• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقالة د.فاطمة القرني : خطابُنا الثقافي .. (أيـّهم يكفلُ مريم..)؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقالة د.فاطمة القرني : خطابُنا الثقافي .. (أيـّهم يكفلُ مريم..)؟!








    خِطابُنا الثّقَافي... : «أيّهُمْ يَكفلُ مَريَمْ..»؟!!




    إذا قلت ما بي \ د. فاطمة القرني
    2015/11/12
    l اتسم خطابنا الثقافي في تناولاته المختلفة خلال العقود الأربعة الماضية بما لا يخفى من سمات الحدّة من جانب والارتباك من جانبٍ مُقابِل حتى استعصت – أو كادت – إمكانية حصر ملامح مستقرة معبرة عنه وعاكسة له انعكاساً حقيقياً دقيقاً، وازدادت تلك العشوائية الضاجة بروزاً في السنوات الأخيرة التي أصبحت فيها مواقع التواصل الاجتماعي – وفي مقدمتها «تويتر» – وسائط إنتاج ذلك الخطاب ومنابر التحاور فيه وحوله، غير أننا يمكن – رغم ذلك التأبِّي – أن نتتبع بعض سماته الدالة المقاربة لطبيعته ولعوامل التأثير في تشكيله، وسأقصر وقفاتي هنا على الملامح السلبية لهذا الخطاب المتجاوز إعلامياً عند كل من طرفي النقيض: الإسلاميين المتشددين والليبراليين العلمانيين؛ وذلك لأن كثيراً من الاعتلالات الفكرية والثقافية التي يعانيها شبابنا حالياً ناتجة بشكل أو بآخر عن الصدام الخفي والمعلن بينهما سواء داخل السعودية أو خارجها:
    أولاً: اتصف خطاب غلاة المتدينين في ذروة توهجه في مرحلة الصحوة بأنه:
    خطاب وعظي عاطفي مباشر وضاجّ، وبكونه خطاباً جمعياً يكاد يلغي كل الحقوق الشخصية على المستوى الذاتي ويحيلها إلى مكافآت أخروية؛ بل ويتجاوز من خلال ذلك وبذلك انتماءات أتباعه للوطن الأصل إلى أممية مشاعة يعجز حتى هو عن تحديد ملامحها، وهو أيضاً خطاب صِدَامي مستفز تنصرف طاقته لتجييش الشباب ضد الآخر.. كل آخر.. في حين يخبو صوته المحفز لهم للمشاركة في البناء والتنمية في الداخل.. داخل أوطانهم، وهو خطاب طائفي إقصائي في طرحه «السني والشيعي منه على السواء» لدرجة مشبوهة تتحكم في ولاءاته وتُوجهها وجهاتها المتجاوزة لأسوار الوطن ومصالحه!.
    ... كل هذا أدى لنشوء جيل مغالٍ عنيفٍ قلق الهوية ساهَمَ الوضع الاقتصادي خلال تراجع مستوياته في العقود القليلة الماضية في تعاظم نقمته على الوطن بكل مكوناته بدءاً من الأسرة وانتهاء بمؤسساته المختلفة؛.. بل على الدين أيضاً وعلى بعض رموزه القائدة لهذا الجيل المخيبة لآماله حين سقط ذلك ال«بعض» على مستوى التطبيق!.
    ثانياً: في المقابل.. وخلال العقد الأخير.. وهي مرحلة توهج المغالين في الدعوة لليبرالية العلمانية... لم يجد الشباب في هذا التيار ما يَجبر كسراً أو يُقيل عثراً.. فالخطاب الليبرالي نفسه بدا خطاباً مراوغاً متحذلق الطرح يجادل كثيراً ولا يكاد يقول شيئاً ذا بال؛ ولم يكن في تجاوزه للمصالح الوطنية أدنى درجة من أضداده فهو لا يأبه بأن يُستغل صوته خارجياً ضد تلك المصالح خلال خوضه معاركه المشروعة حيناً والمفتعلة المتضخمة أحياناً كثيرة أخرى على وجه التحديد في بعض صور توظيفها في مجال حقوق الإنسان؛ وهو كذلك خطابُ تنازلاتٍ بامتياز على المستوى الديني إذْ قابل مناداة المتشددين دينياً بفرض الالتزام الديني على جميع الناس شكلًا وفكراً وحراكاً إلى حد التنطع والغلو.. قابله بالمناداة بإقصاء الدين عن أن يكون المؤثر الأول في التشريعات وكذلك في توجيه تعاملات الناس وتهذيب سلوكياتهم وذلك تحت عنوانٍ غائمٍ عائم هو ضرورة «تجديد الخطاب الديني» والذي يعني عند هؤلاء تحديداً «تجميد الخطاب الديني وعزله وتنحيته!»؛ ولعل أهم سمة طبعت خطاب غلاة الليبراليين ونفّرت كثيرين ممن انبهروا بهم في بدايات توهجهم من طرحهم الحالي كونه حال خطاباً «ثأرياً» مجانفاً للموضوعية والحياد إلى حدٍّ كبير؛ فبعض رموزه ممن استهدفهم جانب من خطاب الصحوة بالعداء والإقصاء باتت تمارس الفعل نفسه ضد الفريق المقابل وأيضاً ضد بعض قُدامى الليبرالية الذين انتقدوها.. وذلك في تصفيات حسابٍ شخصية تتجاوز ضراوةً وإيذاءً ما استهدفوا به هم ابتداء؛ ويأتي ذلك على حساب الحق والحقيقة.. بل وعلى حساب الوطن واستقراره كياناً وإنساناً!.
