• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تثليث المعوذات في أدبار بعض الصلوات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تثليث المعوذات في أدبار بعض الصلوات

    تثليث المعوذات في أدبار بعض الصلوات


    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

    وبعد:
    فكلنا يعلمُ أن العبادات مبنيَّة على التوقيف، فليس لنا فيها إلا ما ورَد به الشرع.
    ثم إن النووي رحمه الله نقَلَ الإجماعَ على استحباب الذكر بعد الصلاة؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ﴾ [النساء: 103]، ولكن مما اشتهر بين الخاصة والعامة وانتشر، حتى صار من المسلَّمات: تثليث قراءة المعوذات، دُبرَ صلاتي الفجر والمغرب.

    وليس في ذلك حديثٌ صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، فيما أعلم.

    ومنشأ هذا الخطأ هو: فتاوى وتقريرات لعلَّامةِ العصر وشيخِه الإمامِ عبدالعزيز بن باز رحمه الله؛ إذ ذكر في (تحفة الأخيار) هذه المسألة في أكثر من موطن.

    والشيخ شهرتُه طبقت الآفاقَ؛ فانتشر قوله في المشرق والمغرب.

    ثم طبع الكتاب المبارك (حصن المسلم) وقرَّر فيه ما ذكره الشيخُ ابن باز، وسار الكتاب مسيرَ الشمس، ثم في الطبعات الأخيرة للكتاب عدَّل التثليث.

    وقد قال الشيخ الفاضل عبدالمحسن العباد سدَّده الله في أحد دروسه لـ: (شرح سنن أبي داود):
    "والشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه عندما كتَبَ حولَ ما يقال بعد الصلاة: وذكر أنه يؤتى بـ( آية الكرسي)، و(قل هو الله أحد)، و(قل أعوذ برب الفلق)، و(قل أعوذ برب الناس) بعد كل صلاة مرة واحدة، وعند المغرب والفجر يؤتى بـ(قل هو الله أحد) و(المعوذتين) ثلاثَ مرات، ولم أعرف ما هو الدليل على هذا، والشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه معروفٌ بعنايته بالآثار وبالحديث، وتعويله على الأدلة" اهـ.

    قلت: يُفهَمُ من كلام الشيخ العباد أنه لم يَجِدْ ما ذكره الشيخ ابن باز، لكنه مع هذا لم يَنسبِ الخطأ للشيخ؛ محتملاً أن يكون اطَّلع على ما لم يطلع.

    وذكر بعضُ طلبة الشيخ العباد: أنه صرَّح بأن التثليث خاص بأذكار الصباح والمساء.

    ثم قال: ولا أدري بأي دليل جعلها الشيخ ابن باز من أذكارهما؟!

    قلت: لعل المراد: حملُ الحديث على عمومه ((حين تمسي، وحين تصبح))، بغضِّ النظر أنها من أذكار الصلاة، أو من أذكار اليوم والليلة؛ إذ إن اللفظ يتناولها.

    وذكر بعضهم: أن الشيخ ابن باز رحمه الله ممن يرى - والله أعلم - أن أذكار المساء يؤتى بها بعد المغرب، فأراد أن يجمعَ بين الأمرين، وأما بعد الفجر فهي من الجمع بين أذكاره، وأذكار الصباح.

    وبعد بحث مني في عدد من كتب السُّنة - خاصةً فيما يتعلق منها بالأذكار - لم أجدْ حديثًا فيه تثليث قراءة المعوِّذات في دُبرِ صلاتَيِ الفجر والمغرب.

    والذي وجدته هو: حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (أمرني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن أقرأَ بالمعوِّذاتِ في دبرِ كلِّ صلاةٍ)؛ أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وصححه الحاكم، وقال: على شرط مسلم، والألباني في صحيح أبي داود،

    وكلهم رَوَوْها بصيغة الجمع (المعوذات) إلا الترمذي وابن حبان، فبصيغة التثنية (المعوذتَيْنِ)، ولعل رواية الجمع أحفظ؛ إذ رواتُها أكثرُ، بل جاءت رواية في الترمذي بالجمع أيضًا، كما في (تحفة الأشراف).

    ولا تعارض بين اللفظتَيْنِ؛ إذ تُخرَّجُ رواية الجمع على أن أقلَّ الجمع اثنان، أو أن سورة الإخلاص ذُكرتْ تغليبًا؛ كما ذكر ابن حجر، ورجَّح الأخير.

    ولعل منشأَ الخطأِ في تخصيص المعوذات بالتثليث بعد صلاتي الفجر والمغرب، هو ما جاء من حديث عبدالله بن خبيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((قل: "قل هو الله أحد"، والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاثَ مرات، تكفيك من كل شيء))؛ رواه الترمذي، وأبو داود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وصحَّحه النووي في "الأذكار"، وابن دقيق العيد في "الاقتراح"، وحسَّنه ابن حجر في "نتائج الأفكار"، والألباني في "صحيح الترمذي

    فالحديث واضح جليٌّ في سببه، ووقت ذكره، وهو يدخل في أذكار طرفَيِ النهار، فسحبُه من وقته وسببه إلى وقت وسبب آخر، تحكم بلا موجِبٍ، والعبادات توقيفيَّة، إلا إن أردنا أن نقولَ هذا الذكر بعد الفجر والمغرب قاصدين بذلك أذكارَ الصباح والمساء، فلا كلام في هذا ولا إشكال.

    فأنت ترى أن التثليث علَّمه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابيَّ في الصباح والمساء، بقوله: (حين تمسي وتصبح ثلاثًا) والعبادة - كما هو معلوم - لا يقيدها إلا دليل صحيح صريح.

    ثم إنهما عبادتان مستقلَّتان مقيَّدتان، لا تقوم إحداهما عن الأخرى.

    الخلاصة:
    الحق ضالةُ المؤمن أنّى وجده أخَذَه، ولا ينظر في ذلك إلا إلى الوحيَيْنِ، لا إلى الرجال، وإن كان لأهل العلم والفضل الإجلال والإكرام.
    أن سبب الإشكال ورودُ حديثَيْنِ، تعددت أسبابُهما، واختلفت ألفاظهما، ففهم الاتِّحاد في السبب؛ فوقع الخلط.
    المعوذات لا تقال إلا مرة واحدة في دبر جميع الصلوات؛ لعدم ورود الدليل على التخصيص.
    "الإخلاص" تدخل في المعوذات تغليبًا، كما جاء ذلك في أحاديث كثيرة.

    هذا ما انتهيت إليه، والله تعالى أعلى وأعلم.

    وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.



    الالوكة

  • #2
    الله يجزاج الجنه
    [flash=http://flash01.arabsh.com/uploads/flash/2012/01/25/0e30414b6d.swf]WIDTH=440 HEIGHT=330[/flash]

    تعليق


    • #3
      شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


      تعليق


      • #4
        مشكووورة اختي للموضوع القيم


        وفقك الله

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك

          تعليق


          • #6
            جزآآك الله خيرآ
            وجعله في موازين آعمالك




            تعليق


            • #7
              اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً
              أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
              وردكم المفعم بالحب والعطاء
              دمتم بخيروعافية

              تعليق

              يعمل...
              X