• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مجلس ابو سلطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عن عائشة زوْج النبي صلى الله عليْه وسلم أن النبي صلى الله عليْه وسلم كان يدْعُو في الصلاة اللهم إني أعُوذُ بك منْ عذاب الْقبْر وأعُوذُ بك منْ فتْنة الْمسيح الدجال وأعُوذُ بك منْ فتْنة الْمحْيا والْممات اللهم إني أعُوذُ بك منْ الْمأْثم والْمغْرم قالتْ فقال لهُ قائل ما أكْثر ما تسْتعيذُ منْ الْمغْرم يا رسُول الله فقال إن الرجُل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخْلف.
    أخرجه البخاري ومسلم.


    ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
    يجني ثمار السجده اللي سجدها

    انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
    وشر النفوس المبغضات وحسدها

    تعليق


    • عن أبي هُريْرة رضي الله عنه قال قال رسُولُ الله صلى الله عليْه وسلم إذا فرغ أحدُكُمْ منْ التشهُد الْآخر فلْيتعوذْ بالله منْ أرْبعٍ منْ عذاب جهنم ومنْ عذاب الْقبْر ومنْ فتْنة الْمحْيا والْممات ومنْ شر الْمسيح الدجال.


      ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
      يجني ثمار السجده اللي سجدها

      انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
      وشر النفوس المبغضات وحسدها

      تعليق


      • عنْ ابْن عباسٍ رضي الله عنهما أن رسُول الله صلى الله عليْه وسلم كان يُعلمُهُمْ هذا الدُعاء كما يُعلمُهُمْ السُورة منْ الْقُرْآن يقُولُ قُولُوا اللهم إنا نعُوذُ بك منْ عذاب جهنم وأعُوذُ بك منْ عذاب الْقبْر وأعُوذُ بك منْ فتْنة الْمسيح الدجال وأعُوذُ بك منْ فتْنة الْمحْيا والْممات.


        ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
        يجني ثمار السجده اللي سجدها

        انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
        وشر النفوس المبغضات وحسدها

        تعليق


        • الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد فإنه لما كان الشيطان عدونا الأول الذي أخرج أبوينا من الجنة وقد أقسم بعزة الله أن يغوينا أجمعين قال تعالى ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) (ص:83) وقد جاء تحذير الشارع وأمره بالاستعاذة منه في مواضع عديدة لذا فقد جمعت ما تيسر لي من الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم مع تعليق يسير فأقول مستعينا بالله تعالى :


          ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
          يجني ثمار السجده اللي سجدها

          انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
          وشر النفوس المبغضات وحسدها

          تعليق


          • معناها:
            قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " اعلم أن لفظ " عاذ " وما تصرف منها يدل على التحرز والتحصن والنجاة , وحقيقة معناها : الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه , ولهذا يسمى المستعاذ به معاذا كما يسمى ملجأ ووزرا " بدائع الفوائد 2/426
            والاستعاذة هي: الاستجارة أي أستجير بالله دون غيره من سائر خلقه من الشيطان أن يضرني في ديني أو يصدني عن حق يلزمني لربي. تفسير ابن كثير 1/16 وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " ومعنى أستعيذ بالله : أمتنع به وأعتصم به وألجأ إليه " ا.هـ إغاثة اللهفان 1/91
            وقال ملا علي القاري رحمه الله تعالى : " يعني : اللهم احفظني من وسوسته وإغوائه وخطواته وخطراته وتسويله وإضلاله، فإنه السبب في الضلالة والباعث على الغواية والجهالة " ا.هـ مرقاة المفاتيح 2/448 وانظر : عون المعبود 2/131


            ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
            يجني ثمار السجده اللي سجدها

            انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
            وشر النفوس المبغضات وحسدها

