بعد السلام عليكم
كنت أفكر منذ فترة بالكتابة عن هذا الموضوع ولكن لم يسعفني الوقت وها قد أتى الوقت المناسب
طبعا أنا من تهامة وأسكن في جدة وفي الصيف الماضي قررت أنا وبعض الأقارب قضاء يومين أو ثلاثة في سراة بلقرن وهذي ملاحظات علها تصل إلى أذن مسؤول , وملاحظاتي سأكتبها محاولا تقمص دور سائح وليس عارف بالمنطقة وسأحاول أن أركز على مناطق بلقرن القبيلة وليس المحافظة
1- الموقع : وجود العلاية -وهي عاصمة سراة بلقرن وهي التي تحوي على الخدمات- بعيدة نسبيا عن طريق ابها الطائف أضعف معرفة السائح بالمحافظة , وزاد المشكلة سوءا انعدام الشقق المفروشة -كما أذكر- في قرى بلقرن الواقعة على الطريق ما بين أل سلمة حتى وصولك الى الشعف . فالسائح القادم من جهة الطائف الى أبها أو العكس في الغالب لن يتوقف إلا على المدن أو القرى الواقعة على الطريق, وضعف الدعاية على الطريق أيضا ساعد في جهل السائح , فالقادم من النماص لا يجد لوحة تشير الى العلاية إلا قبل المحافظة بمسافة قصيرة وكذلك القادم من الباحة. فيتخيل السائح أن العلاية مجرد قرية صغيرة
2- السكن : وهذه مشكلة عامة في كل المنطقة وليس فقط في بلقرن وتعتبر المشكلة الأكبر . ولكن زاد في سوءها في بلقرن , انعدام الشقق المفروشة -كما أسلفت- إلا في العلاية , ومما زاد الطين بلة هو كوننا عزاب , وقت طويل ونحن نبحث عن شقة مفروشة في العلاية وبالكاد وجدنا شقة فوق مسلخ معطرة ومبخرة بروائح الكرش لا تصلح للسكن الأدمي ولكن ما باليد حيلة. طبعا نقدر صعوبة الارتياح لإعطاء سكن للعزاب.
ما لاحظته أيضا هو أن الشقق في البشائر أنظف بكثير من العلاية ولا أدري ما السبب. على الأقل في شقق العزاب.
2- أماكن الترفيه: وهذي تختلف بين العوائل والعزاب , ولكنها معدومة للاثنين. طبعا أهل المنطقة لا يشعرون بحجم المشكلة, ولكن تخيل أنك أتيت مع عائلتك لقضاء وقت في محافظة بلقرن وأنت لست من أهلها. أتحداك أنت تعمل جدول سياحي لمدة يومين. فلنقل اليوم الأول ستقضيه ما بين شيبانة والممشى - هذا على افتراض انك ستقضي وقت ممتع فيهما-. ثم ماذا ؟ حتى لو افترضنا وجود أماكن أخرى , ولكن أنت تتكلم عن سائح لا يعرف المنطقة. وطبعا هذا موضوع ضخم لا يخص بلقرن فقط . لا توجد مطاعم فخمة للعوائل , ملاهي للأطفال ـ ملاهي بمعنى ملاهي وليس مداريه (مراجيح)- , أسواق ضخمة للتسوق.
أنا أتكلم عن نفسي هنا, بحكم أنني لست من السراة أكاد أقول يستحيل أن أجعل بلقرن محطة لي مع العائلة إلا للنوم فقط أو للوقوف يوما واحدا فقط.
3- الشفا : في كل مناطق جبال السروات تعتبر المناطق المطلة على الشفا هي أفضل المناطق للمنتزهات لكثرة الغطاء النباتي وازدياد فرص تكون الضباب عليها وهبوب الهواء البارد, ففي الطائف منتزهات الشفا وفي الباحة رغدان وفي النماص شعف الوليد وفي تنومة المحفار وفي أبها السودة, بينما بلقرن على حد علمي لا يوجد ولا منتزه على الشفا. مع أن شفا بلقرن جميل واطلالته رائعة وغطائه النباتي جيد.
4- النظافة : طبعا لا يمكن فصل هذا الموضوع عن باقي المناطق ولكن كلامي هنا موجه لأهالي المنطقة والقبيلة, أقل شيء يمكن عمله هو أن نحافظ نحن على المكان وعلى الأشجار وعلى المنظر العام لكل مناطق القبيلة والمناطق السياحية خاصة, وبالذات أن المحافظة تحمل اسم القبيلة مباشرة, فمحافظة بلقرن ليست كالنماص أو أبها أو الباحة أو الطائف , فهي تحمل اسم القبيلة بدون مواراة, فتخيل أي أنطباع يحمله السائح عن القبيلة عندما يدخل منتزه ويجد الشباب قد جعلوا المظلة مكان لشبة النار والقادورات تملأ المكان.
