• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عسير.. سحابة المطر وحصاد الربيع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عسير.. سحابة المطر وحصاد الربيع

    عسير.. سحابة المطر وحصاد الربيع

    وادي أبها والمزارع المجاورة له
    أبها ـ تقرير: يحيى الشبرقي
    كانت ولا زالت مواسم الامطار ونسبة هطولها عاملاً هاماً في رسم ملامح الطبيعة في سلسلة جبال السروات، ومنها منطقة عسير الغنية بالمنتجعات والمصايف الجميلة، والتي شكلت بغاباتها ومزارعها الموسمية ومواسم الحصاد،ومدرجات الزراعة وتكاثر الزهور الموسمية الصيفية، لوحات طبيعية تتمازج مع الهواء العليل الذي يخالطه الضباب أحياناً والسحاب في أحيان أخرى، وتتنوع الامطار بين الثلوج وحبات البرد الذي قل أن يهطل إلا في هذه الجبال، فتتراكم طبقات ابداعية حيناً وتحمله سيول الأودية وشلالات الطبيعة حيناً آخر، ما يجعل منطقة عسير قبلة المصطاف عندما يقبل الصيف بقيظه وسمومه وحرارته.
    أمطار عسير وخصائصها المناخية
    يصنف أهل الاختصاص منطقة عسير بأنها من اكثر المناطق في الجزيرة العربية أمطاراً، وأنها من المناطق التي تأخذ نصيبها على مدار الفصول الاربعة كاملة أو شبه كاملة بإرادة الله جل في علاه، ولكن أمطارها تزداد خلال فصلي الربيع ثم الصيف، ويسجل شتاؤها نسب أمطار أقل مقارنة بالصيف، ولذلك تصنف على أن أمطارها صيفية موسمية شبه يومية، ولو أنها في الثلاثة العقود الاخيرة قد سجلت تراجعاً في كمياتها مقارنة بما قبلها، حيث كانت الامطار تدوم لساعات وأحياناً أياماً، تتخللها أحياناً عواصف مطرية تدمر المنازل، وتضطر ساكنيها إلى اللجوء أو الانتقال إلى الاماكن الآمنة، وقد تدمر المزارع والمحاصيل. ويقول عبدالله بن محمد الشبرقي أحد المهتمين بمناخات المنطقة وتقلباتها والحاذق بمواسم البذر والحصاد، إن أمطار منطقة عسير تتدرج بشكل تصاعدي من الشتاء إلى الخريف وتزداد في الربيع والصيف، وأن أمطار الوطن العربي بكامله شتوية بما في ذلك بلاد نجد والشمال والشرق السعودي، ما عدا هذه المنطقة التي تصنف أمطارها بأنها صيفية وقليلة في الشتاء، وأن أمطارها تحمها حركة الرياح. وأضاف الشبرقي أن أمطار منطقة عسير في الجزء الأول من الصيف -وهو فصل الربيع- تكون اتجاهات الريح بها من الشرق إلى الغرب، حاملة كميات جيدة من الامطار، لكنها تزداد أضعاف ذلك عندما تدخل الثلاثة الأشهر الأخيرة من الصيف، وتكون اتجاهات الرياح خلالها عكس السابقة أي من الغرب إلى الشرق، والمعروفة بالرياح الموسمية القادمة من افريقيا والعابرة للبحر الأحمر محملة ببخار المياه، والتي ما إن تصعد إلى المرتفعات حتى تحدث التكاثف وسقوط الامطار بكثافة على جبال عسير، بل أنه من العجب العجاب أنها تكون أحياناً على شكل حبات الثلج أو البرد، في شهر أغسطس المعروف عالمياً بشدة حرارته.
    مختتماً حديثه بأن أمطار منطقة عسير هي الجمال الحقيقي، ولذلك قال أحد الادباء يوماً أن أبها هي المدينة التي تغتسل كل يوم.
    شهادات معاصرين لأمطار أبها سابقاً
