نسيء للآخرين كثيرا عندما نمدحهم مدحا عاما لا يعلمون ما سببه ،ونغررهم بأنفسهم ، ونفتنهم بل ونقطع أعناقهم إذا كان المدح في وجوههم وغير معلوم السبب ، وهم لا ريب يرتاحون لصنيعنا وهي طبيعة اﻷنفس البشرية، ولكن لو عاملونا بما نستحق لحثوا في وجوهنا التراب ودعوا علينا بالويل والثبور ،جزاء وفاقا !!
إذا ماهو الصواب في هذه المسألة؟
متى يكون المدح محمودا له آثاره الطيبة ؟ ومتى يكون مذموما وآثاره سيئة ؟
أسأل الله أن يوفقني لبيان الحق ، وأطلب من اﻷخوة النصح والرد والمشاركة فبعضنا يكمل بعضا إن صحت المقاصد وحسنت النوايا والله من وراء القصد،،،،،،،،
فيما أعلم أنه يجوز لك أن تمدح أخيك المسلم سواء في حضرته أو غيابه بشرطين أساسيين :
اﻷول :أن تكون صادقا ومحددا ،،،،
بحيث يستحق ما قلت فيه ولم يكن الداعي لمدحه أمورا أخرى جعلتك تنحت من صخر وتصفه بما ليس فيه ،،،،،،
ومحددا سبب المدح فلا يكون مدحا عاما ليس له سبب ،،،،،،
ومن أمثلة هذا الشرط كأن تقول:
أحسنت في كذا وكذا وتحدد ماهو الذي مدحته من أجله.
أو تقول لقد أثلجت صدري بمشاركتك القيمة في هذا الإحتفال ،،،
وقد لا يحدد المادح سبب المدح لكونه معلوما في ذهن الممدوح ومن سمع المدح وحضره أيضا،
كأن يكون الطالب له مشاركة في عمل أو فاز في مسابقة فمدحه المعلم بقوله أنت طالب متميز ولم يحدد شيئا لعلمه أنه معلوم مسبقا .
أو يكون المدح بسبب كرامة قدمها لهم كريم فمدحه على كرمه وجوده المعهود ،،،،
وإذا كان المدح كذلك فإنه لا يخلو من الفوائد التي تنفع الممدوح وغيره ممن حضر أو سمع على السواء ،
والحاجة ماسة لهذا المدح المتزن بين الناس في تعاملاتهم وفي ميدان التربية والتعليم عموما وبين الوالد وأولاده والمعلم وطلابه وغيرهم لما فيه من تعزيز لﻹيجابيات والمنافسة في الوصول للمراتب العالية ونحو ذلك ،،،،،،،،
وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه كقوله ﻷشج عبدالقيس رضي الله عنه (إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم واﻷناة).
وقال لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما: (نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل)
وقال ﻷبي موسى اﻷشعري رضي الله عنه: (لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود).
وأثنى على كثير من أصحابه بما هو فيهم وأخبرهم بسبب المدح أو مدحهم بسبب معلوم عندهم وبالتالي عزز ما عندهم من القيم في حين كانت دعوة لغيرهم ليعملوا بعملهم ،،،،
وذم صلى الله عليه وسلم من كان (مداحا) لأن المبالغ وكثير المدح لا يخلو من الكذب أو التكسب وإرادة الدنيا ، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتم المداحين فأحثوا في وجوههم التراب).
وإذا مدح اﻹنسان صاحبه في وجهه ولكن بشيء لم يحدده أو لم يأمن عليه منه فهذا أيضا مذموم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمن فعله (ويحك قطعت عنق صاحبك)قاله مرارا ،،،، ووجهه بقوله (إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل أحسبه كذا وكذ إن كان يرى كذلك والله حسيبه ولا يزكي على الله أحدا).
الشرط الثاني :
أن يغلب على ظن المادح أن الممدوح لديه من رجاحة العقل والحكمة والدين ما تمنعه من الغرور والكبر وغمط الحق وحينها فلا مانع أن يمدحه ولكن لا يغفل عن الشرط السابق .
وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه بقوله: (إنك لست تفعله خيلاء) في شأن اﻹزار،،،،،
وقال ﻷبي بن كعب رضي الله عته: (ليهنك العلم أبا المنذر)،،،،،،
وقال ( ﻷعطين الرأية غدا رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) ثم دعا عليا رضي الله عنه وأعطاه الرأية .
ومن اﻷفضل للممدوح أن يقول كما قال أبو بكر رضي الله عنه (اللهم إجعلني خيرا مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون وأغفر لي مالا يعلمون ) وهكذا ،،،،،،
ومن تأمل أحاديث الثناء والمدح التي جرت من الرسول صلى الله عليه وسلم ﻷصحابه ليجد أنها متسمة بالصدق والتحديد وأن المقصد منها إرادة الخير للممدوح وغيره ولا يلتمس منها المادح إلا رضى رب العالمين بما يقصده من التربية الحسنة وكسب قلوب اﻵخرين بما هو حق .
ومن خالف هذا المنهج النبوي فليس أمامه إلا الفتن في الدنيا قبل اﻵخرة ،
قال تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
ومن تأمل واقعنا اليوم ليجد ما يلي :
1- كثرة المداحين وخاصة من الشعراء الذين يقولون مالا يفعلون حتى ملؤوا اﻷرض إطراء وكذبا وأصبح المدح عندهم يدر بقدر ما يدفع لهم من النقود وقد ذمهم الله في قرآن يتلى إلى يوم الدين !!
2- زيادة عدد من يحب الإطراء فأصبح في المجتمع من يدفع للشعراء والقنوات أموالا طائلة ويشترون المدح بالدرهم والدينار ليتبوؤا مكانة إجتماعية لا تنفعهم ولا تغني عنهم شيئا وسوف يقفون بين يدي الله للجزاء والحساب !!
وقد فتن كثير من الناس اليوم بسبب المدح الغير منهجي فظهرت سلبيات كثيرة ومنها الكبرياء والتعاظم والرياء والسمعة وغمط الناس وبطر الحق وحب الظهور والتعالم والمغامرات في كل فن وهلم جرا ،،،،،،
قال تعالى:
(لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم)
نسأل الله السلامة والعافية لنا وﻹخواننا المسلمين ،
هذا ما خطر بذهني حول هذه المسألة ذكرتها للفائدة فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ،وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد.
إذا ماهو الصواب في هذه المسألة؟
متى يكون المدح محمودا له آثاره الطيبة ؟ ومتى يكون مذموما وآثاره سيئة ؟
أسأل الله أن يوفقني لبيان الحق ، وأطلب من اﻷخوة النصح والرد والمشاركة فبعضنا يكمل بعضا إن صحت المقاصد وحسنت النوايا والله من وراء القصد،،،،،،،،
فيما أعلم أنه يجوز لك أن تمدح أخيك المسلم سواء في حضرته أو غيابه بشرطين أساسيين :
اﻷول :أن تكون صادقا ومحددا ،،،،
بحيث يستحق ما قلت فيه ولم يكن الداعي لمدحه أمورا أخرى جعلتك تنحت من صخر وتصفه بما ليس فيه ،،،،،،
ومحددا سبب المدح فلا يكون مدحا عاما ليس له سبب ،،،،،،
ومن أمثلة هذا الشرط كأن تقول:
أحسنت في كذا وكذا وتحدد ماهو الذي مدحته من أجله.
أو تقول لقد أثلجت صدري بمشاركتك القيمة في هذا الإحتفال ،،،
وقد لا يحدد المادح سبب المدح لكونه معلوما في ذهن الممدوح ومن سمع المدح وحضره أيضا،
كأن يكون الطالب له مشاركة في عمل أو فاز في مسابقة فمدحه المعلم بقوله أنت طالب متميز ولم يحدد شيئا لعلمه أنه معلوم مسبقا .
