الشيخ عادل الكلباني
لم يستطع السلفيون الذين يرفعون شعار الاتباع ونبذ الابتداع أن يجدوا دليلا يسند ما توارثوه من دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح ! ومع هذا فهم يصرون على فعله ، ويتزاحمون في حضوره ، ويتنافسون في التحضير له .
ولست أريد الحديث هنا عن حكمه ، وإنما أشرت فقط إلى أنه مسكوت عنه ، بل يحث عليه ويندب إليه ، ومن يزعم التمسك بالدليل والسنة لا يجد له دليلا من كتاب ولا من سنة !
والذي أريد الحديث عنه قد يكون مؤلما ، ولكنه مجرد تساؤل ينبغي أن يطرح طالما سكت عنه كل هذا الزمان .
وأقول ذلك من واقع تجربتي في إمامة المسجد الحرام في صلاة التراويح قبل خمسة أعوام . وبيان الواقع أن الأئمة الذين يصلون التراويح لا يشهدون الصلاة كاملة ، فالإمام الذي يصلي الخمس التسليمات الأولى ينصرف ، وربما عاد إلى منزله ، وربما صلى شيئا مما تبقى في مكان آخر ، وقد فاتته تسليمة أو تسليمتان .
ولم أعلم أن أحدا منهم يصلي العشر التسليمات كاملة ، وفائدة هذا أن الإمام الذي يدعو لختم القرآن لم يختمه في الواقع . فكيف يدعو دعاء الختمة وهو لم يختم ؟
أقول هذا الكلام لأن في الوقت متسع يمكن تدارك الأمر فيه في رمضان المقبل ، بحيث يصلي الإمام فيقرأ ، أو يرجع مأموما فيسمع . وهنا ربما صح منه الدعاء والتضرع ، وإلا كان دعاء متصنعا .
ولهذا فإني أظن أن قرارا شجاعا لا بد أن يصدر ممن يريد الله والدار الآخرة ، يوقف هذا ( المولد ) السلفي ، الذي يتفنن السلفيون في التجمهر له والتعليل له .
وينجر الحديث إلى ما انتشر عند الأئمة من تمسكهم بالعدد في صلاة التراويح ، وتجاهلهم للصفة والهيئة ، فتراهم يصلون إحدى عشرة ركعة في أقل من ساعة ، وفي العشر حين ينبغي قيام الليل كله يقسمونها على فترتين تراويح وقيام ، أو تراويح وتهجد . ويفرقون بين هذه وتلك !
والذي وجدت في كتاب الله تعالى توقيت القيام لا عدده ، { قم الليل إلا قليلا ، نصفه أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه } وفي آخر السورة قال { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه } . فالعبرة بالزمن لا بالعدد ، وإذا أردت أن تجمع بين الحسنيين فقم بالعدد ضمن الزمن ، بمعنى أن يصلي إحدى عشرة ركعة بمقدار ثلث الليل ، أو نصفه ، أو ثلثيه . أما أن يزعم اتباع السنة والحرص عليها ثم يتمسك بجانب واحد منها ، فهذا لا يصح أن يقال عنه اتباع كامل . والمشكلة أنهم يعيبون من يطيل الصلاة ويشنعون عليه ، حتى صارت السنة الأصلية بدعة عندهم ، وهكذا هو شأن الناس إذا اتبعوا أهواءهم .
ومما يندرج تحت هذا استعجالهم ، وسرعة تلاوتهم حتى إن الرجل ليعلم أن الإمام ليس له هم إلا آخر السورة ، وهو خلاف نهج القراء ، والعلماء ، وما أوصى به السلف ، بل النص القرآني يرد فعلهم هذا فختام الآيات التي ذكرت آنفا قال سبحانه { ورتل القرآن ترتيلا } فترتيل القرآن إنما جاء الأمر به في قيام الليل . فكيف يخالف أتباع السلف هذا ، ثم يعمد أحدهم إلى الفاتحة فيقرأها سردا عجلا ، بما يخالف الغاية من تكرارها في كل ركعة ، ويخالف ما جاء في الحديث : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين … فلو تأمل الإمام هذا الحديث واعتقد أنه يكلم ربه ويناجيه بالفاتحة في كل ركعة فيقول له : حمدني عبدي ، مجدني عبدي ، أثنى علي عبدي ، مع ما يثبت ذلك في السنة المطهرة حيث كانت قراءته صلى الله عليه وآله وسلم مدأ ، وكان يقف على رأس كل آية فيقرأ : الحمد لله رب العالمين ، يمدها ويقف . وهكذا . فليت شعري كيف نكيف المائل على ما تعودنا واشتهينا .