    المعاصرون لمدينة أبها ومنتجعاتها من جيل السبعينات والثمانينات الهجرية، كمصطفى بن عزيز، يؤكدون أن الامطار تراجعت كثيراً مقارنة بتلك الحقب السابقة، والتي قد يكون لموجة التصحر العالمي دور فيها، حيث يؤكد بن عزيز على أن الربيع والصيف أمطارهما يومية ومن النادر أن يمر يوماً بدون أمطار، لكنها في غالبها كانت في توقيت محدد لا يتجاوز ساعة واحدة بعد ظهر كل يوم، ثم تنجلي السحب وتعود شمس أبها في السطوع في مناظر بديعة لا تروح من مخيلتي.
    ويقول الشيخ حسن بن معجب الحويزي إن منطقة عسير اشتهرت بمجموعة من الاودية الهامة دائمة الجريان، كوادي أبها ووادي عتود بخميس مشيط ووادي بن هشبل ووادي بيشة ووادي القصب، التي كانت تجري ليل نهار، بل أن الحويزي أشار إلى أنه وجد تلك الأودية مصنفة في بعض الكتب والمراجع التاريخية بأسماء أنهار، كنهر أبها ونهر عتود وغيرها، وهذا يدلل على ديمومة وكثرة الامطار المتعاقبة.
    ويذكر الشيخ الحويزي بأن وادي أبها نزل بأحد عشر سيلاً في يوم واحد، وأن اكوام البرد أو الثلوج في احدى السنوات تراكمت في ساحة البحار الشهيرة في وسط أبها إلى ارتفاع المترين وبقيت حوالي ثلاثة أسابيع، مؤكداً في ختام حديثه أن الامطار هي العمود الفقري لسياحة وجمال المنطقة.
    الوديان الجارية والثلوج والغابات
    كثرة الامطار واستمراريتها خلقت في منطقة عسير أودية شهيرة صنفت في بعض المصادر القديمة ب أنهار، ومن ذلك خرائط الوطن العربي في دار الوثائق التركية، التي رسمت خريطة أحياء وقرى أبها ودونت على واديها نهر أبها باللغة العربية التي كانت هي المعتمدة في زمن الخلافة وفيما قبل مرحلة كمال أتاتورك، وكذلك نهر عتود بخميس مشيط، ونهر بيشة القادم من بلاد رفيدة، ونهر طريب، ونهر تندحة، ونهر بن هشبل، ونهر البيح، وجميعها تأتي منحدرة من جبال شعف شهران وشعف ال ويمن والسودة وتهلل ومرتفعات بالاسمر وبالاحمر وغيرها، وتعد هذه الاودية الكبيرة بالعشرات، ناهيك عن مئات الاودية الصغيرة الرافدة لهذه الاودية، التي لا تكاد ينابيعها تنقطع.
    وتقول بعض المصادر التاريخية أن الغابات الممتدة ل 400 كم على قمم جبال السروات، والتي تشكل جبال منطقة عسير نصفها تقريباً، لم تنشأ نتيجة لكثرة تهاطل الامطار، ولكنها نبتت ونشأت نتيجة أن هذه الجبال كانت ثلجية أو من البقاع التي كان يزورها الثلج مواسم متعاقبة، فنشأت عليها هذه الغابات المعمرة التي تتكون من أشجار العرعر والسرو والطلح وغيرها، وتسجل الوثائق أن آخر ظهور للثلج بهذه المنطقة ما نزل على أبها وقراها عام 1370ه، ومعه توشحت جبال أبها باللون الابيض لعدة أيام، ثم انقطعت هذه الظاهر من بعد ذلك التاريخ.




    وادي أبها صنف قديماً على أنه نهر





    السيول بعد الأمطار بشعاب عسير





    سيلان أحد الأودية بمنطقة عسير





    أمطار عسير في الصيف أكثر من الشتاء
    كل العطور سينتهي مفعولها
    ويدوم عطر مكارم
    الأخلاق

  • #2
    اللهم زد وبارك
    ابها اسم على مسمى مدينة جميلة تجمع بين الحضارة وجمال الطبيعة
    شكراً لك ابو معيض

    تعليق


    • #3
      أبها البهيه
      اللي تخلي الكهله صبيه


      تحيتي أستاذ سعد ...


      تعليق

      يعمل...
      X