5- الدعاية: كم سمعنا عن متاحف وأماكن تاريخية وأماكن جميلة في بلقرن ولكن أين هي ؟ وكيف الطريقة لزيارتها ؟ ومتى تكون مفتوحة ؟ وهل هي مفتوحة للسياح أم لا؟
ملاحظات على السياحة في الجنوب بشكل عام
1- الريف : طبعا هذا الشيء الذي يكاد يكون قد اختفى , مشكلة الجنوب بصفة عامة كمنطقة سياحية أنه لم يحافظ على الريف كسياحة وفي نفس الوقت لم يتطور ليكون جاذبا كملاهي ومطاعم وأسواق. حتى الأسواق الشعبية التي تعبر عن روح المنطقة اختفت.
2-روح المنطقة: السائح عندما يزور منطقة يريد تجربة جديدة في كل شيء, تخيل عندما يأتي السائح للجنوب ويرى أهل المنطقة بلباسهم التقليدي كالجنبية مثلا , ويجد عندهم مطاعم تقدم أكلاتهم الشعبية ويكون المشرف على الأماكن السياحية أهل المنطقة أنفسهم . تخيل كيف ممكن يرجع هذا السائح بفكرة جميلة وجديدة عن المنطقة وأهلها. الأسواق الشعبية مثلا -كما أسلفت- فقدت جاذبيتها وتكاد تختفي .
حتى نحن أهل الجنوب فقدنا طعم الحياة الجنوبية فما بالك بالسائح.
أتمنى لو تكون هناك قرية تراثية حقيقية تعبر عن المنطقة بشكلها الحقيقي ويكون فيها مطاعم للأكلات الشعبية وسوق شعبي ومتحف ويكون جميع القائمين عليها من أهل المنطقة بلباسهم االتقليدي.
3-االنظرة للسائح: السائح من المفترض أن يلقى معاملة خاصة لأنه مدخول للمنطقة ولأهلها , فيعامل بابتسامة وبلطف وبخصوصية تامة, حتى من الجهات الرسمية كالشرطة والمرور والهيئة.
في النهاية المشكلة هي مشكلة فكر واسثمار , لا يوجد تفكير سياحي واستثمار سياحي , السائح لا مانع لديه أن يدفع ولكنه في المقابل يريد خدمة سياحية له ولعائلته , يريد تجربة جديدة , يريد سكن نظيف و منتزهات نظيفة و متاحف و أسواق أو على الأقل يجد أسواق شعبية أو ريف ومزارع هادئة معدة للسائح.
والمشكلة على امتداد الجنوب كله, ولكن عشمنا في المستثمرين من أهل المنطقة.
وشكرا
كنت أفكر منذ فترة بالكتابة عن هذا الموضوع ولكن لم يسعفني الوقت وها قد أتى الوقت المناسب
طبعا أنا من تهامة وأسكن في جدة وفي الصيف الماضي قررت أنا وبعض الأقارب قضاء يومين أو ثلاثة في سراة بلقرن وهذي ملاحظات علها تصل إلى أذن مسؤول , وملاحظاتي سأكتبها محاولا تقمص دور سائح وليس عارف بالمنطقة وسأحاول أن أركز على مناطق بلقرن القبيلة وليس المحافظة
1- الموقع : وجود العلاية -وهي عاصمة سراة بلقرن وهي التي تحوي على الخدمات- بعيدة نسبيا عن طريق ابها الطائف أضعف معرفة السائح بالمحافظة , وزاد المشكلة سوءا انعدام الشقق المفروشة -كما أذكر- في قرى بلقرن الواقعة على الطريق ما بين أل سلمة حتى وصولك الى الشعف . فالسائح القادم من جهة الطائف الى أبها أو العكس في الغالب لن يتوقف إلا على المدن أو القرى الواقعة على الطريق, وضعف الدعاية على الطريق أيضا ساعد في جهل السائح , فالقادم من النماص لا يجد لوحة تشير الى العلاية إلا قبل المحافظة بمسافة قصيرة وكذلك القادم من الباحة. فيتخيل السائح أن العلاية مجرد قرية صغيرة
2- السكن : وهذه مشكلة عامة في كل المنطقة وليس فقط في بلقرن وتعتبر المشكلة الأكبر . ولكن زاد في سوءها في بلقرن , انعدام الشقق المفروشة -كما أسلفت- إلا في العلاية , ومما زاد الطين بلة هو كوننا عزاب , وقت طويل ونحن نبحث عن شقة مفروشة في العلاية وبالكاد وجدنا شقة فوق مسلخ معطرة ومبخرة بروائح الكرش لا تصلح للسكن الأدمي ولكن ما باليد حيلة. طبعا نقدر صعوبة الارتياح لإعطاء سكن للعزاب.
ما لاحظته أيضا هو أن الشقق في البشائر أنظف بكثير من العلاية ولا أدري ما السبب. على الأقل في شقق العزاب.