            تعليق


            • أما الشيطان فمعروف قال ابن كثير رحمه الله تعالى مبينا معنى الكلمة: " الشيطان في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير. وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار . ومنهم من يقول كلاهما صحيح في المعنى, ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب " ا.هـ التفسير 1/31 وانظر : تاج العروس مادة ( شطن ) وتفسير القرطبي 1/140 شرح النووي على مسلم 6/91 المجموع شرح المهذب 2/3 وتفسير الرازي 1/27 تفسير أبي السعود 1/39 تفسير البيضاوي 1/175 تفسير الألوسي 1/651 المطلع على أبواب المقنع 1/70
              و ( الرجيم ) فعيل بمعنى مفعول، أي المطرود من باب الله أو المشتوم بلعنة الله . مرقاة المفاتيح 2/448 تفسير ابن كثير 1/31 عون المعبود 2/131 تفسير القرطبي 1/141


              ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
              يجني ثمار السجده اللي سجدها

              انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
              وشر النفوس المبغضات وحسدها

              تعليق


              • فائدة الاستعاذة
                قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " فإن الاستعاذة به منه ترجع إلى معنى الكلام قبلها مع تضمنها فائدة شريفة وهي كمال التوحيد وأن الذي يستعيذ به العائذ ويهرب منه إنما هو فعل الله ومشيئته وقدره فهو وحده المنفرد بالحكم فإذا أراد بعبده سوءا لم يعذه منه إلا هو فهو الذي يريد به ما يسوؤه وهو الذي يريد دفعه عنه فصار سبحانه مستعاذا به منه باعتبار الإرادتين ( وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فلا كَاشِفَ لَهُۥۤ إلا هُوَ ) فهو الذي يمس بالضر وهو الذي يكشفه لا إله إلا هو فالمهرب منه إليه والفرار منه إليه واللجأ منه إليه كما أن الاستعاذة منه فإنه لا رب غيره ولا مدبر للعبد سواه فهو الذي يحركه ويقلبه ويصرفه كيف يشاء " ا.هـ طريق الهجرتين 1/431


                ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
                يجني ثمار السجده اللي سجدها

                انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
                وشر النفوس المبغضات وحسدها

                تعليق


                • الاستعاذة لا تكون إلا بالله تعالى
                  قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : " الاستعاذة لا تكون إلا بالله في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أعوذ بوجهك ) و ( أعوذ بكلمات الله التامات ) و ( أعوذ برضاك من سخطك ) ونحو ذلك وهذا أمر متقرر عند العلماء " ا.هـ الفتاوى 35/273
                  وقال رحمه الله تعالى: " إنما يستعاذ بالخالق تعالى وأسمائه وصفاته ولهذا احتج السلف كأحمد وغيره على أن كلام الله غير مخلوق فيما احتجوا به بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أعوذ بكلمات الله التامات ). قالوا: فقد استعاذ بها ولا يستعاذ بمخلوق " الفتاوى 1/336 و8/127و15/227وانظر: التمهيد 24/109 فتح الباري 13/381


                  ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
                  يجني ثمار السجده اللي سجدها

                  انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
                  وشر النفوس المبغضات وحسدها

                  تعليق


                  • وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: " المستعاذ به هو الله ... وحده رب الفلق ورب الناس ملك الناس إله الناس الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا به ولا يستعاذ بأحد من خلقه بل هو الذي يعيذ المستعيذين ويعصمهم ويمنعهم من شر ما استعاذوا من شره وقد أخبر الله تعالى في كتابه عمن استعاذ بخلقه أن استعاذته زادته طغيانا ورهقا فقال حكاية عن مؤمني الجن ( وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) جاء في التفسير أنه : كان الرجل من العرب في الجاهلية إذا سافر فأمسى في أرض قفر قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيبيت في أمن وجوار منهم حتى يصبح أي فزاد الإنس الجن باستعاذتهم بسادتهم رهقا أي طغيانا وإثما وشرا يقولون سدنا الإنس والجن . والرهق في كلام العرب : الإثم وغشيان المحارم . فزادوهم بهذه الاستعاذة غشيانا لما كان محظورا من الكبر والتعاظم فظنوا أنهم سادوا الإنس والجن " ا.هـ بدائع الفوائد 2/429 وانظر : تفسير الطبري 29/102 ابن كثير 8/251 الدر المنثور 8/296

