أتعبني جدا ،،،،،آب !!





لا أدري إن كان ما سأقوله في هذه الكلمات القادمات مُلهمًا ومفيدًا للقُرّاء، أو تافهًا لا قيمة له...
كذلك لا أدري إن كان بعضهم سيرى فيما سأقوله تبجّحًا أو استعراضًا، أو يرى فيه هُراء وغُثاء... ولكنني سأقوله على أية حال، ابتغاء أن يجد فيه قارئٌ ما ولو سطرًا واحدًا ذا بال.
وهو على أية حال صادق وحقيقي، ولربما يفسّر بعض ما يُصيبني ولا يمكن فهمه من قبل الآخرين أو تفهّمه:
- أكتب في حالات الذروة أكثر من عشر ساعات...
- وأحلم بفصول كثيرة من الروايات التي أكتبها...
- وإذا كان علي أن أصف مشهدًا في رواية فعَليّ أن أعيش المشهد قبل الكتابة وأثناء الكتابة، فعندما كتبتُ عن كهف واثق في رواية ذائقة الموت عشت في كهفٍ في أعلى جبلٍ ثلاث ليالٍ منعزلاً في حالة أقرب إلى الجنون منها إلى التأمل...
- وأدمنت الذهاب إلى المقابر من أجل كتابة الفصول الأولى من رواية تسعة عشر.
- وعندما كتبتُ عن مشهد السياط والتعذيب في يسمعون حسيسها فإنني كنت ربما أقفز من مكاني لأنني أحسست بلسعة السوط الذي كنت أصفه للتو، ومرضتُ بعد رواية يسمعون حسيسها ما يقرب من عشرة أيام لم أبرح فيها الفراش...
- وأنا أكتب في اليوم الواحد في دفتر ملاحظاتي أكثر من ثلاثين ملاحظة، معظمها أفكار لروايات أو نصوص أو شروح أو دراسات... ثم أفرغها على جهاز الحاسوب، لدي نتيجةً لذلك وعلى سبيل المثال أكثر من خمس عشرة فكرة ناضجة لنصوص أو روايات محتملة قادمة...
- كل رواية من رواياتي أخذت على الأقلّ ٥٠٠ ساعة عمل، وبعضها أخذت ٢٠٠٠ ساعة عمل...
- حين أكتب عن موضوع أقرأ أو أطلع من أجله على الأقل على ثلاثين كتابًا؛ هذه أرقام حقيقية: رواية حديث الجنود: قرأت لها ما يقرب من ٥٠ كتابًا. رواية خاوية : ٥٠ كتابًا. رواية تسعة عشر: ما يقرب من ألف كتاب؛ لأنها حصيلة ٤٠ عامًا من القراءة. أما رواية المسيح التي لم تصدر بعد فقرأت لها ما يقرب من ٤٠٠ كتاب. وقِسْ عليها بقية الروايات...
- قد تمنعني الأفكار التي تجول في رأسي، وعليّ أن أدوّنها وأفرغها في الملاحظات ، قد تمنعني من النوم في ليالي طويلة... ليس لديّ ما يسبب لي الأرق خارج أفكاري التي تضج في عقلي... فيما عدا أفكاري فأنا أعيش في سلام تامّ، ومُتصالح مع نفسي ومع الآخَرين... وقد وصفتُ ذلك وصفًا مُطوّلاً فِي رواية عن مريضٍ نفسي لم تصدر بعد...
- أكتب هوامش على صفحات أي كتابٍ أقرؤه، وفِي نهايته أكتب مراجعة خفيفة عنه، وبعض الهوامش التي أكتبها على بعض الصفحات قد تكون أكبر من المتن نفسه...
- أستمتع بقراءة أدب الرحلات جدًا، وقرأت الكثير منها قديمها وحديثها، ولكنني لم أُجرّب مرة واحدة أن أكتب كتابًا في ذلك، مع أنني طفتُ بلادًا كثيرةً، وجبتُ أوطانًا بعيدة!!
- أحفظ آلاف الأبيات والقصائد من الشعر الجاهلي إلى الشعر الحديث، وأقف عند المتنبي وقوف شحيحٍ ضاع في التُّرب خاتمه، وأستمتع باستظهار ما أحفظ من الشعر بصوت عالٍ، ولو كنت في السوق أو في حصة أعطيها لطلابي في المدرسة أدو في أي مكان عام..
- وأخيرًا...قد تجد في هذه الكلمات التي كتبتُها اضطرابًا، وأن بعضها لا علاقة له بالآخر، وقد تتساءل عن مدى صحتها، والهذيان الذي فيها، ولكنها رغم ذلك كله تعبّر عني تمامًا!!




د.ايمن العتوم