2- أماكن الترفيه: وهذي تختلف بين العوائل والعزاب , ولكنها معدومة للاثنين. طبعا أهل المنطقة لا يشعرون بحجم المشكلة, ولكن تخيل أنك أتيت مع عائلتك لقضاء وقت في محافظة بلقرن وأنت لست من أهلها. أتحداك أنت تعمل جدول سياحي لمدة يومين. فلنقل اليوم الأول ستقضيه ما بين شيبانة والممشى - هذا على افتراض انك ستقضي وقت ممتع فيهما-. ثم ماذا ؟ حتى لو افترضنا وجود أماكن أخرى , ولكن أنت تتكلم عن سائح لا يعرف المنطقة. وطبعا هذا موضوع ضخم لا يخص بلقرن فقط . لا توجد مطاعم فخمة للعوائل , ملاهي للأطفال ـ ملاهي بمعنى ملاهي وليس مداريه (مراجيح)- , أسواق ضخمة للتسوق.
أنا أتكلم عن نفسي هنا, بحكم أنني لست من السراة أكاد أقول يستحيل أن أجعل بلقرن محطة لي مع العائلة إلا للنوم فقط أو للوقوف يوما واحدا فقط.
3- الشفا : في كل مناطق جبال السروات تعتبر المناطق المطلة على الشفا هي أفضل المناطق للمنتزهات لكثرة الغطاء النباتي وازدياد فرص تكون الضباب عليها وهبوب الهواء البارد, ففي الطائف منتزهات الشفا وفي الباحة رغدان وفي النماص شعف الوليد وفي تنومة المحفار وفي أبها السودة, بينما بلقرن على حد علمي لا يوجد ولا منتزه على الشفا. مع أن شفا بلقرن جميل واطلالته رائعة وغطائه النباتي جيد.
4- النظافة : طبعا لا يمكن فصل هذا الموضوع عن باقي المناطق ولكن كلامي هنا موجه لأهالي المنطقة والقبيلة, أقل شيء يمكن عمله هو أن نحافظ نحن على المكان وعلى الأشجار وعلى المنظر العام لكل مناطق القبيلة والمناطق السياحية خاصة, وبالذات أن المحافظة تحمل اسم القبيلة مباشرة, فمحافظة بلقرن ليست كالنماص أو أبها أو الباحة أو الطائف , فهي تحمل اسم القبيلة بدون مواراة, فتخيل أي أنطباع يحمله السائح عن القبيلة عندما يدخل منتزه ويجد الشباب قد جعلوا المظلة مكان لشبة النار والقادورات تملأ المكان.
5- الدعاية: كم سمعنا عن متاحف وأماكن تاريخية وأماكن جميلة في بلقرن ولكن أين هي ؟ وكيف الطريقة لزيارتها ؟ ومتى تكون مفتوحة ؟ وهل هي مفتوحة للسياح أم لا؟
ملاحظات على السياحة في الجنوب بشكل عام
1- الريف : طبعا هذا الشيء الذي يكاد يكون قد اختفى , مشكلة الجنوب بصفة عامة كمنطقة سياحية أنه لم يحافظ على الريف كسياحة وفي نفس الوقت لم يتطور ليكون جاذبا كملاهي ومطاعم وأسواق. حتى الأسواق الشعبية التي تعبر عن روح المنطقة اختفت.
2-روح المنطقة: السائح عندما يزور منطقة يريد تجربة جديدة في كل شيء, تخيل عندما يأتي السائح للجنوب ويرى أهل المنطقة بلباسهم التقليدي كالجنبية مثلا , ويجد عندهم مطاعم تقدم أكلاتهم الشعبية ويكون المشرف على الأماكن السياحية أهل المنطقة أنفسهم . تخيل كيف ممكن يرجع هذا السائح بفكرة جميلة وجديدة عن المنطقة وأهلها. الأسواق الشعبية مثلا -كما أسلفت- فقدت جاذبيتها وتكاد تختفي .
حتى نحن أهل الجنوب فقدنا طعم الحياة الجنوبية فما بالك بالسائح.
أتمنى لو تكون هناك قرية تراثية حقيقية تعبر عن المنطقة بشكلها الحقيقي ويكون فيها مطاعم للأكلات الشعبية وسوق شعبي ومتحف ويكون جميع القائمين عليها من أهل المنطقة بلباسهم االتقليدي.
3-االنظرة للسائح: السائح من المفترض أن يلقى معاملة خاصة لأنه مدخول للمنطقة ولأهلها , فيعامل بابتسامة وبلطف وبخصوصية تامة, حتى من الجهات الرسمية كالشرطة والمرور والهيئة.
في النهاية المشكلة هي مشكلة فكر واسثمار , لا يوجد تفكير سياحي واستثمار سياحي , السائح لا مانع لديه أن يدفع ولكنه في المقابل يريد خدمة سياحية له ولعائلته , يريد تجربة جديدة , يريد سكن نظيف و منتزهات نظيفة و متاحف و أسواق أو على الأقل يجد أسواق شعبية أو ريف ومزارع هادئة معدة للسائح.
والمشكلة على امتداد الجنوب كله, ولكن عشمنا في المستثمرين من أهل المنطقة.
وشكرا
تعليق