• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا بد للشاعر من لحية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا بد للشاعر من لحية

    لا بد للشاعر من لحية !!


    نبكي اليوم رجلا كان حين يبكي مساوئ مجتمعه، يضحك الناس، وحين ينتحب شاكيا معاول الزمن التي غيرت ما كان جميلا، يسمع الناس بكاءه ضحكا، ويذرف الدمع، فتبتل الوجوه بالبسمات الندية!!
    رحل، الأسبوع الماضي، شاعر البحرين الناقد الساخر عبدالرحمن رفيع، مخلفا وراءه أدبا ينعش قلوب محبي شعره، ويروي نفوسهم المتعطشة إلى ما فيه من تعاطف إنساني مع ما يقلقها ويسرق منها الراحة والطمأنينة.
    اعتاد رفيع أن يغزل شعره بخيوط الكلمات الفصيحة تارة، والعامية تارة أخرى، لكن شعره العامي وجد طريقه إلى القلوب أسرع بكثير من الفصيح، فحين يذكر الناس رفيع تقفز إلى ذاكرتهم (الله يجازيك يا زمان، الشعري الربعة بثمان)، (زمان المسخرة)، (سوالف أمي العودة)، وأمثالها من القصائد النقدية الساخرة، وتغيب عنهم متلاشية قصائده الأخرى الفصيحة، رغم أنها لم تكن تخلو هي أيضا من روح الدعابة والمرح، مثل (التعداد السكاني) و(عيد ميلادك) و(حفلة رقص) وغيرها!!
    من أطرف قصائده الفصحى قصيدة (في رثاء لحية)، وهي قصيدة يروي لها حكاية طريفة وقعت بينه وبين غازي القصيبي ــ رحمهما الله، يقول إنه لما كان القصيبي سفيرا في البحرين، ذهب ذات يوم لزيارته ففوجئ به وقد أطلق لحيته، فاستغرب ذلك منه لمعرفته الطويلة بالقصيبي الذي تجمعه به صداقة قديمة، ويبدو أن القصيبي نفسه كان متوقعا من رفيع ذلك الاستغراب، فلما جلس رفيع بجانبه دس في يده ورقة صغيرة، يقول رفيع إنه قرأها بعد أن عاد إلى بيته فوجد القصيبي دون فيها أبياتا هازلة تبرر إطلاقه لحيته، يقول:
    لا بد للشاعر من لحية تنبئ في الخمسين عن عمره
    تعلن للنـاس ذهـاب الهـوى، وحلـوه أكثر من مـره
    عذر الهوى، كان جنون الصبا، فأطبق الشيب على عذره
    الشيـب! يا للشيب! ما باله في شَعره دبّ وفي شِعـره!!
    ثم لم تمر أربع وعشرون ساعة على تلك الزيارة إلا وبلغ رفيع خبر حلق القصيبي للحيته، فشعر رفيع أن تلك اللحية لم تنل حظها من العيش وغادرت سريعا لم تمتع بالحياة، فكتب أبياتا يرثيها:
    ما رأينا قبل هذا لحية عاشت قليلا
    مثلما لحية غازي لم تدم عمرا طويلا
    ولدت ذات صباح واختفت عنا أصيلا
    لحية، ويح الليالي! لم تر العيش الجميلا
    ما سعى مشط أنيـق في ثناياها مجيـلا
    لا، ولا شمت بخورا وارتوت عطرا أصيلا
    لو على اللحية يبكى، لبكيناها عويلا
    قتلت من غير ذنب، رحم الله القتيلا!
    ورحم الله عبدالرحمن رفيع وغازي القصيبي وغيرهما من أدبائنا الراحلين الذين أثروا الثقافة العربية بنتاجهم الفكري الجميل.


    ــــــــــــــــــــــــــ

    عن عكاظ
    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة Mar-19-2015, 09:37 AM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    رحمة الله عليه وعلى الدكتور غازي وأموات المسلمين

    تحيتي أستاذ سعد ...


    تعليق


    • #3
      ليت الحا ماتنبت الا لجيد
      ولاش ماينبتله الا قليلها
      [flash=http://flash01.arabsh.com/uploads/flash/2012/01/25/0e30414b6d.swf]WIDTH=440 HEIGHT=330[/flash]

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
        رحمة الله عليه وعلى الدكتور غازي وأموات المسلمين

        تحيتي أستاذ سعد ...
        اللهم آمين جزاك الله خير شكرالك .
        كل العطور سينتهي مفعولها
        ويدوم عطر مكارم
        الأخلاق

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة يرين عيسى, مشاهدة المشاركة
          ليت الحا ماتنبت الا لجيد
          ولاش ماينبتله الا قليلها
          كل العطور سينتهي مفعولها
          ويدوم عطر مكارم
          الأخلاق

          تعليق

          يعمل...
          X