• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رثاء المتنبي لأمه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رثاء المتنبي لأمه







    ألا لا أُري الأحداثَ مَدحاً ولا ذَمّا#

    فَما بَطشُها جَهلاً ولا كفُّها حِلمَا
    إلى مثلِ ما كانَ الفتى مرْجعُ الفتى#

    يَعُودُ كمَا أُبْدي ويُكرِي كما أرْمَىلَكِ الله مِنْ مَفْجُوعَةٍ بحَبيبِها#

    قَتيلَةِ شَوْقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصْمَاأحِنّ إلى الكأسِ التي شرِبَتْ بها#

    وأهوى لمَثواها التّرابَ وما ضَمّابَكَيْتُ عَلَيها خِيفَةً في حَياتِها#

    وذاقَ كِلانا ثُكْلَ صاحِبِهِ قِدْمَاولوْ قَتَلَ الهَجْرُ المُحبّينَ كُلَّهُمْ#

    مضَى بَلَدٌ باقٍ أجَدّتْ لَهُ صَرْمَاعرَفْتُ اللّيالي قَبلَ ما صَنَعَتْ بنا#

    فلَمَا دَهَتْني لم تَزِدْني بها عِلْمَامَنافِعُها ما ضَرّ في نَفْعِ غَيرِها#

    تغذّى وتَرْوَى أن تجوعَ وأن تَظْمَاأتاها كِتابي بَعدَ يأسٍ وتَرْحَةٍ

    #
    فَماتَتْ سُرُوراً بي فَمُتُّ بها غَمّاحَرامٌ على قَلبي السّرُورُ فإنّني#

    أعُدّ الذي ماتَتْ بهِ بَعْدَها سُمّاتَعَجَّبُ مِنْ لَفْظي وخَطّي كأنّما#

    ترَى بحُرُوفِ السّطرِ أغرِبةً عُصْمَا
    وتَلْثِمُهُ حتى أصارَ مِدادُهُ#

    مَحاجِرَ عَيْنَيْها وأنْيابَها سُحْمَا
    رَقَا دَمْعُها الجاري وجَفّتْ جفونها#

    وفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدمَا أدمَى
    ولم يُسْلِها إلاّ المَنَايا وإنّمَا#

    أشَدُّ منَ السُّقمِ الذي أذهَبَ السُّقْما
    طَلَبْتُ لها حَظّاً فَفاتَتْ وفاتَني#

    وقد رَضِيَتْ بي لو رَضيتُ بها قِسْمَا
    فأصْبَحتُ أسْتَسقي الغَمامَ لقَبرِها#

    وقد كنْتُ أستَسقي الوَغى والقنا الصُّمّا
    وكنتُ قُبَيلَ الموْتِ أستَعظِمُ النّوَى#

    فقد صارَتِ الصّغَرى التي كانتِ العظمى
    هَبيني أخذتُ الثأرَ فيكِ منَ العِدَى#

    فكيفَ بأخذِ الثّأرِ فيكِ من الحُمّى
    وما انسَدّتِ الدّنْيا عليّ لضِيقِهَا#

    ولكنَّ طَرْفاً لا أراكِ بهِ أعمَى
    فَوَا أسَفا ألاّ أُكِبَّ مُقَبِّلاً#

    لرَأسِكِ والصّدْرِ اللّذَيْ مُلِئا حزْمَا
    وألاّ أُلاقي روحَكِ الطّيّبَ الذي#

    كأنّ ذكيّ المِسكِ كانَ له جسمَا
    ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ#

    لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّالَئِنْ لَذّ يَوْمُ الشّامِتِينَ بيَوْمِهَا#

    لَقَدْ وَلَدَتْ مني لأنْفِهِمِ رَغْمَاتَغَرّبَ لا مُسْتَعْظِماً غَيرَ نَفْسِهِ#

    ولا قابِلاً إلاّ لخالِقِهِ حُكْمَاولا سالِكاً إلاّ فُؤادَ عَجاجَةٍ#

    ولا واجِداً إلاّ لمَكْرُمَةٍ طَعْمَايَقُولونَ لي ما أنتَ في كلّ بَلدَةٍ#

    وما تَبتَغي؟ ما أبتَغي جَلّ أن يُسْمىكأنّ بَنيهِمْ عالِمُونَ بِأنَّنِي#

    جَلُوبٌ إلَيهِمْ منْ مَعادِنه اليُتْمَاوما الجَمْعُ بَينَ الماءِ والنّارِ في يدي#

    بأصعَبَ من أنْ أجمَعَ الجَدّ والفَهمَاولكِنّني مُسْتَنْصِرٌ بذُبَابِهِ#

    ومُرْتكِبٌ في كلّ حالٍ به الغَشمَاوجاعِلُهُ يَوْمَ اللّقاءِ تَحِيّتي#

    وإلاّ فلَسْتُ السيّدَ البَطَلَ القَرْمَاإذا فَلّ عَزْمي عن مدًى خوْفُ بُعده#

    فأبْعَدُ شيءٍ ممكنٌ لم يَجِدْ عزْمَاوإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَهُمْ#

    بها أنَفٌ أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَاكذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي#

    ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَافلا عَبَرَتْ بي ساعَةٌ لا تُعِزّني#

    ولا صَحِبَتْني مُهجَةٌ تقبلُ الظُّلْمَا
    التعديل الأخير تم بواسطة سعد بن معيض القرني; الساعة Nov-15-2015, 02:42 PM.
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...


    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
      شكراً لنقلك الموفق والمفيد ...
      عفوا شكرا لك.
      كل العطور سينتهي مفعولها
      ويدوم عطر مكارم
      الأخلاق

      تعليق


      • #4
        من روائع الشعر اختيار جميل ... شكرا للناقل .
        *وخلق تميز به المتنبي عن معظم الشعراء أنه لا يخلو مدحه ولا رثاؤه - وهما أبرز أغراض شعره- من الفخر بنفسه كقوله:
        ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ#
        لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا
        لَئِنْ لَذّ يَوْمُ الشّامِتِينَ بيَوْمِهَا#
        لَقَدْ وَلَدَتْ مني لأنْفِهِمِ رَغْمَا
        تَغَرّبَ لا مُسْتَعْظِماً غَيرَ نَفْسِهِ#
        ولا قابِلاً إلاّ لخالِقِهِ حُكْمَا
        ولا سالِكاً إلاّ فُؤادَ عَجاجَةٍ#
        ولا واجِداً إلاّ لمَكْرُمَةٍ طَعْمَا

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة شعب زاهر مشاهدة المشاركة
          من روائع الشعر اختيار جميل ... شكرا للناقل .
          *وخلق تميز به المتنبي عن معظم الشعراء أنه لا يخلو مدحه ولا رثاؤه - وهما أبرز أغراض شعره- من الفخر بنفسه كقوله:
          ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ#
          لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا
          لَئِنْ لَذّ يَوْمُ الشّامِتِينَ بيَوْمِهَا#
          لَقَدْ وَلَدَتْ مني لأنْفِهِمِ رَغْمَا
          تَغَرّبَ لا مُسْتَعْظِماً غَيرَ نَفْسِهِ#
          ولا قابِلاً إلاّ لخالِقِهِ حُكْمَا
          ولا سالِكاً إلاّ فُؤادَ عَجاجَةٍ#
          ولا واجِداً إلاّ لمَكْرُمَةٍ طَعْمَا

          شكرا لمرورك وشرحك المتميز عن المتنبي .
          كل العطور سينتهي مفعولها
          ويدوم عطر مكارم
          الأخلاق

          تعليق

          يعمل...
          X