بسم الله الرحمن الرحيم
بعيداً عن نظم الشعر , وقريباً من نظم الشاعرية أقدّم لكم (مقامة )) نثر مسجوع من باب الطرافة الأدبية .
( بعيداً عن الواقع , وقريباً من الخيال )
شاعـرة .. في ورطة !
أقبلت عليّ تسوق أقدامها سَوق , وتدير في وجهي أحداق الموق .
سألتها : لماذا أنتِ سادرة ؟ وأين نظراتك الغادرة ؟!.
ردت عليّ رد الوسنان , المتعب الكسلان .. أختك في ورطة , كبيرة منمطة !! قلت لها : قولي وعجلي , وإيّاكِ أن تؤجلي ..
قالت لي : أتعرفين جارتنا أم ريان , الجثلة العوان ؟!
قلت لها : أتقصدين المهذارة , الحنانة المكثارة ؟ ما خطبها ؟ , هل أذن زوجها بشطبها ؟ . قالت لي : سينعق على رأسي غراب البين ,
وسيظهر كذبي والمين ! . قلت لها : بالله عليك ِ أفصحي , ولا تغلفي كلامك وتلمحي ! قالت لي : إن جارتنا لزوجها عاشقة , بل إنها متيمة به ووامقة ..!!
فزوجها الهمام , الهزبر الصمصام , مثقف حاذق , وللشعر وامق !
قلت لها : وما شأنك ببعلها ؟ قالت لي : لست لها حاسدة , ولا عليها ناقمة أو حاقدة .
قلت لها : لقد دقت في دمائي نواقيس الخطر , فعجلي بإلقاء الخبر , قبل أن ينفذ صبري , يا مهلكتي وسبب قهري !!
قالت لي : هوني عليكِ , فأنا أخشى أن ينفجر الشريان الذي بين عينيكِ ..
فحدجتها بنظرة , أطفأت من وجهها النضرة . فبلعت ريقها , وأخفت ضيقها . وقالت بصراحة شديدة , نادرة فريدة , لقد وقعت في شر أعمالي , وغروري واختيالي .. لأن جارتنا الهيفاء , ( الشمحوطة ) التلعاء , تريدني أن أنظم في أبي ريان , أعذب القصائد والقيفان !! وأنت تعلمين يا أسماء , أني لست الأخيلية
أو الخنساء ! وتعلمين أيضاً أني لست بشاعرة , ولم أسلك في حياتي دروبه الواعرة !
قلت لها : أيتها المتشدقة , وبحزام الشعر ( الكاذب ) متمنطقة ..
من صب في الأوهام ماء الكذب , شرب أُجاجاً لا عَذب !
فذوقي وهمكِ بلسانك , ليرتدع عقلك وجنانك .
قالت لي : بالله عليك أنقذيني , ومن هذه الهاوية أخرجيني ..
لقد وعدتها بنظم قصيدة , كأنها عقد الخريدة , ولم يتبق على الموعد , إلا فصل ومشهد !
قلت لها : سأنقذك من هذه الورطة , على أن تكون هذه آخر غلطة !
والآن هيئي سمعك لي واسمعي , وأفهمي كلامي وعي .. إن جاءتك جارتك أم ريان ( سالمة ) , وسألتك عن القصيدة الحالمة ,
قولي لها : يا جارتنا ( العروب ) , إني إمرأة جادة لا لعوب ..
فأنا لا أهدي قصائدي , ولا أنظم قلائدي , إلا في زوجي , سراجي ووهجي , فأنا بذلك أقسمت , وعلى الوفاء عزمت ! فإن أردت ديواناً مرصعاً بالقلائد والجمان , ومليئاً بعجائب هذا الزمان .. إجعليني ( ضرتكِ ) وسوف أكون لك أختك وقرتك !! قالت لي صديقتي : يا لك ِ من داهية , ومصيبة ساهية ! إن أخبرتها بذلك , ستفر مني فرار ( الفارك )!! لله درك , ويكفيني الله من شرك !
ذهبت صديقتي على عجل , وفي قلبها ( حفنة ) وجل .. طرقت باب أم ريان , وقالت افتحي أنا أم راكان .. ففتحت لها الباب , وأخبرتها بإقتضاب .. ووافقت الجارة على الشروط ( الضارة ) !!!.
فجاءتني صديقتي تمشي الخبب , وفي نظراتها علامات الغضب .
وقالت لي : لقد وافقت أم ريان على الشرط , بل إنها أهدتني عقداً وقرط !!!
قلت لها ساخرة : وماذا في ذلك ؟! لقد أصبح الطريق امامك سالك !! فهيّا خذيه , وبآيات الله الكريمة عذيه !
قالت لي بعد أن فر من جِيدها ودج , وعلا صوتها وهدج : أتمزحين ؟؟!!! وبورطتي الثانية تستهزئين ؟!! إليك ِ عني , لقد خاب فيكِ ظني !
