كنا نعتقد الى عهد ليس بالبعيد
أن صفة التمرد لا يوصم بها سوى الخارجون على الحكام
أو المناوئون لسياسات بلدانهم
أو حتى الخارجون على القانون البلدي
من صعاليك ومجرمين ، ..!
.... إلا أنه بالتمعن في حال الدنيا في هذا الزمن :
نجد أن ( التمرد ) قد تفشى في الناس وتغشى على الاشياء
حتى أصبح هو السمة السائدة
والقانون الفاعل
وربما الرئيس في تروس عجلة دوران المعاملات الانسانية
بل وتعدى أثر ذلك الى عالم الحيوان والجماد
وسائر موجودات الطبيعة
ولو رسمنا الصور أو نثرنا العبر
في وصف تمرد بني البشر
وكشفنا حواجب النظر
عن ما قد خفى من عجائب التمرد وأستتر
ربما لفجعنا بأن الكل ( متمردون ) وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.!
... ولكن بحسبنا هنا :
الاكتفاء ببعض الاشارات
والإيماء الى مختارات من هذا الامر المعيب
لندلف من خلالها الى ( زبدة ) الموضوع
وكل منا يخرج منها على حسب فهمه ووفق هواه .
.. " التمرد على الاسلام " منهج قديم قدم الاسلام ومتجدد تجدد الانام ، ولكنه في هذا العصر ، أصبح وكأنه " موضة " متجددة مع كل فصل موسمي
فتجد مسلماً يلحد
وتقياً يُفسق
وأميناً يُفسد
وصالحاً يفجر
وهذه الصور ليست غريبة على الاطلاق
ولكن الغرابة أن تكون بهذا الشكل الكبير و الوضوح الفاضح
والكثرة الطاغية والانتشار الواسع
وأكثر ما يحز في النفس ويقلق الفكر ....
.... أن يكون لدينا ( عالم يتمرد على علماء الامة وداعية يتمرد على دعاة الفضيلة ، وآمر يتمرد على ولي الامر)
فهنا تكون المصيبة أكبر والخطر أعظم .
.. " التمرد على القيم " ووالله لو أحصينا في هذا الجانب وألفنا وقلنا وكتبنا بكل مانستطيع
لما أستطاع أحدنا أن يحيط بهذا الامر في كل صوره
أو يلم بكل تفاصيله ونواحيه
فقد : تمرد القرابة على بعضهم
والرحم على بعضها
والمجتمع على بعضه
وكأن الامة تهرب من ذاتها
وتبحث عن ذوات اخرى
في صحراء قاحلة ، وخلف سراب باهت
والعجيب أنها تدعى المعرفة وتزعم الاستقلال .
.. " التمرد على الذات " وربما أن السبب الرئيسي في ركوبنا موجة التمرد
أننا تمردنا في البدء على ذواتنا الخاصة
فلم تعد تلك النواقيس التي تدق في دواخلنا عند كل هفوة أو حين كل غفلة
كما هي من ذي قبل
وربما أنه قد ران عليها صدأ من نوع جديد " خبيث "
بفعل عوامل التعرية الدينية
والتصحر الاخلاقي
فقد أصبح التساهل في كثير من الثوابت سارياً
الى درجة أحدثت معها تحولات كبيرة في ذواتنا
مما جعل باب التمرد على الذات مفتوحاً على مصراعية أناء الليل واطراف النهار
ومهد الطريق أمام الجميع
للهرولة خلف كل " مُحدث "
يسعى الى العمل على التنصل ......
........ من كل " قيمة " سامية ، أو " عادة " حميدة .
اوران
** متمردة **
.. أمر دائماً في طريقي بنبتة جميلة ،
تتمايل أغصانها في كل اتجاه
وتفوح ازهارها في مكان
وفي كل مرة اسلم فترد وانظر فأسر واشم فانتعش !!..
... وفي آخر مرة سلمت فلم ترد وشممت فلم أنتعش ونظرت فلم اُبهج !!
مسحت باطراف اناملي على ذوائب حواف اوراقها المزهرة
وسألتها في عتب / حتى أنتي يازهرتي ؟ ...
ولكنها صدمتني بجوابها الذي أخرس مني كل جارحة
وجعلني أولى الادبار ولا أعقب :::::
حين قالت :
......../ بل خشمك المتمرد وعينك الساخطة .
...
.. أمر دائماً في طريقي بنبتة جميلة ،
تتمايل أغصانها في كل اتجاه
وتفوح ازهارها في مكان
وفي كل مرة اسلم فترد وانظر فأسر واشم فانتعش !!..
... وفي آخر مرة سلمت فلم ترد وشممت فلم أنتعش ونظرت فلم اُبهج !!
مسحت باطراف اناملي على ذوائب حواف اوراقها المزهرة
وسألتها في عتب / حتى أنتي يازهرتي ؟ ...
ولكنها صدمتني بجوابها الذي أخرس مني كل جارحة
وجعلني أولى الادبار ولا أعقب :::::
حين قالت :
......../ بل خشمك المتمرد وعينك الساخطة .
...
تعليق