تويت
تحذير رسمي من «فتاوى» غير مسؤولة تجيز الزيجات العشوائية للمسافرين
سماسرة الزواج «السياحي» يتلقفون شبابنا في المطارات !
وعي المسافر بتبعات الزيجات العشوائية يقطع الطريق على عروض سماسرة المطارات
حذر د. توفيق بن عبدالعزيز السويلم رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج (أواصر) من انتشار ظاهرة الزواج العشوائي من الخارج، الذي يكثر في الإجازات، مرجعاً أسبابه إلى أن العلاقات بين الناس أصبحت خلال السنوات العشرين الماضية، سهلة وسريعة، حيث أضحت الاتصالات وتبادل المعلومات المختلفة عاملا مساعداً في سهولة السفر والانتقال من مكان إلى آخر، نتيجة التقدم الصناعي والتجاري والثقافي والمادي والاجتماعي وكذلك تأثير الثورة الإعلامية وسهولة المواصلات.
وأكد السويلم أن جمعية (أواصر) تسعى مع الجهات الرسمية المختصة كوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والسفارات السعودية المنتشرة حول العالم ومؤسسات المجتمع المدني وغيرهم، لطرح هذا الموضوع بأمانة وشفافية مدعوماً بالإحصائيات والنتائج للآثار المترتبة على الزواج العشوائي من الخارج، وعلاقة ذلك بالعنوسة من خلال الإعلام والصحافة والحملات التوعوية والمحاضرات سواء في الجامعات أو الديوانيات لمحاولة تقليص هذه الزيجات ما أمكن.
«أواصر» تؤكد تزايد الظاهرة وتطالب بتشريعات رادعة وتكثيف التوعية
ظاهرة ومسميات
وأعرب د. السويلم عن أملهم من الجهات التشريعية والتنظيمية ووسائل الإعلام ومجلس الشورى لإعادة طرح هذه الظاهرة على طاولة البحث والتحليل والتقييم وتناولها إعلامياً وبشكل مهني لتكوين وعي جماهيري لإدراك الآثار اللاحقة لهذه الزيجات، وأضاف: لقد تعددت ظواهر الزواج من الخارج وتعددت إشكالها وألوانها وطرقها بين الباحثين عن المتعة والتغيير والتجارب وممن لديهم ظروف خاصة وغيرهم، وانتشرت ظاهرة هذا الزواج العشوائي من الخارج في المملكة خلال السنوات العشرين الماضية بشكل لافت للنظر، كما ظهرت لها مسميات لم تكن معروفة في سابق الزمان مثل: العرفي، المدني، المسيّار، المسفار، السياحي، الصيفي، وأغلب هذه الأنواع بنية الطلاق، وقد ساعد على ظهور وانتشار هذه الأنواع من الزيجات أسباب عديدة لعل من أهمها: رغد العيش الذي يعيشه بعض الناس وتوفر المال لدى البعض منهم، وكذلك المغالاة في قيمة المهور والتكلفة العالية لمتطلبات وحفلات وتجهيزات الزواج تماشياً مع ظاهرة المفاخرة والتباهي الاجتماعية التي دفعت العائلات لأن تطلب أعلى المهور والتكاليف لتزويج بناتهن في الوقت الذي تراجع فيه الوضع الاقتصادي للمجتمع، لذلك يضطر بعض الشباب المقبلين على الزواج للسفر خارج المملكة والبحث عن زوجة تراعي وضعه الاقتصادي، كما ظهرت فتاوى عشوائية من هنا وهنالك تبرر مثل هذه الزيجات، مشيراً إلى أن مثل هذه الزيجات تخلق نوعا من قلة الشعور بالمسؤولية لحفظ كيان الأسرة والتضحية من أجلها وخاصة بعد وجود الأبناء، وعدم الاهتمام بالعواقب الوخيمة لتفكك الأسرة واختلاف العادات والقيم.