غابت صديقتي شهرين , كأنهما حولين كاملين .. وبعد ذلك ..رأيتها من بعيد , تتصنع غنج الغيد , ثم تقدمت نحوي , فخلت حذاءها من ثقلها يذوي !.
وألقت علي التحية , التي خرجت من بين أسنانها كالشظية !
وقالت لي بزهو واضح : أنظري لذلك الفارع , القسيم البارع ..
فنظرت إليه , وكررت النظر عليه ..يا ويلي إنه .. إنه ابو ريان ,زوج جارتها العوان !!.
ثم تكلمت صديقتي العائدة , وقالت : لقد وجدت في شرطك فائدة .
فلقد تزوجته , ومن زوجته الحمقاء أعتقته ! قلت لها : لقد كان الأمر لعبة , لتتخلصي من ( النشبة ) . قالت صديقتي : لكنها ألحت عليّ وأصرّت , ونمت بحديثنا إلى زوجها وما أسرت .. فتصنع امامها الوفاء والحزن , وفي داخله فرح يرن !! وقالت له : تزوجها وبعد أن تنظم فيك القصيدة طلقها ..فتزوجني وسعد , بل إنه نظم في الأشعار و( قصد ) ! قلت لها : وهل قلتي فيه قصيدة ؟ قالت : بل نظمت في معدته ( عصيدة ) !!! فأنا عنده الدرة الفريدة , ثم إنه لم يسألني عن القصيدة !!!!.
قلت لها : وماذا حل بالمسكينة أم ريان ؟ أظنها الآن أصبحت أم ظميان ! ضحكت صديقتي وتبسمت , ثم تنحنحت وتكلمت : لقد ألهبت الغيرة أم ريان , وأجرت على لسانها أعذب القيفان , فهي الأن شاعرة رائدة , لأن قريحتها ( باسباب الغيرة ) جائدة .. وأنا أخشى أن يسمع بذلك ابي ريان , فالرجال _ يا عزيزتي _ ليس لهم أمان !!! .
وربما يحن لأيام زمان, ويعود لزوجته أم ريان .
قلت لها : يا مسكينة .. أنظري خلفك , لقد طار إلفك , وأظنه الآن حل على شجرة أم ريان لينحت على جذعها قصيدة الندمان !!!
والسلام أمان يا أغبى النسوان !!
بقلم : أسماء الشدّي .
بعيداً عن نظم الشعر , وقريباً من نظم الشاعرية أقدّم لكم (مقامة )) نثر مسجوع من باب الطرافة الأدبية .
( بعيداً عن الواقع , وقريباً من الخيال )
شاعـرة .. في ورطة !
أقبلت عليّ تسوق أقدامها سَوق , وتدير في وجهي أحداق الموق .
سألتها : لماذا أنتِ سادرة ؟ وأين نظراتك الغادرة ؟!.
ردت عليّ رد الوسنان , المتعب الكسلان .. أختك في ورطة , كبيرة منمطة !! قلت لها : قولي وعجلي , وإيّاكِ أن تؤجلي ..
قالت لي : أتعرفين جارتنا أم ريان , الجثلة العوان ؟!
قلت لها : أتقصدين المهذارة , الحنانة المكثارة ؟ ما خطبها ؟ , هل أذن زوجها بشطبها ؟ . قالت لي : سينعق على رأسي غراب البين ,
وسيظهر كذبي والمين ! . قلت لها : بالله عليك ِ أفصحي , ولا تغلفي كلامك وتلمحي ! قالت لي : إن جارتنا لزوجها عاشقة , بل إنها متيمة به ووامقة ..!!
فزوجها الهمام , الهزبر الصمصام , مثقف حاذق , وللشعر وامق !
قلت لها : وما شأنك ببعلها ؟ قالت لي : لست لها حاسدة , ولا عليها ناقمة أو حاقدة .
قلت لها : لقد دقت في دمائي نواقيس الخطر , فعجلي بإلقاء الخبر , قبل أن ينفذ صبري , يا مهلكتي وسبب قهري !!
قالت لي : هوني عليكِ , فأنا أخشى أن ينفجر الشريان الذي بين عينيكِ ..
فحدجتها بنظرة , أطفأت من وجهها النضرة . فبلعت ريقها , وأخفت ضيقها . وقالت بصراحة شديدة , نادرة فريدة , لقد وقعت في شر أعمالي , وغروري واختيالي .. لأن جارتنا الهيفاء , ( الشمحوطة ) التلعاء , تريدني أن أنظم في أبي ريان , أعذب القصائد والقيفان !! وأنت تعلمين يا أسماء , أني لست الأخيلية
أو الخنساء ! وتعلمين أيضاً أني لست بشاعرة , ولم أسلك في حياتي دروبه الواعرة !
