أولى العوائد من خلال قصة

{ذبح المضروبة وتوزيع لحمها مهما كان صاحبها}


{القصـــــة}


في يوم من الايام قبل صلاة الظهر بقليل شاهدنا بعير
يجري بسرعة كبيرة متجها نحو وادي خلف قريتنا
ولكنه وقع مقابل القرية وأقرب ما يكون له منازلنا
فقام الوالد بالإقتراب منه فوجده مضروبا ضربة مميتة
على جنبه الايسر أسفل من سنامه .. فعاجله بنحره ذكاة
له وأرسل لأحد الاشخاص وطلب من شخص معين يعرف
القيام باللازم بسلخه وتقسم لحمه على أهل القرية والقرى
المجاورة وتم ذلك بتقسم جميع لحم ذلك البعير على
قريتنا والقرى المجاورة لنا بالتمام ..


{العادة والمتبع في مثل هذه الحالة}


قام الوالد وأحد أفراد قريتنا بالذهاب الى شخصين
من قرى قريبة منا وتعتبر محايدة للمشكلة ومسئولية
موت ذلك البعير .. وذهبوا جميعا على الأثر حتى وصلوا
الى مكان ضرب البعير وقصوا أثر الضارب وعرف
من هو .. وذلك لرفع مسئولية موت البعير ومن يتحمل
التعويض الذي سيتم تحديده بعد ذلك ..


وبعد ثلاثة أيام واذا برجل يأتي ويدعي ان البعير يخصه
ويطالب أهل القرية وخاصة من قام بنحره بدفع قيمة ذلك
البعير والتي سيقوم محكمون بتحديدها فيما بعد ..
عند ذلك قال الوالد ومن معه من أهل القرية ان سبب
موت البعير ليس من قبل أهل القرية ودلوه على أهل
القرية التي كان الضارب منها وقالوا لصاحب البعير
طالبهم وان أنكروا سنكون موجودين في مكان المطالبة
ولن يستطيعوا الانكار .. فعل صاحب البعير وطالب أهل
القرية المسئولة عن موت بعيره.. وتحدد ما يسمى بـ(مقعد)
وهو مجلس يجتمع فيه قوم من أصحاب الحق المطالبون
والمسؤلون عن ذلك الحق وكذلك محكمون محايدون
والشهود أن وجد شهود ولا يعقد المجلس إلا بتكامل
أولئك المذكورون ..
أدعى صاحب الحق .. فأنكر المسئولين عن موت البعير
وقال صاحب الحق ان عنده شهود يشهدون بالحق فقالوا
له هاتهم وطلبوا تحديد من الذي قام بضرب البعير .
تم الاتفاق على ذلك في مجلس أخر تم تحديده ...
حضر الجميع في المجلس المحدد وقد قال الوالد والذي
معه من قريتنا أن فلان بن فلان الفلاني هو من قام
بضرب البعير وعليه بينه شهود فلان بن فلان الفلاني
وفلان بن فلان الفلاني من القرية الفلانية والذين قصوا
الاثر في وقته وحينه وعليكم يا أهل هذه القرية تحمل
المسئولية ولا هناك مفر من ذلك ..
تحمل أهل تلك القرية التي هو منها من ضرب البعير
قيمة ذلك البعير الذي تم تحديد قيمته حسب العرف المتبع
من أولئك الشهود من القرية المجاورة حيث هم من قص
الاثر وتتبع كل مشكلة موت ذلك البعير وشاهدوه وحددوا
عمره وكم يستحق ثمنا له .. ورضي صاحب الحق

أنتهت المشكلة حسب معطيات القضية في القصة أعلاه
وحسب المتفق عليه والمتفاهم عليه في تلك المنطقة
والله المستعان ..

{الــســـــاريـــــــة}



*************


(القصــــــــة)
2


أحد المزارعين وجد عند الصباح أن هناك عدد
من الأبل سرت في بلاده التي قارب وقت حصادها
وقد أكلت وأتلفت الكثير من زرعه وهذه تسمي سارية
يعني سرت طول الليل تأكل حتى شبعت أو أصبح
الصباح وسببت الكثير من الخراب في الزرع
الذي قارب حصاده وأصبح لا يستفاد منه لا حب
ولا علف .. وفي هذه الحاله لابد من حل لمثل هذه
المشكلة .. الابل لا يعرف صاحبها ..


{الحل المتعارف والمتفق عليه}


هناك مسئول ويسمى معقل في كل قبيلة من القبائل
ويكون تابع لمحافظة يراجع الجهات الرسمية بها
توضع الابل عنده وله رسم على المحافظة عليها
ورعيها وسقياها حتى يظهر صاحبها .. وعند ظهوره
يقال له ان أبلك نفشت في زرع فلان بن فلان الفلاني
وتم أحتساب خرابها ساريه لكل ناقة او جمل ومتفق
على ثمن السارية لكل واحدة من الابل بكيل معين من
الحب حسب نوع الزرع .. فيذهب صاحب الابل أولا
لسداد الخراب الذي أحدثته أبله لدى المزارع ..
وبعد ذلك يأتي للمسئول وهو الذي يسمى (معقل)
وتحسب الايام وتحسب الابل ويدفع عن كل واحدة
منها رسم محدد لكل يوم ويدفع للمعقل ويأخذ صاحب
الابله أبله وهنا تنتهي المشكله ويأخذ كل إنسان ما يستحقه
دون التعدي على حقوق الناس كلا فيما يخصه .
وبالله التوفيق ..