• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جيتك من البّران، كبدي يابسة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جيتك من البّران، كبدي يابسة

    جيتك من البّران، كبدي يابسة



    كثيرا ما كنت أتساءل بيني وبين نفسي: هل الطبع يغلب التطبع، أم العكس ؟! إلى أن قرأت قبل أيام عن هذه الحادثة الشبه خيالية، وجاء فيها: حكى أحدهم قائلا: كنت في سفر فضللت عن الطريق، فرأيت بيتا في الفلاة، فأتيته فإذا به أعرابية، فلما رأتني قالت من تكون؟ قلت ضيف، قالت أهلا بالضيف ومرحبا بالضيف، انزل على الرحب والسعة، قال فنزلت فقدمت لي طعاما فأكلت، وماء فشربت، فبينما أنا على ذلك، إذ أقبل صاحب البيت، فقال من هذا؟ فقالت ضيف، فقال لا أهلا ولا مرحبا، ما لنا وللضيف، فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت، فلما كان من الغد، رأيت بيتا في الفلاة فقصدته، فإذا فيه أعرابية فلما رأتني قالت: من تكون؟ قلت ضيف، قالت لا أهلا ولا مرحبا بالضيف، ما لنا وللضيف، فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت فلما رآني قال: من هذا؟ قالت ضيف، قال مرحبا وأهلا بالضيف ثم أتى بطعام حسن فأكلت، وماء فشربت، فتذكرت ما مر بي بالأمس فتبسمت، فقال مم تبسمك فقصصت عليه ما اتفق لي مع تلك الأعرابية وبعلها، وما سمعته منه ومن زوجته، فقال لا تعجب أن تلك الإعرابية التي رأيتها هي أختي، وأن بعلها أخو امرأتي هذه، فغلب على كل طبع أهله. لا شك أن (الجينات) أو الوراثة تلعب دورا، ولكن التربية أيضا تلعب دورا أكبر، ولو لا ذلك لأصبح أبناء وأحفاد الرجل البخيل بخلاء إلى ما شاء الله، غير أن من صلب الرجل البخيل أحيانا، يخرج أبناء مبذرون إلى درجة السفه.
    وكمثال على ذلك أعرف رجلا ثريا ثراء فاحشا، وصل به البخل والتقتير إلى درجة التضييق على أبنائه، وجعلهم يتلطشون كالشحاذين بأبسط الوظائف، وحجته في ذلك أنه يريد أن يعلمهم – حسب منطقه – (قيمة القرش). وعندما استرد الله أمانته - أي عندما مات ذلك الرجل -، وبدأوا بتوزيع تركته، أول ما فعله أحد أبنائه وهو صديق لي: أن اشتري سيارة (لامبرغيني) وقيمتها ما لا يقل عن مليون ريال، أما الثاني فقطع تذكرة بالدرجة الأولى ولم يرده غير (دبي)، وسكن في (سويت) ببرج خليفة، ولا أعلم ماذا فعل أو (هبب) فيه!! والثالث ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث لم يرده غير (لاس فيغاس) بأمريكا، وكأني به وهو جالس على المائدة الخضراء يردد ذلك المثل البدوي القائل: (جيتك من البّران كبدي يابسة).
    طبعا أنا لا أؤيد، بل إنني ضد ما فعله هؤلاء الأبناء (الصيع)، ولكن ما فعلوه ما هو إلا رد فعل سلبي وطبيعي في نفس الوقت، وذلك لما عانوه في حياتهم من حرمان.
    وكأنني بكلامي المجاني هذا أتقمص، ما شاء الله، دور التربوي الاجتماعي، مع أنني على يقين لو كنت رابعهم، فلا يستبعد إطلاقا، أن اشتري مربع (الليدو) في باريس بكل ما فيه – وأنتم أو بعضكم يعرفون ما فيه –.
    أحيانا فعلا: ما يحصل الغنج، إلا عند الحمير العرج.
    ومعذرة، (Pardon).

    نقلا عن عكاظ


    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة Feb-10-2015, 12:57 PM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    ههههههههههه
    بردون سيدي
    مقال جميل جداً

    تحيتي أستاذ سعد ...


    تعليق


    • #3
      مقال رائع ..

      تعليق

      يعمل...
      X