• تم تحويل المنتديات للتصفح فقط

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صاحب السيكل .. بائع الكراث والجرجير .. قصة بقلمي ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صاحب السيكل .. بائع الكراث والجرجير .. قصة بقلمي ..

    صاحب السيكل .. بائع الكراث والجرجير


    أحبتي الكرام القراء


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــــــــــه .


    أهلا بكم وحياكم الله مع قصتي الجديدة والتي أتمنى ان تنال إعجابكم
    وهي بعنوان صاحب السيكل .. بائع الكراث والجرجير

    مقدمــة :


    هذه القصة ليست حقيقة ماثلة ولكنها من الخيال على وزن رؤاء ومشاهدات
    قديمة قد شاهدتها وأعرف تفاصيلها تماما .. في حوالي عام 1383 هـ كانت
    تلك الرؤاء والمشاهدات .. عندما كان راتب العسكري تقريبا (190) ريال فقط
    وكانت الرواتب عامة وفي المتوسط لا تتجاوز الستمائة ريال وأعلى مرتب
    للموظفين الكبار قد لا يصل الالف ريال والله المستعان .. وكانت الحياة بسيطة
    جدا وكان الناس يتعاملون بالهلل يعني الريال يمكن أن يمون صاحبه يوما
    أو يومين المواصلات كانت بقرشين والسندويش كان بربع ريال وبراد الشاي
    كان بخمسة قروش والبيبسي كان بخمسة قروش والمادة كانت معدومة في
    ذلك الوقت . وعلى هذا الحال ستكون قصتنا نأمل أن تنال إعجابكم .
    **********
    القصـــة :

