[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify]
يجعل بعض طلابنا ـ ولو قلت غالبيتهم لما كنت مبالغاً ـ بجميع مستوياتهم من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية في آخر يوم من أيام الاختبارات آخر عهدهم بالكتاب ، ولسان حالهم ومقالاهم أنه وداعاً لك أيها الكتاب لا لقاء بعده ولا يوم الحشر .
وهذا الوداع الجائر للكتاب ،والقصور في الاستزادة من العلم والمعرفة له ضريبته على مسيرة الأمة قاطبة فضلاً عن الإنسان نفسه، فالأمة التي لا تقرأ تكون في آخر الركب ولا ريب . وواقعنا خير شاهد والله المستعان .
وإني لأعجب أن يكون حال هؤلاء القوم مع معرفتهم بفضيلة العلم وأهله ، وأنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون . كما دل على ذلك المنقول من الوحيين : القرآن والسنة ، وشهد به العقلاء ،وصدقه الواقع .
ويطول العجب إذا عرفنا أن لنا سلفاً كان ديدنهم مع المحبرة إلى المقبرة ، ثم لا نقتدي بهم ولا نسير على نهجهم، فوا أسفاه على حالنا .
وقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ نماذج من نهم هؤلاء السلف في طلب العلم وأن ذلك من لوازم الإيمان ودأب المؤمن حتى يدخل الجنة فقال رحمه الله : " كَانَ أَئِمَّة الاسلام إِذا قيل لأحدهم إلى مَتى تطلب الْعلم فَيَقُول الى الْمَمَات .
ـ قَالَ نعيم بن حَمَّاد سَمِعت عبد الله بن الْمُبَارك رضى الله عَنهُ يَقُول وَقد عابه قوم فِي كَثْرَة طلبه للْحَدِيث فَقَالُوا لَهُ : إلى مَتى تسمع ؟!قَالَ : إِلَى الْمَمَات .
ـ وَقَالَ الْحُسَيْن بن مَنْصُور الخصاص : قلت لأحمد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ : إلى مَتى يكْتب الرجل الحَدِيث ؟ قَالَ إلى الْمَوْت .
ـ وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ سَمِعت أحْمَد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ يَقُول : إِنَّمَا أطلب الْعلم إلى ان أدخل الْقَبْر .
ـ وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصَّائِغ : كنت أصوغ مَعَ أبي بِبَغْدَاد فَمر بِنَا أحْمَد بن حَنْبَل وَهُوَ يعدو ونعلاه فِي يَدَيْهِ فَأخذ أبي بِمَجَامِع ثَوْبه فَقَالَ : يَا أبا عبد الله ألا تَسْتَحي إِلَى مَتى تعدو مَعَ هَؤُلَاءِ ؟! قَالَ : إِلَى الْمَوْت .
ـ وَقَالَ عبد الله بن بشر الطَّالقَانِي أرجو أن يأتيني أَمر ربي والمحبرة بَين يَدي وَلم يفارقني الْعلم والمحبرة .
ـ وَقَالَ حميد بن مُحَمَّد بن يزِيد الْبَصْرِيّ جَاءَ ابْن بسطَام الْحَافِظ يسألني عَن الحَدِيث فَقلت لَهُ مَا أشد حرصك على الحَدِيث ! فَقَالَ : اَوْ مَا أحب أن أكون فِي قطار آل رَسُول الله ؟
ـ وَقيل لبَعض الْعلمَاء مَتى يحسن بِالْمَرْءِ أن يتَعَلَّم ؟ قَالَ : مَا حسنت بِهِ الْحَيَاة .
ـ وَسُئِلَ الْحسن عَن الرجل لَهُ ثَمَانُون سنة أيحسن أن يطْلب الْعلم ؟ قَالَ : إِن كَانَ يحسن بِهِ ان يعِيش ".
رحمة الله على هؤلاء الأعلام الذين يقتدى بهم في الحرص والاستمرار على طلب العلم .
أُولَئِكَ آبَائي، فَجِئْني بمِثْلِهِمْ، = إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ .
واللهم ارزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحا . وزدنا علماً يا حي يا قيوم .