لم يستطع السلفيون الذين يرفعون شعار الاتباع ونبذ الابتداع أن يجدوا دليلا يسند ما توارثوه من دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح ! ومع هذا فهم يصرون على فعله ، ويتزاحمون في حضوره ، ويتنافسون في التحضير له .
ولست أريد الحديث هنا عن حكمه ، وإنما أشرت فقط إلى أنه مسكوت عنه ، بل يحث عليه ويندب إليه ، ومن يزعم التمسك بالدليل والسنة لا يجد له دليلا من كتاب ولا من سنة !
والذي أريد الحديث عنه قد يكون مؤلما ، ولكنه مجرد تساؤل ينبغي أن يطرح طالما سكت عنه كل هذا الزمان .
وأقول ذلك من واقع تجربتي في إمامة المسجد الحرام في صلاة التراويح قبل خمسة أعوام . وبيان الواقع أن الأئمة الذين يصلون التراويح لا يشهدون الصلاة كاملة ، فالإمام الذي يصلي الخمس التسليمات الأولى ينصرف ، وربما عاد إلى منزله ، وربما صلى شيئا مما تبقى في مكان آخر ، وقد فاتته تسليمة أو تسليمتان .
ولم أعلم أن أحدا منهم يصلي العشر التسليمات كاملة ، وفائدة هذا أن الإمام الذي يدعو لختم القرآن لم يختمه في الواقع . فكيف يدعو دعاء الختمة وهو لم يختم ؟
أقول هذا الكلام لأن في الوقت متسع يمكن تدارك الأمر فيه في رمضان المقبل ، بحيث يصلي الإمام فيقرأ ، أو يرجع مأموما فيسمع . وهنا ربما صح منه الدعاء والتضرع ، وإلا كان دعاء متصنعا .
ولهذا فإني أظن أن قرارا شجاعا لا بد أن يصدر ممن يريد الله والدار الآخرة ، يوقف هذا ( المولد ) السلفي ، الذي يتفنن السلفيون في التجمهر له والتعليل له .
وينجر الحديث إلى ما انتشر عند الأئمة من تمسكهم بالعدد في صلاة التراويح ، وتجاهلهم للصفة والهيئة ، فتراهم يصلون إحدى عشرة ركعة في أقل من ساعة ، وفي العشر حين ينبغي قيام الليل كله يقسمونها على فترتين تراويح وقيام ، أو تراويح وتهجد . ويفرقون بين هذه وتلك !
والذي وجدت في كتاب الله تعالى توقيت القيام لا عدده ، { قم الليل إلا قليلا ، نصفه أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه } وفي آخر السورة قال { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه } . فالعبرة بالزمن لا بالعدد ، وإذا أردت أن تجمع بين الحسنيين فقم بالعدد ضمن الزمن ، بمعنى أن يصلي إحدى عشرة ركعة بمقدار ثلث الليل ، أو نصفه ، أو ثلثيه . أما أن يزعم اتباع السنة والحرص عليها ثم يتمسك بجانب واحد منها ، فهذا لا يصح أن يقال عنه اتباع كامل . والمشكلة أنهم يعيبون من يطيل الصلاة ويشنعون عليه ، حتى صارت السنة الأصلية بدعة عندهم ، وهكذا هو شأن الناس إذا اتبعوا أهواءهم .
ومما يندرج تحت هذا استعجالهم ، وسرعة تلاوتهم حتى إن الرجل ليعلم أن الإمام ليس له هم إلا آخر السورة ، وهو خلاف نهج القراء ، والعلماء ، وما أوصى به السلف ، بل النص القرآني يرد فعلهم هذا فختام الآيات التي ذكرت آنفا قال سبحانه { ورتل القرآن ترتيلا } فترتيل القرآن إنما جاء الأمر به في قيام الليل . فكيف يخالف أتباع السلف هذا ، ثم يعمد أحدهم إلى الفاتحة فيقرأها سردا عجلا ، بما يخالف الغاية من تكرارها في كل ركعة ، ويخالف ما جاء في الحديث : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين … فلو تأمل الإمام هذا الحديث واعتقد أنه يكلم ربه ويناجيه بالفاتحة في كل ركعة فيقول له : حمدني عبدي ، مجدني عبدي ، أثنى علي عبدي ، مع ما يثبت ذلك في السنة المطهرة حيث كانت قراءته صلى الله عليه وآله وسلم مدأ ، وكان يقف على رأس كل آية فيقرأ : الحمد لله رب العالمين ، يمدها ويقف . وهكذا . فليت شعري كيف نكيف المائل على ما تعودنا واشتهينا .
تعليق