قلت لها : أيتها المتشدقة , وبحزام الشعر ( الكاذب ) متمنطقة ..
من صب في الأوهام ماء الكذب , شرب أُجاجاً لا عَذب !
فذوقي وهمكِ بلسانك , ليرتدع عقلك وجنانك .
قالت لي : بالله عليك أنقذيني , ومن هذه الهاوية أخرجيني ..
لقد وعدتها بنظم قصيدة , كأنها عقد الخريدة , ولم يتبق على الموعد , إلا فصل ومشهد !
قلت لها : سأنقذك من هذه الورطة , على أن تكون هذه آخر غلطة !
والآن هيئي سمعك لي واسمعي , وأفهمي كلامي وعي .. إن جاءتك جارتك أم ريان ( سالمة ) , وسألتك عن القصيدة الحالمة ,
قولي لها : يا جارتنا ( العروب ) , إني إمرأة جادة لا لعوب ..
فأنا لا أهدي قصائدي , ولا أنظم قلائدي , إلا في زوجي , سراجي ووهجي , فأنا بذلك أقسمت , وعلى الوفاء عزمت ! فإن أردت ديواناً مرصعاً بالقلائد والجمان , ومليئاً بعجائب هذا الزمان .. إجعليني ( ضرتكِ ) وسوف أكون لك أختك وقرتك !! قالت لي صديقتي : يا لك ِ من داهية , ومصيبة ساهية ! إن أخبرتها بذلك , ستفر مني فرار ( الفارك )!! لله درك , ويكفيني الله من شرك !
ذهبت صديقتي على عجل , وفي قلبها ( حفنة ) وجل .. طرقت باب أم ريان , وقالت افتحي أنا أم راكان .. ففتحت لها الباب , وأخبرتها بإقتضاب .. ووافقت الجارة على الشروط ( الضارة ) !!!.
فجاءتني صديقتي تمشي الخبب , وفي نظراتها علامات الغضب .
وقالت لي : لقد وافقت أم ريان على الشرط , بل إنها أهدتني عقداً وقرط !!!
قلت لها ساخرة : وماذا في ذلك ؟! لقد أصبح الطريق امامك سالك !! فهيّا خذيه , وبآيات الله الكريمة عذيه !
قالت لي بعد أن فر من جِيدها ودج , وعلا صوتها وهدج : أتمزحين ؟؟!!! وبورطتي الثانية تستهزئين ؟!! إليك ِ عني , لقد خاب فيكِ ظني !
غابت صديقتي شهرين , كأنهما حولين كاملين .. وبعد ذلك ..رأيتها من بعيد , تتصنع غنج الغيد , ثم تقدمت نحوي , فخلت حذاءها من ثقلها يذوي !.
وألقت علي التحية , التي خرجت من بين أسنانها كالشظية !
وقالت لي بزهو واضح : أنظري لذلك الفارع , القسيم البارع ..
فنظرت إليه , وكررت النظر عليه ..يا ويلي إنه .. إنه ابو ريان ,زوج جارتها العوان !!.
ثم تكلمت صديقتي العائدة , وقالت : لقد وجدت في شرطك فائدة .
فلقد تزوجته , ومن زوجته الحمقاء أعتقته ! قلت لها : لقد كان الأمر لعبة , لتتخلصي من ( النشبة ) . قالت صديقتي : لكنها ألحت عليّ وأصرّت , ونمت بحديثنا إلى زوجها وما أسرت .. فتصنع امامها الوفاء والحزن , وفي داخله فرح يرن !! وقالت له : تزوجها وبعد أن تنظم فيك القصيدة طلقها ..فتزوجني وسعد , بل إنه نظم في الأشعار و( قصد ) ! قلت لها : وهل قلتي فيه قصيدة ؟ قالت : بل نظمت في معدته ( عصيدة ) !!! فأنا عنده الدرة الفريدة , ثم إنه لم يسألني عن القصيدة !!!!.
قلت لها : وماذا حل بالمسكينة أم ريان ؟ أظنها الآن أصبحت أم ظميان ! ضحكت صديقتي وتبسمت , ثم تنحنحت وتكلمت : لقد ألهبت الغيرة أم ريان , وأجرت على لسانها أعذب القيفان , فهي الأن شاعرة رائدة , لأن قريحتها ( باسباب الغيرة ) جائدة .. وأنا أخشى أن يسمع بذلك ابي ريان , فالرجال _ يا عزيزتي _ ليس لهم أمان !!! .
وربما يحن لأيام زمان, ويعود لزوجته أم ريان .
قلت لها : يا مسكينة .. أنظري خلفك , لقد طار إلفك , وأظنه الآن حل على شجرة أم ريان لينحت على جذعها قصيدة الندمان !!!
والسلام أمان يا أغبى النسوان !!
بقلم : أسماء الشدّي .
تعليق