... تشير الاحصائات الرسمية لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الى آلاف القضايا التي تباشرها سنوياً ، وهي في أغلبها تنطلق من الجانب الخاص بـ ( حماية الفضيلة ، ومكافحة الرذيلة ) وهي تنحى في تعاملها مع المجتمع منحىً إسلامياً سمحاً في إتخاذ جانب اللطف والستر تحديداً ، في أغلب الامور وخاصة الاخلاقية منها ، فليس من أهدافها التشهير بالناس ، أو الصدام مع المجتمع ، بل العكس هو الواقع .
ومع هذا فإن تعامل الناس مع الهيئة يدور على أمرين ــ الاول / جعل كل تصرف فردي أو خطأ بشري ، من قبل الهيئة وكأنه هو القاعدة وليس الاستثناء ــ الثاني / تضخيم هذا الخطأ أو التصرف ، ودحرجته يميناً وشمالاً حتى تعلق به كل أدران الاقلام وسقطات الالسن ، وقد يصل الامر ، الى القدح في الذمم والتشكيك في النوايا .
ولعل هذا أيضاً يقودنا الى رؤية واقعة لابد من التسليم بها ، وهي بالتأكيد لاتخرج عن أمرين آخرين ــ الاول / أننا في عصر إنفتاحي ومع جيل تحرري ، ويصعب مع ذلك التمركز في منتصف ( الحالة ) بأي حال ، أو على الاقل في بعض القضايا الخاصة ــ والثاني / أن صورة الهيئة لدى المجتمع هي صورة ناصعة جدا نصوع ( البياض ) ولماعة جداً لمعان ( الزجاج ) وأي خدش يحدث أو نقطة تسقط ، تُظهر علامة بارزة في ثوب الهيئة ، وتبدأ عندها الانظار تتجه مباشرة وبكل تركيز وتمعن على ( هذا الشرخ أو تلك النقطة ) بينما لا يلقون بالاً للمظهر ( العام ) لسائر الجسد أو بقية الثوب.!!
... وهذا ما جعل الطريق واسعاً والمجال مفتوحاً لكل من أراد أن يفسر عن كبته ، في تجلية الرياع ، وإطالة اللسان على حراس الفضيلة ، حتى أن الامر أصبح في كثير الاحيان يخرج على شكل ( إبتزاز مقيت ، وتشنيع ظاهر ) على أعضاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والله المستعان .
اوران
حقيقة ربانية:
.... ستبقون ، أو على الاقل ستسيرون في طريق الخير ، وإن تألمتم بوخز الاشواك المتناثرة في وسط الطريق وعلى جوانبه ، وذلك مادامت هذه ( الشعيرة الاسلامية ) تقام بين أظهركم . فلا تسمحوا للسفهاء بالوقوف في وجهها ، فيأخذكم الله بما فعل السفهاء منكم .
تعليق