    l ومع كون هذين الفريقين يتبادلان المواقع في تبني أكثر من سمة فيما سبق ذكره إلا أن هناك عدداً من مشتركات الخطاب الأبرز بينهما أكثر من سواها؛ وهي:
    1 - تَقَاذُف «مكانة المرأة وحقوقها» كُرةَ لعب ٍ بينهما كلما خبا بريق فريق أو وهنت قوة الآخر؛ فبينما انبتت سطوة الصوت الذكوري في التيار الصحوي المتشدد على تغييب المرأة ونفيها كلية من المشهد التنموي الوطني بل والإنساني عامة بذريعة حمايتها وصونها يتعالى في الآونة الأخيرة صراخ الليبرالية العلمانية مطالباً بتحضيرها و«إبرازها» في كل مجال وكل ميدان مناسب لطبيعتها أو غير مناسب بدعوى تمكينها من استعادة حقوقها؛ وكلاهما بهذا «الاستغلال» يُكرِّس لخطابٍ سمجٍ مثيرٍ للاشمئزاز يَسلب من مشروعية تلك الحقوق أكثر مما يمنحها!.
    2 - كلاهما يُزايد على الآخر فيما يتعلق بدوره في «حماية الوحدة الوطنية» متسلحاً ب «الدين» في النيل منه؛ فعلى سبيل المثال يجد المتشددون في لعب العلمانيين بورقة «حقوق الشيعة» مدخلاً لوصمهم بعداوة الدين ومناصرة عدو الوطن الخارجي الأبرز حالياً والمتمثل في «إيران» في حين لا تتردد رموز التوجه العلماني في اتهام المتشددين بالتهمة نفسها وبأنهم داعشيو الهوى والهوية!!.
    وفي هذا الحصر لأعدائنا في «إيران وداعش» فحسب ما فيه من استنزاف الجهود وتوجيهها بوعي أو بدون وعي على المستوى الإعلامي إلى هاتين الوجهتين فقط مغفلين ما يتعالق معهما وينفرد كذلك في استهدافنا سراً وعلانية كراهية وتجنياً بما في ذلك أقلام وتحركات أعدائنا من ذوي القربى «أصدقائنا اللدودين» من العرب الذين منهم مَنْ هو أشد تحيُّناً لسقوطنا من كثير من خصومنا المغايرين لنا قومية وعقيدة!.
    3 - كلاهما لم يزل ذا الطول والحول والصوت الأعلى والأبلغ وصولاً في مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم الأقوى والأخطر تأثيراً في تشكيل وعي الشباب وتوجيهه الوجهة التي يوليها والتي هي بالتأكيد أقصى ما تكون عن قِبلة الوطن ووحدته ومصالحه!!.
    l المشكلة كما يعلم أكثركم قرائي الأحبة ليست في أصل الخطاب الديني المستمد فكراً ولغة وتشريعات من القرآن والسنة وإنما فيما انحرف عنه من خطابات تتلبس لبوس الدين زيفاً وادعاء، وفيما قابل ذلك من خطاب لا يتردد في استغلال ذلك الانحراف في النيل من قداسة تلك الأصول وكمالها وصلاحية الاحتكام إلى نصوصها في كل زمان ومكان!.
    والسؤال: إلامَ تقتات وسائل الإعلام المختلفة من مشاعر الناس وسكينتهم وسَوَائهم الإنساني وهي تُرَحِّب قنواتها ومنابرها المختلفة للمحتربين الحمقى من غُلاةِ هذين الضِّدين غير آبهةٍ بأية قيمةٍ أو مبدأ فضلاً عن أن تُلقي بالاً لقداسة دينٍ أو وحدة وطن؟!!.
    إشارة: ما توقفتْ عنده هذه المقالة من سمات يستهدف ما كان بعيداً عن مناخ الاعتدال والوسطية، أي مناخ تلك الأصوات المسؤولة التي أحسبها مع تميزها وكثرتها لم تزل خافتة إعلامياً ؛ ويتعلق تحديداً بمن جنح عن أصل هذا التيار أو ذاك بحيث يصدق على كثير من أتباع الأول وصف «يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»؛ ويتأكد في حق كثير من أتباع الثاني تجاوزهم لكل اشتراطات الليبرالية في أصول مفهومها إلى الجانب الجانح المتردي من التوجه العلماني.



  • #2
    الدكتوره فاطمه تستحق كل تقدير

    تعليق


    • #3
      د فاطمة عضو الشورى الاديبه المخلصه لوطنها كثر الله من امثالها

      تعليق


      • #4
        بالتوفيق لمعاليها


        تعليق


        • #5
          بالتوفيق دكتوره فاطمه

          تعليق


          • #6
            موفقه

            تعليق


            • #7
              موفقه والى الامام هذا مقال في الصميم

              تعليق


              • #8
                انا فخور بهذه القبيلة وافرادها

                تعليق


                • #9
                  بالتوفيق ان شاء الله

                  تعليق

                  يعمل...
                  X