تعد الخدمات الهاتفية أو الإنترنت من الخدمات الهامة في عصرنا الحديث بل و تعتبر عصب وشريان التواصل الإجتماعي في هذا العصر ، ونلحظ تنافس شركات الإتصال في مختلف أنحاء العالم في تقديم العروض الخدمية للمستفيد لكسب أكبر عدد ممكن من العملاء .
وفي حالة وجود أي خلل ما في خدماتها تسعى هذه الشركات لتعويض المتضرر بما يتناسب ويلائم هذا الخلل سعياً من هذه الشركات لنيل رضا المستفيد وتفادياً لخسارته ، بل ويعد هذا البند من أحد بنود تعاليم الشريعة الإسلامية (( المسلمون على شروطهم )) فهي خدمة تقدم بشرط وهو مقابل مبلغ مالي من المستفيد ، وفي حالة وجود خلل أحد الشروط المتفق عليها يحق للطرف المتضرر بفسخ العقد و طلب التعويض ، وهذا يعتبر من باب حفظ الحقوق في الشريعة الإسلامية السمحة ، فلا ضرر ولا ضرار .
أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا من قاطني وسكان الوسطى العاصمة الرياض نتمتع وبفضل من الله تعالى بنوع جيدجداً ولا بأس به من الخدمات الهاتفية والإنترنت وأن كان يتخللها بعض الملاحظات إلا أن (( الجود من الموجود )) صار شعارناً الذي نقنع به أنفسنا مقابل الرضا بردائة الخدمات أحياناً وعدم التعويض في حالة وجود الخلل من هذه الشركات ، حيث من المفترض أن تكون الخدمات كما في الشروط المتفق عليها ويكون هناك أيضاً شركات منافسة شريفة تكسب المال الحلال مقابل الخدمات التي تعتبر هي الشرط الأساسي الذي تقوم عليه هذه الشركات ، ولكن كنت كثيراً ما أحمل الأمل في داخلي بأن القادم أجمل بأذن الله في هذا المجال ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، ولكن للأسف إكتشفت مع مرور الوقت أننا مكانك سر أو للخلف خطوة بل خطوات مقابل تزايد دخل هذه الشركات من ناحية وتراجع خدماتها من ناحية آخرى ، بينما نعلم جيداً تنافس و تقدم خدمات شركات الإتصالات في الخارج .
ولكي أكون منصفاً بعيداً عن الظلم والإجحاف بحق شركات إتصالاتنا فنحن نؤمن جميعنا بأن الخلل الفني لابد من وجوده عاجلاً أم آجل ، ونؤمن أيضاً بأن هذا الخلل لن يستمر طويلاً وسيعوض المتضرر مقابل هذا الخلل ، ولكن للأسف نجد العكس تماماً من إستمرار الخلل وعدم تعويض المتضرر و تلاعب شركات الاتصال في ظل غياب الرقابة والجزاء الرادع الذي أدى لتنوع مشاكلها ومن أمن العقوبة أساء الأدب ، فأصبحت سياسة هذه الشركات هي كسب المال فقط في ظل غياب القيام بالواجبات المناطة بها أو المفروضة عليها والمتفق عليها كما في العقد .
وكان الأدهى والأمر عندما قررت أن أقضي إجازة عيد الفطر المبارك في مسقط رأسي بلقرن تفاجئت أن هذي الخدمات شبه معدومة ورديئة جداً بل شعرت أننا في الربع الخالي حيث يصعب تقديم الخدمات لها ، فأبراج الإتصال والجيل الثالث لا تعمل إلا في سبت العلايه وبجودة جيدة نوعاً ما وفي القرى المجاورة حدث ولا حرج عن هذه الخدمة التي لا تقدم بالمجان .
لا أعلم حينها من المسؤل عن متابعة مثل هذا التلاعب من الشركات ...!!
ولا أعلم من المسؤل عن عدم فرض العقوبات على مثل هذا التلاعب وعدم تقديم التعويض لمتضررين ..!!
ولا أعلم هل أنا الوحيد المتضرر من هذه الخدمه مع فئة قليلة وليس لها الحق في المطالبة بجودة الخدمة ...!!
ولا أعلم هل الفساد في هذه الشركات أصبح شرطاً من شروط الخدمة المقدمة للمستفيد ويحق لها التلاعب متى شاءت وأنّا شاءت بدون فرض عقوبات عليها و تعويض المتضررين..!!
ولا أعلم هل الشركات العالمية وخدماتها الرائعة غباءاً منها لنيل رضاء العميل أم شركاتنا المتسلطة بخدماتها الرديئة ذكاءاً منها لكسب المال الكثير مقابل الخدمات القليلة وعدم المطالبة من المستفيد بجودة الخدمة ...!!
أسئلة باتت إجابتها في عالم المجهول في ظل غياب المسؤل ..
تعليق