    كان هناك فتى يبلغ من العمر ما بين الثامنة والعاشرة من العمر وهو يتيم
    ولا يعرف عنه إلا أن أسمه محمد ولا يعرف غير ذلك .. ويقطن لدى أسرة
    من الأسر المتوسطة الحال أذ فقد أبواه وهو لا يعرفهما في السنة الاولى من
    عمره أو الثانية . فكفله أهل تلك الاسرة وربياه راجين الأجر والثواب من الله
    وفي يوم من الايام كان يوجد لديه سيكل بسكليت كما يسمى في ذلك الوقت
    وما زال الاسم الى الان كما هو . المهم لديه سيكل وبه أعطال لا يستطيع
    أستخدامه فذهب به الى رجل يصلح السياكل وقال له صلح لي سيكلي الله يخليك
    فقال له ذلك المصلح أن هذا السيكل لا ينفع ويحتاج إصلاحه مبلغ كبير ؟ فقال
    له الفتى وكم المبلغ : قال المصلح ما ينفع سيكلك تبي تبيعه أحسن لك ولا تخسر
    عليه .. فقال الفتى وبكم تشتريه قال (15) ريال .. قال الفتى حرام عليك تخسرني
    قال المصلح هذا اللي يستحقه سيكلك . قال زودني الله يخليك انا ما عندي شي وحالي
    صعب .. فقال المصلح خلاص أعطيك (20) ريال ولا أزيد وتراني ما راح استفيد
    منه إلا بعض القطع اللي فيه أركبها في سياكل أخرى . تبي اللي قلت لك وإلا بكيفك
    قال الفتى هات العشرين والله يعوضني خير . أخذ العشرين وذهب وهو في حالة
    صعبه ومحزنه جدا . وعاد الى بيت الاسرة التي يسكن لديهم واللي مربينه .
    وعند دخوله والدموع في عينيه . رأته ربة ذلك المنزل وهي تعطف عليه كثيرا
    وتحبه وتساعده دايما وتواسيه ولا تجعل أحدا يقسو عليه . قالت وش فيك يا محمد
    عيونك غرقانه من الدموع وش حصل لك . قال يا أمي وقد كان يناديها يا أمي
    لعدم معرفته بأمه وكونها هي التي ربته . قال لها رحت أبي أصلح سيكلي
    وقال لي المصلح أنه خربان وما عاد ينفع وأخذه مني بعشرين ريال . قالت
    ولا يهمك يا روح وانا أمك أن شاء الله الله يرزقنا ونشري لك واحد غيره لا تزعل
    فقال بنبرة من يريد أن يغير حاله ويسعى لكسب المال بعرق جبينه وعمل يده
    الله يسلمك يا أمي ويحفظك ويخليك . أنا ما أبي منك شي ولا من أي أنسان
    ولكن قررت أن أعتمد على نفسي من الآن وصاعد . قالت له بحسره شديده
    ليه يا عيوني أنا ما قصرت معك ولا راح أقصر . فقال لها صحيح الله يحفظك
    ويخليك ويعافيك ما قصرتي ولكن أحب أن أعتمد على نفسي وتحت رعايتك
    بارك الله فيك . فقالت له وكيف . قال تشوفي بكره أن شاء الله وش اسوي .
    **********
    في اليوم الثاني وعند الفجر صحى من النوم وذهب الى أمه فوجدها
    جالسه بعد أن أدت صلاة الفجر . وقال يا أمي أبي قفه . قالت هاه ؟؟
    قال قفه اللي يشيلون فيها الاغراض . قالت وش تبي فيها الله يصلحك
    قال بعدين تعرفي يا أمي العزيزه . قالت لا تقولي الحين أنا ما أخليك
    تسوي شي ما أدري عنه أنت ولدي وغلاك مثل أولادي الله يرحمهم
    جميعا . قد كان لهذه المرآة أولاد وقد توفوا كلهم ولم يبقى لديها أحد
    والله المستعان فأهتمت بهذا الولد وأتخذته ولدا وربته أحسن تربية
    قال محمد يا أمي أبي أروح الى سوق الخضرة وأشتري بالعشرين
    قيمة السيكل كراث وجرجير وأبيعه وأتكسب منه . فضحكت تلك
    الام من كلام هذا الفتى الهمام والذي أراد أن يبدأ حياته العملية من
    الصفر ولديه آمال وطموح كبيرة . ضحكت من قوله . فقالت له
    اجلس الحين أبي أصلح لك كاسة حليب وبعدين تقولي وش هالكلام
    الغريب . خرجت من الغرفة وهي تضحك وفي غرابة كبيرة جدا .
    عادت ومعها كأس حليب لمحمد وأعطته إياه وقالت له تفضل يا ولدي
    وقل لي وش هالفكرة الخطيرة اللي تقول . فقال يا أمي الحبيبة أشوف
    الناس يكسبون من عمل أيديهم بعضهم يشتغل حمال وأنا ما أقدر اشتغل
    حمال (حمال) يعني اللي يشيلون الاحمال للناس مقابل مبلغ بسيط وناس
    يشتغلون صبيان مطاعم وناس سمسارية باصات نقل الركاب وناس
    مباشرين في المطاعم على قلتها في ذلك الوقت . وناس وناس وأنا
    جالس لا شغله ولا مشغله وودي أبدأ حياتي وأشتغل . فزاد ضحك
    الام ولم تصدق قول هذا الولد الصغير في العمر الكبير في الآمال
    **********
    بعد طلوع الشمس جاءت أخت لهذه المرآة ودخلت وقال السلام عليكم يا أهل البيت
    فقالت أم محمد عليكم السلام أدخلي يا أختي حياك الله فدخلت تلك
    الاخت ومعها طفلة صغيره عمرها حوالي السنتين تقريبا تجنن من الحلى
    وقربت من خالتها وباستها على خده وهي تقولي (تيفك حالتي) كيفك خالتي .
    ولهذه الطفلة أهمية في حياة محمد فيما بعد وأي أهمية .. المهم دخلت
    وسألت وقالت وين محمد ما اشوفه .. قالت وهي تضحك . أسكتي
    محمد متغير الله يصلحه امس جاني وعيونه تبي تـتفجر من البكاء
    بسبب سيكله الخربان وعدم أمكانية تصليحه . واليوم الصباح طلب
    مني قفه . فقلت وش تبي فيها قال يـــبي يروح يشتري كراث وجرجير
    ويجزءه حزم صغيره ويدور به في الحارة يبيعه على الناس ويتكسب
    منه . فقالت أم هناء وهذه المرأه اسم صغيرتها تلك هناء . قالت يمكن
    الله يوفقه وش دراك . قالت أم محمد الله يوفقه والله أن ودي يصير من
    أحلى وأكمل وأغنى الناس ما عندي غيره . قالت أختها وعاد هو ولدك
    يكبر بكره ويروح ما يجلس معك . فغضبت أم محمد من قول أختها
    غضبا شديدا وأغرورقت عيناها بالدموع . وقالت لها وش هالكلام يا أختي
    تجي هذي منك . تفجعي قلبي على ما فيه . ليه ما تعرفي اني فقدت اولادي
    وما عندي غير محمد يسلي خاطري ويونسني . فأعتذرت الاخت من
    اختها وقالت لها متأسفه يا أختي ما قصدت أزعلك ولكن ؟؟ . قالت اختها
    ما أبي لكن وماكن . لا عاد تقولي هذا الكلام لي أبدا اذا ما تبي أزعل عليك
    محمد روحي ورحانة قلبي ما عندي غيره الله يحفظه ويخليه ويوفقه لما
    يصلح حاله . ويرزقه من حيث لا يحتسب .
    **********
    ذهب محمد كما ذكرنا ومعه القفة اللي طلبها من أمه ومشى بعجله الى سوق
    الخضار وقد كان فيه سوق خضار لبيعها بالجملة قريب من منزل محمد
    بينه وبين السوق حوالي أثنين كيلو تقريبا . وصل محمد الى السوق وبحياء
    كبير وخوف قرب من اللي يبيعوا الكثراث والجرجير وقال لهم أبي أشتري
    كراث وجرجير اللي يملأ هذه القفه بكم . فقال له البياع ضاحكا ليه تبي تعلف
    بقرتكم كراث وجرجير . فحز في نفس محمد ذلك الكلام . ولكنه تصبر وقال
    أبي أشتري ملؤ قفتي كراث وجرجير وبس بكم تبيعه لي . فقال نملأ القفه
    ونحسب ونشوف . فقال يالله حط كراث وجرجير بالتساوي هذا مثل هذا
    قال حاضر يا راعي البقر ؟؟ بس ترى البقر ما تحب الكراث والجرجير
    فقال محمد ما عليك بقرتي تحب أي شي . المهم ملآ البياع القفة كراث
    وجرجير وحسبها فقال لمحمد القيمة (12) ريال . أعطاه العشرين وقال
    خذ هذي عشرين ورد عليه الباقي . فقال البياع ليه ما تخلي الباقي لبكره
    وتشتري لبقرتك به كراث وجرجير . فقال محمد يا عم الله يستر عليك
    لا تضحك عليه بهذا الشكل الموضوع ما هو ضحك وتريقه . وإلا اروح
    اشتري من عند واحد غيرك مره ثانيه . فقال البياع لا لا . لا تزعل
    خلاص ما عاد أقول لك هالكلام مره ثانيه وتعال أشتري مني كل يوم
    قال محمد ان شاء الله . سأله البياع وش تبي تسوي بهذه القفه قال بكره
    أقول لك ان شاء الله تعالى . شال القفه محمد وذهب في طرف السوق
    وجزء الكثراث اجزاء صغيره متساويه وكذلك الجرجير في حزم
    صغيره . بعد أن رتبها وأزال منها التالف ونظفها تماما وأعادها
