• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة الأ م المثا لية ـ بملا بس رجل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة الأ م المثا لية ـ بملا بس رجل

    الأم المثالية، بملابس رجل



    من الأمور التي ألوم نفسي عليها: إقحامها



    وطرحها أحيانا لمواضيع قد لا تهم الآخرين،


    بقدر ما تحرجني أنا شخصيا.



    ومنها على سبيل المثال: فقد ذهبت قبل


    يومين برفقة أحدهم إلى مقهى مفتوح بالهواء


    الطلق على (الكورنيش)، واضطررت تحت


    إلحاحه أن ألتحق معه مجموعة (باشكة)، لا


    أعرف ولا أي واحد منهم.



    كانت المواضيع بين الحاضرين تتعاقب، وكنت


    طوال الوقت مستمعا وحذرا وكابحا لجماح


    نفسي، غير أن هذا الاتزان الحميد لم يستمر


    معي طويلا، لأنه سرعان ما انهار، فدخلت بكل


    صفاقة بالعرض مقاطعا كلام أحدهم، ثم


    سألتهم بدون مقدمات: هل سمعتم عن


    (صيصيه ابو دوح)، فرانت على الجميع لحظة


    من الصمت تخللتها بعض الابتسامات


    المتعجبة، فيما استخفني البعض يظنون أنني


    (أتسوطر) – أي (أتبهلل) – عليهم.



    غير أن أحدهم فتح الله عليه عندما سألني:


    ومن هي هذه الصوصه (يا)، ثم توقف


    وسألني عن اسمي، فأجبته، فاستأنف كلامه

    متهكما: هيا احكي يا أبوصوصه.



    فقلت له مصححا: إنها (صيصيه) يا أستاذ،


    وهي امرأة مصرية فقيرة توفي زوجها أثناء


    حملها، وعندما وضعت طفلتها، أرادت أن تعمل


    لتعيل نفسها وابنتها، واضطرت إلى أن ترتدي


    ملابس الرجال وانخرطت في صناعة الطوب


    الشاقة مع الرجال دون أن يعلموا أنها امرأة.



    وبعد أن بلغت ابنتها سن الرشد زوجتها، غير


    أن زوجها أصيب بمرض قاهر وأصبح عاجزا عن


    العمل كما أن ابنتها المسكينة كانت طوال


    حياتها رمداء شبه عمياء.


    واضطرت (صيصيه) أخيرا لترك عملها بالطوب


    لأنها كبرت وغدت لا تقدر عليه، لهذا غيرت


    مهنتها إلى مسح الأحذية بالشوارع، وقد مر


    عليها إلى الآن (43) سنة وهي على هذه


    الحالة لتعيل نفسها وأسرتها المكونة من


    ابنتها وزوجها وأحفادها الثلاثة.



    وقد كرمها الرئيس (السيسي) بعد أن فازت


    بجائزة (الأم المثالية المعيلة)، وقد استلمتها


    منه وهي ترتدي ملابس رجل.



    عندها أحسست أنني أطلت في كلامي، لهذا


    توقفت ولذت بالصمت.



    فسألني آخر وهو رجل وقور ومتجهم وحاد


    النظرات قائلا: وأنت ما رأيك بتلك المرأة ؟!،


    قلت: الله يستر عليها، فعاد يكلمني بشيء


    من التأنيب قائلا: أنت لم تجبني، هل أنت


    (مع) أم (ضد) ؟!



    قلت له: إذا كان ولا بد فأنا (مع) – خصوصا أن


    الظروف قد أجبرتها –



    فرد علي بشيء من الاستهزاء: الآن ظهر


    معدنك على حقيقته، ويبدو أنك قليل الإلمام


    بأحكام دينك وسنته المطهرة.



    الواقع أنني غضبت نوعا ما، وقبل أن أفتح


    فمي للدفاع عن نفسي، عاجلني قائلا:



    ألم تسمع الحديث الصحيح عن العباس رضي


    الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه


    وسلم، المخنثين من الرجال، والمترجلات من


    النساء، قال: فقلت ما المترجلات من النساء ؟!


    ، قال: المتشبهات من النساء بالرجال – انتهى
    وعاد يسألني سؤال لم أتوقعه عندما قال: ما



    رأيك لو أن رجلا تنكر بلباس امرأة أربعين عاما


    ليعيل أسرته ؟!



    لم أستطع الإجابة عليه.



    عندها ضحك في وجهي ضحكة إشفاق


    صفراوية وهو يحرك يده نحوي بالهواء وكأنه


    ينش ذبابه قائلا: (يا زينك ساكت).


    ــــــــــــــــــ

    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة Mar-30-2015, 02:40 PM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    صح
    السكوت أحياناً زين
    هههههههههه

    تحيتي أستاذ سعد ...


    تعليق

    يعمل...
    X