الأخلاقُ
هي السجايا التي
تشكّلُ في مجموعِها صورةَ
الإنسان الداخليّة، حيثُ تعتبرُ
المُنطلقَ الرئيسيّ لكلِّ ما يصدرُ
عنه من أفعالٍ قد توصفُ
بأنّها جيّدة، أو سيّئة
قد يتشابهُ مصطلحا
الخُلُق، والتخلُّق في أذهان
كثير من الناس، غير أن هناك
فرقاً جوهرياً وأساسياً بينهما وهو
أن التخلُّق يتضمن التصنُّع، ومحاولة
إظهار الإنسان سلوكات معينة، حيث
تمتازُ هذه السلوكات بكونِها مؤقّتة
وغير أصيلة، أو راسخة في نفس
الإنسان، ولا يمكن أن تصير
أخلاقاً، إلّا إذا استطاع
الإنسانُ أن يحوّلَ
هذه السلوكات
المُتصنَّعة
والمؤقتة إلى سلوكاتٍ دائمة
ومن الأمثلة
على ذلك شخصٌ
أدّى الأمانة مرة واحدة
في حين أنّه في غالب الأحيان
خائنٌ لها، فهنا لا يمكن أنْ يُقال
أن خُلُقَ هذا الشخص هو
الأمانة، إلا إذا صارت
هي الأصل في
حياته
مُتطلَّب أساسيٌّ
لبقاءِ الأمم، والدول
والممالك، وهذا ما أثبته
لنا التاريخ بكافة أحداثِه
ومشاهده؛ فالأمم التي حافظت
على نفسها من الاندثار، إنما
استطاعت ذلك بأخلاقها
والعكس صحيح
صدور الإنسان
عن منطلقاتِ أخلاقيّة
يثبتُ لمن يتعاملُ معهم أنّ
معتقداته صالحة لتنتشر، وتعمَّ
أرجاء البشريّة؛ فالمعتقدات
تنتشرُ من خلال تطبيقها
الجيّد في الحياة
العملية، وليس
من خلال
الوسائلِ
والطرق الأخرى على أهميّتها
تعليق