تويت
الصديق (الـدعـلـه)
ابتلاني الله بصداقة رجل (دعله) بكل ما تعنيه هذه الكلمة من صفات ــ ومعنى (دعله) لمن لا يعرفها ــ هي تنطبق على الإنسان (اللزقة) أو (الحشري)، أو الذي وجهه (مغسول بمرق) ولا يستحي أو حتى يعتذر.
وقد مر على صداقتنا هذه أكثر من عشرين سنة، وهو لا زال طفلا متخلفا لم يكبر بعد.
وإليكم على سبيل المثال لا الحصر شيئا قليلا من ترهاته: فهو إذا شاهدني أتحدث مع أحدهم حديثا خاصا بيننا، لا بد أن يستفسر ويدخل في الموضوع دون أن نطلب منه ذلك، وإذا حاولت معاتبته أجابني وهو يضحك: ليه، هو أنا غريب؟!
وإذا دخل إلى مكتبي فأول ما يفعله هو النبش في أوراقي، وإذا شاهد تلفوني الجوال على الطاولة، فسرعان ما يلتقطه ليقرأ ما فيه من رسائل، بل إنه لا يتورع أحيانا على الرد عليها باسمي حسب مزاجه التافه، مما أوقعني بإحراجات لا أول لها ولا آخر.
أما إذا سافرت معه للخارج، فهوايته عندما يعود إلى الفندق في الهزيع الأخير من الليل، هو أن يتسلط على كل الغرف التي في الطابق، وإذا شاهد (لافتة) معلقة بأكرة أحد الأبواب ومكتوب عليها (ممنوع الإزعاج)، قلبها بـ(الرجاء تنظيف الغرفة)، والعكس أيضا صحيح.
وفي نهار يوم العيد الماضي ما إن فتحت عيني، إلا وهو مثل (نزغة إبليس) يدخل علي مهنئا، جاملته وورحبت به ببرود، وعندما هممت بركوب سيارتي للذهاب إلى رجل محترم لكي أعايده، وإذا به أسرع مني ليفتح باب السيارة ويركب بجانبي، وعندما قلت له: إنني ذاهب إلى رجل لا تعرفه ولا يعرفك يا ابن الناس، قال لي بجملته التي لا تفارقه أبدا: ليه، هو أنا غريب؟!
واستسلمت وأمري لله، والفضيحة التي حصلت بعد أن وصلنا وأتت الشغالة الفلبينية بطبق من (الشوكلاتة)، وإذا به بدلا من أن يأخذ منه حبة واحدة حسب الأصول وإذا به يطلب منها كيس بلاستك، فأحضرته المسكينة له، وإذا به يفرغ كل ما في الطبق بداخله وسط استهجان وتعجب وضحكات مضيفنا، ولكي يخفف دمه قال للرجل: إن أطفالي يحبون هذا النوع من الشوكلاتة، وهم سوف يفرحون بها، وسوف يدعون لك.
وأدهى وأمر من هذا هو عندما كان مرافقا لي في بلد أجنبي، وصادفت أحد معارفي المحترمين بالشارع وهو يسير مع زوجته، فسلمت عليه أدبا، وبينما كنت أتجاذب معه أطراف الحديث القصير، وإذا (بالملقوف) يدخل بيننا وهو يشير إلى زوجته قائلا له بكل صفاقة: لو سمحت ممكن تعرفنا على (الست)؟!، وتمنيت وقتها لو أن الأرض قد انشقت وابتلعتني.
طبعا لا أريد أن أحدثكم عن تصرفاته إذا حضر معي إلى مجلس مختلط، ساعتها يسيطر هو على المجلس سيطرة تامة بنكاته البذيئة التي تحمر لها وجنات الحاضرات من شدة الكسوف.
أرجوكم لا تقولوا: (الطيور على أشباهها تقع)، ولكنه فعلا (مصيبة وانحذفت علي)، ولا أدري كيف اتخلص منه؟!
وقد مر على صداقتنا هذه أكثر من عشرين سنة، وهو لا زال طفلا متخلفا لم يكبر بعد.
وإليكم على سبيل المثال لا الحصر شيئا قليلا من ترهاته: فهو إذا شاهدني أتحدث مع أحدهم حديثا خاصا بيننا، لا بد أن يستفسر ويدخل في الموضوع دون أن نطلب منه ذلك، وإذا حاولت معاتبته أجابني وهو يضحك: ليه، هو أنا غريب؟!
وإذا دخل إلى مكتبي فأول ما يفعله هو النبش في أوراقي، وإذا شاهد تلفوني الجوال على الطاولة، فسرعان ما يلتقطه ليقرأ ما فيه من رسائل، بل إنه لا يتورع أحيانا على الرد عليها باسمي حسب مزاجه التافه، مما أوقعني بإحراجات لا أول لها ولا آخر.
أما إذا سافرت معه للخارج، فهوايته عندما يعود إلى الفندق في الهزيع الأخير من الليل، هو أن يتسلط على كل الغرف التي في الطابق، وإذا شاهد (لافتة) معلقة بأكرة أحد الأبواب ومكتوب عليها (ممنوع الإزعاج)، قلبها بـ(الرجاء تنظيف الغرفة)، والعكس أيضا صحيح.
وفي نهار يوم العيد الماضي ما إن فتحت عيني، إلا وهو مثل (نزغة إبليس) يدخل علي مهنئا، جاملته وورحبت به ببرود، وعندما هممت بركوب سيارتي للذهاب إلى رجل محترم لكي أعايده، وإذا به أسرع مني ليفتح باب السيارة ويركب بجانبي، وعندما قلت له: إنني ذاهب إلى رجل لا تعرفه ولا يعرفك يا ابن الناس، قال لي بجملته التي لا تفارقه أبدا: ليه، هو أنا غريب؟!
واستسلمت وأمري لله، والفضيحة التي حصلت بعد أن وصلنا وأتت الشغالة الفلبينية بطبق من (الشوكلاتة)، وإذا به بدلا من أن يأخذ منه حبة واحدة حسب الأصول وإذا به يطلب منها كيس بلاستك، فأحضرته المسكينة له، وإذا به يفرغ كل ما في الطبق بداخله وسط استهجان وتعجب وضحكات مضيفنا، ولكي يخفف دمه قال للرجل: إن أطفالي يحبون هذا النوع من الشوكلاتة، وهم سوف يفرحون بها، وسوف يدعون لك.
وأدهى وأمر من هذا هو عندما كان مرافقا لي في بلد أجنبي، وصادفت أحد معارفي المحترمين بالشارع وهو يسير مع زوجته، فسلمت عليه أدبا، وبينما كنت أتجاذب معه أطراف الحديث القصير، وإذا (بالملقوف) يدخل بيننا وهو يشير إلى زوجته قائلا له بكل صفاقة: لو سمحت ممكن تعرفنا على (الست)؟!، وتمنيت وقتها لو أن الأرض قد انشقت وابتلعتني.
طبعا لا أريد أن أحدثكم عن تصرفاته إذا حضر معي إلى مجلس مختلط، ساعتها يسيطر هو على المجلس سيطرة تامة بنكاته البذيئة التي تحمر لها وجنات الحاضرات من شدة الكسوف.
أرجوكم لا تقولوا: (الطيور على أشباهها تقع)، ولكنه فعلا (مصيبة وانحذفت علي)، ولا أدري كيف اتخلص منه؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
منقول عن صحيفة عكاظ
منقول عن صحيفة عكاظ
تعليق