تويت
معاشات التقاعد في الميدان
ثار النقاش الأسبوع المنصرم حول معاشات المتقاعدين، وأن هناك عجزا بميزانية التقاعد بلغ نسبة عالية، ولذا عرض الأمر على مجلس الشورى (حمدا لله أن أغلبهم متقاعدون).
طال الكلام وعرض حول المعاشات، بل بعض صحفنا لمحت لإمكانية تخفيض المعاشات، ما وضع المتقاعدين في خوف من الحاجة فيما بقي من أعمارهم، ناهيك عن أن بعضهم أصلا رواتبهم قليلة في زمن تتضخم فيه الأسعار بين ليلة وضحاها.
قيل هناك خسارة! لا أدري كيف تخسر مؤسسة التقاعد والتي مواردها دائمة بحكم وجود موظفين على رأس العمل حيث يقتطع مبلغ 9 بالمئة من الراتب الشهري، وتضيف الدولة باعتبارها الجهة المشغلة 2 بالمئة فيكون المجموع 11 بالمئة شهريا، ولو ضربنا ذلك بعدد الأشهر وبعدد الموظفين لأصبح مبلغا كبيرا يمكن استثماره استثمارا جيدا، فيدر ارباحا كثيرة خاصة في مجال قطاع العقار، بمعنى أن يتضاعف دخل التقاعد ولا ينقص، هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك اللاتي لا يحالفهن الحظ من النساء فيعشن حتى يحصلن على معاش تقاعدي، خاصة عندما تكون الزوجة والزوج عملا في الحكومة وتوفيت الزوجة، وهناك السعوديات ايضا المتزوجات من أجانب واللواتي حسب علمي (لعله تغير) لا يصرف تقاعدها لصغارها ولا لزوجها بعد وفاتها. وبما في ذلك من إجحاف لحق المرأة والاستيلاء على حقها بدون وجه حق ويمثل هذا دخلا إضافيا لمعاشات التقاعد.
هناك من يتوفون وليس لهم زوجة أو ابناء يستحقون الراتب التقاعدي وبالتالي يبقى ما ادخروه في التقاعد لمصلحة التقاعد ويضاف لرصيدها.
وهناك من يتوفى وهو مكمل للتو الأربعين عاما خدمة أو الستين سنة من عمره، وغالبا يكون صغاره قد كبروا وعملوا وتزوجت البنات وبالتالي لا توجد سوى أرملة، ينقط عليها الضمان ولا تستحق أكثر من نصيبها حتى ولو كان عليها أن تدفع أقساط السيارة أو أقساط المنزل.
ما أبرع موظفي التقاعد في تقطيع أجزاء المعاش في حالة وفاة صاحبه الأصلي. حتى لو كانت البنات أو الشباب يعملون في عمل غير مجز ولا يسد الأفواه الجائعة.
كيف يخسر التقاعد؟ هذا السؤال يبدو محيرا جدا، فلا نشك أن السادة القائمين على التقاعد يعون جدا حساسية مكانهم وكيفية استثمار موارد الضمان فيما يزيد رأسمال التقاعد لا نضوبه، ويتحاشون المخاطر خاصة ما نراه في الاستثمار العقاري. مع ثورة العقار في وطننا وتداوله تداولا مجزيا، وكنا نرى عمارات في منتهى الجمال، ومكتوب عليها مصلحة التقاعد فنفرح لأن لنا جزءا منها نستلمه كلما كان القمر بدرا.
نحن متأكدون أن معاشاتنا ستستمر ولن تنقص هللة واحدة، لا الآن ولا مستقبلا، لكن إثارة هذا الموضوع وتداوله خاصة فيما يعني وجود عجز في المعاشات، وهذا العجز لم يكن موجودا من قبل، وكأن الاستثمار يسير بشكل جيد، فهل يعني ذلك سوءا بإدارة هذه الأموال، وهل يعني أنها وصلت لطريق المجازفة؟!
عفوا إلا معاشات التقاعد، تلك التي ينتظرها كبار السن ممن خدم طويلا وآن له أن يرتاح..
وللجميع طول العمر بصحة وغناة عن الحاجة.
ــــــــــــــــــــ
عن الرياص
تعليق