[/justify]
يجعل بعض طلابنا ـ ولو قلت غالبيتهم لما كنت مبالغاً ـ بجميع مستوياتهم من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية في آخر يوم من أيام الاختبارات آخر عهدهم بالكتاب ، ولسان حالهم ومقالاهم أنه وداعاً لك أيها الكتاب لا لقاء بعده ولا يوم الحشر .
وهذا الوداع الجائر للكتاب ،والقصور في الاستزادة من العلم والمعرفة له ضريبته على مسيرة الأمة قاطبة فضلاً عن الإنسان نفسه، فالأمة التي لا تقرأ تكون في آخر الركب ولا ريب . وواقعنا خير شاهد والله المستعان .
وإني لأعجب أن يكون حال هؤلاء القوم مع معرفتهم بفضيلة العلم وأهله ، وأنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون . كما دل على ذلك المنقول من الوحيين : القرآن والسنة ، وشهد به العقلاء ،وصدقه الواقع .
ويطول العجب إذا عرفنا أن لنا سلفاً كان ديدنهم مع المحبرة إلى المقبرة ، ثم لا نقتدي بهم ولا نسير على نهجهم، فوا أسفاه على حالنا .
وقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ نماذج من نهم هؤلاء السلف في طلب العلم وأن ذلك من لوازم الإيمان ودأب المؤمن حتى يدخل الجنة فقال رحمه الله : " كَانَ أَئِمَّة الاسلام إِذا قيل لأحدهم إلى مَتى تطلب الْعلم فَيَقُول الى الْمَمَات .
ـ قَالَ نعيم بن حَمَّاد سَمِعت عبد الله بن الْمُبَارك رضى الله عَنهُ يَقُول وَقد عابه قوم فِي كَثْرَة طلبه للْحَدِيث فَقَالُوا لَهُ : إلى مَتى تسمع ؟!قَالَ : إِلَى الْمَمَات .
ـ وَقَالَ الْحُسَيْن بن مَنْصُور الخصاص : قلت لأحمد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ : إلى مَتى يكْتب الرجل الحَدِيث ؟ قَالَ إلى الْمَوْت .
ـ وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ سَمِعت أحْمَد بن حَنْبَل رضى الله عَنهُ يَقُول : إِنَّمَا أطلب الْعلم إلى ان أدخل الْقَبْر .
ـ وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصَّائِغ : كنت أصوغ مَعَ أبي بِبَغْدَاد فَمر بِنَا أحْمَد بن حَنْبَل وَهُوَ يعدو ونعلاه فِي يَدَيْهِ فَأخذ أبي بِمَجَامِع ثَوْبه فَقَالَ : يَا أبا عبد الله ألا تَسْتَحي إِلَى مَتى تعدو مَعَ هَؤُلَاءِ ؟! قَالَ : إِلَى الْمَوْت .
ـ وَقَالَ عبد الله بن بشر الطَّالقَانِي أرجو أن يأتيني أَمر ربي والمحبرة بَين يَدي وَلم يفارقني الْعلم والمحبرة .
ـ وَقَالَ حميد بن مُحَمَّد بن يزِيد الْبَصْرِيّ جَاءَ ابْن بسطَام الْحَافِظ يسألني عَن الحَدِيث فَقلت لَهُ مَا أشد حرصك على الحَدِيث ! فَقَالَ : اَوْ مَا أحب أن أكون فِي قطار آل رَسُول الله ؟
ـ وَقيل لبَعض الْعلمَاء مَتى يحسن بِالْمَرْءِ أن يتَعَلَّم ؟ قَالَ : مَا حسنت بِهِ الْحَيَاة .
ـ وَسُئِلَ الْحسن عَن الرجل لَهُ ثَمَانُون سنة أيحسن أن يطْلب الْعلم ؟ قَالَ : إِن كَانَ يحسن بِهِ ان يعِيش ".
رحمة الله على هؤلاء الأعلام الذين يقتدى بهم في الحرص والاستمرار على طلب العلم .
أُولَئِكَ آبَائي، فَجِئْني بمِثْلِهِمْ، = إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ .
واللهم ارزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحا . وزدنا علماً يا حي يا قيوم .
[/justify]
تعليق