تويت
"برج الذهب".. شموخ الحارس الأبدي
بعثة "سبق" – أشبيليا: تماماً على نهر الوادي الكبير في أشبيليا يقف برج مراقبة عسكري، تقاعد عن مهامه منذ زمن طويل.
بُني هذا البرج في الثلث الأول من القرن الثالث عشر على يد الموحدين؛ ليكون للمراقبة العسكرية، واستُخدم سجناً في العصور الوسطى، وسياجاً آمناً لحماية المعادن الثمينة قبل أن يصبح متحفاً للفن المعماري الإسلامي.
البرج الذي كان جزءاً من أسوار المدينة التي بناها "الموحدون" كان في حقبة ما حارساً عنيداً، منح أشبيليا القوة أمام أعدائها.
البرج الذي اشتُهر منذ بنائه ببرج الذهب بناه آخر أمراء الموحدين بالأندلس، هو أبو العلاء إدريس الكبير، سنة 617هـ / 1221م؛ ليكون نقطة دفاع تُضاف إلى سورين متتاليَيْن، بينهما مجرى مائي، وقد كان البرج ملحقاً بالسور الخارجي.
وكما يقول بعض المؤرخين، فإنه تقديراً لدوره القوي فضَّل الإسبان استخدام الاسم نفسه بعدما ساهم في إطالة الحصار لمدة 15 شهراً قبل اقتحامهم المدينة عام 646هـ/ 1248م.
وحول أسباب التسمية فهي مختلفة؛ فمنهم من يرى أنه كان يُخزَّن به الذهب، ومنهم من قال إن أحد الملوك الإسبان أودع فيه كنوزه، ومنهم من يقول لأن لون حجره يميل إلى الاصفرار المذهب.
البرج يتكون من جزءَيْن - إن صح التعبير -، ومبني من الحجارة، ويبلغ ارتفاعه نحو 37 متراً، وجزؤه السفلي - كما يتضح من الصور - متعدد الأضلاع، التي تصل إلى 12 ضلعاً، تتراوح أطوالها بين 4.10 و4.20 متر، وقطره نحو 15 متراً، بينما يصل ارتفاع هذا البدن السفلي إلى 23.10 متر. وقد شُيدت قاعدة البرج وزواياه بالحجر، في حين شُيدت جدرانه بين الزوايا بالطوب الأحمر.
ولهذا البرج المثمن مدخل، أو باب مشيد بالحجر، لا يتجاوز اتساعه 1.25 متر. ويعلو فتحة الباب لوحة، سُجِّل بها باللغة الإسبانية ما يفيد بتجديد البرج وترميمه في عام 1900م.
وبهذا البرج فتحات للتهوية والإضاءة، وأيضاً فتحات لرمي السهام. ويتألف البدن الأسفل من ثلاثة طوابق، تربط بينها درجات سلم حجري.
أما الجسم العلوي للبرج فهو من كتلة بنائية مشيدة بالطوب الأحمر، وهو وإن كان أصغر حجماً من سابقه فإنه يتكون أيضاً من اثني عشر ضلعاً، ويصل ارتفاعه إلى 8.15 متر.
ويزدان أعلى جسم البرج بزخارف من الخزف الأندلسي، وهي على شكل معينات بالألوان الخضراء والبيضاء المحصورة داخل أشرطة من الخزف الأزرق، تحيط بدخلات تحتوي على هذه الزخارف.
البرج من الداخل - كما قيل لنا؛ إذ لم نتمكن من دخوله – يضم متحفاً بحرياً، ويتألف من ثلاثة طوابق، وبه نماذج من وسائل الدفاعات البحرية، ونماذج مصغرة لبعض السفن.
تعليق