• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إذا عرفت أستطعت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إذا عرفت أستطعت

    يوميات أخصائية نفسية : أهمية الأندال في حياتك من الناحية النفسية !!!
    د. داليا الشيمي



    يبدو أنه ضمن مفاهيمي العقلية وتكويني الإدراكي والقيمي الذي لم أستطيع تغييره هو "صورة الرجل" ، أو مفهوم "الرجولة" والذي لازال من وجهة نظري يعني كل السمات والخصائص الجيدة، من تحمل مسؤلية، ورعاية، وأمان، وحماية، وكل ما يختصر المعنى في أن الرجل هو كل مَنْ يُمكن أن تستند إليه دون أن تخاف، لأن رجولته ستجعله يقوم عليك مادام عاهدك حتى لو على جثته، سواء كنت صديقه أو رفيقه أو حبيبته أو زوجته أو غير ذلك ....
    وبالطبع يُرجع بعضاً ممن حولي من السيدات صورة الرجل عندي بهذا التوصيف إلى كوني "صعيدية" الأصل، حيث ترجع أصولي الأساسية إلى "سوهاج" ، لكن الحقيقة أنني لم أدخلها أساساً سوى مع "اليونيسيف" أثناء تنظيم بعض الأعمال المجتمعية هناك، وصحيح ربما تكون في التنشئة لكني أعتقد أن الموضوع أبعد من الإنتماء للصعيد، ربما لتكوين أبي، وربما لحديث أمي عن معنى الرجل مما أثر على مفهومي عنه ليكون هذه الصورة الجميلة، وربما لأني فهمت ربي جيداً وعلمت أنه لن يُحدث المرأة عن الرجل كــ " سقف" أو قيادة لها ، وراعي، وكفيل، إلا لو كان آهله لذلك، وميزه ببعض الخصائص التي تجعله صالح لهذه الأمور.
    المهم... لا أتوقف كثيراً عند السبب في هذه الصورة عندي، لكني أتوقف كثيراً حينما أصدم في هذه الصورة، أو أرى منها نماذج بعيدة عن هذه الصورة "الرائعة" التي أرسمها للرجل بوجهِ عام.
    ومؤخراً بدأ يلفت نظري، وأثناء عملي مع بعض الرجال نماذج مختلفة عن الصورة، وذلك حين أتعامل معهم بعيداً عن كونهم حالة تأتيني لإستشارة نفسية أو أسرية، تعامل الرجال مع بعضهم البعض.
    فقد كنت في فترة من حياتي أعتبر أن الرجال محظوظين في علاقتهم ببعضهم البعض، وذلك نظراً لأن "الرجولة" تجعلهم يحافظوا على العهود بينهم، وأنهم أقل حديثاً من النساء، وبالتالي فرصة " اللك والعجن " و "الثرثرة" أقل، مفاهيم "النفسنة" في العمل ، و "الغيرة" وبعض السلبيات الأخرى غير موجود لأنهم "رجال" طبقاً لصورتي التي يقولون عنها " وردية" للرجل.
    لكني بدأت أفحص علاقة بعض الرجال بعضهم البعض في العمل أو حين المصالح مثلاً ، فالحقيقة لم أجد فرقاً كبيراً عن عالم النساء، لدى بعضهم!!!
    لكن كانت الصدمة بالنسبة لي شخصياً قبل ان أكون متخصص نفسي هي أنها تصدر من "رجال" ، والحمد لله أنني سبق وميزت بين "رجال" و "ذكور" حتى أُبقي بداخلي صورة "الرجل الجدع" ، الرجل "المسؤل" الرجل الذي لا يخشى في الحق لومة لائم ، الرجل الذي يحفظ العهود، الرجل الذي يستطيع أن يتحمل مسؤلية فعله ولا يستمع لكلام " السيدات" أو "الذكور" وغير ذلك.
    فلولا أنني ميزت أن هناك نوعين " ذكور" و "رجال" لما إستطعت تحمل ما بدأت أفحصه عن قرب في هذه العلاقات، والتي من بينها وجود بعض مواقف "الندالة" بين بعض الرجال!!
    صاحبك الندل .. هذه مواصفاته
    طبعاً بات واضحاً في عرضي أن مفهوم "الرجل الندل" غير موجود، ومَنْ سأتحدث عن نموذجهم هم " الذكور الأندال" ، حتى يتضح ما سأعرضه في السطور التالية من الناحية النفسية.
    وأولاً : ودعونا نبدأ بتعريف "النذالة" أو ما نعرفها بالعامية بــ " الندالة" في القواميس العربية والتي تُعرفها بأنها :
