من نراقب
تمر للحظات والأيام بل و الأعوام ويظن الإنسان أن هذه الأوقات هي ملك له وحده وينجرف وراء متطلبات الحياة وأهوائه الشخصية ويغفل عن المقصود الأعظم لحياته وهي العبودية الحق لله تعالى وأنه محاسب عن كل نفس خرج ودخل إلى جسده هل خرج لطاعته تعالى أم خرج لغير ذلك فلقد قال مالك الملك جل في علاه .أيحسب الإنسان أن يترك سدى. سورة القيامة 36 .
فهل يا ترى راقبنا أنفسنا وأعمالنا إنه السؤال الأهم في حياتنا فنتسأل عن أعمالنا هل هي خالصه لوجه الله تعالى أنا أكاد أن أجزم أن الندرة من الناس من كانت أعماله خالصه لوجه الله فمنا من يراقب الناس , ومنا من يراقب الواجب , ومنا من يراقب العادات والتقاليد , والأخر من يراقب الضمير الإنساني ,ومنا من يرائي نفسه قبل مجتمعه فيا حسرة على أمة بعث فيها أكمل الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ وضاعت القيم والأخلاق بل ولأسف ضاع فيها الدين إن مراقبة الله تعالي في السر والعلن هي سبيل النجاة في الدارين يقول الشاعر :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل
خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما يخفى عليه يغيب
وحتى يتوطد في النفس معنى المراقبة فهناك عدة أمور تساعد على ترسيخ مراقبة الله تعالى في السر والعلن منها
1- التعرف على الله تعالى :
وذلك بالإيمان بأسمائه وصفاته جل في علاه مثل الرقيب -السميع – الرحيم والتعبد بمقتضاها يورث مراقبة الله تعالى .
2- العلم شهادة الجوارح في الأخرة :
قال تعالى : ) حتى إذا جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون (.فصلت آية 20
3- العلم بشهادة الأرض بما عملوا فوقها من المعاصي :
قال تعالى : ) يومئذ تحدث أخبارها ( الزلزلة آية 4
أي تشهد على كل عبد وأمه بما عمل على ظهرها .
4- كثرة العبادة :
فكلما أكثر الإنسان من الطاعات عسر عليه أن يأتي المحرمات .
وللمراقبة ثمرات عديدة منها.
الإيمان ـ البعد عن المعصية ـتحسن العبادات وأدؤها على أكمل وجه ـ توريث الأخلاقي ـ الطهر والعفاف ـ الجنه فهنيئنا لمن كانت خاتمته الجنة .
يجب علينا مراقبة الله على كل حال كنا عليه حتى ننجو في الدنيا والأخرة جعلنا الله من اللذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
عن صدى
تعليق