                    ويحك عذ بالله ذي الجلال *** والمجد والنعماء والأفضال
                    ووحد الله ولا تبال *** ما هول ذي الجن من الأهوال

                    معجم الطبراني الكبير ( 4166) أسد الغابة 4/35 تاريخ دمشق 18/244 مجمع الزوائد 8/450

                    وقد أمرنا الله جل جلاله بالاستعاذة من الشيطان في مواضع عديدة من كتابه :


                    ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
                    يجني ثمار السجده اللي سجدها

                    انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
                    وشر النفوس المبغضات وحسدها

                    تعليق


                    • قال الله تعالى : ( خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ (199)وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)) [الأعراف : 200] قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى : " يعنـي جلّ ثناؤه بقوله: وَإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ وإما يغضبنك من الشيطان غضب يصدّك عن الإعراض عن الـجاهلـين ويحملك علـى مـجازاتهم ( فـاسْتَعِذْ بـاللّهِ ) يقول: فـاستـجر بـالله من نزغه. ( إنَّهُ سَمِيعٌ عَلِـيـمٌ ) يقول: إن الله الذي تستعيذ به من نزع الشيطان سميع لـجهل الـجاهل علـيك ولاستعاذتك به من نزغه ولغير ذلك من كلام خـلقه، لا يخفـى علـيه منه شيء، علـيـم بـما يذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خـلقه " ا.هـ التفسير 9/106 وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " ولما كان الشيطان على نوعين: نوعٍ يُرى عياناً، وهو شيطان الإنس ، ونوعٍ لا يُرى ، وهو شيطان الجن ، أمر سبحانه وتعالى نبـيه أن يكتفي من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه ، والعفو ، والدفع بالتي هي أحسن ، ومن شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه ، وجمع بـين النوعين في سورة «الأعراف» وسورة «المؤمنين» وسورة «فصلت» والاستعاذة في القراءة والذكر أبلغ في دفع شر شياطين الجن ، والعفو والإعراض والدفع بالإحسان أبلغ في دفع شر شياطين الإنس

                      فما هو إلا الاستعاذة ضارعا *** أو الدفع بالحسنى هما خير مطلوب
                      فهذا دواء الداء من شر ما يُرى *** وذاك دواء الداء من شر محجوب

                      " ا.هـ زاد المعاد 2/462


                      ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
                      يجني ثمار السجده اللي سجدها

                      انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
                      وشر النفوس المبغضات وحسدها

                      تعليق


                      • وقال ابن كثير رحمه الله تعالى : " إن الله تعالى يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليرده عنه طبعه الطيب الأصل إلى المودة والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطان لا محالة إذ لا يقبل مصانعة ولا إحساناً ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل " ا.هـ التفسير 1/31 وانظر: أضواء البيان 2/435
                        وقال تعالى ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) ) [المؤمنون :96-98] قال الشنقيطي رحمه الله تعالى : " الـهمزات: جمع همزة وهي المرة من فعل الـهمز، وهو في اللغة: النخس والدفع ، وهمزات الشياطين: نخساتهم لبني آدم ليحثوهم ، ويحضوهم على المعاصي "ا.هـ أضواء البيان 5/574
                        وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " والهمزات جمع همزة كتمرات وتمرة وأصل الهمز الدفع قال أبو عبيد عن الكسائي : همزته ولمزته ولهزته ونهزته إذا دفعته . والتحقيق أنه دفع بنخز وغمز يشبه الطعن فهو دفع خاص فهمزات الشياطين دفعهم الوساوس والإغواء إلى القلب . قال ابن عباس والحسن : همزات الشياطين نزغاتهم ووساوسهم . وفسرت همزاتهم بنفخهم ونفثهم وهذا قول مجاهد , وفسرت بخنقهم وهو الموتة التي تشبه الجنون , وظاهر الحديث أن الهمز نوع غير النفخ والنفث , وقد يقال وهو الأظهر إن همزات الشياطين إذا أفردت دخل فيها جميع إصاباتهم لابن آدم وإذا قرنت بالنفخ والنفث كانت نوعا خاصا كنظائر ذلك ثم قال ( وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ) قال ابن زيد : في أموري . وقال الكلبي : عند تلاوة القرآن . وقال عكرمة : عند النزع والسياق . فأمره أن يستعيذ من نوعي شر إصابتهم بالهمز وقربهم ودنوهم منه فتضمنت الاستعاذة أن لا يمسوه ولا يقربوه " ا.هـ إغاثة اللهفان 1/ 95