    نذُلَ يَنذُل ، نَذالَةً ونُذولَةً ، فهو نَذْل:
    نذُل الشّخصُ خسَّ وحقُر " من صاحب الأنذال نَذُل ، - هذا النذل يستغل بؤسَ الآخرين ".المعجم: اللغة العربية المعاصر.
    ثانياً : تعريف الندالة من الناحية النفسية :
    حاولت أن أضع تعريف نفسي للندالة فلم أجد لها تعريف أنسب من أنها "تصرف شخص على غير ما تتوقع منه بما يسبب لك إيذاء إما لأنه لم يفعل ما إنتظرته منه أو لأنه فعل غيره، عن قصد لإلحاق الإيذاء بك" .
    ثالثاً : الخصائص النفسية والسلوكية للشخص الندل :
    1- يبدي لك ملامح أنه قريب منك ويتفنن في ذلك.
    2- يجعلك تضع عليه بعض الأمال أو لا تتوقع منه الشر.
    3- حين وقوعك في مشكلة لا تجده مع تبرير يتوقف على حسب ذكائه.
    4- لديه قدرة عالية على قلب الحقائق ليجد لنفسه مبرر فيما يفعل.
    5- دائم التقليل من شأن ما يقدمه له الآخرين.
    6- عينه دوماً زائغة – نفسياً – فأثناء تناوله لما تعطيه له يحملق فيما لدى الآخرين.
    7- لدىه تاريخ سابق من نذالات مع آخرين ويعتبرها "بطولة" إنه إستطاع أن ياخذ أكثر من حقه أو أنه إستطاع النيل منه، أو أنه أعطاه درس ... وتجده من فضل الله يحكي ذلك كنوع من الجدعنة أو القوة أو المهارة.
    8- لدى بعضهم بعض الممارسات التي لو حُسبت بدقة لوجدتها لا أخلاقية لكنه يبروزها تحت بند " الظروف " .
    9- بناءه النفسي "ضعيف التكوين" في الأغلب ، ويعتبر نفسه أُخذ منه حق في مراخل باكرة من عمره، وأن عليه أن يأخذ من الآخرين حقه حينما يستطيع وذلك بألا ينتمي لأحد، ويتحرك وفق مصالحه.
    10- كثيراً ما يكون ذا لسان جيد ، يُعوض به غيابه الفعلي أو غياب وقوفه بجانبك فعلياً بأن يعطيك بعض الكلمات بديلاً عن الفعل .
    أهمية صاحبك النذل في حياتك!!!
    قد يكون العنوان غريب .. فهل لشخصية تبيع مَنْ يشتريها، ولا تُبقي على عشرة، ولا تُعطي الإنتماء حقه، وتُخرج أسوأ ما فيها حين تحتاج، ولا تُعطي ما تعاهدت عليه .. أي أهمية في حياتنا؟!!!
    من الناحية النفسية ... نعم .
    قد يكون مرورك بشخصية مثل هذه أمر مهم من الناحية النفسية لك وذلك للأسباب التالية :
    1- وجود النذل سيدربك على فحص الناس بعد ذلك، فلا اللسان هو الفيصل ولا حياة الرغد هي إختبار وجود الآخرين حولنا .
    2- سيمكنك من معرفة قيمة مَنْ في حياتك قد لا يتميزون بلسان رائع، ولا بمظهر مستكين، لكنهم موجودين على عهدهم معك حين أي مشكلة لك .
    3- سيجعلك تصرف النذل معك حريص على ألا تتصرف كذلك مع الآخرين لأنك جربت وعشت معنى أن تنتظر الخير والعون وياتيك الشر والجري حين الأزمة.
    4- سيُدربك الأنذال في حياتك على عمل "حدود" حتى لو كانت مصطنعة على سيل المعلومات التي تُخرجها للبشر، لأن النذل عادةً ما يُخرج المعلومات عن أسرارك أو يخفيها عنك حين حاجتك إليها.
    5- إكتشاف النذل في أي توقيت من حياتك هو فضل من الله مهما أخذ منك أو مهما كانت صعوبة الموقف الذي تخلى عنك فيه لأنه لو إستمر أكثر لعرف أكثر وتمكن أكثر وبالتالي أصبح المه أكثر، فعليك أن تُدرك الأمر كنعمة.
    مثل النذل الذي يتركك حين تخرج شائعة بأن رصيدك بدأ يقل، أو أن لديك إصابة أو بداية مرض، أو إن مصلحته معك في خطر، ذلك لأنه لو إستمر لحدوث هذه الأمور فعلاً لأعطاك درس أصعب بكثير .
