجملات ،، وكأنه يستمع لرسالة دعوية مؤثرة أو ينظر الى عبرة ربانية ماثلة .،، ويخرج من ذلك وقد إستوحى افكاراً جديدة وإكتشف معان مجهولة ، بل ولامس بروحه الكنه الحقيقي للحياة ، والمعني الخفي لعظمة ملكوت الله .
رحم الله الفنان ضيف الله بن جبار ، وجعل الله هذا الارث العظيم والتركة الثمينة في موازين حسناته يوم تنشر الصحائف وتعرض الاعمال .وان يجمعنا به وباحبتنا جميعاً في جنات ( ... ذواتا أفنان ).
إلا أن الفنون في حقيقتها هي اسلوب متعدد الصور شأنه في ذلك شأن كل مجالات الابداع الانساني بل أن الفن يدخل في العمل فيزينه ويطوره ويجعل منه صورة جذابه للنفس ولافتة للذوق ، بل ويتعدى ذلك الى أنه رسالة مؤثرة ، ويبقى المحور الاصلي للحكم على هذا العمل أو ذاك هو المضمون الحقيقي لأي جانب من الجوانب الفنية ، الايجابية منها والسلبية على حد سواء .
وفي حالة الفنان المبدع ضيف الله جبار القرني ، يأخذ الفن شكلا مغايرا للصورة السلبية عن الفن ، وينحى منحناً آخر ، نتجه من خلاله الى رفعة الذوق ونزاهة الهدف ، حيث ندلف عبره الى الاشياء الجميلة والمعاني السامية لجانب مشرق من جوانب هذه الثقافة السامية ... وهو هنآ وبما اتاه الله من البراعة والحس المرهف ، ومن خلال فطرة سليمة ، يترجم لنا العالم الروحي للفن ويدخل الى مشاعرنا عبر الارتباط الديني والهوية التقليدية ..
.. لهذا السبب فقد تركت القراءة النقدية لاعمال ضيف الله وتجنبت الوصف الفني أو الجانب الثقافي لهذا الابداع ، وآثرت أن اقرأة بصورة مغايرة ، لماهية علاقتنا مشاعرياً بهذا النوع من الفنون خصيصاً ... وذلك بعد أن رجعت للتفسير الحقيقي لمعنى الفن ، ووجدت أن أقرب وصف له أو إسقاط عليه ، ما أستنبطته من كتب التفسير للقران الكريم ، في قوله تعالى ( ذواتا أفنان )... الى أن خلصت الى مايناسب اعمال فارسنا هنا بأنه ( سقوط ظل الاغصان على الحائط ) .... فكيف استثمر هذا السقوط وطوع ذلك المشهد ، وصنع من تلك الصورة التي لايكاد يخلو منها شجر ولا مدر على كوكب الارض حتى أصبحت شيئاً عادياً وصورة مألوفه لايُلتفت إليها أو يُلقى لها بالا، ولو أنها كثيرة الاستعمال أو متعددة الاغراض ... ولكن في حالة فارسنا هنا وضع خاص وأمر مبتدع ولا يكون ذلك إلا لمن آتاه الله ملكة التفكر وروح الإلهام .حتى إستمثر هذه الظلال الوارفة والايحاء التصويري في عملية الانعكاس المعنوي للعديد من جوانب الحياة المادية والعنوية ، فيسقطها على ألواح العلم وحيطان التأمل ، مما يُنشئُ من خلال كماً هائلا من الرسائل المختلفه كلٌ بحسب رؤيته للاشياء وقرائته للمناظر ، وترجمته للمعاني ، زاده تألقاً مستوى فهمه وادراكه لفحوى الرسائل وطرق الاتصال مابين المشاعر وما يختلجها من مؤثرات...!
ونجد أن في أعمال هذا المبدع مايربط الانسان بربه عبر بوابة تفتق الاذهان وإعمال الافكار في مخلوقات الخالق ، ما يجعل المتأمل لهذا الجانب من الفن يجول بخياله في ملكوت الله سبحانه وتعالى ، بل أن الارواح تعانق السماء من كرم الله ، وتلتصق بالطين خضوعاً وإجلالاً لهيبة المهيمن الجبار، وكل ذلك عبر الحرف الهجائي للعرب واللون الايحائي للمشاعر ، ولايمكن التوفيق بين ذلك إلا لريشة فنان أو قلم مبدع .
إن الناظر أو القارئ للوحات فارسنا وأعماله سواء في طريقة الرسم أو شكل الحرف وصبغة الالوان ، وكيف انه يطوع ذلك الى عالم خاص يعيشه المتأمل بمشاعره وبصره وفكره بل ويسرح بخياله الى اعماق المبهمات وتفاصيل المجملات ،، وكأنه يستمع لرسالة دعوية مؤثرة أو ينظر الى عبرة ربانية ماثلة .،، ويخرج من ذلك وقد إستوحى افكاراً جديدة وإكتشف معان مجهولة ، بل ولامس بروحه الكنه الحقيقي للحياة ، والمعني الخفي لعظمة ملكوت الله .
رحم الله الفنان ضيف الله بن جبار ، وجعل الله هذا الارث العظيم والتركة الثمينة في موازين حسناته يوم تنشر الصحائف وتعرض الاعمال .وان يجمعنا به وباحبتنا جميعاً في جنات ( ... ذواتا أفنان ).
........ اوران
* اعتذار
.. هذه مجرد اضاءة بسيطة على هذا المؤلف الكبير ، كما أن هذا امتداد للاعلان الذي تكرم به منتدى بلقرن في صفحته الرئيسية وفاءاً لهذا الرجل النابغة رحمه الله وتعريف بمنجز رجلٌ رحل عنا ، وترك خلفه إرثاً ثميناً ، وعملا قيماً ، لو قدر له ان يعيش الى هذا العصر لكان له شأن عظيم ، ومنزل رفيع ، ولكن الله سبحانه قدر وما شاء فعل ، فله الحمد من قبل ومن بعد ،،، واعتذر جداً اذا فُهم طرحي هنا على غير مراده ،، هذا واسال الله ان يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضي .
تعليق