                        ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
                        يجني ثمار السجده اللي سجدها

                        انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
                        وشر النفوس المبغضات وحسدها

                        تعليق


                        • وقال تعالى: ( وَلاَ تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (36) ) [فصلت :34-36]قال ابن جرير رحمه الله تعالى : " يقول تعالى ذكره: وإما يلقين الشيطان يا محمد في نفسك وسوسة من حديث النفس إرادة حملك على مجازاة المسيء بالإساءة، ودعائك إلى مساءته، فاستجر بالله واعتصم من خطواته، إن الله هو السميع لاستعاذتك منه واستجارتك به من نزغاته، ولغير ذلك من كلامك وكلام غيرك، العليم بما ألقى في نفسك من نزغاته، وحدَّثتك به نفسك ومما يذهب ذلك من قبلك، وغير ذلك من أمور وأمور خلقه " ا.هـ التفسير 24/76
                          قال الرازي رحمه الله تعالى : " إن الغرض من الاستعاذة الاحتراز من شر الوسوسة ومعلوم أن الوسوسة كأنها حروف خفية في قلب الإنسان، ولا يطلع عليها أحد، فكأن العبد يقول: يا من هو على هذه الصفة التي يسمع بها كل مسموع، ويعلم كل سر خفي أنت تسمع وسوسة الشيطان وتعلم غرضه فيها، وأنت القادر على دفعها عني، فادفعها عني بفضلك، فلهذا السبب كان ذكر السميع العليم أولى بهذا الموضع من سائر الأذكار " ا.هـ التفسير 1/27 .
                          وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " والشيطان لا يدع العبد يفعل هذا بل يريه أن هذا ذل وعجز، ويسلط عليه عدوه فيدعوه إلى الانتقام ويزينه له، فإن عجز عنه دعاه إلى الإعراض عنه، وأن لا يسيء إليه ولا يحسن، فلا يؤثر الإحسان إلى المسيء إلا من خالفه وآثر الله وما عنده على حظه العاجل، فكان المقام مقام تأكيد وتحريض " ا.هـ بدائع الفوائد 2/490
                          وقال تعالى: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (الفلق 5) فهذا استعاذة من شر النفس ، وقال (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (الناس:6) قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " فهذا استعاذة من قرينها وصاحبها، وبئس القرين والصاحب، فأمر الله سبحانه نبيه وأتباعه بالاستعاذة بربوبيته التامة الكاملة من هذين الخلقين العظيم شأنهما في الشر والفساد، والقلب بين هذين العدوين لا يزال شرهما يطرقه وينتابه، وأول ما يدب فيه السقيم من النفس الأمارة من الشهوة وما يتبعها من الحب والحرص والطلب والغضب، ويتبعه من الكبر والحسد والظلم والتسلط، فيعلم الطبيب الغاش الخائن بمرضه، فيعوده، ويصف له أنواع السموم والمؤذيات، ويخيل إليه بسحره أن شفاءه فيها، ويتفق ضعف القلب بالمرض وقوة النفس الأمارة والشيطان وتتابع إمدادهما، وإنه نقد حاضر ولذة عاجلة، والداعي إليه يدعو من كل ناحية، والهوى ينفذ، والشهوة تهون، والتأسي بالأكثر والتشبه بهم، والرضا بأن يصيبه ما أصابهم، فكيف يستجيب مع هذه القواطع وأضعافها لداعي الإيمان ومنادي الجنة إلا من أمده الله بإمداد التوفيق، وأيده برحمته، وتولى حفظه وحمايته، وفتح بصيرة قلبه، فرأى سرعة انقطاع الدنيا وزوالها وتقلبها بأهلها وفعلها بهم، وأنها في الحياة الدائمة كغمس أضيع في البحر بالنسبة إليه " ا.هـ الروح /232