    في القفة مرة ثانية ووضع عليها من فوق خيشة مبلوله بالماء على شان
    تحفظ خضرتها ونضارتها وتبقى في شكل ريان وذات منظر مقبول
    **********
    تأخر محمد في عودته الى بيته حيث جاء وقت صلاة الظهر ولم
    يعود فأنشغلت أمه عليه وقالت محمد تأخر الله يستر ما ادري وش
    صار عليه . وجاء وقت العصر ولم يعود محمد بعد . فزاد همها
    وأنشغلت الى أبعد الحدود . حتى أنها صارت واقفة قرب الباب من
    الداخل وكانت تنظر في الشارع أمام البيت يمنه ويسره لعلها تراه
    قادم من بعيد ليطمئن قلبها عليه وما زال في غيبته لا يعلم وش صار
    عليه . صار الوقت قرب المغرب وهو ما زال غائبا ولكن الله طمن
    قلب أمه أذ شافته قادم من أحد زوايا الشارع المقابل لهم فهللت وكبرت
    وشكرت الله أنها رأته . ولما دخل صاحت به ولكن بحنان بالغ وبصوت
    يقطع القلب وين كنت يا ولدي أشغلتني عليك . فقال يا أمي الحنون حياة
    الشقي بقي . قالت أحرقت قلبي بهذا التأخير والغياب الطويل يوم كامل
    وانت بعيد عني . قال يا يمه أنا ما أكلت شي إلا الحليب اللي في الصباح
    وميت من الجوع والعطش . قالت وكذا تسوي في عمرك والفلوس بجيبك
    قال يا يمه الفلوس هذي ماهي لي ولازم أحافظ عليها . قالت وش تقول
    ماهي لك ؟ أجل لمن . قال أول شي أعطيني شي أكله وبلي ريقي بشربة
    ماء وبعدين أسولف لك كل شي عن نهار اليوم .
    **********
    كان محمد رغم تعبه وجهده وجوعه وعطشه البالغ في أحسن حالاته
    مبتسم وكأنه ملك الدنيا بأسرها . ذهبت أمه وأتت بالاكل والماء وقالت
    تعالي يا روح أمك تعال . جاء وجلس بجانبها وبدأ يأكل ولما شبع وشرب
    الماء وأرتاح نظر الى أمه وقرب منها وقبل رأسها ويديها ووضع رأسه
    في حظنها . فضمته إليها . وعيونها ملآ بالدموع ولم تلاحظ أن محمد نام
    بمجرد وضع رأسه في حظن أمه . تركته حوالي العشر دقائق أو الربع
    ساعه . ثم حركته فأفاق وقال أقوم أغسل يدي وأجي اقول لك وش سويت
    قالت طيب . عاد إليها وهو في فرح وسرور لا يوصف ؟؟ فقالت أمه اشوفك
    مبسوط وش هالبسطه الله يجعلها دايمه . قال أخذت القفه اليوم الصباح ورحت
    الى مكان بيع الخضار . واشتريت كراث وجرجير حزم كبيره وملآت القفه
    وأنزويت في طرف السوق وقمت بفك الحزم الكبيرة وتنظيفها وتنقيتها من
    التالف والغير صالح . وجزءتها حزم صغيره وأرجعتها في القفه ووضعت
    القفة فوق رأسي وقمت أدور في الحواري اللي حولنا وأبيع الحزم الصغيرة
    بأسعار مناسبة تربحني وتناسب المشترين . فقالت وبعدين . قال خلصت
    كل اللي معي وبعته وكل اللي أشتروا مني قالوا تعال دايم نشتري منك
    قلت ان شاء الله . قالت أمه وكم كسبت قال أشتريت بـ (12) ريال وبعت
    . ثم سكت . فقالت أمه كم كسبت يا بطل . قال كم تتصوري مكسبي في
    يوم واحد . قالت الله وأعلم والله الرزاق يرزق عباده بغير حساب يا ولدي
    قال يا يمه بعت كل اللي معي بـ (30) ريال تقريبا والمكسب اكثر من
    النصف ولله الحمد . قالت مكسب يوم واحد (18) ريال هذا شي رائع
    قال الحمد لله . قالت وش تبي تسوي يا وليدي الله يرعاك ويحفظك
    قال يا يمه ما عاد للجلوس فائدة أبدا أبي أواصل العمل وأحاول أن
    اكسب بالحلال أن شاء الله . قالت أمه الله يوفقك ويفتح لك في كل
    طريق باب ويمتعك بالصحة والعافية . ولكن يا ولدي أخاف عليك
    فأنت ما زلت صغير وحيلك ما يحمل . قال يا يمه أنا حريص على
    نفسي والله المعين والمعاون . الحين يا يمه أبي أنام بدري على شان
    أقوم بدري بكره . قالت بأذن الله .
    **********
    قام محمد بدري وقبل أن يخرج أمسكت به أمه وقالت له يا ولدي
    ماتروح وانت ما فكيت الريق . اول شي أفطر وبعدها الله ييسر أمرك
    ولا تتأخر زي أمس وتحرق قلبي وتخوفني عليك . قال أبشري يالغالية
    وذهب لصاحبه بالامس وهو يحمل هم ضحكاته وتريقته ؟؟
    وعندما رأه تبسم . فبادله الابتسامة محمد ولكن حذره بأن لا يقول
    له كلام غير مناسب فقال تعال يا ولدي الله يحفظك ويبارك فيك
    انا كنت امزح معك بالامس . والحين أبي أسألك ليش تسوي
    هالسواة وتتعب حالك في الدوران في الشوارع هذا متعب جدا
    الله يصلحك . قال يا عم ما فيه طريقة أخرى أكسب منها قوتي
    فأنا يتيم ولا لي إلا أمي ونحتاج الله يستر الحال . قال أن ودك
    تسمع شوري أبي أدلك على طريقة طيبة . قال تفضل يا عم
    قال ليش ما تروح الوادي . قال أي وادي قال وادي فاطمه
    هناك مزارع كثيرة وكبيرة ويحتاجون فلاحين وعمال ويعطون
    رواتب طيبه . ويمكنك تكسب بدون هذا التعب واللف والدوران
    قال بعيد من هنا وادي فاطمه قال لا ما هو بعيد عن (جده) حيث كانت
    احداث قصتنا هذه في مدينة جده عروس البحر الاحمر .
    **********
    قال محمد هيا يا عم أعطني مثل ما أعطيتني بالامس بالضبط
    وبنفس القيمة . قال له شف يا ولدي ترى الاسعار ما هي دايمه
    تزيد أحيانا وتنقص أحيانا وأنا أبي أساعدك ولاني غاشك اليوم
    ينقص السرع شويه طلباتك قيمتها تقريبا (9) ريال فقط
    قال محمد جزاك الله خير يا عم وتسلم بارك الله فيك . أخذ محمد
    الكراث والجرجير بنفس الكمية والشكل . وذهب في أحد اطراف
    السوق وعمل مثل ما عمل بالامس نظف وصلح وجزء وأعاده في
    القفة وتوكل على الله . وفي هذا اليوم عرفه الناس بعض الشي فباع
    الكمية كلها وعاد قبل الظهر . وعندما رأته أمه فرحت فرحا كبيرا
    وقالت أهلا بك حبيب قلبي ويا هلا . سلم على أمه وجلس قريبا منها
    فقالت بشر عساك توفقت اليوم . قال لها أبشرك بالخير مكسبي اليوم
    حوالي (21) ريال . وأنتهيت بسرعه . فالناس وصوني أن أجيهم واشتروا
    كل ما معي وخلصت بسرعة حتى أن بعضهم يأخذ اكثر مما يحتاج مجاملة
    لي قالت أمه الله يرزقك ويفتح عليك يا ولدي . تغدى هو وأمه ونام بعد الظهر
    وبعد العصر جلس وقال لأمه يا يمه عندي رأي وودي اسويه . فقالت خير
    ان شاء الله . فقال لها ودي أسافر . فصعقت الام وكادت أن يغمى عليها من
    المفاجأة . فقالت وش قلت قال أبي أروح وادي فاطمه قالت وليش تروح
    وادي فاطمه الله يصلحك ويعافيك قال أبي أروح أشتغل هناك يقولون
    فيه مزارع وفلاحه وفلاحين وهناك يشغلون الناس ويعطونهم رواتب
    طيبه . وما راح أغيب عنك يالغالية .
    **********
    قالت أسمع . أنت متأكد من هذا الرأي . قال نعم متأكد . قالت طيب أنا
    أبي أراودك وأهاديك وأبي أسألك كم سؤال اذا جاوبتني عليه أسمح
    لك بالسفر. قال أبشري يالغاليه . قالت أول شي أنت وش أسمك .
    تفاجأ محمد من كلامه أمه . وقال ليش يا يمه ما تعرفي أسمي
    قالت أنا أعرف أسمك ولكن أنت هل تعرف أسمك كاملا . قال
    وش يعني كاملا . اسمي محمد وانتي أمي . وهذا اللي أعرفه
    قالت لا ولدي فيه أمور أنت ما تعرفها . وما دام صار عندك
    مثل هذي الافكار ؟؟ سفر ومدري وش هو . لازم تعرف كل شي
    قال وش هو كل شي يا أمي الغاليه . قالت بكره أن شاء الله اذا
    جيت من روحتك لشغلك . بعد العصر نروح عند أبو شيبان
    وهناك تعرف أمور كثيره . وبعدها يسير خير . قال من هو
    ابو شيبان . قالت بكره تعرف يا ولدي يا محمد . فأنشغل
    محمد وأراد أن يعرف من هو ابو شيبان وأيش الامور اللي
    لازم يعرفها . فقال لأمه يا يمه الله يخليك قولي ما اقدر
    اصبر لبكره أنشغلت . قالت ؟؟







