في حادثة ناهـد ...الكنيسة لم تلعن نفسها!!
عبد الله منور الجميلي
السبت 28/06/2014
جريدة المدينة
بعد الدعاء بالرحمة والمغفرة للمبتعَـثة السعودية المغدورة في بريطانيا (ناهد المانع)، وتقديم صادق العزاء والمواساة لذويها أعانهم الله ومَــنّ عليهم بالصّـبر.
أجد هذه (الحادثة) التي آلمتنا جميعاً قد أفرزت أمراً مهماً فـ (بريطانيا بسلطاتها كافة، وبالمؤسسات المدنية لمجتمعها، وكذا وسائل الإعلام فيها بشتى أنماطها) تعاملت مع القضية باعتبارها حادثة فـردية أو جريمة طبيعية نتيجة لخلل سوكي أُحَـادي!!
فالمؤسسات الدينية هناك وكنائسها لم تجْـلِـد أو تلعن نفسها، ولم ترتفع الأصوات لتقذفها بتهمة الإرهاب أو زرع التّـشَـدّد الديني!
أيضاً (مفردات التعليم البريطاني) كانت خارج دائرة المسئولية عن تلك الجريمة وتَـبِـعَـاتِـهَـا؛ فلم تصفها الأقلام والبرامج الإعلامية بأنها مُـؤَدْلَـجَـة، وتعمل على تغذية عقول ونفوس الطلاب بالكراهية تجاه الآخَــر أو المخالف!!
حَـدَث هذا التعاطي المنطقي مع الحادثة في بريطانيا، وتمّ وضعها في حجمها الطبيعي الفردي؛ بينما في مجتمعنا مجرد أن تقع واقعة واحدة شاذة قام بها معتوه أو مختل أو حتى مجرم تأصّــل الإجرام في نفسه إلا وتصبح تلكم الواقعة (قضية رأي عام) يُـحكم على مجتمعنا وديننا وتعليمنا من خلالها مِــنّـا وبأدواتنا!!
فمن أجل تلك الحالات الأحادية تُـرْفَـع رايات الاتهام للخطاب الديني وبعض مؤسساته ورجالاته وأنها المسئولة بطريقة أو أخرى، وكذا يأخذ التعليم نصيبه من موجات الـتُّـهَــم؛ فهو في نظر البعض مختطفٌ ولا هَـمّ لخاطفيه إلا غرس التّـشَــدّد الديني والتعصّـب والكراهية بكافة صورها!!
والـشّـواهد حاضرة وكثيرة ومنها أنّ (اتهامَ مواطن ما) في قضية فكرية إرهابية (اتهام فقط) كَـفِـيْــلٌ بأن يبحث بعضنا عن حَـيّـه الذي يسكنه، وتعليمه ومدرسته وجامعته التي تخرج فيها، ومسجده الذي يصلي فيه لمحاولة جَــرّ الجميع لمسرح الجريمة ودائرة الـشّــكّ!
أيضاً خطأ فردي أو شبه خطأ من رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكفي لزعزعة الـثّـقَـة بتلك المؤسسة العظيمة التي تحمي المجتمع!
ولعل أقرب الأمثلة في (قضية ناهد المانع رحمها الله نفسها) فهناك طائفة حكمت بأن الابتعاث هو مرتكب الجريمة وليس ذلك المجرم الهارب!
فهل في مجتمعنا شريحة أصبحـت مغرمة بِـجَـلْــد الـذّات؟! أم أنّ الحوادث الفردية أصبحت وسيلة لتصفية الحسابات الفكرية بين التيارات المختلفة؛ ولاسيما بعض الفئات الليبرالية التي تحاول تعميم القضايا وتوزيع الاتهامات لتكسب الأرضية والأصوات؟! أسئلة أترك الإجابة عليها لفَـهْـم القارئ الواعي!
عبد الله منور الجميلي
السبت 28/06/2014
جريدة المدينة
بعد الدعاء بالرحمة والمغفرة للمبتعَـثة السعودية المغدورة في بريطانيا (ناهد المانع)، وتقديم صادق العزاء والمواساة لذويها أعانهم الله ومَــنّ عليهم بالصّـبر.
أجد هذه (الحادثة) التي آلمتنا جميعاً قد أفرزت أمراً مهماً فـ (بريطانيا بسلطاتها كافة، وبالمؤسسات المدنية لمجتمعها، وكذا وسائل الإعلام فيها بشتى أنماطها) تعاملت مع القضية باعتبارها حادثة فـردية أو جريمة طبيعية نتيجة لخلل سوكي أُحَـادي!!
فالمؤسسات الدينية هناك وكنائسها لم تجْـلِـد أو تلعن نفسها، ولم ترتفع الأصوات لتقذفها بتهمة الإرهاب أو زرع التّـشَـدّد الديني!
أيضاً (مفردات التعليم البريطاني) كانت خارج دائرة المسئولية عن تلك الجريمة وتَـبِـعَـاتِـهَـا؛ فلم تصفها الأقلام والبرامج الإعلامية بأنها مُـؤَدْلَـجَـة، وتعمل على تغذية عقول ونفوس الطلاب بالكراهية تجاه الآخَــر أو المخالف!!
حَـدَث هذا التعاطي المنطقي مع الحادثة في بريطانيا، وتمّ وضعها في حجمها الطبيعي الفردي؛ بينما في مجتمعنا مجرد أن تقع واقعة واحدة شاذة قام بها معتوه أو مختل أو حتى مجرم تأصّــل الإجرام في نفسه إلا وتصبح تلكم الواقعة (قضية رأي عام) يُـحكم على مجتمعنا وديننا وتعليمنا من خلالها مِــنّـا وبأدواتنا!!
فمن أجل تلك الحالات الأحادية تُـرْفَـع رايات الاتهام للخطاب الديني وبعض مؤسساته ورجالاته وأنها المسئولة بطريقة أو أخرى، وكذا يأخذ التعليم نصيبه من موجات الـتُّـهَــم؛ فهو في نظر البعض مختطفٌ ولا هَـمّ لخاطفيه إلا غرس التّـشَــدّد الديني والتعصّـب والكراهية بكافة صورها!!
والـشّـواهد حاضرة وكثيرة ومنها أنّ (اتهامَ مواطن ما) في قضية فكرية إرهابية (اتهام فقط) كَـفِـيْــلٌ بأن يبحث بعضنا عن حَـيّـه الذي يسكنه، وتعليمه ومدرسته وجامعته التي تخرج فيها، ومسجده الذي يصلي فيه لمحاولة جَــرّ الجميع لمسرح الجريمة ودائرة الـشّــكّ!
أيضاً خطأ فردي أو شبه خطأ من رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكفي لزعزعة الـثّـقَـة بتلك المؤسسة العظيمة التي تحمي المجتمع!
ولعل أقرب الأمثلة في (قضية ناهد المانع رحمها الله نفسها) فهناك طائفة حكمت بأن الابتعاث هو مرتكب الجريمة وليس ذلك المجرم الهارب!
فهل في مجتمعنا شريحة أصبحـت مغرمة بِـجَـلْــد الـذّات؟! أم أنّ الحوادث الفردية أصبحت وسيلة لتصفية الحسابات الفكرية بين التيارات المختلفة؛ ولاسيما بعض الفئات الليبرالية التي تحاول تعميم القضايا وتوزيع الاتهامات لتكسب الأرضية والأصوات؟! أسئلة أترك الإجابة عليها لفَـهْـم القارئ الواعي!
تعليق