كلفة أٌقل
ويضيف: أن بعض الباحثين ذكر أن لهذه القضية نوعية من الرجال الذين يقدمون على هذه الزيجات، وهم كبار السن السياح الذين يتصدرون القائمة وقد يكون منهم من لم يجدوا مواطنة ترضى بهم، يليهم الشباب من ذوي الدخل المحدود الذين يجبرون على الزواج من الخارج لأنه أقل كلفة من الزواج بمواطنة، وقد يكون مهرها مرتفعا ولا يستطيع أن يوفره نتيجة الأوضاع الاقتصادية، ثم يأتي المعددون من أي عمر كان، وهؤلاء في الغالب مقتدرون ماديا وهم محل طمع أولئك النسوة وأسرهن أكثر من غيرهم، يليهم بعض الشباب الذين ذهبوا للدراسة أو السياحة، ثم تأتي الشريحة الأكثر والأخطر والأكثر استهتارا، وهم من يتزوجون حسب الفتاوى التي أباحت لهم أصنافا متعددة من الزيجات كالمسيار، المصياف، المضياف، المؤانسة، المتعة، العرفي، السياحي، وغير ذلك مما لم يشرعه الدين ولكن لغايات في نفوسهم.
حالات نجاح
ويضيف د. السويلم: وهذا لا يعني أن كل الزواج من الخارج فاشلا فقد سجلت بعض الزيجات من الخارج نجاحاً جيدا وفي حالات متعددة بسبب الظروف الخاصة التي تعيشها بعض الحالات عند بعض الأزواج أو الزوجات بسبب القرابة بين الزوجين أو بسبب تقارب العادات والتقاليد، إلا أن غالبية هذه الزيجات قد لازمها فشل راح ضحيته العديد من الأطراف لعل من أهمها الزوجين نفسيهما والأطفال الذين ظهروا على وجه الحياة مكبلين بحياة اجتماعية صعبة لم يكن لهم دور في إيجادها أو في اختيارها وذلك لأسباب كثيرة من ضمنها اختلاف العادات والتقاليد وعدم القدرة على التكيف مع المجتمع نتيجة ثقافات مختلفة.
تفشي العنوسة
وقال: وفي الآونة الأخيرة تفشت ظاهرة العنوسة في المجتمع السعودي بشكل ملفت، حيث أن عدد العوانس بلغ أكثر من مليون ونصف المليون عانس وهناك احتمالية لتزايد العدد ليصل إلى أكثر من ذلك في العام 2015م، ومن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع: الفقر والبطالة لدى بعض الشباب مما أدى ببعضهم للعزوف عن الزواج، إضافة لوجود عادات وتقاليد قبلية واجتماعية معيقة لبعض حالات الزواج ومنها الإصرار على انهاء الدراسة الجامعية قبل الزواج، كما أن غلاء السكن سبب مهم أيضا حيث تعاني شريحة كبيرة من المجتمع من عدم توفر السكن، إضافة لرفض الفتيات المتأخرات في الزواج أن تكون زوجة ثانية، وكذلك عدم الشعور بالمسؤولية وتحمل أعباء ومشاكل الزواج، إضافة لحرص المرأة على التعلم والوظيفة على حساب الرغبة في الزواج، ولانغفل طمع بعض أولياء الأمور بالحصول على رواتب بناتهم، كما أن الحرص على تزويج الأبناء والبنات حسب الأكبر سنا يحرم الآخرين من فرصهم.
سماسرة المطار
ويرى منصور المقيطيب - مهتم بالجانب السياحي – أنه خلال موسم الإجازات يكثر مايعرف بالزواج السياحي خاصة في البلدان التي يقصدها السياح الخليجيين والسعوديين على وجه التحديد، مما أوجد مايسمى بظاهرة "الزواج السياحي"، ويرى المقيطيب أن هذا نتاج ظاهرة أفرزتها بعض العادات والتقاليد التي يجب ان تعالج من جذورها لأنها تسهم في تأخر الزواج لدى الجنسين من أبنائنا، وقال لقد انتشرت ظاهرة مايسمى بالزواج السريع بصورة ملحوظة، وتفشت هذه الظاهرة بصورة علنية يقودها سماسرة تعمل بالخفاء والعلن وتحت مسميات شتى، ويرى أن مثل هذا الزواج يعد تحايلا على القانون وأوجد مشكلات لاحصر لها وقد يوجد تأزما بالعلاقات بين الدول، وهذا النوع من الزواج لايمر من خلال القنوات الشرعية.