    كونوا معي في الجزء القادم بأذن الله ..

  • #2
    خطير ياسهم المحبة

    تعليق


    • #3
      كان مكسبه في اليوم الأول 150% وليس 50% يابو أحمد
      شكلك منت بتاجر ههههههههههه

      سعدت بمتابعة قصتك الجميلة والمفيدة من بوادرها
      بيض الله وجهك على جهودك المميزة وطرحك الرااااقي

      أجمل التحايا ...


      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة القبيلة مشاهدة المشاركة
        خطير ياسهم المحبة
        الاخطر إعجابك وحضورك المبارك الكريم
        أهلا بك والوووف التراحيب بهذا التواجد الرائع
        أسعد جدا بمتابعتك وإطلاعك وأهلك بك

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
          كان مكسبه في اليوم الأول 150% وليس 50% يابو أحمد
          شكلك منت بتاجر ههههههههههه

          سعدت بمتابعة قصتك الجميلة والمفيدة من بوادرها
          بيض الله وجهك على جهودك المميزة وطرحك الرااااقي

          أجمل التحايا ...

          لعلك على حق ولكنني ربما تاجر في أمورا لا تحتاج حسابات
          فتقرأ دون حساب ..

          أهلا بك أستاذي جمال بن صالح وتسلم لثناءك الجميل ومتابعتك
          وللعلم هذه القصة بها من المفاجآت الشي الكثير أسعد بمتابعتها
          اشكرك لمتابعتك الدائمة وحياك الله .

          تعليق


          • #6
            الجزء الثاني .. حياكم الله وأهلا بالجميع .