أو يكون المدح بسبب كرامة قدمها لهم كريم فمدحه على كرمه وجوده المعهود ،،،،
وإذا كان المدح كذلك فإنه لا يخلو من الفوائد التي تنفع الممدوح وغيره ممن حضر أو سمع على السواء ،
والحاجة ماسة لهذا المدح المتزن بين الناس في تعاملاتهم وفي ميدان التربية والتعليم عموما وبين الوالد وأولاده والمعلم وطلابه وغيرهم لما فيه من تعزيز لﻹيجابيات والمنافسة في الوصول للمراتب العالية ونحو ذلك ،،،،،،،،
وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه كقوله ﻷشج عبدالقيس رضي الله عنه (إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم واﻷناة).
وقال لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما: (نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل)
وقال ﻷبي موسى اﻷشعري رضي الله عنه: (لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود).
وأثنى على كثير من أصحابه بما هو فيهم وأخبرهم بسبب المدح أو مدحهم بسبب معلوم عندهم وبالتالي عزز ما عندهم من القيم في حين كانت دعوة لغيرهم ليعملوا بعملهم ،،،،
وذم صلى الله عليه وسلم من كان (مداحا) لأن المبالغ وكثير المدح لا يخلو من الكذب أو التكسب وإرادة الدنيا ، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتم المداحين فأحثوا في وجوههم التراب).
وإذا مدح اﻹنسان صاحبه في وجهه ولكن بشيء لم يحدده أو لم يأمن عليه منه فهذا أيضا مذموم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمن فعله (ويحك قطعت عنق صاحبك)قاله مرارا ،،،، ووجهه بقوله (إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل أحسبه كذا وكذ إن كان يرى كذلك والله حسيبه ولا يزكي على الله أحدا).
الشرط الثاني :
أن يغلب على ظن المادح أن الممدوح لديه من رجاحة العقل والحكمة والدين ما تمنعه من الغرور والكبر وغمط الحق وحينها فلا مانع أن يمدحه ولكن لا يغفل عن الشرط السابق .
وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه بقوله: (إنك لست تفعله خيلاء) في شأن اﻹزار،،،،،
وقال ﻷبي بن كعب رضي الله عته: (ليهنك العلم أبا المنذر)،،،،،،
وقال ( ﻷعطين الرأية غدا رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) ثم دعا عليا رضي الله عنه وأعطاه الرأية .
ومن اﻷفضل للممدوح أن يقول كما قال أبو بكر رضي الله عنه (اللهم إجعلني خيرا مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون وأغفر لي مالا يعلمون ) وهكذا ،،،،،،
ومن تأمل أحاديث الثناء والمدح التي جرت من الرسول صلى الله عليه وسلم ﻷصحابه ليجد أنها متسمة بالصدق والتحديد وأن المقصد منها إرادة الخير للممدوح وغيره ولا يلتمس منها المادح إلا رضى رب العالمين بما يقصده من التربية الحسنة وكسب قلوب اﻵخرين بما هو حق .
ومن خالف هذا المنهج النبوي فليس أمامه إلا الفتن في الدنيا قبل اﻵخرة ،
قال تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
ومن تأمل واقعنا اليوم ليجد ما يلي :
1- كثرة المداحين وخاصة من الشعراء الذين يقولون مالا يفعلون حتى ملؤوا اﻷرض إطراء وكذبا وأصبح المدح عندهم يدر بقدر ما يدفع لهم من النقود وقد ذمهم الله في قرآن يتلى إلى يوم الدين !!
2- زيادة عدد من يحب الإطراء فأصبح في المجتمع من يدفع للشعراء والقنوات أموالا طائلة ويشترون المدح بالدرهم والدينار ليتبوؤا مكانة إجتماعية لا تنفعهم ولا تغني عنهم شيئا وسوف يقفون بين يدي الله للجزاء والحساب !!
وقد فتن كثير من الناس اليوم بسبب المدح الغير منهجي فظهرت سلبيات كثيرة ومنها الكبرياء والتعاظم والرياء والسمعة وغمط الناس وبطر الحق وحب الظهور والتعالم والمغامرات في كل فن وهلم جرا ،،،،،،
قال تعالى:
(لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم)
نسأل الله السلامة والعافية لنا وﻹخواننا المسلمين ،
هذا ما خطر بذهني حول هذه المسألة ذكرتها للفائدة فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ،وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد.
تعليق