    كالرجل الذي تطلب زوجته الطلاق حين ظهور بعض ملامح الفقر أو ضغط المعيشة، أو المرض، أو الرجل الذي يبدأ يترك زوجته حين يجلس والدها الذي كان يساعده على المعاش أو ينتقل من وظيفة لأخرى غير تلك التي كان يساعده بها.
    6- الأنذال في حياتنا يجعلونا نشعر بجميل ما قمنا به لآخرين، فيجعلك تقارن بين موقفك مع فلان وموقفه هو معك، فتشعر بحالة طمأنينة من أن الله لا يساوي بين البشر أبداً حينما يختلف عملهم، فتتأكد من أنك لن تدخل أزمة حقيقية مهما أراد لك هذا النذل أو غيره.
    7- يضعك النذل في إختبار صعب إن مررت منه بنجاح فستشعر براحة نفسية كبيرة، حيث أن الله عادل، ومَنْ يظلمك ياتي لك به الله في موقف صعب ويكون عليك أن تختار إما أن ترد عليه نذالته أو تتركه من باب "العفو عن المقدرة" فإن فعلت الأخيرة فإن ذلك يبعث فيك قوة نفسية غير عادية لأن كان بإمكانك الرد لكنك فضلت ألا تأخذه وتنضم لفئة " الأنذال" وهنا تشعر بتميزك الحقيقي.
    هذه جميعها مكاسب من وجود الأنذال في حياتنا ، إنهم " كالمحنة" التي إن نظرت إليها جيداً وإستخدمت طاقتك النفسية الإيجابية حولتها من " محنة" إلى "منحة".
    فكم جميل ألا يظل المرء يسير وهو يحمل على ظهره عدد من الناس ويدخل بهم سنة من عمره ثم سنة أخرى مع زيادة أعباءهم، وهم في الحقيقة حمل ثقيل لا نفع منه.
    هناك أحمال من البشر جميل أن يكشفوا عن وجههم الحقيقي مهما كان صعباً، لنراهم ولا نُكمل بهم، مهما تكلف ثمن إنزالهم من على ظهورنا، لأن تكملة المشوار بهم ستكون تعب بلا حصاد.
    وتذكروا أن هناك بشر نفسياً يشبهوا العقرب، الذي كان في جزيرة خرجت الماء عليه ورغب أن ينتقل إلى جزيرة أخرى وطلب من حوت أن يحمله على ظهره لينتقل به إلى جزيرة أخرى لأنه سيغرف.
    فقال له الحوت : ولكنك ستلدغني إن أنا وضعتك على ظهري فهذا هو تكوينك
    تعجب العقرب من كلامه وقال له : وكيف لي ذلك ، فإن لدغتك وأنت تحملني على ظهرك غرقت وأنا الأن أطلب منك أن تأخذني لكي لا أغرق.
    أخذه الحوت .. بعد أن إطمأن لحديثه .. وضعه على ظهره وتحرك به لينجيه من الغرق وينتقل به إلى جزيرة آمنة.
    وفي وسط البحر ضرب العقرب سمه في ظهر الحوت وبدأ الحوت في الإحتضار.
    وقال الحوت وهو يفقد حياته : ألم أقل لك يا عقرب إنك ستلدغني وأكدت لي أنه لن يحدث لأنك ستغرق إن فعلت وها أنت فعلت وسوف تغرق.
    فقال له العقرب : سامحني يا صديقي ... الطبع يغلب التطبع .. وها أنا أموت معك لأنني لم أستطيع إلا أن أفعل ما هو طبعي .
    فلا تطلب من النذل إلا أن يغشك، ويخدعك ، ويبيعك، ويتخلى عنك، ويتحدث عنك بما يبرر "لدغته" ، أو بيعه ........
    صدق أرسطو حين قال " إذا عرفت إستطعت" فمعرفة البشر تقينا من كثير من الشرور وإن كان بعضها قدر لنتعلم ما هو أعظم.
    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة Oct-29-2015, 10:40 AM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    أرجو تصحيح العنوان ليصبح ( إذا عرفت أستطعت) مع الشكر
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

    تعليق


    • #3
      تم التعديل بارك الله فيك وفي طرحك المفيد ...


      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
        تم التعديل بارك الله فيك وفي طرحك المفيد ...
        وفيك يا أبو صالح وجزاك الله خير شكرا لك .
        كل العطور سينتهي مفعولها
        ويدوم عطر مكارم
        الأخلاق

        تعليق

        يعمل...
        X