            اذا رحنا عند الرجال اللي قلت لك يا ولدي تعرف منه كل شي على
            شان ما تشك في أمك أنها مقصره معك أو أنها تخفي عنك شي في
            صالحك . ذهب محمد في اليوم الثاني لشغله حسب ما هو معروف
            ومعتاد واشترى الكراث والجرجير حسب المعتاد وقام بعمله كما يقوم
            به في اليومين الماضيين . وانـتهى وعاد الى البيت قبل الظهر .
            ولكنه كان طول الوقت مشغول البال مهموم مما قالت أمه وهذا الرجل
            اللي أسمه ابو شيبان . وش الحكاية . تغدى وقال لأمه هيا يالغالية
            نروح لهذا الرجال اللي أسمه ابو شيبان أنا ما أرتحت من البارح
            وأنا مهموم . قالت له أمه لا تخاف يا بعد كل غالي أنت عندي أغلى
            من عيوني ولا أفرط فيك ولا أخليك تروح مني . ولو أضطريت
            اني اروح معاك وين ما تروح . المهم قالت بعد العصر يا ولدي
            لا تهتم ما فيه إلا العافيه . الحين قوم نام الى العصر وانا أقومك
            ونروح لأبو شيبان ويسير خير . نام وهو مشغول حتى أنه لم
            يستطيع النوم بشكل تام بسبب الاضطراب الذي حدث له ولم
            يتعود لأمور مثل هذه الامور وما زال صغيرا على ذلك ولكن
            هذا نصيبه وهذا ما قدر له .
            **********
            أفاق على صوت أمه وهي تقول يا محمد يالله قم الله يحفظك
            صرنا بعد العصر وانت طولت نايم . قام محمد وأسرع وغسل وجهه
            ورجع عند أمه الحبيبة فوجدها تفتح سحاره (صندوق) خشبي وتأخذ
            من وسطه قطعة من القماش ملفوفة . فقال ما هذه يا أمي قالت الحين
            تعرف . ويا لهذه الاقدار وهذه المفاجآت الصعبة وهذه الصدمة التي
            سيتعرض لها محمد الله يصبر قلبه . وصلوا الى بيت ابو شيبان هذا
            وهو رجل كبير في السن ويحبه أهل الحاره كلهم ويستعينون به في
            الملمات الصعبة ويشاورونه في بعض الامور لكبر سنه ومعرفته
            وثقتهم فيه فهومحل للثقة وصاحب أمانة ودين . طرقت الباب وفتح
            ودخلت وسألت عن ابو شيبان فقيل لها أنه موجود وجلست في
            صالة البيت وهي متغطية وبجانبها ولدها محمد . وأقبل ابو شيبان
            رجلا هدته السنين لكبره ولكنه ما زال يعي تماما ويعلم ما يقول
            وما زال عقله وذاكرته قويه . قال السلام عليكم . كيف حالك
            يا أم محمد ويا جراتنا المباركة قالت عليكم السلام . بخير من
            الله ومن جوارك يا شيخ ما يضام أن شاء الله . فقال ابو شيبان
            كيف حالك يا ولدي يا محمد . فقال محمد الحمد لله وهو مشوش
            العقل غير مرتاح البال وفي حالة غير طبيعيه مما سمعه من
            أمه ولم يتضح له الامر بعد . جلس ابو شيبان وقال خير ان شاء الله
            يا أم محمد تفضلي تكلمي .
            **********
            قالت تعرف يا شيخ قصتي كامله . وفقدي أولادي . وقصة
            محمد وما جرى له . والحمد لله على كل حال . كنا بخير وفي خير
            طول هذه السنين من جاني محمد الى قبل ثلاثة أيام تغير حال محمد
            وأصبح ماهو محمد اللي أعرفه . اول الامر راح لسوق الخضار
            واشترى كراث وجرجير وقام يبيعه . وفعلا كسب فلوس ماهي
            هينه مرات عشرين ومرات أزود في اليوم الواحد . فقال ابو شيبان
            والله طيب هذا العمل ولو استمر راح يرقى ويصبح ذا شأن ان شاء الله
            قالت أم محمد يا ليت على هذا الحال كان زين . ولكن يقول يـبي
            يسافر الى وادي فاطمه يشتغل هناك في المزارع . وانت تعرف
            حاله ومحتاله . قال ابو شيبان نعم أعرف كل شي عن قصته
            قالت أبيك يا ابو شيبان تعلمه بقصته كامله وتفهمه اللي ما يفهمه
            وأن السفر له غير ممكن وهذا حاله . فقال ابو شيبان يا ولدي يا محمد
            فقال محمد نعم يا عم تفضل انا اسمعك . قال أولا أبيك تكون رجال
            وتفهم كل اللي أقوله لك ولا تفهم الامور بشكل غير صحيح ونسأل
            الله لك الصحة والعافية . فقال محمد أشغلتني يا عم ابو شيبان كما
            اشغلتني أمي من البارح وأصبحت مشتت الذهن لا أفهم ما يدور حولي
            قال ابو شيبان يا أم محمد الامانة اللي عندك وينها . قالت هذي هي
            كما أستلمتها ما غيرت ولا بدلت وكل شي كما هو والله شاهد .
            قال أعطيني إياها . فمدت له صرت القماش وهي مربوطه على شي
            بداخلها لا يعلمه محمد وماذا يعني .
            **********
            أخذ ابو شيبان الصرة وفكها وأطلع منها دفتر صغير وورقة أيضا ومبلغ
            من المال . وعدد صورتين شمسية . حجم صغير بعض الشي وقال
            يا محمد تعال بجانبي . فقام محمد الى جانب ابو شيبان . وقد أخفى
            ابو شيبان تلك الاشياء بحيث ما يراها محمد مباشرة . قال يا ولدي
            لله ما أعطى ولله ما أخذ وهو الخالق والرازق لكل المخلوقات وهو
            يحيي ويميت وبيده كل شي وهو العلي الحكيم . قال محمد خوفتني
            يا عم . قال لا تخف يا ولدي أنت الان رجال وأصبحت تفهم كل
            شي ويجب عليك أن تفهم . كل شي . فقال كلي أذان صاغية يا عم
            قال ابو شيبان هل تعرف اسمك كاملا . قال أسمي محمد وهذي
            أمي وهذا كل اللي أعرفه . قال أسمك محمد وهذه ليست أمك
            فقال محمد وهو مشدوه ماذا تقول يا عم هذي ما هي أمي .
            لالا لالا . ما اصدق . هذي اللي ما شفت غيرها ولم اشاهد
            سواها طيلة عمري . فقال ابو شيبان هذه الحقيقة ولكن لا خلاف
            يا ولدي فأنت لك أم ولك أبو وأبوك له وثيقة وأنت مضاف بها
            ولك شهادة ميلاد وكل أمورك تمام . فقال مستحيل أصدق
            قال شف هذي حفيظة نفوس والدك وأمك مضافة معه وأنت
            أيضا مضاف معه وهذه شهادة ميلاد تخصك فيها كل معلوماتك
            وهذه صورة والدك وهذه صورة أمك وهذه المرأة التي أمامك
            هي التي ربتك منذو كان عمرك سنتين أو أقل بشهور بسيطه
            والسبب ان والدك توفي هو وأمك وليس لهما إلا أنت وليس لهما
            أقارب ولا نعرف عنهما أي شي سوا أنهما كانا يسكنان هذه
            الحاره وعرفناهما على احسن ما يعرف الناس بأخلاقهما
            وأدبهما وعفتهما رحمة الله عليهما . وهذه المرأة كان لها
            ولدين توفيا يرحمهما الله . وعندما توفيا والديك طلبت أن
            تـتبناك وانا شاهد على ذلك . وهذا مبلغ من المال الذي وجد بحوزة
            والديك يرحمهما الله . تم تسليمه لأمك لتصرفه عليك ولكنها حفظته
            ولم تصرفه أمانة منها بارك الله فيها .
            **********
            فقام محمد من جوار ابو شيبان ورمى بنفسه في حظن أمه التي
            أمامه والتي ربته . وقال وهو يصيح بصوت عالي وهستيري
            لالا لالا .ما أبي أم غير أمي اللي أعرفها واللي تربيت في بيتها
            وعلى يدها ولا أعترف بأحد غيرها . فحظنته وهي تقول وانا
            ما أبي أحد غيرك ولا أبيك تروح عني يا محمد ولما قلت لي انك
            تبي تسافر أنزعجت وخفت عليك . تركهم ابو شيبان وخرج لخارج
            الغرفة تلك وقد كان به من الحزن الشي الكثير وما أحب أن يبكي
            أمامهما لما شاهد من الاسى والحزن . ولكنه عاد بعد لحظات وقال
            يا محمد أنا أبي أقول لك كلام أن سمعته كان خيرا لك ان شاء الله
            فقال محمد وهو متلزم بأمه وكأنه ما زال في السنة الاولى أو الثانية
            تلكم يا عم وما راح أخالف لك أمر ان شاء الله . فقال ابو شيبان
            اولا هذه أمك اللي تعبت عليك وخافت عليك وربتك واحسنت
            إليك وأوصيك بها فلا تزعلها ولا تذهب بعيدا عنها أذ لا يوجد لها
            غيرك .قال ان شاء الله ما أفارقها مهما حصل . قال والشي الثاني
            انت لازم تدخل المدرسة على شان تتعلم ما يسير تبقى هكذا
            ما تعرف القراءة والكتابة والمدارس موجوده يا ولدي .
            قال محمد ان شاء الله من اول السنه اسجل في المدرسة
            بالقسم الليلي . وقال ابو شيبان أيضا يا ولدي كما ذكرت
            أمك تقول أنك تروح لسوق الخضار وتشتري وتبيع
            وتكسب . تراك تكسب أكثر مما يكسب اكبر الموظفين
            في الحكومة . لما تكسب (15) او (20) ريال يوميا
            يطلع الشهر بمبلغ كبير وهذا المال مع الوقت ينموويكثر
            وتقدر تعمل تجاره ومحلات ودكاكين ويسيرعندك اموال
            كثيرة وتصبح من إغنى الناس . فقال محمد ان شاء الله
            بعد ان هدأ بعض الشي وقد أستمع لنصح الشيخ ابو شيبان
            الطيب . وعلم أن أمه ليست أمه الحقيقه ولكنها رعته وربته
            وأحسنت إليه والواجب أن يرد لها الجميل بأي شكل من الاشكال
            **********
            خرج محمد وأمه من عند ابو شيبان وهو مختلف عما كان عليه
            من أول . خرج وهو يحس أن على عاتقه هما كبيرا وجميلا عظيما
            يجب عليه أن يرد الجميل بأحسن ما يمكن . خرج ويده في يد أمه
            الحنون . وقد كان أسمها آمنه . وتوفي ولاداها وبعد فترة زوجها
            وليس لها أقارب . سوا أختا لها وحيده . خرج محمد وهو يرى
            الدنيا قد تغيرت عما كانت عليه من الاول خرج وهو يعلم أنه
            مسئول الان وأصبح يشار إليه بالبنان فهو فلان أبن فلان أبوه معروف
            وأمه معروفه وهو ينتسب الى نسب معين . خرج لدنيا جديدة وقلب
            أخر يحس من خلاله أنه رجل يجب عليه ما يجب على الرجال
            وعليه مسئولية لابد القيام بها . وصل محمد وأمه الى بيتهما
            ووجدت أم محمد أختها واقفة عند الباب وقالت وين كنتوا
            انتظر من ساعه هنا . قالت فتقدم محمد وسلم عليها وقبل يدها
            وقال كيف حالك يا خالتي وأهلا بك وحياك الله وقام بفتح الباب
            وأدخل أمه أولا ثم خالته وأبنتها هناء الصغيره . فتفاجئت أم
            هناء بما شاهدت وقالت أيش الهرجة يا آمنه . اشوف الاحوال
            غير الاحوال وش صار . فقالت أم محمد لقد فاجأني محمد البارح
            بكلام أزعجني وخلاني ما نمت الى الان . قالت خير ان شاء الله
            وش قال . قالت يبغى يسافر وادي فاطمه يشتغل هناك وخفت أنه
            يسافر فعلا وتنقطع علاقتي به ولا أعرف له طريق . فأخذته
            ورحت الى ابو شيبان وكشفت له السر ؟؟ فأدمعت عيناء أم هناء
            وكذلك أم محمد ولحق بهما محمد فهوأكثرهم حزنا ومفاجأة
            وكملت هناء وهي لا تعلم لماذا يبكون وصاحت ورمت حالها
            في حظن أمها . وحال الكل الله المستعان به من الاسى والحزن
            الشي الكثير ولكن لا مهرب من المقدور .
            **********
            بقوا على هذا الحال بعضا من الوقت . ولكن محمد قام وذهب وغسل
            وجهه وقال كفاية يا أمي الحبيبه ويا خالتي العزيزه . هذا قدرنا ويجب
            علينا أن نقبل به والحمد لله على كل حال . اللي راح ما نقدر نرده بهذه
            الطريقة . فقالت أم محمد ..هااااه .. يالغالي وش تبي تسوي الحين باقي تبي
            تسافر ؟ . قال لا والله ما أفارقك يالغالية وفي قطرة دم . أعوذ بالله .
            فقالت له بارك الله فيك . لكن وش تفكيرك الان قال كلما أملك هو لك
            وانتي امي وزادي وذخري وفخري وكل شي لي وخالتي كذلك أخدمكم
            بروحي وعيوني . قالت بارك الله فيك . ثم قال بالنسبة للنهار فهو للعمل
            وعندي طريقة جديده تعجبك يالغاليه . وأما الليل فهو للدراسة والراحة
            بجوارك ان شاء الله . فقالت أسأل الله بفضله أن ينور بصيرتك ويكتب
            لك التوفيق في كل أمر . تبسمت ام هناء وقالت مداعبه . هذا الرجال البطل
            اللي يعتمد عليه تسلم بارك الله فيك . يالله شد حيلك وجيب الشهادة على
            شان أزوجك بنتي لما تكبر وتكبر انت وتصير رجال . قال يا خاله ليش
            وأنا ماني رجال الحين . قالت ضاحكه إلا رجال وسيد الرجال ولكن
            ما زلت صغير وتحتاج لوقت حتى تعرف كل مصالحك وكل ما يجب
            عليك . قال ما لك إلا طيبة الخاطر وان شاء الله تشوفي كل ما يسرك
            واختي هناء ان كان لي فيها نصيب فحياه الله .
            **********
            أصبح محمد وذهب كالعادة الى السوق وأخذ الكراث والجرجير حسب
            المعتاد . وبدأ ينظفه ويجزءه كعادته . فنظر الى صاحبه في السوق فرأه
            يبستم فبادله الابتسامة وقال له خيرا يا عم . فقال له ما ودك تروح الى
            الوادي يا ولدي . فقال يا عم عندي مسئوليات ما اقدر اروح واخليها
            لكن ودي أسألك . فقال تفضل . قال أبي أعود لك بعد ما اخلص بضاعتي
            هذي وأسألك وابيك تدلني . فقال بأذن الله . ذهب محمد ليبيع ما معه
            من الكراث والجرجير والبعض من الناس يحزن لمنظره والبعض يضحك
            معتقدا أنه ماشيا بعكس إتجاه الريح والبعض لا يهمه ما يهم غيره وكلا
            في فلكه والله المستعان . خلص محمد بضاعته وباعها كلها وكسب
            مثل كل يوم واكثر وحمد الله . عاد الى صاحبه في السوق وسأله
            سؤالا مهما بالنسبة لمحمد فضحك ذلك الرجل وقال ما أنت هين
            يا محمد وافكارك جميله وكبيره وطموحك غير عادي .
            شف يا ولدي أنا أبي أدلك على مكان طلبك اللي طلبت .


