تويت
- غطرفي يا ثنيات الحدود
واطبعي القبلات على جباه الجنود، في السماء صقور وفي الأرض صناديد الأسود، وفي
البحر تماسيح تعسف كل أفاك شرود، الموت أحلى من الشهد والجرح نشر المسك
والعود، والقبر بإذن الله جنة والإيمان أنيس اللحود.
أمننا، قواتنا، جيشنا، أحلافنا : أنتم دروع الأمة، ملاذ الشعوب، على رؤوس الأفاعي
والعقارب، وعلى نواصي العفاريت والمصائب تفتلون الشنبات، وتلبسون الثبات، إن
شبت الفتن، وتعلق الأمر بالوطن، قسمتم الحياة حياتين، والروح روحين، إحداهما
تسابق المقذوف فتطفيه، وتوطد الأمن وترسيه، والأخرى تغشى الوغى وتلويه،( أنوفكم
) تنطح السحاب، و( أياديكم ) تعصر الهضاب والشعاب، ( أرجلكم ) لو أقبل الموت
ترقص العرضة، وتسعى للأمام، وكأنها والخلف ألد الخصام، عرف ( سلماننا ومحمدانا )
منكم ما جهلنا فأحيوا بكم الأمة وعقدوا القمة، ورفعوا الهمة، فكنتم شهادة التاريخ
وتضاريس الجغرافيا ورسوخ التوحيد وعلامات التجويد، هابكم الشرق والغرب، وترنحت
الملالي من شدة الضرب، ولاذت الخوارج بالكهوف، وتوارت الدواعش والحوافش
والمحافش بالكسوف، واختفت الروافض والزواحف بالخسوف، أرسلتم إليهم وفود
الحزم، وقوافل العزم، وجحافل الجزم، وشددتم الوثاق، وأحكمتم المساق، هم دقوا
الطبول، ورفعوا الذيول ولكنهم اليوم مجرد فلول، أو شذر مذر كما نقول، عليهم لعنة الله
والملائكة والرسول، سبوا أمهات المؤمنين الطاهرات، وشتموا أبا بكر وعمر ومن
معهما من الأحياء الأموات، ودندنوا على الشبهات، وافتتحوا مصانع ومحلات بضائعها
توصل للجنة في زور وبهتان عبر صحوك الغفران، وادعوا العصمة فشفرتموهم
بالبصمة، وأعربتموهم رغم العجمة، يحميكم الله ويرعاكم من : رجال أمن وحرس حدود
ومجاهدين وقوات مسلحة وسلاح جو وحرس وطن واستخبارات من أبناء سعوديتنا أو
خليجنا أو عروبتنا أو إسلامنا، أنى أتيتم وكيف أنتم ومهما كنتم، وأمدكم بالعز والتمكين
والنصر المبين، قادة وأفرادا، وأجزل ثوابكم أحياء وأمواتا، ورفع بكم راية الدين، وأدام
أخوتكم وألفتكم وقياداتكم وشعوبكم بكم إلى يوم الدين.
ولله دركم من غر ميامين، فلقتم هام الشياطين، وفدحتم المجانين وحميتم مأرز الدين،
وولذي نفسي بيده لو أملك فداءكم لافتديت ولو استطعت المجيء لواحدكم لأتيت، ولكني
أنيب القلم عن القدم وألتمس العذر منكم، وأنشد قلوبا حية، وأرواحا وثابة، وأجسادا
مشرئبة، وهمما وقودها النخوة والعزة والحمية حمية الدين صمودا يزلزل وجموحا
يكلكل وإقداما يجلجل وعزما يخلخل، وأستميحكم العذر في توجيه ما يلي الى خادم
الحرمين الشريفين وعضدية يرعاهم الله وإياكم، ويحرسكم وإيانا ويقينا جميعا الشرور
والثبور وويلات الأمور ويجمعنا على ما يحب ويرضى:
سلمان عيدي ترى لبس الكفن
ما أعذب الموت من أجل الوطن
قلبي شدا لحن خلد عادني
في عشق من حبها غيث هتن
يا غادتي والهنا أن تلبسي
ثوبا قشيبا على مر الزمن
أن تسبحي في فضاء من سنا
أن تشمخي عزة رغم الفتن
أن تعتلي هامة الدنيا غدا
أن تحتلي بردة من كل فن
عهدي كما قبلتي لا أنحني
كفي ربيع سقى أحلى فنن
أحيا سعوديتي ترتيل طود
ما ونى لا ولم يرخ الرسن
هذا أنا سيدي درع حمى
قرأنه حده لن يمتهن
أطوي فؤادي على حبي ولا
أرضى بديلا بكم سري العلن
لي قدوة قد مضت من معشر
زالوا وما زايلوا ذهني ولن
هم أمة من هدى سنوا لنا
نهجاً جلا نوره طيف الوسن
سحقا لمن زاغ عن دين سما
بالإنس والجن عن ذلُ هدن
يا باعث الحزم في أجيالنا
أفراحنا فجرها يرنو عدن
قدها جيوشاً سرت أسرابها
طيرا أبابيله ويل معن
أحلافنا جيشنا يا سعدنا
فيكم نرى خالدا هد الوثن
حبي اليماني وفي وجداننا
سيف جديد نما من ذي يزن
عش سيدا في خميل سندس
ترقى إلى نجمة فيها السكن
يا يعرب المجد يا خير الدنى
يا فارس ملهما أغرى الشجن
توحيدنا صاغنا في وحدة
يا أمة سيفها بت الشطن
قوموا إلى عزة قعساء ما
زالت نواميسها تروي السنن
ما المجد في حانة أو هامة
شابت ومن حولها رقص ودن
بل مجدنا صولة أسيافها
يعلو بها ديننا لا يرتهن
إنا خلقنا هنا كي نفتدي
دينا قويما وإن عز الثمن
أنتم لها جيشنا أنتم لها
يا أنجما قد علت تبدي الحسن
قولوا وداعا لعصر من وهن
أهلا وسهلا بفجر قد حضن
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
منقول صحيفة صدى/ جابر الخالدي
تعليق