                          ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
                          يجني ثمار السجده اللي سجدها

                          انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
                          وشر النفوس المبغضات وحسدها

                          تعليق


                          • لماذا نستعيذ بالله من الشيطان ؟
                            قد بين الله تعالى لنا ذلك أعظم بيان فقال جل جلاله: ( يا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الجَنَّةِ ) [الأعراف : 27] ، وقال تعالى ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُواًّ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) [فاطر :6] ، وقال عز وجل : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ) [الكهف :50] ، وقد أقسم لأبينا آدم عليه السلام أنه له لمن الناصحين وكذب، فكيف معاملته لنا وقد قال ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82)إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ (83) ) [ص : 82-83]
                            وقال تعالى عنه ( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (الأعراف:17) قال ابن سعيد الغرناطي رحمه الله تعالى في التسهيل : " الشيطان عدو وحذر الله منه إذ لا مطمع في زوال علة عداوته وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم فيأمره أولا بالكفر ويشككه في الإيمان فإن قدر عليه وإلا أمره بالمعاصي فإن أطاعه وإلا ثبطه عن الطاعة فإن سلم من ذلك أفسدها عليه بالرياء والعجب " ا.هـ


                            ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
                            يجني ثمار السجده اللي سجدها

                            انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
                            وشر النفوس المبغضات وحسدها

                            تعليق


                            • لطائف الاستعاذة:
                              قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له وتهيؤ لتلاوة كلام الله وهي استعانة بالله واعتراف له بالقدرة وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه ولا يقبل مصانعة ولا يدارى بالإحسان بخلاف العدو من نوع الإنسان كما دلت على ذلك آيات من القرآن في ثلاث من المثاني وقال تعالى: ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلا ) وقد نزلت الملائكة لمقاتلة العدو البشري فمن قتله العدو الظاهر البشري يوم بدر كان شهيداً، ومن قتله العدو الباطني كان طريداً، ومن غلبه العدو الظاهري كان مأجوراً، ومن قهره العدو الباطني كان مفتوناً أو موزوراً ، ولما كان الشيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالذي يراه ولا يراه الشيطان " ا.هـ التفسير 1/31

                              وقال البجيرمي رحمه الله تعالى : " ومن لطائف الاستعاذة أن قوله: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم إقرار من العبد بالعجز والضعف، واعتراف من العبد بقدرة الباري عز وجل وأنه الغني القادر على رفع جميع المضرات والآفات، واعتراف العبد أيضاً بأن الشيطان عدوّ مبين. ففي الاستعاذة التجاء إلى الله تعالى القادر على دفع وسوسة الشيطان الغويّ الفاجر وأنه لا يقدر على دفعه عن العبد إلا الله تعالى " ا.هـ تحفة الحبيب 1/893 إعانة الطالبين 1/20
                              وقال ابن سعيد الغرناطي رحمه الله تعالى في التسهيل لعلوم التنزيل : " من استعاذ بالله صادقا أعاذه فعليك بالصدق ألا ترى امرأة عمران لما أعاذت مريم وذريتها عصمها الله ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما من مولود إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا إلا ابن مريم وأمه ) " ا.هـ والحديث رواه مسلم (2366) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .


                              ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
                              يجني ثمار السجده اللي سجدها

                              انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
                              وشر النفوس المبغضات وحسدها

                              تعليق


                              • من مواضع الاستعاذة :

                                1/ قبل تلاوة القرآن: لقول الله تعالى ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمٌِ ) أي: قل قبل القراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال القرطبي رحمه الله تعالى : " أي إذا أردت أن تقرأ ؛ فأوقَعَ الماضي موقع المستقبل كما قال الشاعر:

                                وإني لآتيكم لذكري الذي مضى *** من الودّ وٱستئناف ما كان في غدِ

                                أراد ما يكون في غد؛ وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، وأن كل فعلين تقاربا في المعنى جاز تقديم أيهما شئت؛ كما قال تعالى: ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ) (النجم: 8) المعنى فتدلى ثم دنا؛ ومثله: ( ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ ) (القمر: 1) وهو كثير " ا.هـ الجامع لأحكام القرآن 1/153
                                وقال الجصاص رحمه الله تعالى : " وقوله : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ ) يقتضي ظاهره أن تكون الاستعاذة بعد القراءة كقوله ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً )(النساء: 103) ولكنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف الذين ذكرناهم الاستعاذة قبل القراءة . وقد جرت العادة بإطلاق مثله . والمراد إذا أردت ذلك كقوله تعالى : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا )(الأنعام:152) وقوله : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ)(الأحزاب:53) وليس المراد أن تسألها من وراء حجاب بعد سؤال متقدم , وكقوله تعالى : ( إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )(المجادلة:12) وكذلك قوله { فإذا ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ )(النحل:98) معناه : إذا قرأت فقدم الاستعاذة قبل القراءة , وحقيقة معناه : إذا أردت القراءة فاستعذ , وكقول القائل : إذا قلت فاصدق وإذا أحرمت فاغتسل يعني قبل الإحرام , والمعنى في جميع ذلك إذا أردت ذلك كذلك قوله : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) معناه : إذا أردت قراءته ... إنما الاستعاذة قبل القراءة لنفي وساوس الشيطان عند القراءة , قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ )(الحج:52) } فإنما أمر الله بتقديم الاستعاذة قبل القراءة لهذه العلة . والاستعاذة ليست بفرض لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمها الأعرابي حين علمه الصلاة , ولو كانت فرضا لم يخله من تعليمها . " ا.هـ أحكام القرآن 3/282
                                قال ابن القيم رحمه الله تعالى : " إن الاستعاذة قبل القراءة عنوان وإعلام بأن المأتي به بعدها القرآن ولهذا لم تشرع الاستعاذة بين يدي كلام غيره بل الاستعاذة مقدمة وتنبيه للسامع أن الذي يأتي بعدها هو التلاوة فإذا سمع السامع الاستعاذة استعد لاستماع كلام الله تعالى " ا.هـ إغاثة اللهفان 1/94
                                وقال رحمه الله تعالى مبينا بعض الحكم من الأمر بالاستعاذة قبل القراءة : " إن الشيطان يجلب على القارئ بخيله ورجله حتى يشغله عن المقصود بالقرآن وهو تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد به المتكلم به سبحانه فيحرص بجهده على أن يحول بين قلبه وبين مقصود القرآن فلا يكمل انتفاع القارئ به فأمر عند الشروع أن يستعيذ بالله عز وجل منه . ومنها : أن القارئ يناجي الله تعالى بكلامه والله تعالى أشد أذنا للقارئ الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته والشيطان إنما قراءته الشعر والغناء فأمر القارئ أن يطرده بالاستعاذة عند مناجاة الله تعالى واستماع الرب قراءته . ومنها : أن الله سبحانه أخبر أنه ما أرسل من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته والسلف كلهم على أن المعنى إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته قال الشاعر في عثمان :

                                تمنى كتاب الله أول ليله *** وآخره لاقى حمام المقادر


                                ‏يامن سجد وجهي لوجهك ولازال
                                يجني ثمار السجده اللي سجدها

                                انا بوجهك من عنى الوقت لا مال
                                وشر النفوس المبغضات وحسدها

                                تعليق

                                يعمل...
                                X