            كونوا معي في الجزء القادم بأذن الله .

            تعليق


            • #7
              وشهو طلبه ؟؟
              شوقتنا لمعرفة الطلب الذي أضحك بائع الجمله
              لذلك ستجدني إن شاء الله من أوائل المتواجدين عند طرح الجزء القادم

              أجمل التحايا أستاذ أبا أحمد ...


              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
                وشهو طلبه ؟؟
                شوقتنا لمعرفة الطلب الذي أضحك بائع الجمله
                لذلك ستجدني إن شاء الله من أوائل المتواجدين عند طرح الجزء القادم

                أجمل التحايا أستاذ أبا أحمد ...
                الحاجة أم الاختراع أستاذي الفاضل ولا شك ان محمد وجدا طريقا سهلا
                للرقي والكسب السريع والسهل وان كان يرى فيه تعب ومشقه ..
                فقد وفقه الله تعالى الى بداية الطريق للعلووو والرفعه رغم حالته ووضعه الذي كان فيه
                سترى خيرا ان شاء الله في الجزء القام ..
                كن في الجوار حفظك الله لترى وتعلم ويسعدنا ذلك جدا .

                تعليق


                • #9

                  للأمانة.. قرأت المقدمة وشدّتني ، وسأكمل القصة لاحقاً -بحول الله- لضيق الوقت

                  متابع إبداعك ..


                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مفارق.. مشاهدة المشاركة

                    للأمانة.. قرأت المقدمة وشدّتني ، وسأكمل القصة لاحقاً -بحول الله- لضيق الوقت

                    متابع إبداعك ..