واستدرك ولكن كلامي هذا لايعني أنه ليس هناك زيجات شرعية بل أن هناك زيجات ناجحة ومسجلة قانونيا ومكتملة الشروط الدينية والقانونية في كلا البلدين، ومثل هذه الزيجات أعتبرها ناجحة لأنها بنيت على أساس صحيح.
من المطار
من جهته روى الموطن بدر الرميح قصة أحد أصدقائه في هذا الجانب موضحاً أنه منذ أن حط قدميه بإحدى المطارات التي يكثر فيها مثل هذا النوع من الزيجات عرض عليه أحد السماسرة تعبئة أوراق التأشيرة وإنهاء الإجراءات والبحث عن تاكسي، وخلال ذلك حدثه عن الزواج السياحي، يقول ليست هذه أول مرة فكلما قدمت إلى هنا يقابلني سمسار يزودني بكرته مدون به (مأذون أنكحه زواج) ورقم هاتفه، ويضيف: حتى لو لم يدر بخلدك هذا الموضوع فإنهم يحاولون تزيينه لك بكل السبل.
ويضيف: هناك السماسرة ينشطون مع توافد السياح وأكثرهم استغل نقاط ضعف هؤلاء السياح، فإذا كان السائح من الفئة المتدينة جاءه من باب إعفاف النفس عن الحرام، وإذا كان من فئة الشباب جاءه من باب الاستمتاع، وقال أن صديقه ذكر له حتى وهم يبحثون عن سكن جاءهم سمسار سبق له العمل في السعودية وخلال إقامته درس عاداتنا وتقاليدنا فاستغلها في سمسرته حيث يرى من وجهة نظره أن كل مشكلة لها حل، ويحاول من خلال معرفته بالسعوديين أن يستغل نقاط ضعفهم في هذا الجانب فيعزف عليها، وكانت بداية التعرف عليه عندما كانوا يبحثون عن مكان لإقامتهم، التقاهم ورحب بهم وتقدمهم بدراجته النارية واستعرض لهم الفلل المطروحة للإيجار، وبعد أن استأجروها بدأ يرمي شباكه عليهم واحدا تلو الآخر، مستخدما لكل منهم السلاح الذي يناسبه.
توعية وتوجيه
ويرى المواطن فهد السيف أهمية أن يعي كل مسافر التحذيرات التي تبثها وزارة الخارجية لمن أراد السفر، بالدخول لموقع الوزارة على الشبكة العنكبوتية، حيث أن وزارة الخارجية استشعاراً منها لواجباتها ومسؤولياتها تجاه المواطن في الخارج، تؤكد من خلال موقعها على أهمية أن يكون المواطن أولا سفيرا لبلاده، كما أن عليه احترام أنظمة وقوانين الدولة التي قصدها.
وطالب السيف من يتعرض لاسمح الله لمشاكل بالخارج الاتصال بالسفارة السعودية في البلد التي سافر اليها لتمكينها من أداء واجبها في الوقوف إلى جانبه.
وتمنى السيف من الجهات المختصة ذات العلاقة أن تكثف التوعية والتوجيه قبل بداية أي إجازة وخصوصا في المنافذ لكي يكون المسافر على بينة من أمره وتبين له الثواب والعقاب وأنه يجب أن يكون سفيرا لبلاده بالفعل، كما تمنى أن يكون لوسائل الإعلام دور في توعية وتثقيف المواطنين وتقديم النصائح لهم، وتذكيرهم بما يجب لهم وعليهم.
تعليق