وتتنوّع النبوءات
التي أخبر بها النبي
بين البشارة بـ «استشهاد»
عددٍ من أصحابه، والإخبار بتمكين
المسلمين وظهورها على أعدائها، والتحذير
مما سيحدث للمسلمين من الافتراق والبعد
عن منهج الإسلام، والتنبّؤ بزوال بعض
الممالك والدول من بعده وفتح
البعض الآخر، والبيان لأشراط
الساعة وما بين يديها من
الفتن، وغير ذلك
من الأخبار
عن خباب
بن الأرت قال
شكونا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو
يومئذ متوسد بردة في ظل
الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا الله
تبارك وتعالى، أو ألا تستنصر لنا؟
فقال رسول الله:«قد كان الرجل
فيمن كان قبلكم يؤخذ فيحفر له
في الأرض، فيجاء بالمنشار على
رأسه فيجعل بنصفين فما يصده
ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط
الحديد ما دون عظمه من لحم
وعصب فما يصده ذلك، والله
ليتمن الله عز وجل هذا الأمر
حتى يسير الراكب من صنعاء
إلى حضرموت لا يخاف إلا
الله تعالى، والذئب على
غنمه، ولكنكم
تستعجلون»
وقد وقع هذا الأمر في حياته
صلى الله عليه وسلم فدانت الجزيرة
كلها بالإسلام، وأمن الناس فيها من
أقصاها إلى أقصاها، وكان تصور
هذا ضرب من الخيال، فقد كان
القتل وقطع الطريق، والإغارة
والنهب والسلب في كل ركن
من أركانها إلا المسجد
الحرام فقط
عن نافع بن عتبة قال
كنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في غزوة قال
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصرف
فوافقوه عند أكمة فإنهم لقيام ورسول الله
صلى الله عليه وسلم قاعد قال: فقالت لي
نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه
قال: ثم قلت لعله نجى معهم فأتيتهم
فقمت بينهم وبينه فحفظت منه أربع
كلمات أعدهن في يدي قال: «تغزون
جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم
فارس فيفتحها الله ثم تغزون
الروم فيفتحها الله، ثم تغزون
الدجال فيفتحه الله» قلت
ويبقى فتح الدجال وسيقع
الأمر فيه كما حدث صلى
الله عليه وسلم تماماً
وسيكون ذلك آية
أخرى لمن يشهدها
في وقتها
عن عدي
بن حاتم قال
بينما أنا عند النبي
صلى الله عليه وسلم
إذا أتاه رجل فشكا إليه
الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه
قطع السبيل فقال: يا عدي، هل
رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد
أنبئت عنها قال: فإن طالت بك حياة
لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى
تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله
قلت فيما بيني وبين نفسي فأين
دعار (الدعار هو الخبث الشديد)
طيء الذين قد سعروا البلاد؟
ولئن طالت بك حياة لتفتحن
كنوز كسرى قلت: كسرى بن
هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز
ولئن طالت بك حياة لترين
الرجل يخرج ملء كفه من
ذهب أو فضة يطلب من
يقبله منه فلا يجد أحداً
يقبله منه، وليلقين الله
أحدكم يوم يلقاه وليس
بينه وبينه ترجمان
يترجم له، فيقولن
ألم أبعث إليك
رسولاً فيبلغك
فيقول بلى
فيقول
ألم أعطك
مالاً وأفضل عليك؟
فيقول: بلى فينظر عن
يمينه فلا يرى إلا جهنم
وينظر عن يساره فلا يرى
إلا جهنم قال عدي: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول
اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم
يجد شق تمرة فبكلمة طيبة قال
عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من
الحيرة حتى تطوف بالكعبة
لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن
افتتح كنوز كسرى بن هرمز
ولئن طالت بكم حياة لترون
ما قال النبي أبو القاسم
صلى الله عليه وسلم
يخرج ملء كفه
روى مسلم أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم . قام يوم بدر
قبل قتال المشركين وقال: هذا مصرع
فلان، ووضع يده على الأرض، ثم قال
هذا مصرع فلان، ووضع يده عليها
وذكرهم واحدًا واحدًا مشيرًا إلى
مصارعهم، فصرعوا كذلك
ما تجاوز أحد منهم
موضعه الذي
أشار إليه
صلى الله عليه وسلم
تعليق