                    نسأل الله ان يمتعك بالصحة والعافية والتوفيق
                    يعلم كم تكون سعادتي عندما يعجب أي مطلع على هذا الجهد
                    ويجد المتعة والفائدة
                    كل الامنيات بالتوفيق وأهلا بك متى شرفت فاضلي المفارق

                    تعليق


                    • #11
                      الجزء الثالث . حياكم الله وأهلا بالجميع




                      فقال محمد بارك الله فيك يا عم وما راح انسى لك هذا الجميل
                      قال لا ولا يهمك انا هنا دايما سندك وأعين وأعاون ومستعد
                      بخدمتك في أي وقت . فقال محمد شكرا لك وتسلم بارك الله فيك
                      عاد محمد الى أمه قبل الظهر فوجدها في انتظاره وقلبها يكاد يطير
                      من الفرح حيث تطمنت على محمد أنه سيكون معها على طول بعد أن
                      كشفت له الحقيقه وعلمه بها . فما أن فتح الباب ودخل إلا وأقبلت عليه
                      وقال على رويدك يا أمي أنا أجيك لحدك لا تقومي ولا تـتعبي فأحتظنته
                      ضامه له على صدرها قائله يا جنيني الغالي . فقبل يدها وراسها وقال
                      ضاحكا أما الان فلست جنينا ولكن قولي يا ولدي وأقول يا لبيك يا
                      أماه . فضحكت وعيونها ملآ بالدموع . وأمسكت بيده وأدخلته وقد
                      أعدت الغداء وقالت هيا تغد . فقال لها بارك الله فيك يا أمي وتسلم
                      الايادي ابي اروح أغسل واتشطف وأرجع لك . تغدى محمد ونام
                      لمدة ساعه تقريبا وقام فقالت أمه الى أين يا ولدي قال عندي شغل
                      قالت وش هو الله يحفظك ورأها خايفه فقال لها يا أمي راح من
                      راسي اللي كان به من اول ما يفارق وجهي وجهك الكريم ما بقي
                      لي من عمر لا تخافي عليه عندي شي ابي اسويه بارك الله فيك
                      وأبيه مفاجأة لك راح يسرك . قالت خير بعد أن أطمئنت لكلامه
                      وهدأ خوفها . فقال محمد اعطيني الفلوس اللي عندك كلها يا أمي
                      فقالت وليش كلها يا محمد قال ما قلت لك عندي لك مفاجأة فقالت
                      تكرم يا ولدي . أحضرت كل الفلوس اللي معها اللي تخصه . وكان
                      عددها (230) ريال منها خمسه وسبعون ريال كانت لدى والديه
                      قبل وفاتهما وحفظتها تلك المرأة الطيبة ولم تمد يدها عليها
                      وصرفت على محمد من مالها الخاص والباقي هو ما اشتغل
                      به محمد طيلة تلك الايام السابقة . ذهب محمد ولدى المكان
                      الذي وصفه له صديقه الخضرجي الذي في السوق . وعاد
                      محمد بعد المغرب . فقالت امه ماذا فعلت فقال ان شاء الله
                      بكره عند المساء تشوفي المفاجأة يا أمي العزيزة .
                      **********
                      قالت وأنت طيب نام محمد ومن الصباح اليوم الثاني قام في
                      الوقت المحدد الذي يقوم فيه كل يوم وذهب لصاحبه وقال
                      له بعد ان سلم عليه . اليوم ما عندي فلوس يا عم تعطيني دين
                      حتى أبيع واسددك . قال ليه وين فلوسك . قال أعطيتها الرجال
                      اللي ارسلتني عنده وتراني سلمت لك عليه وقلت أني أشتغل معاك
                      وصدقني وقال أنه راح يتوصا فيه . فقال ولا يهمك يا محمد انت
                      ولد طيب وتستاهل الواحد يعمل معك معروف . بالنسبة لقولك تشتغل
                      معاي أو أنك على كفالتي أو معرفتي ولا يهمك . لو سألني قلت انك
                      صادق . وبالنسبة للبضاعه خذ اللي تحب ولا تدفع إلا متى ما وجدت
                      فقال محمد شكرا لك وبارك الله فيك يا عمي العزيز . أخذ محمد كالعاده كراثه
                      وجرجيره . وراح وعاد قبل الظهر الى أمه وهو بأحسن حال . وتغدى ونام
                      الى بعد العصر ثم قام وذهب الى المكان الذي راح له بالامس . وعاد قريب
                      العشاء وهو يدفع أمامه عربة تمشي على عجلات طولها مترين ونصف
                      تقريبا في متر ونصف . وهي جديده صنعت في ذلك اليوم . وأتى الى والدته
                      وفتح الباب وقال لها غمضي عينيك يا أمي ولا تفتحي إلا بعد أن أقول لك
                      فأغمضت عينيها . وادخل محمد العربة . وأتى ألى أمه وقبل رأسها ويديها
                      وامسك بها وقادها الى العربة الجديدة وقال وش رأيك يا أحلى أم
                      فقالت وش هذا يا محمد . قال يا أمي هذه عربه أحط عليها الخضار
                      وادور بها في الشوارع وأترزق الله يكون أسرع لي وأخف وأقل
                      جهدا وتحمل بضاعه كثيرة ومتنوعه مع الكراث والجرجير
                      سوف أبيع الطماطم والكوسة والبطاطا وكل الخضار الموجودة
                      في السوق ويصبح ربحي اكثر وأوفر . فقالت يا ولدي تـتعب
                      نفسك وترهق حالك وانت باقي ما تقدر على هذا الجهد الجبار
                      فقال محمد يا أمي اذا ما تعبت الان وانا باقي صغير واقدر
                      متى أتعب اذا صرت كبير في السن زي عمي ابو شيبان
                      وتروح عليه الايام الحلوه وانا ما سويت شي .
                      **********
                      استبشرت الام بما سمعت وما رأت وآملت خير في هذا الولد
                      الطيب . أصبح محمد في اليوم الثاني وذهب لصاحبه الخضرجي
                      كالمعتاد وأراه العربية وقال وش رايك في عربيتي . قال جيده
                      فقال محمد هيا يا عم حط لي من كل أنواع الخضار الموجودة
                      في السوق على عربيتي هذه واللي معي الان أدفعه لك والباقي
                      يجيك ان شاء الله بكل أمانه . فقال أبشر ولا يهمك . حمل له
                      من كل ما طلب وحسب الموجود في السوق . وذهب محمد وهو
                      فرحا مسرور وأصبح الناس يتحرون متى يمر ليشتروا منه
                      اولا لطيبه واخلاقه . وثانيا قد كان الوحيدا الذي يدور ويسوق
                      تلك الخضار في الحارة وفي الحارات المجاورة . فأصبح
                      يكسب في اليوم الواحد أكثر من أربعين ريال و أحيانا أكثر
                      وفي أول السنة الدراسية سجل في المدرسة حيث أخذ شهادة ميلاده
                      وحفيظة نفوس والده وذهب للمصور وصورها وتصور هو صورا
                      حسب الطلب وذهب الى المدرسة وسجل بالقسم الليلي أولى مكافحة
                      الامية . وأستمر في بيع الخضار والدراسة ليلا ويعود الى أمه الغالية
                      وكان يحسن لها ولخالته أم هناء ويأتي لهما بكل ما يحتاجانه من
                      من الخضار والفواكه وبالمجان .
                      **********
                      أشتهر في الحي شهرة واسعة واصبح الجميع يقدره ويحبه لدماثة
                      اخلاقه وطيب نفسه وروعة تصرفاته . ومحافظته على أمه ومعاملة
                      خالته وجيرانه . مرت السنين وحصل على الشهادة الابتدائيه والمتوسطة
                      والثانوية . واصبح عمره فوق العشرين وهو على حاله ولم يغير وكان
                      كل ما يكسبه يعطيه لأمه وهي تحفظه له . ولا يعلم كم عنده طيلة تلك
                      السنين اللي مضت وهي عشر سنين . وأصبحت هناء شابه ودخلت
                      المدرسة وأصبحت تدرس ثالث ثانوي . وتحسنت حالة محمد
                      وقام بإعادة ترميم بيت أمه وصبغه بوية جديدة وأثـثه أياثا جديدا
                      جميلا ورائعا . وكان محمد يخطط في الخفاء بأن يصبح من رجال
                      الاعمال ويصبح عنده ثروة واسعة وعلى هذا الاساس تم له الكثير
                      من الامور التي كان يتمناها بتوفيق من الله وبمساعدة أمه الحنون
                      وبجهده بعد توفيق الله له . وعندما كبر أصبح أكثر حياء وأكثر
                      سمتا ودينا وخلقا وأدبا جم . والكل يحب محمد ويتمنى أن
                      يكون قريبا منه . ولكنه مع كل تلك الصفات لا يحب مشاركة
                      احد في عمله ومصادر رزقه .
                      وفي ساعه مباركه وبعد صلاة العشاء أتى الى أمه وهو سعيد
                      ومسرورا . وقال لها أمي العزيزة لو سألتك سؤال تقولي لي
                      لو سمحتي وبأدب وتبسم وراحة . فقالت له أبشر يا الغالي
                      بكل اللي تريده لو بغيت روحي ما أبخل بها عليك فقال
                      الله يسلم روحك ويحفظك ذخرا وعلى صحة وعافية
                      اللي ابي أسأل عنه كم معنا . فقالت قل كم معك أنت
                      فقال لا كم معنا من المال فأنا لست إلا عامل عندك إيتها
                      الغاليه ولا أجرؤا على قول غير هذا . فقالت تريد تعرف
                      كم معنا فلوس . فقال أن سمحتي قالت ليه وش تبي بالضبط
                      فقال عندي مشروع ان شاء الله أحققه . وانتي على راسي
                      يالغاليه وفي صحة وعافيه . قالت وش هوالمشروع قال
                      اول علميني وش معنا من غله . فقالت معنا الخير
                      والبركه . فضحك محمد وقرب وقبل يديها وهو
                      واثق ثقة تامة من وفاء أمه وطيبها . فقالت
                      يالغالي معنا ؟؟؟

                      كونوا معي في الجزء القادم بأذن الله .

                      تعليق


                      • #12

                        صبرك علينا يا رجال .. توّني عند ابو شيبان

                        ما شاء الله .. خيال واسع ، وأسلوب روائي ممتع جداً

                        متابع

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة مفارق.. مشاهدة المشاركة

                          صبرك علينا يا رجال .. توّني عند ابو شيبان

                          ما شاء الله .. خيال واسع ، وأسلوب روائي ممتع جداً

                          متابع

                          من كان عند ابو شيبان بالتأكييد سيكون في ضيافتي فأهلا بك عدد بلا مدد
                          ثناء كريم ورائع من شخصك اخي الكريم مفارق أسعدني جدا ..
                          وكل الامل ان يصل إعجابك لمستوى يليق بهذا الجهد ونصل سويا لمستوى أفضل وأجمل
                          شكرا لك وهناك في الجعبة الكثير ستراه بأذن الله أن أحببت وفأهلا بك .

                          تعليق


                          • #14
                            ياحبيبي مابنتظر حتى تعلمني بكره كم عندهم
                            تعال نحسبها بحسبه بسيطه
                            عشر سنوات شغل وكان مكسبه اليومي لايقل عن 40 ريال
                            وبما أن السنه فيها 365 يوم فإن العشر سنوات فيها 3650 يوم
                            3650 يوم * 40 ريال = 146000 ريال
                            رمم البيت وأثثه خلنا نقول بـ 6000 ريال
                            إذاً باقي معه 140000 ريال



                            أنت مبدع ومميز أستاذ أبا أحمد
                            لا حرمنا الله تواجدك الجميل والمفيد
                            أجمل التحايا ...


                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة جمال بن صالح مشاهدة المشاركة
                              ياحبيبي مابنتظر حتى تعلمني بكره كم عندهم
                              تعال نحسبها بحسبه بسيطه
                              عشر سنوات شغل وكان مكسبه اليومي لايقل عن 40 ريال
                              وبما أن السنه فيها 365 يوم فإن العشر سنوات فيها 3650 يوم
                              3650 يوم * 40 ريال = 146000 ريال
                              رمم البيت وأثثه خلنا نقول بـ 6000 ريال
                              إذاً باقي معه 140000 ريال



                              أنت مبدع ومميز أستاذ أبا أحمد
                              لا حرمنا الله تواجدك الجميل والمفيد
                              أجمل التحايا ...

                              ههههههههههههه
                              تسلم أسعدني هذا الثناء العطر الجميل وهذه المبادرة الجميله من شخصك ووقتك
                              نعم لديه الرضى والقناعه وأمه حازمه جدا وتحافظ على مكتسباته
                              ولكنك عزيزي ربما نسيت انه اصبح لديه عربية وربما قيمة الشراء تفوق 200 ريال
                              فجميع الخضار والفواكه والبقوليات اصبح يأمنها لزبائه . وربما مكاسبه اليوميه تصل
                              80 ريال وربما تزيد على 100 ريال وغير ثابته تزيد وتنقص حسب سعر السوق ..

                              المهم المثابر والجاد يصل لمبتغاه وهدفه وسيصل بأذن الله هذا اليتيم ..
                              شكرا فاضلي واخي الحبيب جمال بن صالح هذه المشاركة والمتابعة الرائعة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X